ضيعتنـــا ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاة ومان
    عضو الملتقى
    • 12-12-2007
    • 15

    ضيعتنـــا ..

    ضيعتُنا .. !


    تحترقُ الشموع لتضئ فيافئ الدّجى..،
    و تتبخر أنهار الدموع وهجاً لتصبح غيثاً صافيا ينزل من السّماء..،
    يسقي أجيج نار أضرمت في صمت و في هدوء..، على شرفات قلوب عذارى فتصدّعت للهيبها القفار..، و الأمهات في ذلك ثكلى و ما هنّ بثكلى و الأطفال بين ذا و ذاك في تمرد صارخ على فقدان الدّيار.. .
    هذه ضيعتنا باتت تكابد غروبا لا يعرف له الشروق من مسلك..،
    حتى الخيط الأبيض إسودّ على جباهنا.. .
    افترقنا في شعاب الدرب نستقصي رزقا طيبا ً، و كان إيماننا أن يعود كلّ مناّ بغصنٍ أخضر..؛
    ذاك نزرعه و ذاك نستوقده .. و آخر نأخذ منه قوتاً و آخر نتوكأ عليه ..
    و غصنٌ آخر نكتب به .. .
    فأخذتنا الأزقة و غاب عنّا الجمع ..
    و لقينا ما لقينا لأننا كنّا فرادى لا نقوى على الرّدع ..،
    فكان أن اختلفت المكاتيب..
    و تعدّدت الأساطيل التي كانت أشبه بوادي النّمل لجند سليمان .. .


    و نكتب.. بقلم الراوي على قراطيس الزّمن العابر و في المقلتين ماء يميل طعمه إلى الملوحة ..؛
    و إنّنا لا نبكي..
    أبداً لن نبكِ يا أمّاه.. !
    و إنّما هي نفسٌ من روحٍ زكيّة..
    إذا ما اعتراها الذوبان، أقطرت لؤلؤاً وهّاجاً .. وسط سفحٍ من المرجان ..



    و تظلُّ ترانيم الغسق تشدو في الخفايا ..،
    و نواقيس الدهر تزمجر في الثّنايا ..،
    و المركب في زحمة العناد يطفو حيناً و يغيب أحيانا أخرى
    بين أمواج باسقة لبحر هائج على هضبة دانية من بساطٍ طائر .. .



    أيا روح البنفسج هلاّ ارتويتْ .. ! ؟ ..
    يا مكمن الوجد هلاّ اهتديتْ .. ؟
    يا كلّ الشيء .. حتى العدم منه .. هلاّ اكتفيتْ .. ! ؟



    قد كان لنا في أوّل الزمان سيفاً اسمه بتّار ..،
    جُبنا به الصّحارى و اخترقنا به بوادي البحار..؛
    سقينا ماءاً منه و شهداً.. و أملاً .. و لم يُراودنا أن نبخل بكرمه قطّ أبدًا .. .
    و لمّا كان فعل السّنين قدراً على العالمين ،
    أضاعتْ الحُبلى رضيعها..،
    فأخلد البتّار هرماً في مضارب خيامنا.. يُغذينا ضمأً ..
    و قد كان في يومٍ قد مرّ منبعاً للأنهار.. .


    هبّوا بني ضيعتي للوفاء..،
    ما مات كريمٌ و لا خلّد لئيمٌ و إن تسيّد.. .

    هبّوا بني أمّتي إلى روض الوغى..،
    نَقتطفُ منه زُهوراً لموتانا.. .
    هبّوا إخوتي نستطلع بزوغ شمس وُجودنا..،
    بين طلاسم مجرّة عالمنا..

    هبّوا رفاقي نستدرك زرع ضيعتنا .. ،
    فمنذ البدء كانت و لا تزال هاته الضيعة .. ضيعتُنا .. !
  • رانيا حاتم
    تلميذة في مدرسة الشعر
    • 20-07-2008
    • 750

    #2
    هبّوا بني ضيعتي للوفاء..،
    ما مات كريمٌ و لا خلّد لئيمٌ و إن تسيّد.. .
    **
    *
    وستبقى الضيعة لكم ..!
    نجاة ومان

    تجولت بين حروفك هنـــا ،
    و قد كانت كأطيب أنواع الثمـــــار ..!!
    دام حرفك بهيا ..
    تحيتي
    الصبية الفلسطينية
    رانيا حاتم

    تعليق

    • نجاة ومان
      عضو الملتقى
      • 12-12-2007
      • 15

      #3
      دمت رونقا و للمكارم عنوانا يا رانيا ..

      قد أوصلت بتواصلك الغيث لضيعتي ..


      لك ورد الورد اكليلاً .. و جدولاً
      التعديل الأخير تم بواسطة نجاة ومان; الساعة 10-01-2009, 20:14.

      تعليق

      يعمل...
      X