كلامُ الجرائدِ
يومَ الخميسِ كلامٌ حزينْ
ويومَ الثلاثاءِ كانَ حزيناً
وما يتبقى من العامِ أيضاً
حزينٌ حزينْ
وكلُ كلامِ إذاعاتنا
يؤدي إلى الغثيانْ
ويبعثُ فيَّ دواراً عنيفاً
فأخشى احتضانَ السجودِ برأسي
وأخشى الجرائدَ
أخشى الإذاعاتِ
أخشى الأذانْ
لماذا يُصرُ سلاطيننا
على طبعِ أحزاننا كلَّ يومٍ
وتوزيعهاْ
بأبخسِ سعرٍ
لكلِّ مكانْ ؟؟
.......
أبي كانَ رجلاً
يحبُّ الحياه..
وكانَ يُصلِّي ..
وكانَ يعلمُ قلبي الصَّلاه
وكانَ إذا ما تألمتُ يوماً
يرى مُنتهاه ..
وكانَ قوياً .. تقيِّاً نقيِّاً
وما كنتُ أعرفُ رجلاً سواه
أُسائلُ نفسي ..
لماذا تركتُ أبي ذاتَ يومٍ ؟
يموتُ وحيداً بلا
أنْ أراه ..
...................
أنا حينَ جئتُك ِ
كنتُ مصاباً بداءِ الكتابه ..
وكلُ المسافاتِ كانت جُنوناً
أبلغُ ما كنتُ أهوى
الكآبه ..
ولكنِّي تبدَّلتُ عندكِ حقاً..
فأصبحتُ أسكنُ نجماً بعيداً ..
وأصبحتُ قمراً وأصبحتُ شجراً
وموجاً وغابه..
من المعصراتِ
يكونُ ارتوائي..
ولي رئتانِ بصدر سحابه..
وأرسمُ منكِ مسارات عُمري..
يُحبُّكِ قلبيَ حُبا كثيراً
وينسى بفضلكِ ما قد أصابه..
أنا حينَ جئتكِ
كانت حياتي
تساوي بعيني
جَناحَ ذبابه
أعدتِ اكتشافَ الحروفِ بقلبي
ورتبتِ كلَّ مطابعِ نفسي
فأصدرَ صدري إليكِ كتابه
...............................
يقولون عني
كلاماً كثيراً ..
يقولونَ شاعرْ ..
يقولونَ كاذبْ ..
يقولونَ أعشقُ ستُّ النساءِ
وأُهدي إليها
من الشمسِ ذهباً
ومن فضة البدر خمسُ حقائب
وبعضُ الأقاويلِ
أصبحُ بَطَلاً
وكهلاً ورجلاً وطفلاً وهاربْ
وإِنِّي أرانيَ أعصرُ خمراً
وأحملُ خُبزاً
وأكتبُ شعراً
أوزعُ عمري وخبزي وشعري
على أرضِ وطني
فيصبحُ وطني
بلادُ العجائبْ ..
.............................
مجدي طه
دبي - ديسمبر2008
تعليق