خواطر في يوم ماطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد شوقي
    عضو الملتقى
    • 11-05-2008
    • 62

    خواطر في يوم ماطر

    خواطر في يوم ماطر
    عبد الحميد شوقي
    وحدي
    أقبّل في الصباح ضفيرتيك
    أُعيد بدء الحكي من قسماته الأولى
    بُعيْد الوقت
    قبل تساقط الكلمات في عبث الوداع..
    وكنت أختبر المساء
    قبل الذهاب إلى الضياع
    لعل قلبي
    يستريح إلى يدين نحيفتين
    توزعان مياه جسمي
    في بساتين السماء..
    كوني
    مزاجا للشجيرات المطلة من عروقي
    وامنحيني قهوة نصفية
    لأراك باذخة كيوم ممطر
    وأرى شهيقي
    حرا كموج البحر
    يحفر ما يمانع في دمائي ...
    كوني رحيقي
    كي تكوني ما يمد خطاي بالورد المسائي
    حين تبتلع الثواني كل أمنية
    لكي أمشي إليك
    وفمي صبي
    يستحم على يديك ..
    بوحي بشهدك
    وارقصي فرحا
    أخاف على حشاي من الذبول
    وعلى عيوني من نفاذ الشمس
    ليس عليك إلا أن تضيئي
    وأن أجدد لون جلدي في حريقي ..
    مطر..طريق..فتنة..تيه جماليّ..نبيذ..
    عنفوان هارب..
    كل الليالي ما تشائينَ :
    ارتعاش فمي
    انتعاش دمي
    امتناع قصيدتي
    صمتي .. برودة غرفتي
    فرحي بأطفال الحواري ..
    كل ما تترقبين ..
    حين التقينا
    ذات عصر ممطر
    لم تتركي لمواجعي
    إلا شتاء ضائعا في دفتري
    وحفيف كِلْمات نديه
    وظللت أحضن دهشتي
    كي أستردك من شرودي ..
    لم تعبري ذاك الصباحَ
    ندى الرصيف
    لم تنزلي درج البناية
    في اتجاه المدرسه
    لم تتركي عبق الأنوثة
    في التواءات الدروب
    سألت طيرا
    كان ينتظر الخريف
    سألت طفلا
    كان يلعب في الجوار
    لم يبصروا أثرا لبنت ضيّعتْني
    ثم اختفت .. ذابت سريعا ..
    كنت أذكر وجهها
    وأنا أغادر عزلتي
    وأضيع في برد المدينة
    فأجس ملحمة من الرغبات
    توقد ما يؤجج عنفواني من نزيف
    كنت ألمس خطوها
    ورمادَ قلبي خلفها
    وأعُدُّ كَمْ شمسا ستغرب بعدها
    كم نجمة ستهيم في ليلي
    لتبلغ نهدها
    كم خاطرا سأعيد حرقه
    حتى ألامس وردها
    كم مرة سأبيت في موتي
    ولا ألقى سهاد قصيدتي
    يرقى ليقطف خدها ..
    أعددت أوراقي لأشواقي
    وهيأت احتفال أناملي
    كي أعصر الطرقات تحت حذائها الصيفي
    قلت
    سأقتفيها كالأبد
    سأضمها كزفير أنثى في جسد ..
    ثم انتظرت تمام حلمي
    وانتظرت إلى الأبد
    لكنهم لم يبصروا أ ثرا لبنت ضيعتني
    كانت تلاعب شعرها
    عند انعطاف الدرب
    قرب البحر
    أبعدَ من ضجيج يدي
    وأبعدَ من روايات العبث
    وكانت ضيعتني
    قبل انحدار دمي
    على سحب المكان
    قبل انطفاء الليل في لغتي
    وما قالت حكايات البلد :
    ذاك احتفائي
    بالضياع على تخوم الأقحوان
    وليس لي إلا وجنتاك
    لكي أضيع إلى الأبد ..!!

    أواخر غشت 2008


  • عزيز الوالي
    عضو الملتقى
    • 17-05-2007
    • 22

    #2
    العزيز عبد الحميد شوقي
    سعدت بمروري و استمتاعي بهذا النص الجميل
    دمت شاعرا جميلا

    مودتي و تقديري

    تعليق

    • عبد الحميد شوقي
      عضو الملتقى
      • 11-05-2008
      • 62

      #3
      رد

      العزيز عزيز
      إنك هنا بيننا تتابع هدوء الكلمات الجميلة في هدوء .... شكرا لمرورك العبق ...أتمنى لك عافية كلية لاسترداد تألقك...

      تعليق

      يعمل...
      X