مدرسة غزة
شذى ياسر عيسى
22/1/2009
هل أكتب عنك أم لك يا غزة ، وكيف أكتب و أنت فوق الكلمات بل أنت صانعة الكلمات ، لكنني سأكتب لك شكرا وعرفانا .
لن أندب ، لن أشجب و لن أبكي أطفالك الذين حرق العدو الحاقد بسمتهم ومرحهم الذين احرق العدو ألعابهم ، خاف منها ان تتحرك لتقذفه بحجر.
ولن أبكي شيوخك الكبار الذين صارت اجسادهم فتاتا تناثر الى جانب عصيهم التي صارت رمادا هي الاخرى، لم يعودوا بحاجة لعصيهم فلن يسيروا في هذه الدنيا مجددا انما في جنات الخلد حينما يردون الى شبابهم وعافيتهم ، نحسبهم كذلك و الله نسأل الله أن يتقبلهم.
أو سأبكي مساجدك التي هدمت على رؤوس المصلين ، أم أنني سأغبطهم على هذه الخاتمة و أنعم بها من خاتمة ، يقتلون في عبادة و في أطهر الأماكن في بيوت الله وهم في رباط على ثغر من ثغور الإسلام.
ايه يا غزة ، غزة أنت مدرسة ، فيك الحصص الدراسية تتوالى و الدروس كثيرة ، مدرسة لا بد أن نتخرج منها جميعا ، غزة مدرسة الكبار و الصغار على حد سواء صممت لتستوعب كل الأعمار ، حتى لو كنت تحمل شهادة الدكتوراة وما فوقها فلا بد لك أن تلتحق بهذه المدرسة.
المدرسون فيها قادة و شباب و أطفال و نساء وشيوخ حتى الأحجار و الأشجار تدرس هناك .
المدرسون في هذه المدرسة قادة عظام امتلأت قلوبهم بحب الله و حب دين الله ، تربوا على المنهج الرباني ، تربوا على ايات القران الكريم و على سنة نبي الله الصادق الأمين عليه الصلاة و السلام ، و الأهم أنهم أيقنوا أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان و لكل شؤون الحياة .
المدرسون .. شباب نفضوا عنهم الدنيا و زينتها ، لم تقعدهم المسلسلات الهابطة و لا الأفلام المنحلة و لا المشاهد الفاحشة يتناقلونها بينهم بالجولات والايميلات ويسمونها مشاهد ساخنة ، عافانا الله و اياكم ، شباب وضع في اذنيه سماعات تردد ايات القران الحكيم وليس الغناء الماجن المتلف للعقول و القلوب ، شباب كلماته ذكر وبر وعلم و فلسفة حياة و صناعة مستقبل ، شباب ليس همه ماذا يلبس و كيف يسرح شعره لا يلاحق ألوان موضة غربية هي من الإسلام براء ، قدواته أسمى بكثير من تلك النماذج الفاشلة ، شباب يدرك حجم المسؤولية و قادر على تحمل أعبائها ، شباب يعلم ماله و ماعليه لا ينتظر ان يدله احد الى ما يجب عليه فعله .
شباب حين يدعو داعي الاله يلبون سراعا إلى بيوت الله ، وقتهم في الدراسة و العمل و حفظ كتاب الله و حلقات الذكر و الدعوة لله .
شباب وقتهم في الرباط و الجهاد و المقاومة ورد كيد العدو ، يتمنون أن يكونوا من الذين أنعم الله عليهم .
شباب حملوا هم أمة الاسلام أمة المليار على عاتقهم ، فلم تغفل لهم عين يدافعون عن حياض الإسلام و غيرهم لم تنم له عين يتتبع خطوات الشيطان .
المدرسون هناك نساء وفتيات ، امتثلن أمر الله حافظن على الفروض لم يخرجن متبرجات بالشوارع ، نساء عرفن حق الزوج و الأبناء و الجيران ، فكن للزوج نعم الأنس و المساند ، يشجعنهم و يقوينهم ويذكرنهم و ينصحنهم ، وكن نعم الأمهات يربين و ينشئن و يضحين بفلذات الأكباد و ضياء العيون .
وهن لا يتونين عن الوعظ و النصح والدعوة و قول الحق ، والعمل لخدمة الإسلام و التضحية بأرواحهن ، شركاء الرجال في ساحات القتال .
المدرسون في غزة ، أطفال يريدون اللعب كباقي الأطفال يريدون الذهاب للحدائق و المنتزهات ، الذهاب للسوق لشراء الملابس و الألعاب ، و لكنهم كبروا ليسبقوا من ولدوا قبلهم بعشرات السنين حكمة و عطاء.
لا تعرف أعينهم طعم النوم و لا الراحة لكنهم مع ذلك يرددون دائما – صامد ... صامد- هم لعنة على اليهود الغاصبين و لدوا من بين هذه المحارق و المجازر ليعلنوا الحرب على الغدر و الخيانة منذ ولادتهم لأن دين الله لابد أن ينتصر.
في غزة يدرسك و يعلمك الصخر و الحجر و الشجر ، و قطرات المياه الشحيحة ، ورغيف الخبز الحائر لا يعلم سيسد جوع من أو من ! في غزة يعلمك الظلام المنار بشمعة و قنديل صغير ، في غزة يعلمك الدخان و الحطام و الدمار ....
و المنهج في الدراسة واضح ، هو منهج تلخيصه أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
هذه مدرسة غزة مدرسة لكل أمة الإسلام ، لكل من كان له جنان ، و منتسبي هذه المدرسة في ازدياد بفضل من الله و لكن لا بد أن يكتمل النصاب فلا تزال كثير من المقاعد شاغرة تنتظر أصحابها ، فلا تتركوا مقاعدكم فارغة .
شذى ياسر عيسى
22/1/2009
هل أكتب عنك أم لك يا غزة ، وكيف أكتب و أنت فوق الكلمات بل أنت صانعة الكلمات ، لكنني سأكتب لك شكرا وعرفانا .
لن أندب ، لن أشجب و لن أبكي أطفالك الذين حرق العدو الحاقد بسمتهم ومرحهم الذين احرق العدو ألعابهم ، خاف منها ان تتحرك لتقذفه بحجر.
ولن أبكي شيوخك الكبار الذين صارت اجسادهم فتاتا تناثر الى جانب عصيهم التي صارت رمادا هي الاخرى، لم يعودوا بحاجة لعصيهم فلن يسيروا في هذه الدنيا مجددا انما في جنات الخلد حينما يردون الى شبابهم وعافيتهم ، نحسبهم كذلك و الله نسأل الله أن يتقبلهم.
أو سأبكي مساجدك التي هدمت على رؤوس المصلين ، أم أنني سأغبطهم على هذه الخاتمة و أنعم بها من خاتمة ، يقتلون في عبادة و في أطهر الأماكن في بيوت الله وهم في رباط على ثغر من ثغور الإسلام.
ايه يا غزة ، غزة أنت مدرسة ، فيك الحصص الدراسية تتوالى و الدروس كثيرة ، مدرسة لا بد أن نتخرج منها جميعا ، غزة مدرسة الكبار و الصغار على حد سواء صممت لتستوعب كل الأعمار ، حتى لو كنت تحمل شهادة الدكتوراة وما فوقها فلا بد لك أن تلتحق بهذه المدرسة.
المدرسون فيها قادة و شباب و أطفال و نساء وشيوخ حتى الأحجار و الأشجار تدرس هناك .
المدرسون في هذه المدرسة قادة عظام امتلأت قلوبهم بحب الله و حب دين الله ، تربوا على المنهج الرباني ، تربوا على ايات القران الكريم و على سنة نبي الله الصادق الأمين عليه الصلاة و السلام ، و الأهم أنهم أيقنوا أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان و لكل شؤون الحياة .
المدرسون .. شباب نفضوا عنهم الدنيا و زينتها ، لم تقعدهم المسلسلات الهابطة و لا الأفلام المنحلة و لا المشاهد الفاحشة يتناقلونها بينهم بالجولات والايميلات ويسمونها مشاهد ساخنة ، عافانا الله و اياكم ، شباب وضع في اذنيه سماعات تردد ايات القران الحكيم وليس الغناء الماجن المتلف للعقول و القلوب ، شباب كلماته ذكر وبر وعلم و فلسفة حياة و صناعة مستقبل ، شباب ليس همه ماذا يلبس و كيف يسرح شعره لا يلاحق ألوان موضة غربية هي من الإسلام براء ، قدواته أسمى بكثير من تلك النماذج الفاشلة ، شباب يدرك حجم المسؤولية و قادر على تحمل أعبائها ، شباب يعلم ماله و ماعليه لا ينتظر ان يدله احد الى ما يجب عليه فعله .
شباب حين يدعو داعي الاله يلبون سراعا إلى بيوت الله ، وقتهم في الدراسة و العمل و حفظ كتاب الله و حلقات الذكر و الدعوة لله .
شباب وقتهم في الرباط و الجهاد و المقاومة ورد كيد العدو ، يتمنون أن يكونوا من الذين أنعم الله عليهم .
شباب حملوا هم أمة الاسلام أمة المليار على عاتقهم ، فلم تغفل لهم عين يدافعون عن حياض الإسلام و غيرهم لم تنم له عين يتتبع خطوات الشيطان .
المدرسون هناك نساء وفتيات ، امتثلن أمر الله حافظن على الفروض لم يخرجن متبرجات بالشوارع ، نساء عرفن حق الزوج و الأبناء و الجيران ، فكن للزوج نعم الأنس و المساند ، يشجعنهم و يقوينهم ويذكرنهم و ينصحنهم ، وكن نعم الأمهات يربين و ينشئن و يضحين بفلذات الأكباد و ضياء العيون .
وهن لا يتونين عن الوعظ و النصح والدعوة و قول الحق ، والعمل لخدمة الإسلام و التضحية بأرواحهن ، شركاء الرجال في ساحات القتال .
المدرسون في غزة ، أطفال يريدون اللعب كباقي الأطفال يريدون الذهاب للحدائق و المنتزهات ، الذهاب للسوق لشراء الملابس و الألعاب ، و لكنهم كبروا ليسبقوا من ولدوا قبلهم بعشرات السنين حكمة و عطاء.
لا تعرف أعينهم طعم النوم و لا الراحة لكنهم مع ذلك يرددون دائما – صامد ... صامد- هم لعنة على اليهود الغاصبين و لدوا من بين هذه المحارق و المجازر ليعلنوا الحرب على الغدر و الخيانة منذ ولادتهم لأن دين الله لابد أن ينتصر.
في غزة يدرسك و يعلمك الصخر و الحجر و الشجر ، و قطرات المياه الشحيحة ، ورغيف الخبز الحائر لا يعلم سيسد جوع من أو من ! في غزة يعلمك الظلام المنار بشمعة و قنديل صغير ، في غزة يعلمك الدخان و الحطام و الدمار ....
و المنهج في الدراسة واضح ، هو منهج تلخيصه أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
هذه مدرسة غزة مدرسة لكل أمة الإسلام ، لكل من كان له جنان ، و منتسبي هذه المدرسة في ازدياد بفضل من الله و لكن لا بد أن يكتمل النصاب فلا تزال كثير من المقاعد شاغرة تنتظر أصحابها ، فلا تتركوا مقاعدكم فارغة .
تعليق