لي ما تبقّى منكِ / ظِلّي .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف الديك
    شاعر وأديب
    مؤسس ملتقى نخبة الإبداع
    • 22-07-2008
    • 894

    لي ما تبقّى منكِ / ظِلّي .

    لي ما تبقّى منكِ / ظِلّي . .


    شعر : يوسف الديك
    25/12/2008



    الشعر يولد ميتاً
    ما لم يباركه الحبيب
    والقلب ينبض مثل محركٍ مهجور
    والبدر يأتي صامتاً
    سيّان يظهر أو يغيب ..!!

    مرّي على الكلماتِ مثل غمامة
    لا ماء فيها ولا مطر
    مرّي على الذكرى
    ولا تتذكرّي ...
    ودعي مسامات الضلوع تنزّ شوقاً
    واسكني صمت البلاهة
    كلّما أزفت نوارسنا على التحليق
    تخذلها الرياح
    يسكنها الوجيب

    سنظّل أسرى ما نحبُّ ومن نحبُّ
    أنت طليقة ...
    هذا الفضاء الرحب ملك العائدين من الغرام
    المدّعين ....
    خسارة الروح
    انكسارات الفراغ العاطفيّ
    مرارة الوهم
    انتظار الصبح يأتي أول الليل
    انعكاسات التماثل في تراتيل النحيب

    لا الشعر يرجع عاشقاً لفتاته
    ولا دمع الحبيب على الحبيب
    صرعى يفرّقنا انهزام قصائد التأبين
    تسألنا الطيور ولا نجيب .

    وحدي أتيت ولم أصل
    وحدي ...ولا ينجي احتراز من قدر
    وكأن لي وحدي احتراق مسافة الحلم
    منذ أن مرّت خيالات الصور


    دمّ على الشباك ..
    دمٌ على المقود
    دمّ على خدّ الرصيف
    دمٌ على المقعد
    على ...الغيوم ..على النجوم ..على التخوم ..
    دمٌ ... ينزّ من الجبين على رموشي
    والمدى ..أسود

    بكت القصيدة ، والجريدة ، والقلم
    وفقدت بوصلة الجراح ...
    إحساس الألم
    وصرخت ....يا ألله
    من يأتي ...
    كلّ هذا الدّم ..؟؟

    وفتحت عيناً ...كي أرى ما لا يرى

    غبشٌ .. خيالات ..وجوه أصحابٍ ..
    طبيب مدّ كفاً من حنان وابتسم.

    قالت ممرضتي الرقيقة
    هل ترى صوتي ...أتسمع لمستي ؟؟
    كنت تبدو عائداً من ألف عامٍ ميتاً ..كي لا تعود من العدم ..
    وبكت عليك خريطة الوطن الممزّق
    صدرك المثقوب عن أسرار حبّك ...نازفاً
    قلنا ... هوَت على بحر الحروف
    أشرعة الندم
    وتنهدّت أمي ..
    تزحزح قبرها بين الضلوع ،
    أسكنت النزيف ..
    وفاوضت صوتاً تناهى من سقام للألم .

    همست ممرضتي ...
    تحبٌ ؟؟
    وتمتمت ...
    لا الشوق يرجع عاشقاً لفتاته
    ولا الشعر ... الذي سيولد ميتاً
    على ركام من فصول الذكريات
    ..هذي المرايا إن بكينا سوف تبكي مثلنا
    وإذا استعرنا ضحكة من قهرنا
    ضحك السنونو في الأعالي وابتسم
    خذ من حياتك ما تريد من الحياة
    وذُدْ عمّا تحبّ ومن تحبّ على القمم
    جلست ممرضتي الصغيرة ....
    ثم أشعلت الدموع
    وحدثتني عن حبيب عاده النزف هنا ..
    على ذات السرير ... ونام لكن لم يعد ..
    فشق هاتفها السكون .. استدركت ..
    وغطت خدّها ..وبكت :
    - ليت الحقيقة لم تنم ..!!
    عَلَى الذينَ تهمُّهم المدائحُ ويزعِجُهمْ النَّقدْ ..
    أن يَبحثوا لذواتِهم الضَيّقة عنْ منطقةٍ خارجَ طُهرِ الكَلمة.. ونقاءِ الأدبْ ...
    وسُبُلِ الإبْدَاعْ .المُجَامَلة...فجورٌ لمنْ لا يستحقّونْ .
    يوسف الديك​
  • حامد أبوطلعة
    شاعر الثِقَلَين
    ( الجن والأنس )
    • 10-08-2008
    • 1398

    #2
    أخي الشاعر الجميل الأستاذ / يوسف الديك
    سعدت بأن كنت أول المعانقين لهذا النص الجميل
    دمت مبدعا
    وافر محبتي وغزير مودتي
    [align=center]
    sigpic
    [/align]

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      منذ مدة لم اقرا لك نص جميل موشى بحبات الالم الرقيقه
      دمت مبدعا استاذنا الكريم

      تعليق

      • سمير فياض
        عضو الملتقى
        • 13-11-2008
        • 228

        #4
        مرّي على الكلماتِ مثل غمامة
        لا ماء فيها ولا مطر
        مرّي على الذكرى
        ولا تتذكرّي ...
        ودعي مسامات الضلوع تنزّ شوقاً
        واسكني صمت البلاهة
        كلّما أزفت نوارسنا على التحليق
        تخذلها الرياح
        يسكنها الوجيب

        اخي الشاعر الكبير يوسف الديك
        نصك جميل لابل رائع
        دمت بعز
        [URL]http://video.google.ca/videosearch?q=%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1+%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D9%84%D9%8A&hl=en&emb=1&aq=-1&oq=#[/URL][COLOR=Blue]
        اتشرف بزيارتكم مدونتي[/COLOR][/SIZE]
        [URL]http://www.samirfayad1.jeeran.com/[/URL]
        [url]http://www.crhat.net/vb/showthread.php?t=1190[/url]


        [URL="http://www.queen-love.com"] [/URL]

        تعليق

        • الحسن فهري
          متعلم.. عاشق للكلمة.
          • 27-10-2008
          • 1794

          #5
          بسم الله.
          حمدا لله وشكرا على سلامتك وعودتك، أيها الرجل..
          التعديل الأخير تم بواسطة الحسن فهري; الساعة 25-12-2008, 18:39.
          ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
          ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
          ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
          *===*===*===*===*
          أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
          لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
          !
          ( ح. فهـري )

          تعليق

          • ثروت سليم
            أديب وكاتب
            • 22-07-2007
            • 2485

            #6
            الله الله الله
            ويعود يوسف الديك ليؤذنَ مرَّةً أخرى في فضاء الإبداع بأروع آيات الجمال قرأتُها بقلبي وعقلي معاً حتى :
            هجمَ السرورُ عليَّ حتى أنهُ
            مِن فرطِ ماقد سَرني أبكاني
            ياعينُ قد صار البكا لكِ عادةً
            تبكينَ في فرحي وفي أحزاني
            العملاق : يوسف الديك
            حُييتَ مِن شاعرٍ فذ
            هذه رائعةٌ جديدة بعد العاصفة
            لا عكَّرَ اللهُ لكَ خاطراً أبداً
            محبتي وتقديري
            ثروت سليم

            تعليق

            • د . محمد أيوب
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 101

              #7
              - ليت الحقيقة لم تنم ..!!
              أخي العزيز يوسف
              جميلة قصيدتك ورائعة في تعبيرها عما يجول في خاطرنا، كنت أتمنى أن تحمل نهاية القصيدة بعض الرجاء باستخدام علَّ بدلا من ليت التي تفيد التمنى، تمني الشيء الذي يصعب أو يستحيل حدوثه، عل الحقيقة لم تمت ، لأن الحقيقة تبقى حية على الرغم من كونها أمرا نسبيا غير مطلق، لأنه لا تكاد توجد حقيقة مطلقة في هذا الكون الذي يعصرنا فيسبب لنا الألم ، ولكننا ننتصر على الألم بإرادتنا وعزيمتنا.
              ربما أعود بعد هذا التعليق السريع آملا ألا أكون قد تسرعت فيه.
              لك مني أجمل تحياتي

              تعليق

              • جلال فكرى
                أديب وكاتب
                • 11-08-2008
                • 933

                #8
                الأستاذ الكبير يوسف الديك :
                عدت الينا فى أجمل حلة وثوب وزدت إبداعك إبداعا و جمال حرفك جمالا ..رقة و إحساس وعذوبة ..لا حرم الله قراءك كن إبداعك
                بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

                sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

                تعليق

                • محمد الصالح الجزائري
                  عضو الملتقى
                  • 30-03-2008
                  • 207

                  #9
                  [align=center]قالت ممرضتي الرقيقة
                  هل ترى صوتي ...أتسمع لمستي ؟؟[/align]

                  [align=center]فعلا هي فوضى الحواس... في عالم لا ندرك منه إلا ما يؤلم! كم كنت رائعا أخي يوسف!
                  محظوظة تلك الممرضة أن تحظى بمعاينة شاعر مثلك! سعيد ذلك السرير الذي ـ ومن بين عشرات الأسرة ـ احتفى بك ! وكم نحن سعداء ونحمد الله على سلامتك أخي يوسف...أعذرني لم أقرأ الخبر إلا اليوم..لأنني ما دخلت المنتدى منذ مدة...شكرا مرة أخرى...أخوك الجزائري...[/align]

                  تعليق

                  • بنت الشهباء
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 6341

                    #10
                    لو سألنا أنفسنا يا أستاذنا الفاضل
                    يوسف الديك
                    بصراحة هل من الممكن للحقيقة أن تستسلم للنوم في زمن الأزمان ، أم أنها لا بد أن تستفيق يوما من بعد ليل دامس مع ضوء الشمس ليرى من حولها الحقيقة كما هي دون غبش ولا تدليس ولا لبس !!!؟؟....
                    قد تقول لي : الحقيقة في زماننا غير الحقيقة التي كنا نحلم بها من ذي قبل ...
                    لكن يبقى اسمها الحقيقة التي لا يمكن لها إلا أن تصحو حتى ولو من بعد الموت ... لأن هناك من يأتي ويبحث عنها لتحيا من جديد ....
                    فالأمل والحلم بها هو الذي يدفعنا لئن نتابع مسيرتنا ونحن على ثقة بأن الله لن يضيّع مثقال ذرة من عملنا مادام غايتنا وهدفنا ابتغاء وجه الله ربنا ...

                    أمينة أحمد خشفة

                    تعليق

                    • زهار محمد
                      أديب وكاتب
                      • 21-09-2008
                      • 1539

                      #11
                      الأخ يوسف
                      مرحبا على العودة الميمونة
                      ودمت فارسا مغوارا في ميدان الكلمة
                      جميل جدا قولك:
                      ..هذي المرايا إن بكينا سوف تبكي مثلنا
                      وإذا استعرنا ضحكة من قهرنا
                      ضحك السنونو في الأعالي وابتسم
                      خذ من حياتك ما تريد من الحياة
                      وذُدْ عمّا تحبّ ومن تحبّ على القمم
                      جلست ممرضتي الصغيرة ....
                      ثم أشعلت الدموع
                      وحدثتني عن حبيب عاده النزف هنا ..
                      على ذات السرير ... ونام لكن لم يعد ..
                      فشق هاتفها السكون .. استدركت ..
                      وغطت خدّها ..وبكت :
                      - ليت الحقيقة لم تنم ..!!
                      [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                      حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                      عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                      فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                      تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                      تعليق

                      • سوسن السباعي الجابي
                        عضو الملتقى
                        • 16-10-2008
                        • 29

                        #12

                        دمّ على الشباك ..
                        دمٌ على المقود
                        دمّ على خدّ الرصيف
                        دمٌ على المقعد
                        على ...الغيوم ..على النجوم ..على التخوم ..
                        دمٌ ... ينزّ من الجبين على رموشي
                        والمدى ..أسود


                        شعر رائع لمرحلة غير رائعة
                        أشكر عودتك للإبداع سالما ومعافى وخلاّق

                        تعليق

                        • سوسن السباعي الجابي
                          عضو الملتقى
                          • 16-10-2008
                          • 29

                          #13

                          دمّ على الشباك ..
                          دمٌ على المقود
                          دمّ على خدّ الرصيف
                          دمٌ على المقعد
                          على ...الغيوم ..على النجوم ..على التخوم ..
                          دمٌ ... ينزّ من الجبين على رموشي
                          والمدى ..أسود


                          شعر رائع لمرحلة غير رائعة
                          أشكر عودتك للإبداع سالما ومعافى وخلاّقا

                          تعليق

                          • د . فاروق مواسي
                            كبار الأدباء والمفكرين
                            • 30-05-2007
                            • 101

                            #14
                            الحبيب يوسف ، ولك من باقة وأشذائها وفوحها طيب العبق.
                            أولاً : حمدًا لله على سلامتك ، مع أني أحب أن أعرف ولو برسالة خاصة حكاية ما جرى .
                            نصك بلغته المميزة، الرائقة والشجية معًا- أوحى لي، لكنه لم يعلمني.

                            [frame="2 98"] تحية فاروقية[/frame]
                            التعديل الأخير تم بواسطة د . فاروق مواسي; الساعة 26-12-2008, 06:34.

                            تعليق

                            • تحسين
                              عضو الملتقى
                              • 03-06-2008
                              • 177

                              #15
                              مرّي على الكلماتِ مثل غمامة
                              لا ماء فيها ولا مطر
                              مرّي على الذكرى
                              ولا تتذكرّي ...
                              ودعي مسامات الضلوع تنزّ شوقاً
                              واسكني صمت البلاهة
                              *************
                              ما أعظم المعاني
                              شكرا لك
                              [COLOR="Red"][FONT="Arial Black"][SIZE="4"]متى تثورون ضد جلاديكم ؟ متى تنتفضون ضد قهركم ؟ متى تنتقمون لكرامتكم؟ وعفاف المسلمات أمامكم ينتحر، وبلاد المسلمين تغتصب ، والأمة تتعرض للذبح والتنكيل ، والشعوب المسلمة مغلوب على أمرها ، ونطفة الإجرام على مرآكم تتهكم وتنتقل، وصعاليك الكفر لأعراضكم تنهش ثم تستتر؟ هبوا ... انتفضوا ... ثوروا ... انتقموا... فالعمر محدود والرزق مقسوم ، والدنيا فانية ، والآخرة باقية [/SIZE][/FONT][/COLOR]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X