شبابيك موصدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد شوقي
    عضو الملتقى
    • 11-05-2008
    • 62

    شبابيك موصدة

    [COLOR="Red"][CENTER][SIZE="5"]شبـــابيـــك موصـــدة

    عبد الحميد شوقي



    مغمضَ العينينِ
    أسير بلا أمل
    إلى شواطئ قلبك النائي
    أنام على حافة الحلم البني
    وأهدهد الخواطر المكسورة في حزني :
    ليس بينك وبيني
    ما بين الاشتهاء وبيني .. !

    * * * *

    صورة في الخيال :
    صَبية فوق عشب التيه
    تراقب البحر
    والوقت المزمن
    تنتظر أن آتي
    كـأوليس من حطام الغرق
    أن أخلع عني معطف المحال
    لأظهر من رماد الأرق
    كما أنا :
    بحار تائه خلف وهم الجمال ...!

    * * * *

    تحت الشيابيك الموصده
    في الليل الشتوي البارد
    أشعل تبغي
    لأدفئ أصابعي المجمده
    وأرسل قبلتي
    عبر التواءات الدخان
    إلى رحيق شفاهك المورده ..
    ليس بيني وبين الضياع
    غير حفيف صوتك الدافق بالدفء
    وهو ينسل من شقوق الشبابيك
    وأنا أراكِ في خيالي
    عبر أمطار الظلام
    ترشفين قهوة المساء
    وتهدهدين قطتك المدللة
    وفي شغافاللحظات الأسيانة
    أنطفئ كبقايا الجمرات المشتعله
    أدمن ما تبقى في جوفي
    من مواجع موقده
    وأنا أنتظر انفتاح الشبابيك
    وأنتِ لا تفتحين
    لا ترين من يحترق
    تحت شرفتك الموصده ...!

    * * * *

    كل الأشياء أنتِ :
    زهرة اللوتس
    والطرقات المبلله ..
    ملوحة الذرة الساخنة
    وارتعاشات المواعيد الليلية ..
    اهتزاز النهد
    واختباء العصافير عند المساء ..
    أنتِ كل الأشياء
    كل الخبايا .. كل الجهات ..
    موتي أنا على جمر يديكِ
    واشتعال مسامي بالحياة ..
    ولادة الشمس على حدود الشفتين
    ومسافة الصمت المشروخة
    في حبال الكلام ..
    أرسم نجمة في الظلام
    لأسميك بما
    يتبقى في دمي من من حطام ..
    يا أنت .. يا كل الأسماء ..
    يا عرق الأيام
    أتسامى فوق صليبي
    لأجس دفق الأناشيدِ خلف عينيكِ
    وأدخل في منتهى الضباب الفضي
    حول خديك ..!

    * * * *

    يأتي النهار
    أليفا مثل يديكِ
    صاخبا مثل فرح طفولي
    وأنا هناك على الرصيف
    وحدي أطل على صباحك
    من غيوم كآبتي
    أغتال وقتي كي أمر
    إلى هنيهات الزمان على شفاهك
    أوقظ حاسة الأشياء في جسدي
    لأمتص المواويل الوديعة في كفيك ..
    كم نجما تقاسم غرفتي
    وأنا أصب دمي الكئيب
    على حروف قصائدي
    وأعيد تشكيل البدايات البعيدة
    كي أعد لوجنتيك
    أرجوحة للارتخاء
    وأنت تجتازين أسفلت الرصيف
    وتنشرين على الأماكن عطرك العصري..
    وحدي أخاف عليك
    من برد المساء
    من شهوة النظرات
    من غيلة الطرقات
    مما تخبئه السماء
    لمصير رمشيك المضمختين بالفوضى
    ورائحة الحياة ..
    وحدي بلا ليل ..
    بلا شمس .. بلا أمل ..
    وحدي
    أطل على الشبابيك التي لا تفتح .. !

    صيف 2006


  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    #2
    [align=center]السلام عليكم

    يبدو لي أنه كان صيفاً عصيباً يحمل في طياته الألم والوحدة والغربة

    هذا ما لمسته من خلال هذا النص

    عبد الحميد شوقي ..

    كل التقدير لك أخي

    و

    تشكرات [/align]
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

    تعليق

    • عبد الحميد شوقي
      عضو الملتقى
      • 11-05-2008
      • 62

      #3
      رد

      الصديق علي جاسم
      إنه الشعر يا صديقي بكل ما يعنيه من معاناة وبوح وسفر في الذاكرة الطفولية وروائح المكان... ايس مجرد صيف عصيب وإن كنت لا أنكر ذلك ولكنها محاولة لاستعادة بعض الصور من الماضي البعيد ونفث شبق الحياة فيها للعثور على الطفل الراقد في الأعماق لجعل الحياة أجمل ولتجديد منابع الإبداع كلما كان هناك شعور بالاختناق والتأزم...شكرا لذوقك الرفيع

      تعليق

      • عيسى عماد الدين عيسى
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2394

        #4
        وفي شغافاللحظات الأسيانة

        النص جميل ورائع و فيه من الرمزية الكثير
        لكن أرجو توضيح ما أشرت إليه باللون الأحمر
        هذه العبارة واضح فيها اتصال حروف لكن أرجو توضيح المعنى
        كي لا تبقى الشبابيك موصدة !


        لك تحيتي شاعرنا عبد الحميد

        تعليق

        • عبد الحميد شوقي
          عضو الملتقى
          • 11-05-2008
          • 62

          #5
          رد

          [SIZE="4"]صديقي عيسى
          سعيد بمرورك البهي وبذوقك الرقيق وبتفاعلك العالي مع نصوصي...فيما يتعلق باللون الأحمر الذي يسبق العنوان فالأمر محض تقني وهو يرجع إلى اختيار الكودات قبل نشر النص وأحيانا تظل العناوين التقنية ملتصقة بالعمل وهو أمر تقني خارج إرادتي...ألف شكر لقلمك الرفيع ...[/SIZE]

          تعليق

          يعمل...
          X