على حافة البكاء..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عريج
    • 16-05-2007
    • 2

    على حافة البكاء..






    على حافة البكاء..

    أعليَّ أنْ أبــكي لكيْ أشــْفِي غــَليلي؟
    أوْ أنْ أمرّغَ فــِي التـــُّرَابِ الوَجــْهَ
    أوْ أهــْذِي وَأصـــْرُخَ
    أوْ أســُبَّ وَألـــْعَنَ الأعدَاءَ....
    وَالخــِصْيَانَ مَنْ وضعُوا حــَوَاجــِزَهُمْ أمَامي
    فـــَانــْثــَنــَيْتُ -وَلــَمْ أشــَأ أنْ أنـــْثــَنِي-
    وَرَجَعْتُ أقـــْتــَرِفُ الخــُطـــَى لــِلــْخــَلـْفِ...مَا أقسَى الرُّجوعَ عَنِ السَّبيلِ!

    يــَا دَمْعَ عــَيْني لا تسِلْ..!
    أوْلــَى بــِنــَا-نـَحْنُ- الخــَجَلْ
    فــِي غـــَمْرَةِ الخــَطــْبِ الجــَلِيلِ!

    لا شــــَيْءَ نــَمْلِكُ مِثـــْلَ عَادَتـــِنَا
    ســَنــَبْلــَعُ جــُرْحَنـــَا الدَّامِي
    وَســَوْفَ نــَلـــُوذُ بــِالصَّبــْرِ الجــَمــِيلِ!

    يـــَا دَمْعَ عــَيْني لا تَسِلْ فــَوْقَ التـُّرَابِ وَيَا دِمَاءَ أحــِبَّتي الشـُّهَدَاءِ سِيلـِي
    فــَدُمُوعُنــَا الحــَرَّى إذَا ســَقــَطـَتْ تــَجـِفُّ بــِسُرْعـَةٍ!
    أمَّا الدّمَاءُ فــَإنــَّهَا حــِبْرُ التــُّرَابِ تــَخــُطُّ ذَاكِرَةً وَتــَارِيخــاً...
    وَجــِسْراً..يــَحْمِلُ المَوْتــَى إلــَى أعْلــَى
    وَقـــَبْراً وَاسِعاً كــَالحُلــْمِ...يُهْدي رَاحَةً أبـَدِيَّةَ المَعْنــَى
    إلــَى الجــَسَدِ الكــَليلِ!

    طـــُوبَى لــِمَوْتــَانــَا...فـَمَوْتَانَا رَسَائِلــُنــَا المُضِيئــَةُ للسـَّمَاءِ
    غــَداً سَيَحــْسُدُ قــَاتــِلٌ رُوحَ القـــَتِيلِ
    وَيــَوَدُّ لــَوْ نــَالَ الشــَّهَادَةَ مــِثــْلــَهُ
    طــُوبَى لــِمَوْتــَانــَا
    وَخــِزْياً لــِلــْعَدُوِّ وَلــِلــْعَمِيلِ!

    يــَا سـَيِّدي فــِي الجُرْحِ...يــَا مَنْ ســِرْتَ وَحْدَكَ فــِي طــَرِيقـِي
    كــُنــْتُ خــَلــْفــَكَ سَائِراً لــَوْ كــُنـْتَ تــَذْكُرُ!
    بــَلْ لــَقــَدْ كــُنـَّا مَعاً نــَمْضِي
    وَظِلاَّنــَا قــَدِ الــْتــَحَمَا وَرُوحــَانــَا...
    أتــَذْكــُرُ أمْ تــُرَاكَ نــَسِيتَ مــَا قــَدْ كــَانَ فــِي الزَّمــَنِ الجَمِيلِ؟

    يــَا سَيــِّدي فــِي الجــُرْحِ...
    تــُهْتُ عــَنِ التــُّرَابِ فــَكــُنْ دَلــِيلـِي
    يــَا ســَيِّدِي فــِي الجــُرْحِ أيــْنــَكَ؟
    تــُهْتُ عــَنـْكَ..
    وَتــُهْتُ عــَنــِّي..
    عــَنْ جــَدَاوِلِ نــَخــْوَتــِي..
    عــَنْ غــُصْنِ زَيــْتــُونٍ زَرَعــْنــَاهُ مَعاً
    عـَنْ نــَايِ ذَاكــِرَةِ البُطـُولــَةِ...عــَنْ نـَخــِيلـِي
    يــَا ســَيِّدِي فــِي الجُرْحِ تـُهــْتُ فــَكـُنْ دَلـِيلِي!

    يــَا سَيـِّدِي :
    مـَاذَا يــَظــَلُّ لــِمِثــْلِيَ الآنَ...اكــْتــَشـَفــْتُ هـِوَايَةً أخـْرَى لــَدَيَّ
    بــِدَاخــِلِي غــَضَبٌ طــُفـُولــِيٌّ
    أفــَجـِّرُهُ عــَلــَى وَرَقٍ بـَــَلِيلِ
    أوْ قــَدْ ألــُوذُ بــِحَائـِطِ الصَّمـْتِ المُمِلِّ
    أدُسُّ وَجــْهـِي فــِي ذِرَاعِي ثــُّمَّ أجـْهـِشُ فـِي مَلاحِمَ مـِنْ عـَوِيلِ!

    مــَاذَا ســَأفــْعَلُ؟
    إنَّ ريحَ الخــَوْفِ أطــْفــَأتِ الرُّجــُولــَةَ فــِي فــَتِيلــِي
    وَمـَحــَتْ مـَلامِحَ كـِبــْرِيــَائي فـَانــْكـَسَرْتُ
    وَفــَرَّتِ
    الخـَيْلُ الكــَرِيمَةُ مــِنْ صَهـِيلــِي!


    كابوس :

    ســَيَســْألــُني لا بـُدَّ حــِينَ أقــَابــِلــُهْ
    وَيـَقــْتــُلــُنـِي لــَوْماً
    فــَمَا أنــَا قــَائــِلــُهْ

    بــِعـَيـْنــَيْــهِ بـُرْكـَانٌ كـَغـَزَّةَ غـــَاضِــبٌ
    يَضِيقُ المَدَى عـَنْ بـَعْضِ مَا هُوَ حَامـِلـُهْ

    ســَيَسْألــُنــِي
    مـَاذَا أقــُولُ لــَهُ إذَنْ؟
    وَكــَيـْفَ وَقــَدْ قــَصَّرْتُ
    سَوْفَ أجَادِلـــــُهْ؟

    ســَيَرْفــُضُ أعـْذَاري السَّخــِيفــَةَ..إنــَّهُ
    رَأى بــَحـْرَ خــَوْفــِي
    كـَيْفَ يــَمــْتــَدُّ سـَاحِلــُهْ

    وَيــَبــْصُقُ فــِي وَجـْهــِي
    وَقــَدْ صــَارَ مـَنــْطــِقـِي
    يُــــعَاتــَبُ مــَقــْتـــُولٌ وَيُعــــْذَرُ قــَاتــِلــُهْ

    تــَمــُـرُّ غــُيُومُ الـمــَوْتِ تـَحْجـُبُ شـَمْســـَهُ
    وَيَســْقِـــيهِ مــِنْ غــَيــْثِ المَوَاجـِعِ وَابــِلـُهْ

    وَتــــُشــْحــَذُ ســِكــِّينٌ
    وَيـــُســْتــَلُّ مــِنـْجـَلٌ
    فـــَتــَهــْوِي-كــَمَا شــَاءَ البــُغــَاةُ- سـَنـَابـِلـُهْ

    ســَألــْقــَاهُ وَجــْهاً
    كــَالـكـَوَابــِيسِ...عـَاذِلاً
    وَقـــَدْ تــَقــْتــُلُ القــَلــْبَ الضَّعـِيفَ عَوَاذِلــُهْ

    وَيـــَمــْضِي وَأبــْقــَى فــِي مـَكـَانـِي مُسَمــَّراً
    يــَكــَادُ
    يــُذِيبُ الرُّوحَ ذُلاًّ تـَجَاهــُلــُهْ


    خلاصـــــــــــة :

    حــَقــْلٌ مِنَ الأشــْجــَارِ يــَحْتــَرِقُ
    ســـَيْلٌ مــِنَ الأرْوَاحِ يــَنــْدَلِــــقُ

    وَدَمٌ يـــَسِيـــلُ جــَدَاوِلًا وَأنـــــــَا
    جَاثٍ يـــُكـَبــِّلُ خـُطـْوَتِي الفـَرَقُ

    مــِنْ كـَفِّ أبـْطـَالِي سَلـَلـْتُ يَدِي
    وَغــَدَوْتُ فــِي أعـْدَائــِنـَا أثـِقُ

    لِي إخـْوَةٌ فـِي النـَّارِ أبْصِرُهــُـمْ
    غـَرْقــَى..وَلـَيْسَ يَطـَالـُنِي الغَرَقُ

    فــَكــَأنَّمَا الدُّنــْيــَا الرَّحـِيبَةُ لــِي
    وَكــَأنَّهــُمْ لــِلــْمــَوْتِ قـَدْ خـُلِقــُوا

    عــَيْنِي أحَــوِّلـَهَا إذَا انــْتـُهـِكـُوا
    وَأصُـمُّ أذنــِي لـَوْ هـُمُو نـَطـَقـُوا

    حـَتــَّى إذَا مَا شــِئـْتُ نُصْرَتـَهُمْ
    نـــدَّدْتُ: لا...يـَا إخـْوَتـِي اتَّفِقـُوا

    وَرَجَعْتُ مُرْتــَاحَ الضَّمـِيرِ وبِي
    لِلـْعَيــْشِ مثلَ نـَعـَامــَةٍ شــَبَـــقُ

    مـَا طـَاوَعـَتـْنـِي الكِبـْرِيــَاءُ عـََلَى
    إيـقــَاظِ شـَمْســِي إذْ طـَغَى الغـَسَقُ

    وَعـَلـَى اقـْتِحَامِ المــَوْتِ فــَلـْسَفَتِي
    وَعــَلـَى ارْتـِكــَابِ الثــَّوْرَةِ النَّزَقُ

    أنــَا شــَاعــِرٌ لا شــَيْءَ أحـْسِنــُهُ
    إلا الكــِتــَابــَةَ حــِيـــــنَ أخــْتـَنـِــقُ

    وَحــْدِي بــِكـَهْفِ الصَّمْتِ مــُنـْعَزِلٌ
    لــِي صـَاحـِبــَانِ: الحــِبــْرُ وُالوَرَقُ

    خــَاصــَمـْتُ ســَيــْفـِي وَانـْتـَسَبْتُ إلـَى
    وَطــَنِ الزُّهــُورِ فــَضَمــَّنـِي العَبـــَقُ

    أنـــَا هــَكــَذَا..صَوْتــِي بـــِلا وَتــــَرٍ
    وَخـــُطــَايَ..جـَفـَّتْ عــِنـْدَهَا الطـُّرُقُ
يعمل...
X