رسالة إلى مهيار الدمشقي

**طارق الايهمي** · 18-01-2009, 07:46

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:10px double red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة

[align=center][align=center] [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/3.gif');border:10px double orange;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
رسالة
إلى مهيار الدمشقي

دفنتُ أبِي
والسيفَ والعِمامهْ.
ولَّيتُ ظهرِي
لِلإرثِ و الإمامهْ .
وجئتُ حدائقَ النَّارْ
أسألُ يا مهيارْ ...
من أختارْ ؟
أ أختارُ نفسِي؟
هذا الحطامْ
مِنَ الجُبنِ
والعجزِ
وحبِّ الزَّعامهْ؟
أَأختارُ غيرِي
هذا الفعالُ الموسومُ
بالغدرِ والخِيانهْ
أخطُو.... فتَصيخُ قدمايَ
في الرمالْ....
في صوتِ الآخرينَ يصلبُني
قربَ أبِي رِغالْ
حتى أُرجمَ
في أيَّامِ الحجِّ سبْعًا
وتلعنُنِي الأجيالْ
لِمَ لاَ تجيبُ يا مهيارْ؟
كيف أصيرُ
رمحَ نارْ؟
يخرِقُ صحارَى الثلوجِ
باحثا عن سرِّ الحجارَهْ
كيف تفيضُ نهرًا ؟
كيف تصيرُ شرارَهْ ؟
أجبْ يا مهيارْ
فقد مللتُ
حلقاتِ الرَّاوِي
وحكاياتِ الشُّطَّارْ.
أنا الإمامُ بنُ الإمامِ
أرفُضُ الإِمامَهْ
لنْ أجعلَ رأْسِي
بينَ الرُّؤوسِ
وأدعو لَهُ بالسَّلامَهْ.
لنْ أحدوَ حدوَكَ يَا مِهْيارْ
لنْ أخونَ
لنْ أضيعَ
لنْ أتيهَ فِي البِحارْ
لنْ أكونَ أوديسَ
أوْ سيزيفَ
أو مِهيارْ.
لكَ النارُ تحرِقُ أشياءَنَا الأليفَهْ
لكَ الماءُ يجرِفُ تُخومَ الخَليفَهْ
لكَ الرِّيحُ تَكنِسُ بقايَا السَّقيفهْ
لنْ أحْدوَ حدوَكَ يَا مِهيارْ
أنَا الإِمَامُ بْنُ الإمامِ
سأنصبُ النَّارَ
في طرِيقِ القَوافلِ علامَهْ
سأرسمُ الماءَ
في واحاتِ النخيلِ غمامَهْ
سأَرحلُ مع الرِّيحِ إلَى رحمِ الأشجارْ
أمُدُّ يَدِي إلَى محمَّدٍ الأَمينْ
أكونُ لهُ صِدّيقًا في الغارِ
وخارجَ الغارْ.
لن أحْدوَ حدوَكَ يَا مِهيارْ
لنْ أحْدوَ حدوَكَ
لنْ أحْدوَ
لنْ ...لنْ ...لنْ [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[/align][/align]

الاخ علي المتقي

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/93.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]حرف يستحق الوقوف عنده والتأمل

لك مني أزكى تحيه مع التقدير [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

طائر الفرات[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

**علي المتقي** · 18-01-2009, 17:03

[align=center]الشاعر و الأديب المقتدر طارق : أسعدت بتحليقك عاليا فوق هذه القصيدة ، وسأكون أسعد بوقوفك وتأملك . مع ألف تحية لكل أبناء العراق الحبيب.
[/align]

**علي المتقي** · 07-03-2009, 10:23

سألني أحد الأصدقاء عن مهيار الدمشقي هذا الذي وجهت إليه هذه القصيدة ، في أي عصر عاش؟ لأنه لم يقرأ إلا عن مهيار الديلمي .
إن مهيار ليس شاعرا من لحم ودم، و إنما قناع من اقنعة الحداثة بكل خلفياتها الفلسفية و الأيديلوجية والثقافية و الإبداعية ، هو رمز التمرد والرفض والعابرالذي لا يستقر على حال.
وحواري معه هو حوار مع هذه النظرة الحديثة إلى الوجود التي حكمت تصورنا منذ ما يزيد عن نصف قرن ، وسرعان ما وجدت نفسها محاطة بجدران عالية لم تقو على تجاوزها ، فخفت لونها .

**عيسى عماد الدين عيسى** · 07-03-2009, 15:39

استاذ علي

نص فيه روح التعالي و التمرد ، و التسامي إلى قيم راقية نهايتها قيم الأمين محمد صلى الله عليه و آله وسلم ، وهي أعلى القيم

و هذا يدل على تسامي المبادئ و الخروج بنتائج من الصراع الكامن في الذات الذي يعكس الصراع الخارجي مع مكونات المجتمع و قيمه التي باتت أقل مما يطمح إليه الكاتب

أشكرك أخي علي على نصك الذي يستحق التثبيت

مودتي

**على جاسم** · 07-03-2009, 18:53

السلام عليكم

الأستاذ الأديب علي

السؤال هنا هل النص يحمل في طياته البعد التاريخي

وهل لأدونيس تأثير على سبب أختيارك عنوان الرسالة مهيار الدمشقي

لكَ النارُ تحرِقُ أشياءَنَا الأليفَهْ
لكَ الماءُ يجرِفُ تُخومَ الخَليفَهْ
لكَ الرِّيحُ تَكنِسُ بقايَا السَّقيفهْ

هو الإِمام بن الإمام وبالتالي سيكون رمزاً للإباء والرفض والعنفوان

هو صراع بكل معنى الكلمة وقد اجدت أخي علي في هذا النص وكعادتك دائماً

الشكر للأخ عماد عيسى لتثبيته هذا النص

**نجلاء الرسول** · 08-03-2009, 10:26

لك أن تتخفى
لك أن تتشفى
فلست كمن يبقى
على حلم الأمسْ

لا تسكب حبراً
لا تملأ ورقاً
لا جدوى

فالقلب قد انكسرَ
وفر اللص باعذبِ
ما عندي

للرسالة حروف
تقرأها شفاه الغيم
البعيد

وها هي تمطر
التراااب

دمت للإبداع والروعة
أخي واستاذي الكريم
الفاضل

تقدري أخي علي المتقي

**علي المتقي** · 09-03-2009, 09:38

الأستاذ الجليل المبدع عيسى عماد الدين : أقف إجلالا واحتراما أمام اهتمامكم بالنصوص التي أكتبها، وأشكر لكم التثبيت .
أخي عيسى: لقد كنت وطيلة الثمانينيات والتسعينيات حداثيا حتى النخاع فآمنت بالحداثة وكفرت بالقومية و الطائفية و القومية الدينية ، لكن توالي الأحداث وتسلسلها ، والحروب المتوالية على الوطن العربي في العراق وفلسطين، و الحرب على الأرهاب علمتني أن الغرب غرب والشرق شرق، ولن يقبل الغرب إلا أن نكون له عبيدا يفعل بنا مايشاء ، فأعدت التفكير في كل مسلماتي ومنطلقاتي، وكانت لي هذه الحوارات مع كل الشعراء الذين شكلوا أساس ثقافتي المدرسية من امرئ القيس وعمرو بن كلثوم والشنفرى إلى أدونيس الملقب بمهيار الدمشقي مرورا بالمتنبي وأبي فراس الحمداني وسندباد وأحمد المجاطي . فلم أجد بدا من أن أعود إلى ذاتي، و أمد يدي إلى محمد الأمين طالبا منه الاعتذار .وسأنشر قريبا رسالة موجهة إليه .
لك أخي كل الود والاحترام .

**علي المتقي** · 09-03-2009, 18:49

أخي الكريم والأستاذ الجليل علي جاسم : النص أعلاه نص ضمن ديوان بريد العالم السفلي، وهو ديوان يضم مجموعة من الرسائل إلى شعراء المدرسة المغربية ، الشعراء والكتاب الذين تتلمذت على نصوصهم في طفولتي وشبابي. فكونوا هويتي الوطنية والقومية والدينية والإنسانية ، وأقنعوني أننا أمة ذات تاريخ مجيد لا تعرف الانحناء.
ألم نقرأ قول عمرو بن كلثوم
إذا بلغ الفطام لنا صبي === تخر له الجبابر ساجدينا
ألم نقرأ
نحن قوم لا توسط بيننا === لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وفي هذا السياق جاء نص "رسالة إلى مهيار الدمشقي" ، ومهيار الدمشقي هذا هو قناع من أقنعة أدونيس المتعددة في ديوانه أغاني مهيار الدمشقي ، هذا الديوان الذي أعجبت به أيما إعجاب، و اشتغلت عليه سنين عددا، وحفظت الكثير من نصوصه . وصرت حداثيا أكثر من أدونيس نفسه ، وكتبت حوله بحثي لنيل دكتوراه الدولة . لكن توالي الحروب على مشرق الوطن العربي في الثمانينيات و التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي ، وتكالب الغرب كله على المشرق ، وإعلان حرب قذرة اسمها الحرب على الإرهاب ، كل هذا أثبت أن الغرب غرب و الشرق شرق ، و أن الفكر الإنساني المطلق المجرد من الهوية مجرد أكذوبة ، فكان هذا الحوار مع أدونيس ، الذي طلقت فيه الماضي كل الماضي ، وجئت حدائق النار تلك الحدائق التي يحلو لأدونيس أن يسكنها ليطهر الأرض من الثابت ، أسائله و أحاوره : إنني أريد أن أختار ، فمن أختار، فقد اخترت نفسي وذاتي ، لكنني وجدت أن هذا الاختيار اختيار فاشل ، لأن التاريخ أثبت لي أن هذه الذات التي تمثلني ركام من العجز والجبن وحب الزعامة ، وهي قيم لا تبني وطنا . وعندما اخترت غيري، رميت بالخيانة ، وصلبت قرب أبي رغال، ذلك الشخص الذي دلَّ أبرهة الحبشي على طريق الكعبة في عام الفيل ، فكان مصيره أن صلبه التاريخ على صليبه لترجمه الأجيال جيلا بعد جيل . ولما لم أجد جوابا عند شاعري المفضل ، رفضت رموزه ووظائفها ( الماء والنار والريح ) ووليت وجهي نحو هويتي الأصلية ، أي حول ذلك الماضي الذي دفنته مع أبي وذلك الإرث، أبحث فيه عن وظيفة النار رمز الهداية والكرم، وعن وظيفة الماء الذي يسقي واحات النخيل فيمنحها لون الحسناء، وعن وظيفة الريح ( وأرسلنا الرياح لواقح ) رجعت إلى هذا التراث رافضا أن أكون بشارا أو مهيار أو أدويسا، وكل هؤلاء رمز للتيه والخيانة و الضياع والتمرد ، فوضعت يدي في يد محمد الأمين . وبذلك أكون قد اخترت الاختيار الذي أراه صائبا .
أخي علي جاسم أشكرك على اهتمامك بالنص، وأتمنى أن أكون قد قربت الصورة .

**علي المتقي** · 09-03-2009, 19:06

سيدتي الجليلة نجلاء ، كلماتك قطرات ندى ترتشف منها كل نصوص الملتقى .
أعذب ما عندك حاضر في إبداعاتك ولوحاتك التي تستعصي على الزمن العنيد، فتمرالأيام والسنين، وتبقى خالدة تعلن أن مبدعة بليغة من العيار الثقيل مرت من هنا ، وتركت أثرا لايمحوه النسيان ، دمت أختي الجليلة مثلا يحتدى في كل الخطوات.

رسالة إلى مهيار الدمشقي

رسالة إلى مهيار الدمشقي

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث