تعازينا للأستاذ يسري راغب شراب !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #91
    الروائية القديره
    والكاتبه الكبيره
    غازيه منصور الغجري
    الشهداء قالوا لنا
    نحن سفراءكم في السما
    نحن سكان الجنان باذن المولى الذي لهم اصطفى
    ولا نبك
    ولا نحزن
    وفي القلب غصة على فراقهم
    وفي القلب وجع
    لكنه الوعد الحق الاحق
    وماذا علينا امامه
    سوى الدعاء والتوسل والرجاء الى خالق الكون ورب الارض
    رب السما
    الا تعرفي
    ان غزة كعبة المجاهدين الى يوم الرباط الاعظم
    اذن هذا هو بيت من بيوت الله
    كلنا لها

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #92
      ابنة القضيه والوطن
      الكاتبه الرائعه
      وطن عثمان
      ايها الفلسطينيبه التي تقارب ربع قرن من الزمن
      انت الربيع
      انت الفرح

      دعواتك واهلنا اخواننا
      استجاب لها رب السما
      فجاء لنا بالمدد
      الذي يمدنا بكهرباء لا تنقطع
      هي تلك المساله
      قدريون نعم
      مرابطون نعم
      ثابتون نعم
      فليعبروا بطائراتهم
      ولتاتي دباباتهم
      وليكن رجالهم رجالا ويسيروا على اقدامهم
      نحن اهل الكرامة التي انعشت كل العرب بعد كل نكسة
      اغانيك الوطنيه والثوريه رائعه

      هي ايام كانت قاسيه
      وايام بعدها نعيدها
      غزاوية فلسطينيه تطرز ثوبها الفلاحي بخيوط من الذهب
      ومن دماء شهدائها الزكيه تفصل زي المجد لكل العرب

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #93
        الكاتبه الرائعه
        العزيزه مها راجح

        غزاوية فلسطينيه تطرز ثوبها الفلاحي بخيوط من الذهب
        ومن دماء شهدائها الزكيه تفصل زي المجد لكل العرب
        تاتي غزة دائما
        وسط المواكب
        حاضرة بالرجال مرة
        ومرة بالرجال والاماكن
        هنا المشهد اكتمل
        وباتت الياسمينه وحدها تقاتل
        رياح الخماسين
        هاجت عليها وماجت
        لكنها عادت كما هي
        مجلله بعطر شهدائها

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #94
          استاذنا المبدع
          الاديب الكبير
          يوسف الديك

          حين ذهبوا ودعوني
          وقالوا لي
          نريد منك
          قصة وكتابا
          الليل طويل
          والكهرباء لاتكفي للمشاهده
          والمتابعه
          هناك ضوء خافت
          يكفي للقراءه
          وفي اليوم التالي
          كنت اسير في الجنازه
          ووضعت كتابين
          قلت انه القران
          وهذا المحب ايها الحبيب
          ستنير المقابر

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #95
            الشاعره القديره
            الاديبه ضحى بوترعه

            تاتي غزة دائما
            وسط المواكب
            حاضرة بالرجال مرة
            ومرة بالرجال والاماكن
            هنا المشهد اكتمل
            وباتت الياسمينه وحدها تقاتل
            رياح الخماسين
            هاجت عليها وماجت
            وفي القلب
            عربيه في الخاطر
            تونسيه دائما تؤازر

            تعليق

            • حفصة فهمي
              مدير قسم
              أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
              • 08-06-2008
              • 321

              #96
              بسم الله الرحمن الرحيم

              ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون
              (صدق الله العظيم)

              إنا لله و إنا إليه راجعون


              //
              حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

              انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

              الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

              واعلقهــا ذكرى على وطن

              :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

              تعليق

              • ثروت الخرباوي
                أديب وقانوني
                • 16-05-2007
                • 865

                #97
                الأخ الحبيب يسري .... لقد فازا ورب الكعبة .. ندعوا الله أن يتقبلهما مع الصديقين والأنبياء إن شاء الله ... تقبل تعازينا وتعازي الخالة والحج يس والأسرة في مصر

                تعليق

                • د/ أحمد الليثي
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 3878

                  #98
                  كتب الله أجرك أخي يسرى، وتقبل الشهيدين.
                  وإنا لله وإنا إليه راجعون.
                  لله ما أخذ، ولله ما أعطى، فاصبر واحتسب.
                  اللهم لا تحرمنا أجرهما، ولا تفتنا بعدهما واغفر لنا ولهما
                  د. أحمد الليثي
                  رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  ATI
                  www.atinternational.org

                  تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                  *****
                  فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #99
                    [align=center]الاديبه القديره
                    حفصه فهمي
                    تحياتي
                    هي الدنيا
                    تحاصرنا
                    لماذا
                    نبك عليها

                    ذاهب الى العالم
                    كنت يوما
                    وغريب عن العالم
                    كنت
                    ولا يزال ذاك
                    لوني وطعمي

                    لم يكن
                    ضعفا
                    كنا سترناه

                    ووطنا
                    جعلناه
                    حنظلة
                    لايبالي
                    ويعطي ظهره
                    للعالم
                    الغربي
                    و
                    و
                    العربي[/align]

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      [align=center]الصديق الحبيب
                      والاديب القدير
                      والمحامي الضليع
                      القريب القريب
                      والخاله والحاج ياسين وكل افراد الاسره الذين كانوا ولازالوا الحصن الحصين
                      هي احوالنا تعرفها
                      وتعرفنا
                      ولم تكن يوما من الايام مهتزه او مرتعشه
                      دائما واهلها على الصخر تقف صخره
                      تصنع من موتها حياتها وتلك شريعتها
                      اطمئنوا
                      نحن ثابتون على الارض كالصخر ونحن الذين قلنا للصخر كن صخرا
                      اشتاقكم
                      اشد على اياديكم
                      واقول افديكم[/align]

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        [align=center]استاذنا القدير
                        الدكتور احمد الليثي
                        تحياتي
                        والشهيد حي لا يموت
                        هم العابرون
                        ونحن
                        نحن المرابطون

                        كنا ولم نزل
                        على الجمر
                        جمر
                        نحترق
                        ونشعل الدنيا
                        لهيبا
                        نارا
                        اصلها
                        طفل
                        واداتها
                        حجر[/align]

                        تعليق

                        • حسام الدين مصطفى
                          رئيس الجمعية المصرية للترجمة
                          • 04-07-2007
                          • 408

                          [frame="8 98"]

                          الأخ الأكبر ... وأستاذنا المعلم
                          يسري راغب شراب
                          سلام الله عليك ورحمته وبركاته ...
                          لا أعزيك ... ولا أواسيك ... بل أغبطك والشهيدين فيما رزقكم الله به من شهادة حملت كلاهما إلى جنات الخلد برفقة أنبياء الله والصديقين بإذن الله تعالى ... و شرف وصبر واحتساب أنزلهم الله على قلبك وقلوب أهليهما ...

                          وأرجو أن تتقبل عميق أسفي ... لأنني لم ألحظ هذا الرابط إلا في هذه اللحظة .... ولك صادق محبتي الأخوية وعظيم تهنئتي لرجل علم الرجال كيف يكونون أبطال
                          اللهم أرزقنا الشهادة واجعلها خالصة لوجهك الكريم وفي سبيلك
                          واللهم انصر اخواننا المجاهدين في فلسطين
                          وتقبل شهدائهم الأبرار ... واشفِ جرحاهم
                          وكن على من عاداهم ....
                          المجد والفخار لشهدائنا الأبرار
                          اللهم بارك في شباب المسلمين واجعلهم سيوفا للحق ونصرة الدين
                          وانصرنا بقوتك يا قوي يا متين ...
                          وكن على أعداء الأمة والدين ...
                          وانتقم منهم وأقم عدلك يا أحكم الحاكمين
                          اللهم آمين
                          تلميذك
                          حسام الدين مصطفى
                          [/frame]
                          حسام الدين مصطفى
                          مترجم - باحث- كاتب
                          رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
                          رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
                          أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
                          www.hosameldin.org
                          www.egytrans.org

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            الاستاذ القدير
                            الاعلامي الكبير
                            والاديب العزيز
                            اخي الحبيب
                            حسام الدين مصطفى
                            لك اطلالتك الرائعه ولك قدرك ايها الكريم في مواقفك وكلماتك الصادقه
                            وانت بطل العبور في افضل تقرير كتب عن غزة تحت الحصار الذي لا يزال قائما الى هذا الحين
                            وعلى صفحتك الكريمه ايها الكريم
                            انقل اليك وللجمبع
                            عن
                            جريمة حرب اخرى
                            كما رواها والد الشهيدين

                            بسم الله الرحمن الرحيم



                            الجمعة ...كما نعرف , بالنسبة للمسلمين هو يوم لله..بدأت أنا وأبنائي ...
                            كساب " خريج من كلية الهندسة, قسم العمارة بالجامعة الإسلامية" وإبراهيم " سنة أولى كلية التجارة بجامعة الأزهر" ، يوما جميلا دافئا.. استيقظت من النوم في الصباح كعادتي, قمت بالأعمال الضرورية ومن ثم استيقظ الأبناء, وكلفتهم ببعض الأمور مقررا أننا بإذن الله متوجهون إلى المدينة والعائلة, قبل انتهاء فترة وقف النار التي يعلمنا بها الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اجتاح منطقة الفخاري والتي تقع مزرعتي الخاصة بأطرافها.
                            وقد كان, وبعد صلاة الظهر أخذنا من الطلبات ما يلزم للبيت وتحركنا بالسيارة, وعلى مبعدة 400" متر", اجتزنا طريقا مقطوعا بفعل مجنزرات وآليات ثقيلة, كانت قد طوقت المكان الليلة الماضية, وتمكنا بالرغم من الحفر من العبور على مسافة " 700 متر" أخرى, ووجدنا طريقا اجتازته الآليات الثقيلة وظاهر الأمر انه كان أكثر وعورة من الطريق السابق, ولكن كانت مركبتي"جيب لاند روفر" قد ساعدتني في اجتياز الطريق, فقد قلت لأولادي"سوف أعبر هذا المطب الذي يشبه الحاجز الترابي" وعقبت أيضا"أنا لا أقود سيارة سوبارو" وسميت الله مستعينا به.
                            كنت حريصا في الطريق أن أسير حسب الترتيب, أو هكذا شاءت الأقدار, من طريق مسجد العمور"الرضا", مرورا بالدوار"محول الكهرباء" متقدما بطريق مستقيم, على أن أعبر من طريق فرعي أو أحد الأزقة والتي أعرفها جيدا, فوجئت من منظر الأرض الخالي وأنا أنظر على يساري وإذ بساترين ترابيين, أحدهما ترقد بداخله دبابة ثقيلة! كانت مفاجأة غير متوقعة, رفعت يدي كالذي يريد أن يقول السلام عليكم, ولم يعترضوني, واصلت المسير 50 مترا أخرى, وإذا بطلقات من بنادق رشاشة تنطلق باتجاهي, قلت لأولادي على الفور "انحنوا إلى الأسفل", تواصل الضرب بالرصاص علينا, وكنت أظنه للتحذير, لكنني صعقت بمن ينادي : " إنزل يا بان الشر.......... " فقلت لأولادي : " انحنوا وانزلوا من السيارة وانبطحوا على الأرض" انحنيت إلى الأسفل..لم أر كساب وقد كان يجلس بجواري, لم أعرف كيف نزل..أو كيف تصرف! إنما إبراهيم وقد كان يجلس بالمقعد الخلفي فقد فتح الباب وهو سليم لم يصبه أذى, ونزل من السيارة , فإذا به يصرخ"أصبت" نظرت إليه حيث أصيب في ساقه أسفل الركبة, فقلت"بسيطة, إصابة غير قاتلة"
                            صرخ بي الجنود أن "إنزل من السيارة!!" واطلقوا الرصاص ناحية المركبة حيث كنت, بحيث لم استطع النزول من المركبة من شدة الرصاص شعرت بدم حار ينزف من يدي اليسرى, بحثت عن مكان الإصابة في ملابسي , وشعرت بها أعلى الذراع الأيسر فوق المرفق, قفزت من فوق المقعد المجاور, فتحت الباب, نزلت منه, وانبطحت, وكان اطلاق النار مازال مستمرا.
                            كان إبراهيم يصرخ " أصبت,إسعاف , أنا مصاب!! " سمعت الجندي يقول له
                            " اسكت أحسن ما أطخك!! "
                            قلت لإبراهيم أن يصمت, ويزحف نحو الجدار ومن ثم قال لي " يا أبويا اتصل بالإسعاف " فأجبته بأني لا أعرف الرقم, وعندما أخبرني بأنه "101" قلت له
                            " اتصل أنت فيدي مصابة " اتصل وصرخ عليه الجندي مرة أخرى " لاتتكلم وإلا أطخك!!إرم التيليفون " رمى إبراهيم التيليفون وجلس وهو ينزف..
                            صرخت..ناديت على الجنود "عندي مصاب بنزف, وأنا مصاب وأنزف, أحضروا لنا مسعف أو ضماد أو أي إسعاف " فقالوا " اسكت أو كلم أمبيولانص" اتصلت بالإسعاف الذي أخبرني بإنه لا يستطيع الحضور, ولكن الصليب الأحمر فقط هو الذي يستطيع ذلك من خلال التنسيق مع قيادة الجيش, التي ترفض الإذن لهم بالمرور.
                            الوقت يمر, وولدي ينزف, وكساب نائم على بطنه ولا ادري ما حاله حي هو او ميت, حاولت الزحف باتجاهه, فخاطبني احد الجنود بأن لا أتحرك وأطلق رصاصة تحذير.
                            كان إبراهيم ينزف, ولا إسعاف ولا مسعف يبدو قادما, وكان الجنود يحتلون منزلا يبعد عنا قرابة 40 متر على الأكثر, أراهم رأي العين ويروني, أسمعهم ويسمعوني , لذلك ناديت " الولد ينزف حرام عليكم ابعتوا مسعف يقدم له أي شيء " وفي الوقت ذاته اتصلت بالإسعاف أكثر من 20 مرة لدرجة أنهم قالوا ما باليد حيلة, سوف نحيل مسألتك إلى الإعلام, تقدم الوقت وأقترب الغروب, وبدأت أنا وولدي النازفين, _وكلانا ملقي على الأرض_ نستشعر برودة طقس يناير, أحسست وكأني في سباق مع الوقت وكان ولدي الصغير كل خمسة دقائق يناديني ويرجوني "اتصل يا والدي على 101" واتصل بناء على صرخاته ومناجاته ورجائه, ولا جدوى, فقد أفادوني بأنهم يقدرون صعوبة حالتي, وطلبوا مني أن أبقي هاتفي الخلوي مفتوحا, كي تتصل بي وسائل الإعلام والإذاعات المحلية كي أشرح الحالة وأوجه مناشدة, لعل الجميع يسمع ويتجاوب, حل الظلام ولا مجيب سوى رنات الهاتف من كل مكان,,من إذاعة محلية أو قناة فضائية, أو منظمة حقوقية, وجهات أخرى.
                            تجرأت وزحفت باتجاه ولدي الكبير عندما رأيت بعض القطط تحوم حوله, نهرني أحد الجنود ونادى علىً بلغة عربية " إرجع مكانك سوف أطخك " أجبت حينها
                            " أفعل وطخ إن شئت " وصلت إلى كساب حيث كان نائما ووجهه إلى الأرض, بحثت عن إصابته, وتأكدت حينها من موته وتصلب جسده, قلبته على ظهره وغطيت وجهه بالجاكيت الخاص به, كان ملقيا على بعد متر واحد من الجيب, قلت في نفسي " مات كساب وبقي إبراهيم أو عباس كما اعتدنا أن نناديه " عدت فسألني إبراهيم " كيف أخي كساب يا والدي هل ما زال حيا؟" فأجبته"استشهد كساب وبقي الدور علينا"
                            "راضي عنه يا ابويا " هكذا سألني ابني الصغير فأجبته " كيف لا أرضى على ولدي الميت الشهيد الذي قتله عدو الله ظلما " فعاد يطلب مني أن اتصل على 101 , فقلت له "سوف اطلبهم وتكلم أنت معهم لعلهم يهتمون" لكنه أخبرني بأنه غير قادر على الحديث, فاتصلت واتصلت واتصلت وكل مرة يخبرونني بأنها آخر مرة, قلت لهم "أنا استجدي بكم وأنتم لا تحترمون الإنسان ولا الإنسانية" كانوا يجيبون بلغة الضعيف والمستكين , ويقسمون الأيمان..لا أصدق أو أصدق فالأمر سيان, وهذا ابني الصغير يسألني"راضي يا ابويا عني" ويعود فيسألني مرة أخرى"راضي يا ابويا عني" وأجيبه ذات الإجابة.
                            "أنا أشعر بالبرد, والظلام خيم واحنا بالشارع, وانا مصاب وأنت مصاب"يقول ولدي"أشعر بقرب النهاية" وقلت له"لا يا ولدي الساق وأسفل الركبة ليست إصابة قاتلة" فسألني عن إصابتي وأجبته بأني في أحسن حال بدليل أني معك حتى الآن.
                            كنت اسأله إذا كان يشعر بالبرد بين الفينة والأخرى وأجابني بأن نعم , فألبسته الجاكيت الملوث بدمائي, وأسندت ظهري إلى الحائط, ومدددت قدماي ووضعت رأسه على فخذي كي يكون أقرب مني ويستشعر بعض الدفيء, لكنه كان ينفض عندما قال لي" يا والدي أنت من البرد أكثر..خذني إلى الجيب ربما أشعر ببعض الدفيء بداخله" كنا أمام مقدمة السيارة الملتصقة بالجدار الاسمنتي, قلت له"قف على ساقك السليمة وسوف أساعدك" وما كدنا نتحرك حتى صاح بنا أحد الجنود"ابتعد سوف اطلق عليك النار"ولم اعره اهتماما هذه المرة , صرخت بكل اللغات التي أعرفها"ائتوني بمسعف,ائتوني بطابية, ائتوني بما اربط به ساق الجريح, ائتوني يا متحضرون بأي مساعدة" وتلقيت إجابة واحدة"إطلب الأمبيولانص" شعرت وكأن هذا إذن باستخدام هاتفي الخليوي,
                            عم الظلام وازداد البرد, وكنت أعاني من شدة هذا البرد, وكان ولدي جسده يهتز وينتفض من شدة البرد والنزيف, كنت أصغي إلى أصوات أي آلية ولم أكن أسمع سوى أصوات جنازير الدبابات, أو البلدزورات التي تهدم بيوت الناس وأشجارهم في المنطقة, ألقيت بكيس الغسيل الغير نظيف إلى ولدي وقلت له"توسد هذا يا ولدي" وكنت قد أخرجت بعض الملابس أدثر جسده وساقه بها , كنت انا وهو بداخل السيارة, حيث كنت بالمقعد الخلفي وهو بالمقعد الأمامي, أسندت رأسي على مقعده ويداي تربتان على ظهره, وأفرك بأصابعي على جسده المرتعش, كنت أسأله كل خمس دقائق "هل تشكو من برد أو ألم" وما كان يجيبني إلا"إطلب الإسعاف أو 101"
                            كنت في حالة سيئة, ولم أكن للحظة أخشى على نفسي, على الرغم من إصابتي وشعوري بالدم النازف وقد بلل كامل ما ألبس حتى بدا يسيل من كف اليد, كل ذلك سواء لزوجة الدم السائل أو المتجلط لم يسببا لي أي خوف على نفسي, كنت متاكدا أنني سوف ......... ولدي الذي مازلت أتلمسه وأكلمه , ولم أكن أعرف مدى خطورة إصابته والذي كنت أعرفه أنها أسفل الركبة وهي أيضا ليست بالإصابة القاتلة.
                            بحلول الساعة الثامنة تلقيت اتصالات من إذاعات محلية, وجهات ادعت أنها من أجل حقوق الإنسان, وكان ندائي للجميع"انقذونا نحن خلف موقع دبابات وأمامي مجموعة من القناصين, بإمكانهم تقديم العون لنا, ولكنهم لم يقدموا لنا سوى القتل والرعب, ومناشدتي لكل من خاطبني بالهاتف,,,المساعدة في نقل الجريح النازف, ناشدتهم...ربما خلال ساعة أو أقل لن تكونوا قادرين على مخاطبتي لأني لن أكون حيا...
                            بدأت يدي ترتعش وشعرت بالخدر في يدي اليسرى في أطراف الكف والأصابع, وجاءتني الاتصالات,, نحن إذاعة كذا وإذاعة كذا , وأنا من المؤسسة , وأنا من الجهة.., وسوف تتحدث الآن مباشرة إلى محطة تمكنك من توجيه نداء, وسوف,,وسوف,,تعبت!!أريد قبل فوات الأوان مسعفين ولا شيء سوى ذلك.
                            جاءت الساعة العاشرة,,الليل والبرد , والميت الملقى في الشارع, والجريح النازف, وأنا واليهودي المتحرش والمتحفز على بندقيته الجاهزة للإجهاز على الأحياء في أي لحظة او عندما يريد أن يشبع غريزته في القتل , أعرف ذلك وصرخت بهم"الموت الآن أصبح الراحة الكبرى" ناديت وبصوت حزين مرتجف ومسموع " يا تساهال إذا كنتم متحضرون او من فصيلة أبناء آدم أو أحفاد إبراهيم ..إن إبراهيم ولدي يموت وقتلتم ولدي كساب , وأمري مرهون بأيديكم إما أن تفعلوا شيئا أو أريحونا" وكنت أسمع إجابة واحدة " خلي الأمبيولانص تجي تاخدكم"
                            لقد أيقنت أن النهاية قد اقتربت, وهاتفي الذي اتصل به أو أجيب به على الإتصالات فرغت بطاريته وقد تقطعت بي أسباب التواصل, كنت قد قلت أثناء مكالمتي للجهات الحقوقية أو التي اهتمت بالأمر بعد ان ابلغوا من قبل الإسعاف"بيني وبين أكبر مستشفى في قطاع غزة أقل من 1000 متر أي كيلو متر واحد وجبروت الجنود وجبروت اسرائيل يأبى إلا القتل العمد...."
                            مع انتصاف الليل اتصلت بي قناة الجزيرة من الدوحة وطلبوا مني توجيه مناشدتي, كان إبراهيم يتنفس في هذه الأثناء, وعندما انهيت مناشدتي لم أعد أسمع صوت تنفسه, ظننت انه قد غفى أو نام, وناديت عليه اسأله كالعادة إن كان يشعر بالبرد!!ولم يجب..وضعت يدي على جبهته وكانت دافئة,,ومن ثم وضعت كفي بمواجهة فمه ولم أشعر بنفسه , وكانت منطقة,,,,, باردة, أيقنت أنه قضى..ذهب إبراهيم..ذهب عباس يا ولداه ...ذهب الاثنان ..الأول ملقي في الطريق والثاني على مقعد السيارة الأمامي ,
                            اتصل بي كثير من الأفراد والإذاعات والمؤسسات , فقلت لهم جميعا " أنا وما أنا بخير من أبناء, إن حقوقنا للانسان هنا غير موجودة, البرد سوف أموت من البرد وما عاد يهمني الموت في حد ذاته لأنني لست أفضل من أبنائي الذين ماتوا أمامي , إن الألم الذي أعانيه أقسى من الموت بحد ذاته..أموت وأستريح"
                            صرخت في الجنود, وكانوا قد نزلوا من المنزل الذي يحتلونه , كانوا قرابة الثلاثين جندي بكامل عتادهم, غابوا حوالي الساعة وعادوا , ومن ثم صرخت
                            " لماذا تبقون عليً؟؟أجهزوا علي, أريحوني هيا, مجرد طلقة لن تكلفكم سوى ضغطة واحدة على الزناد..إفعلها يا جبان " لم يعرني أحدهم اهتماما, ولم يعد يعنيهم ما أقول وقد فعلوا ما فعلوا وعلى مرأى منهم جثث أبنائي, فأيقنوا أنهم قد حققوا الهدف..قتلوا أبنائي!!قتلوا الشباب..قتلوا الوطن..
                            أعود للمشهد .. في تلك الساعات ربما الأولى من صباح السبت 17/1/ 2009م لم أعد أطلب المسعفين ولم أعد أتعجل( 101 ) أو غيره.
                            بل كنت أتعجل اللحاق بأولادي سواء بسبب النزف أو بسبب أو من البرد، لست أكرم ولا أخير من أولادي وما عدت أتصل بأحد ولكني كنت فقط مستقبل وأجيب على الذين يتصلون بي لا أريد إسعاف كنت أنادي لا أريد إسعافات أريد فقط نقل جثث الموتى أريد فقط القصاص من الذين قتلوا أبنائي.

                            تعليق

                            • د. حسان الشناوي
                              عضو الملتقى
                              • 28-08-2007
                              • 198

                              [align=center]لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

                              إنا لله وإنا إليه راجعون

                              فبرغم أن الخبر مدمٍ ، ومفزع ، تنبثق منه

                              فرحة الاستشهاد ، والسعادة بالنعيم المقيم لهذي البطلين :

                              " فارس ، وكساب " .

                              ويالهما من اسمين يحملان البشرى بجنة

                              عرضها السموات والأرض لهما .

                              نسأل الله أن يتقبلهما في الشهداء ، وأن ينزلهما منازل الأبرار .

                              ولك أستاذنا الكبير : يسري راغب شراب

                              أحر تعزية ، وأصدق مواساة .

                              أفرغ الله عليكم نعمة الصبر ،

                              وأسدل عليكم جميل رحمته ، وعظيم فضله .

                              إن لله ما أعطى ، وله ما أخذ ؛ فلتصبروا ولتحتسبوا .

                              عظم الله أجركم ، وأخلفكم خيرا من مصيبتكم .[/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. حسان الشناوي; الساعة 03-02-2009, 09:37.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X