الغرقد أوهن البيوت
- استشراف -
أَنْهَرَ الدمُ زلالا
وجرى إلى محيط الغد الباسم
ينشئ للعطشى
العذب القراح..
/
تصدعت الجبال
فهول الخديعة أقوى.
خشعت
فلهيب المذلة أمضى.
سجدت
لنجمة الغد.
/
غار نخيل المساء،
تشتت عراجين الإباء،
وأينعت فسائل الصبح القريب.
/
فُرات جريح
غزة الذبيح
صحراء مثلومة غدرا
عربي أمسى رسما
وأطلالُ عز آبقة.
/
أَوْهنتْ قوقعة الجهل أيامنا
أَوْصدت ضغائن العمر أبوابنا
أتلفت رياح المغارب مرافئنا
واستفاقت بالنوازل أحلامنا
فإذا الشقة أبعد
والكروب سُجُفْ.
/
عَطَرَ الغدْر ثَرَى الأنبياء
ضاع النهج
واضطرب اللحظ
وناءت بالجسم أسقام السنين
فستر الحذاء عورة الزمن البئيس
وأخفى الحجر أثاليل الجنون
وطارت في الأيام شظايا الحمإ المسنون.
/
هل ضاق الغار على العار؟
أم نأى مرفأ الأحرار؟
أم سنا الأفق حارْ؟
في كل بضعة من دموع الحسرة
ننشر ضياء !
في كل شبر من أرق الهموم
نحفر جلاء !
في كل قطعة من نُواح الشعوب
نغرس مراثي الأمس الكليل !
فالغرقد أوهن البيوت.
/
نَبْض الوريد اليوم أقوى
وسنبني بالجراح ما لايُبنى.
رميم الماضي اليوم أوهى
وسنعلو بالشهداء ما لا يُعلى.
مرايا الغد اليوم أجلى
وسنهدي للأحفاد شعلة الخلود.
تعليق