مبادرة رائعة يا باشمهندس رائد

أنا أتى صلاح يسألني أن أعينه في واجبه الذي طلبه منه مدرّس التاريخ، بأن يحضر موضوع ومحاضرة عن حماس وما يحصل في غزّة ولماذا

فقلت له أن حماس تأسست كجمعية لخدمة أهل فلسطين في تقديم الخدمات والمساعدات التعليمية والطبيّة للفقراء والمحتاجين مثلها مثل أي جمعية متوافرة في البلد وهي ترفض الخضوع والإذعان والاعتراف بالإحتلال، وبسبب مصداقيتها وحرصها على خدمة الناس زاد احترام أهل فلسطين وما حولها لها

وبسبب ما لها من احترام وأهمية ووضوح في الطريق بعدم الاعتراف بالاحتلال بأي صيغة كانت

ظنّت قوات الإحتلال بأن تستغل ذلك لكي تتحجج بعدم التزامها أمام محمود عباس وصحبه حتى تدخل حماس في العمليّة السياسيّة وبدون ذلك لن يكون تنفيذ التزاماتها معهم شيء منطقي

محمود عباس وصحبه ظنّوا أنه لا مانع من ذلك، خصوصا وأنهم متأكدين من فوزهم على حماس من خلال صناديق الانتخابات، فذهبوا إلى حماس وخيروها بين أحد خيارين إما القبول والدخول باللعبة الديمقراطية وإلا فمصيرهم الهلاك والتدمير، فاضطرت حماس حفاظا على دماء أهل فلسطين القبول باللعبة الديمقراطية، خصوصا بعد أن أكدوا لها على نزاهتها، فدخلت اللعبة وبسبب مصداقيتها فازت وبدرجة حتى هي لم تتوقعها، فجنّ جنون محمود عباس وصحبه ومن وراءه قوات الإحتلال وكل من يريد العملية الإستسلامية حول العالم لتضييع فلسطين، فبدأوا بوضع كل المشاكل التي تخطر على بال وما لم تخطر على بال، لدرجة أن كل العالم الذي يدعي احترامه للديمقراطيّة، قاطعوا وحاصروا حماس فقط لأنها فازت بالانتخابات الديمقراطية، فتعرّوا تماما من كل أقنعتهم التي تحججوا بها قبل ذلك، بل حتى حاولوا لعمل انقلاب عسكري ضدها، ولكن المصيبة أنها استطاعت القضاء على هذا الإنقلاب بمدة وعدد ضحايا يعتبر قياسيّا، فزادوا من تضييق الحصار حتى قطعوا وقلصوا كل ما يمكن أن تصله أيديهم إليه من الكهرباء والماء ولو كان بأمكانهم حتى الهواء

وآخر الخدع لتشويه سمعتها عرضوا عليها اتفاق هدنة لمدة ستة أشهر في مقابل ذلك، سيرفعوا الحصار عن أهل غزة وفتح المعابر، فوافقت حماس بعد أن ضمنت الحكومة المصرية هذا الاتفاق واضطرت وتحملت كل حملات التشويه عليها بسبب موافقتها على هذا الاتفاق للهدنة المؤقتة، على أنها تعمل اتفاقات خيانية مع الإحتلال، فقط لأجل أن تلتزم بما وافقت عليه وفق المدة التي اتفقت عليه خصوصا وأن الحكومة المصرية كانت هي الضامنة لإتفاق الهدنة، حتى لا يقولوا أن حماس لم تلتزم بكلمتها، بالرغم من أن قوات الاحتلال لم تلتزم بأي شيء ولم ترفع الحصار كما تم الاتفاق عليه وكل ذلك بعلم الحكومة المصرية الراعية لإتفاق الهدنة، وعندما انتهى الوقت أعلنت حماس أنها لن تجدد الاتفاق بنفس الشروط خصوصا وأن الإحتلال ومن تعهد بأن يكون مراقب على الاتفاق لم يلتزم بأي شيء

فأعلنوا هذه الحرب الآن، ومن الفضائح أن الحكومة المصرية التي تعلم بكل ذلك بدل أن تقول أن الكيان الصهيوني لم يلتزم بأي شيء فلذلك من حق حماس أن تطالب بضمانات حقيقيّة لكي يكون هناك أي اتفاق، تعلن أن الكيان الصهيوني كان على حق؟!!! وأن المذنب هو الضحيّة

فحماس كل ذنبها أنها كانت صادقة، وتحملّت كل الأكاذيب التي تم تلفيقها عليها من كل الجهات فقط لأنها أرادت خدمة من تتحمّل مسؤوليتهم وترفع عنهم الحصار الذي حصل بسبب اختيارهم لها في العملية الديمقراطية

سبحان الله حماس وحاضنتها أهل غزة وفلسطين جميعهم قوتهم في ضعفهم، ضعف امكانياتهم وبالرغم من كل ذلك صبرت وتحملت كل هذا الأذى بأبسط الإمكانيات التي توفرت لديهم هو الذي أدى إلى تحريك كل من لا يرضى الظلم حول العالم

وإن شاء الله ستنتصر لأنها تمثل نهج المقاومة الآن، والذي بدونه لن يتم تحرير أي شيء من فلسطين

قال الله سبحانه وتعالى:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
(الأنفال:30) .