(1)
( هيه الدنيا ليه مش ورديه زى ما كنت شايفها زمان ؟؟!)
حاجه تانيه بتلعب جوه نظام دماغى و حاسس كأنها بتنهش فى كل حته فى جسمى ..
و السر مش فى الحر المتأزم جوايا و لا فى اللجنه اللى المراقب فيها شبه حصان طرواده
و أكيد طبعا مش فى السواق اللى واقف بره الكليه و عمال يسب لكل حملة الليسانس و المؤهلات العليا
– مع إنه عنده عقدة نقص-
هوه إيه اللى بيحصل ؟
و أنا ليه واخد حبيبتى و طاير من وسط كل العالم و رافض أشوف أى حد ..
مش عارف مين اللى غش النهارده ..
مش عايز أعرف أخبار جديده عن قعدة بالليل
أنا نفسى ساعه واحده .. أو حتى نص ساعه .. أو حتى عشر دقايق ..
أحلم و أنا رامى راسى جوه حضن حبيبتى ..
من غير ما يقاطعنا مخبر أو واحد أريفجى عمره ما شاف بنت فى جمالها ..
ده أنا حتى نفسى أبوس شعرها من غير ما أتفهم غلط
الظاهر إن إمتحان النهارده أثر على دماغى ..
آسف على إزعاج السلطات العليا
(2)
مين اللى قال لك : بكره بعيد زى جنه فوق جبل عالى وسط مليون بحر ؟
مين اللى حط جواك هاجس إنك كنت متوحد من يوم ما كملت السنه ؟
مين اللى قال لك إن البنت اللى جنبك فى اللجنه هيه بعينها حبيبتك بس حاطه شوية مكياج و لابسه هدوم جديده ؟
هيه حقيقى بتحبك ..
لكن مش لدرجة الإنسجام معاك جوه قصيدة نثر جديده ..
هيه حقيقى بتحبك .. لكنها عايشه حياه طبيعيه زى باقى البنات اللى بتنام و تصحى و تحلم بحبيبها فى ليلة ما يلمهم بيت واحد – و إن قدر يساعها البيت من شدة فرحتها –
هيه يمكن بتعشق كل حته فى جسمك ..
لكن عمرها ما تفكر تدخل فى نقاش حاد مع الدكتور التلاوى و عمرها ما تعدل على الدكتور كامل الصاوى فى رؤيته لرواية زقاق المدق ..
هيه حقيقى بتحبك ..
لكن عمرها ما هتستناك لما تحلص الكليه و تكمل دراسه فى أكاديمية الفنون ..
عشان كده هيه دايما بتنجح ..
و إنت ..
بتسقط .
(3)
إشمعنى إنت من وسط كل طلاب الفرقه الأولى اللى جاوبت على طريقتك الخاصه ..
و حلفت لا تحلل قصيدة محمود درويش من وجهة نظرك غصب عن عين الدكتور اللى إنت عارف كويس إنه هيعملها معاك ؟!
و إشمعنى درويش بالذات ..
هوه اللى خلاك تسرق سيجاره سوبر و تولعها خباثه مع إنك بتموت و تكسر كل القوانين علانيه ..
جايز هوه بنفسه اللى شدك من خيالك للشارع رغم الحر و الزحمه و الخنقه اللى بره المكان ..
( هيه إيه الحكايه بالظبط ؟!)
كان هوه السؤال اللى محرك فى أحلامك بدعه ..
بدعه سرها الطيور و السرحان فى قوس قزح و الهروب م المواجهة ..
فتحس إنك النهارده ..
مش عاوز تروح عند صاحبتك اللى بتسحب منك قيراط هم و تزود لك عشره ..
(هيه إيه الحكايه ؟!)
هوه إنت خايف منها لأنها شبه السراب ..
و لا هيه اللى خايفه منك لأنك شبه البحر ؟
مين بقى اللى خايف من مين ..
أطمنك ..
بينك مابين البيت عشر خطوات ..
حاول تدخل .. و ما تتكسفش .
(4)
حاسس إن ليها كماله ..
حدوتك مع البنت اللى كل ما بتشوفك تتكلم معاك عن سيكولوجية الوهم و الإبداع و الأمراض النفسيه و عقدة أوديب و إليكترا
ماهى عمرها ما هتديلك فرصه عشان تقدر تتحرك و هيه بتبصم على كل كلامك بالعشره ..
كان لازم ترفض و تقول لك لأ ..
علشان تعرف تاخدها فى زوارقك العتمه و تعرفها على كل الناس اللى عرفتها من يوم ما إتفطرت ع ا لقرايه ..
و ساعتها بس ..
يمكن كانت هتخليك تعرف تكتب فى عيونها أغنيه و تديها لصاحبك الموهوب يعمل لها لحن خرافه ..
لكن هيه حتى مش عارفه تميز بين الأغنيه و بين الحدوته اللى غناها منير ..
فتحس إنك موجود فعلا فى مكان مش بتاعك ...
أو مش موجود أصلا ..
ببساطه لأن صنفك بقى عمله نادره جدا .. جدا ..
و تحس إنك رغم غبائها المستحكم و جهلها الشديد ..
عايز تبتسم لها لما تشوفها واقفه مع شاب روش و أكيد دماغه زى دماغها ..
و تسيبهم .. و تروح تدور ع الناس اللى زيك ..
كل المأساه اللى بيعيشوها ..

زمان مش بتاعهم
و مكان إتخلق عشان غيرهم
محمد عبد الصبور
مايو 2005