قَصِيدَةٌ خَلَعَتْ نَعْلَهَا!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاة الزباير
    أديب وكاتب
    • 09-06-2007
    • 16

    قَصِيدَةٌ خَلَعَتْ نَعْلَهَا!!

    إلى كل العراقيين هذه القصيدة التي سكنت وجداني، ذات حذاء رُمِيَ غضبا ضد الظلم والتعدي على كرامة الإنسان في الوطن العربي.

    1

    أَقْبَلَتْ مِنْ أَرْضِ اُلْفَجِيعَةِ
    خلْخَالُهَا جُـرْحٌ
    فُسْتَانُهَا حَدَائِقُ نَارٍ
    عِطْرُهَـا نَزِيفٌ.
    كُنْتُ حِينَهَا أَقْرَأُ وَجْهَ اُلرِّيحِ
    تَسَلَّلْتْ لِمَنْفَايَ..
    كَانَ عَلَى وَجْهِهَا نَدْبٌ
    سَتَرَتْهُ بِكِبْرِيَاءٍ
    ـ "اُجْلِـسِي"
    قَالَتْ حُرُوفِي تَتَنَشَّقُ هَوَاءَ اُلْفُرَاتِ.

    2
    قُرْبَ بَابِي جُنْدِيٌّ يَنْتَظِرُ رَكْضَهَا
    نَثَرَتْ فَوْقَ كَفِّهِ عُمْرَهَا
    ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيَّ
    تَنْسُجُ لِلصُّبْحِ خُطَاهُ
    ـ "كَيْفَ أَحْيَا بِلاَ وَطَنٍ
    وَ أَمْشِي بِلاَ غَدٍ ؟ "
    اُرْتَجَفَ دَمْعُهَا.
    تَسَاقَطْتُ مِزَقا
    كَيْفَ أُوَاسِيهَا
    وَقَدْ عَمِيَتْ كُلُّ اُلدُّرُوبِ.

    3

    سَأَلْتُهَا عَنِ اُلْجُنْدِيِّ
    يَخْنُقُ آهَاتِهَا
    ـ "كَانَتْ مُطَارَدَةً "
    هَمَسَ طَلْعُهَا.
    أَفْرَدْتُ لَهَا أَضْلُعِي
    قَدَّمْتُ لَهَا قَمِيصَ اُلْعُرُوبَةِ كَيْ تَنَامَ
    شَدَّتْ لِبِحَارِ اُلسُّهْدِ رِحَالَهَا.

    4
    فِي مَفَاصِلِهَا تَمْشِي اُلْحَرْبُ
    تَتَقَمَّصُهَا اُلْكَوَارِثُ
    نَبْضُهَا شُرُفَاتُ نُبُوَّةٍ..
    غَطَّتْ بِلِحَافِ اُللَّيْلِ خَرَابَهَا
    وَحَلَّ اُلصَّمْـتُ.
    5
    صَعَدْتُ فِي شَجْوِهَا
    كَانَ حِبْرُهَا قَبْرًا
    ـ " اُتْـبَعِينِي" قالت
    لَمَحْتُ غِيَابَ نَعْلِهَا
    اُسْتَغْرَبْتُ
    تَبَسَّمَتْ :
    ـ " تِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى"
    6
    فَتَحَتْ حَقِيبَةً صَغِيرَةً
    رَأَيْتُ فِيهَا اُلْعِرَاقَ يَبْكِي صِبَاهُ
    ـ " كَيْفَ تُورِقُ أَغْصَانُهُ ؟ "
    قَالَ أَنِينُهـَا.

    7

    وَلَجَتْ فَجْأَةً بَابَ تَعَبِي
    اُصْطَادَهَا اُلْعَسَسُ
    تَأَلَّـمْتُ
    كَانَتْ حُورِيَةً
    خَلَعَتْ عَلَى بَابِ اُلْإِمَارَةِ نَعْلَهَا.

    19 دجنبر 2008

    aphroditenajat@gmail.com
    التعديل الأخير تم بواسطة نجاة الزباير; الساعة 21-12-2008, 19:46.
  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    #2
    [align=center] السلام عليكم

    نجاة الزباير

    تحية لكِ ولمشاعرك

    بداية سأقوم بالتثبيت

    ولي عودة

    وللتثبيت لجمال النص [/align]
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

    تعليق

    • وفاء الأيوبي
      أديبة وكاتبة
      • 15-09-2008
      • 643

      #3
      من أروع ما قرأت شاعرتنا المبدعة

      قصيدة تنضح بالعمق في الفكر
      وتترك أبعد الأثر في قارئها
      بحروفها النورانية

      لك مني كل تقدير
      sigpic
      إجمعني جنى في عين مغامر
      طيف جحافل ، هدير العمر
      في حدقة وطن !!

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #4
        بداية أتساءل أين أنت من زمن بعيد لم أعرف
        أخبارك وما مصير الدراسة التي قمت بها لديوانك
        القصيدة رائعة كعادتك ، تكتبين بأبعاد كثيرة ، تنزلق بك
        مدارات الأفق لكثير من الأمواج الفكرية العاتية التي
        تروضينها لفكرك النابع من بلورة الهدف في بؤرة
        نفسك المتموجة بأحاسيس مضغوطة في أجساد الكلمات
        تحيتي سيدة الكلمات الأنيقة .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        يعمل...
        X