جرح الوطن
كانت تحمل على صدرها طفلا ، وتحمل بين عينيها همّا ، وتسير مسرعة في شارع غير مستقيم، له أكثر من فم مفتوح، وفيه الكثير من المنعطفات والمفاجآت والغرائب !
وكان يجري خلفها ولد آخر..يعاند قانون الجاذبية ، تارة تشده الأرض إلى صدرها، وتارة ينطلق وراء أمه يدوي كالصاروخ .
كانت هي غاية في العصبية، يبدو على وجهها أنها في عجالة من أمرها، تسابق نظرها نحو الشمال، وتصر أن تقنع الشارع رغم طوله بأنه لا شيء بالنسبة الى طريقها... وأنها حتما ستعود، كما تعود الطيور المهاجرة.. كانت عصبيتها تشتد عندما ينتصر قانون الجاذبية على طفولة ابنها، فيتعثر ويسقط في حين تريده أن يسبقها إلى أرض أخرى.
صرخت عليه عندما وقع، وكنت قد اقتربت منهما، رجوتها ألا تقسو عليه وألا تضربه، لأن العصافير الصغيرة جديرة بالحب والعطف، قالت "
أخشى أن يتعوّد الجرح !
قلت :
- الجرح يشفى بالحليب والحب والأحاسيس والمشاعر !
- لكننا في زمن الحليب فيه مغشوش والحب مفقود، والأحاسيس والمشاعر كاذبة منافقة !
هذا قدرك ّ!
- قدري وطني وابني ّ
- لكنك بعت ذاك وهربت تحملين هذا في أحشائك إلى أن فتح عينيه على واقع يبدو أنه يمزق هدوءكّ.
- ألأقدار والأوطان أشياء لا تباع ّ!
- لكن زوجك قبض..ّ
قاطعتني قبل أن أكمل وقالت :
- وأنا أدفع ما لا يقدر بثمن !
- استعدي لأن تدفعي أكثر ..!
- أعرف –
وسأظل أدفع إلى أن يشفى جرح الوطن ..!
كانت تحمل على صدرها طفلا ، وتحمل بين عينيها همّا ، وتسير مسرعة في شارع غير مستقيم، له أكثر من فم مفتوح، وفيه الكثير من المنعطفات والمفاجآت والغرائب !
وكان يجري خلفها ولد آخر..يعاند قانون الجاذبية ، تارة تشده الأرض إلى صدرها، وتارة ينطلق وراء أمه يدوي كالصاروخ .
كانت هي غاية في العصبية، يبدو على وجهها أنها في عجالة من أمرها، تسابق نظرها نحو الشمال، وتصر أن تقنع الشارع رغم طوله بأنه لا شيء بالنسبة الى طريقها... وأنها حتما ستعود، كما تعود الطيور المهاجرة.. كانت عصبيتها تشتد عندما ينتصر قانون الجاذبية على طفولة ابنها، فيتعثر ويسقط في حين تريده أن يسبقها إلى أرض أخرى.
صرخت عليه عندما وقع، وكنت قد اقتربت منهما، رجوتها ألا تقسو عليه وألا تضربه، لأن العصافير الصغيرة جديرة بالحب والعطف، قالت "
أخشى أن يتعوّد الجرح !
قلت :
- الجرح يشفى بالحليب والحب والأحاسيس والمشاعر !
- لكننا في زمن الحليب فيه مغشوش والحب مفقود، والأحاسيس والمشاعر كاذبة منافقة !
هذا قدرك ّ!
- قدري وطني وابني ّ
- لكنك بعت ذاك وهربت تحملين هذا في أحشائك إلى أن فتح عينيه على واقع يبدو أنه يمزق هدوءكّ.
- ألأقدار والأوطان أشياء لا تباع ّ!
- لكن زوجك قبض..ّ
قاطعتني قبل أن أكمل وقالت :
- وأنا أدفع ما لا يقدر بثمن !
- استعدي لأن تدفعي أكثر ..!
- أعرف –
وسأظل أدفع إلى أن يشفى جرح الوطن ..!
تعليق