...

نسافر .. كي نختفي في الوجعْ
وفينا..
ومنّا .. إلينا.. نعودُ..
ونرسو قليلا..
نلملم ما قد يكون تبقّى..
نجفّف فوق رمال الخطيئة.. إيماننا..
ونعصر أحلامنا..
ونصمتُ!!..
...
كنّا رجالا..
وكانت سنابلُ أجدادنا مُثقلةْ..
وكانت حقولُ الحياة تُفتّح عن عزّة وفخار..
لتنمو قناديلَ مجد..
تنير رؤى القادمين من الزمن العربيّ الجميل..
على صهوات الشموخ..
ونصمتُ!!..
...
ماذا عسانا نقولُ ؟ !!..
أَ: "كُنّا .. ؟؟؟ !!"..
وبعدُ..؟؟
وبوصلة الذلّ تتجه الآن نحو ضمائرنا..
ونحن ذهولُ..
ونحن انقسام تقطّرُ منه المآسي..
وحقدّ توغّل فينا ..
ومنّا.. إلينا.. يعودُ..
وأكذوبة "الحلم العربي" تحلّق فوق شواهد قبر العروبة..
تلبس زينتها.. وتذوبُ..
وخيل الكرامة تبحث عن فارس كان قبلُ ترجّل كي يركب الآخرون..
وفي ساحة العيد..
كان يراقص في ولهٍ مجدهُ..
يتدلّى..
ويرمقهم هازئا.. "تُرى .. يركبون؟؟؟"..
ونصمتُ!!..
...
ماذا نقولُ؟؟..
كأنّا وُلدنا لكيْ لا نحسّ..
كأنّا وُجدنا .. لكيْ لا نكونْ..
فلنرتشف ما تجمّع في كأسنا من خنوعْ..
ولنفترش جلد إخواننا..
ولنقتسم دمهم/لحمهم/حرفهم/حلمهم/تربهم/زيتهم/.../كلّهم/ بيننا والكلابْ..
كأنّا خُلقنا .. بأوردة ناقصة..
بأفئدة من لدائنَ..لا تنبضُ..
كأنّ دمانا التي نزفت عند "معبر رفح"...
كأنّ دمانا التي أغرقت "بيت لاهيا"..
كأنّ دمانا التي أُهرقت في "جباليا" ..
كأنّ دمانا التي غسّلت أرض "غزّة"..
ليست دمانا..
.. ليست دمانا..
..... ليست دمانا...
....... ليست دمانا....
......
......
... ليست دما..
...
ونصمتُ!!!!!..
.....
...
.