قصص قصيرة جداً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد توفيق السهلي
    كاتب ــ قاص
    باحث في التراث الشعبي
    • 01-12-2008
    • 2972

    قصص قصيرة جداً

    قصص قصيرة جداً ... محمد توفيق السهلي
    أطفال النار
    في ليلة باردة حالكة السواد.. لَمَحَ في الظلام قبساً من نار... فقال لأهلِه امْكُثوا.. ركض صوْبَ النار المشتعلة، وانضمَّ إلى أطفالِ الحجارة.

    البصيرة
    تنتشر الحُفَرُ في كل مكان.. أشعة الشمس تلُفُّهُمْ من كل حدب.. يسيرون بتثاقُل.. يقعُ معظمُهم في الحفر.
    مرَّ من أمامِهم رجلٌ لم ترَ النورَ عيناه، وتجاوزَ كلَّ الحُفر.

    الجليد
    عافتْهُ النفوس.. يرمي بثقلِهِ على الآخَرين.. " يتصاقَع " عليهم.. نظرَ مرة إلى صفحة ماءِ البحيرة.. فماجَ الماءُ
    وصارجليداً.

    أحلام محرّمة
    كالسِّوار أحاطوا بالدار.. صاحوا عليه من خلال مكبّرات الصوت؛ اخرُج؛ سلِّم نفسَك في الحال؛ البيتُ محاصر، ولا أملَ لك في النجاة.
    خرج من الدار رافعاً يديه فوق رأسه.. قادوه إلى عربة مصفحة اختفت من الشوارع بعد لحظات ..
    - ما هي تهمتي؟!
    - ألا تعرف؟ وردتْنا أنباء شبه مؤكدة، بأنهم شاهدوك متلبّساً في حالة من الحلم العميق.



    الرغيف
    كاد الجوع يفتك به.. لمح رغيفاً يركض.. وعلى نفَس واحد ركض خلْف الرغيف.. زادت سرعة الرغيف.. تعثَّر الرجل ووقع في حفرة.. تهشمتْ أضلاعُه؛ وغاب الرغيف.

    السلّم
    جمعوا أخشاباً كثيرة؛ تكفي لبناء آلافٍ مثلَ سفينة نوح.. حيَّرت الأخشابُ كلَّ من شاهدَها.
    في نهاية المطاف، انكشف السرُّ وبان، عندما شوهد سلَّم شاهق، ورأسُهُ في عين الشمس.



    العهد المطعون
    كلمتُه ورأسُه سيّان.. يقطع العهدَ ويُمضيه، وإن كلَّفه العهدُ حياتَه. ومالَ الدهر، فصار قولُه كبوْلِه.


    القتَلَة
    تعانقوا جميعاً.. واشتغل بَوْسُ اللّحى.. الدمُ صار للرُّكَب.. خرج من السربِ وحلَّق للبعيد، وأصرَّ على ألاّ يبوسَ ذقونَ مَنْ ذبحوا أهلَه.

    الكوز والجرّة
    تفَنَّنوا في تعذيبِه، ولبِثَ في السجنِ سنين.. أخلوْا سبيلَه لعدمِ ثبوتِ الأدلّة.. ودقَّ الكوزُ بالجرّة.. أعادوهُ مرةً ثانية، حيثُ وردتْهُم معلوماتٌ تفيدُ أنه ربما كان قريباً من سدِّ مأرب، قبْلَ دقائقَ من انهيارِ السدّ.


    اللسان
    هوتْ عليهِ سيوفُهم، ونجا.. استخدموا كل ما لديهم، فلمْ تصبْهُ منهم قتَرة. أشرعوا ألسنتَهم فمات.





    المخالب
    حلَّق النسرُ فوق أعشاش الغرْبان.. تصدّى له غرابٌ ووقعَ الصِّدامُ فكان دامياً.. الجولة لمْ تطُلْ.. هوى النسرُ ميتاً، وعاد الغرابُ منتصراً.. تجمعتْ أسرابُ الغربان حوْلَ حطامِ النسر، الذي كان بلا مخالِب.


    المكحلة
    المكحلة ملآنة.. صاحبتُها تتفقدُها كل صباح.. استيقظتْ باكراً ذات صباح.. لم تعثرْ على مكحلتِها في مكانها المعتاد؛ فعادتْ تتلمَّسُ الطريق.


    بحرُ غزة
    لازمَهُ المرض.. نهشتْهُ العلل.. كابدَ وصبر.. كاد يفقدُ عقلَه. وصفوا له ماء الحياة.. طاف كل البلاد، بحثاً عن دوائه.. أعلموه أنهم شاهدوا ماء الحياة، لكنه بعيدٌ هناك في بحر غزة.


    جُموح
    دخل الحصانُ مضمار السباق.. تذكَّرَ أنه لم يخسرْ أبداً من قبْل.. تلفَّتَ حوْله.. نظر إلى المتسابقين. أيقنَ أنه سيكون الفائزَ الأول.. لكنه قرر الانسحاب، وغادر المضمار، لأن معظمَ المتسابقين كانوا من فصيلة الحمير.


    زيتٌ قرْمزي
    اجتمعوا.. ناقشوا.. بحثوا في أسباب استمرار انبعاث النور من ذاك السراج.. ومن فتحة السراج، رأوا زيتاً بلون قرمزي.


    طعامٌ للكلاب
    استخدموه أعواماً طوالاً.. حملوا عليه أثقالهم.. نقلوا فوق ظهره الحجارة والصخور.. امتطوا ظهره في ترحالهم.
    شاخَ الحمار.. نحل جسمُه.. صار جلْداً على عظْم.. تثاقلت مشيته، فصار طعاماً للكلاب.


    عدالة مهشَّمة
    بعد بحث طويل، عثروا على السارق.. أقاموا له محاكمة تاريخية، وبعد مداولة قصيرة؛ صدر الحُكْم؛ ألقي بصاحب الحق في غيابات السجن.. وصار السارقُ سجاناً!

    كَفَنٌ
    مزق اللصوص عباءته.. عَرّوهُ من ثيابه.. وألقوا به في الغابة.. هاجمته الوحوش الكاسرة.. أبناء عمومته يقيمون قرب الغابة.. صاح مستغيثاً، علَّ أحدَهم يرْفو له العباءة الممزَّقة.. فهرع إليه أبناء العمومة وكفّنوه!


    نُباح
    ربا الجروُ الصغير في أحضانها.. علمتْهُ القططُ كيف يموء.. ومرتْ من أمام الدار مجموعة من الكلاب.. لَحِقَ بها الجرْو، فملأ نباحُهُ الساحة.

    الامتحان
    طرحوا عليه أسئلة كثيرة.. لم يتلعثم.. أجاب عنها كلها دفعة واحدة.. وتقرر مصيره.. غمرَهُ الفرحُ لأنه أيقن أن الملائكة لن يطرحوا عليه أسئلة أمنيّة.


    الجدار
    الجدار شاهق.. عصيٌّ على الارتقاء.. صمدَ الدهرَ أمام الغزاة.. مضت السنين.. الجدار الشاهق لم يعدْ شاهقاً.. انحنى ظهرُه وكاد يلامس الأرض، فقفزتْ من فوقه الكلاب.



    الحطَب
    غرسوها بالأمس البعيد.. سقوها بالدم والدموع.. كبرت الشجرة واستطالت، وطرحت ثماراً شهية...تركها الأحفاد فصارت حطباً.

    الحنّاء
    رَبّاهُ صغيراً.. كان يقطع اللقمة عن نفْسِه ويطعمه.. كبر وصار شاباً، فأنكر الحناء وأثرَها.


    السروال
    وقف بصلابة مفتعلة.. رفض أن يذيّل الورقة بتوقيعه.. صاح في وجه الرجل:
    - هذا الطلب ليس نظامياً.
    عاد الرجل بعد دقائق، وفي يده مغلف منتفخ.. سلَّمَهُ للموظف الكبير، فسقط سروالُه.


    العَرْميط
    عمل العرميطُ حرّاثاً في القرية. سقْفُ أحلامِهِ أن يمتلك محراثاً وزوْجاً من الثيران.
    توقف الثوران فجأة.. السكة انغرست في الأرض.. حثَّ الثوريْنِ بعَصاه.. انطلقا بطيئيْن.. ظهر شيء مكوّر.. حضر صاحبُ الأرض.. أخذ الكنزَ الذي اقتلعتْهُ سكّةُ المحراث.. واستمرتْ أحلامُ العرميط.


    الغرباء
    وضع فمَه على ثدْي أمه.. زاحَمَه أطفالٌ كثيرون، وكانوا غُرباء. وقبْل أن يتذوَّقَ الصبيُّ حليبَ أمِّه فَطَموه.. وعندما صار شابّاً، طردَ الغرباء، وعاد يحبو نحْو ثدْي أمِّه.




    الكلمة
    كان نافذَ القول.. كل أفراد القبيلة ينفذون ما يقول.. كلمته لم تنزل الأرض مرة.. هي تخترق الآذان وتستقر في القلوب... جارَ الزمان، فسقطت الكلمة.

    الكوشان
    قلَبَ الدنيا.. بحثَ في كل الأرجاء.. فتش الزوايا؛ الحيَّةَ منها والميتة.. صار كالحية التي قُطع ذيلُها.. لكنه لم يعثر عليه.. وظن أن آخر خيوط الأمل قد ضاع عندما ضاع الكوشان.

    اللص
    بعد محاولات كثيرة، أقنعتُه بالذهاب.. وصفتُ له دارَها وعنوانَها.. أعطيتُه اسمَها واسمَ أبيها.. رجوتُه أن يترفَّق في الحديث، كي لا يرفضَني أبوها.. وانتظرتُه ساعاتٍ فلمْ يرجع.. وعلمْتُ في اليوم التالي أنه قد خطب لنفسه مَنْ أُحِبُّ.






    النبيذ
    يكدُّ ويتعب طوال اليوم.. وينام أطفالُه على لحْم بطونهم.. يستيقظون.. لقمتُهم مغمّسة بالدم.. يصير عَرَقُهم خمرةً للآخَرين، ودماؤهم نبيذاً من النوع الرخيص.

    بَعْد فوات الأوان
    لاكَت الألسنةُ سمعتَه، وتقاذفتْهُ الأيدي والأرجُل.. اتهمتْهُ تلك الفتاة بأنها قد حملتْ منه سِفاحاً. وقبْلَ أن يغادرَ السجنَ بأيام؛ اكتشفوا أنه كان عنيناً!!

    حظ
    اشترى دكّاناً في رأس الحارة.. أنفق أموالاً طائلة حتى صارت الدكان صالوناً للحلاقة. انتظر شهوراً طويلة.. لم تكتحل عيناه برؤية زبون واحد.
    وفي يوم، تدفق على الصالون جمع من الناس.. لكنهم كانوا قرْعاناً.

    ساتَلايت
    راح يشن الهجوم على " الدش" وعلى من اخترعوه، وحلف الأيمان المغلظة أن لا يدخل " الدش " منزله.
    اشترى جاره واحداً منها، فأمضى السهرة عنده.. وفي اليوم التالي، طلب إلى الجار بإلحاح أن يعطيه " خطاً " وأن يبقي
    الأمر سراً بينهما !!


    البصّارة
    كان يعرف أنه ذو حظ عاثر.. لكنه " بَيَّضَ الفال" ، ورمَت " البصارة" حباتِ الودَع.. قالت: ستصبح عظيماً ذا شأن، وستكون في مأمن من جنود الاحتلال.. ولم تكد تلفظ كلماتها، حتى كانت دورية معادية تلتف حولهما وتلقي بهما في إحدى عربات الجيب.



    كَفٌّ ابيض
    عرفه الناس في كل أنحاء البلاد، بأنه لم يسرق ولم يرتش طوال حياته.. أسموْه " صاحب الكفّ الأبيض ".
    دفعَه بعضُهم صوب المستنقع.. قاوم بكل قواه.. لم يسقط، لكن أحد كفيه انزلق في ماء المستنقع الآسن.. نظر إلى كفه الملوث، ثم بتره.. لكن بقي له كف آخر أبيض.

    ماذا يَهُمّ؟
    أطفَؤوا الشمس، وغاب القمر.. لكنه لم يكترث.. ثم مضى يتحسسُ طريقَه، يسبقُهُ عكازُه.

    ُوضوء
    من زمن بعيد، لم تقطَعْ فرْضَ صلاة.. غابوا عنها من زمان.. رفضَت التيمُّمَ.. عادوا إليها فعانقتْهم.. نزفوا دماء غزيرة، فتوضأت الأرضُ وصَلَّت للرجوع.
    ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .
  • محمد فائق البرغوثي
    أديب وكاتب
    • 11-11-2008
    • 912

    #2
    قصص جميلة ورائعة ..

    تسجيل مرور واعجاب ولي عودة باذن الكريم

    دم طيبا ،،
    [align=center]

    العشق
    حالة انطلاق تخشى الاصطدام بأواني المطبخ.


    [/align]

    تعليق

    • محمود عادل بادنجكي.
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 1021

      #3
      الأخ محمّد
      قصص يستحق معظمها الوقوف عندها.. فاقتضى تثبيتها، ثمّ الرجوع إليها.
      تحيّاتي الطيّبات
      ستبقـى حروفنــــا.. ونذهـــــبُ
      مدوّنتي
      http://mahmoudadelbadinjki.ektob.com/
      تفضـّلوا بزيارة صفحتي على فيسس بوك
      www.facebook.com/badenjki1
      sigpic
      إهداء من الفنّان العالميّ "سامي برهان"

      تعليق

      • محمد توفيق السهلي
        كاتب ــ قاص
        باحث في التراث الشعبي
        • 01-12-2008
        • 2972

        #4
        شكراً أستاذ محمد فائق البرغوثي .. تقبل كل محبتي ..
        شكراً لك أستاذ محمود عادل بادنجكي على التثبيت .. ولك مني كل المحبة وخالص الشكر والتقدير ... أعتز بآرائكم وتشجيعكم .
        ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          الاستاذ القدير محمد توفيق السهلي

          قصص مبدعة
          وغنية بما تحمله من رموز ومعان انسانية
          شكرا بحجم الروعة التي اضفتها لأفكارنا
          تحية اجلال
          التعديل الأخير تم بواسطة مها راجح; الساعة 21-01-2009, 15:47.
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • محمد توفيق السهلي
            كاتب ــ قاص
            باحث في التراث الشعبي
            • 01-12-2008
            • 2972

            #6
            شكراً لك أخت مها ... بأمثالكم يكبر الكاتب ويبدع .
            ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .

            تعليق

            • فتحى حسان محمد
              أديب وكاتب
              • 25-01-2009
              • 527

              #7
              ليس فى ادب القصة ما يسمى بالقصة القصيرة جدا ، هذا كلام لا يرتقى لأدب القصة وعالمها ، بينما هو اى شىء آخر ، لو اكمل لصار مقال صحافى وصيغ على هذا الأساس لاعتبرناه من أدب المقال ، لكنه لم يصل 0
              القصة ليست حدوتة تحكى فى كلمات قصيرة ، لأن القصة لها عالمها وعلمها أقله تحقيق الامتاع والتسرية والتسلية ، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال طول معقول من مجموعة من الأحداث التى يحدثها البطل بصراعه مع الآخرين ، والوصول إلى نتيجة حتمية ، لأن القصة بدون هدف وحاجة لبطلها لا تعتبر قصة بالمرة 0
              تحياتى / فتحى حسان محمد
              أسس القصة
              البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

              تعليق

              • محمد توفيق السهلي
                كاتب ــ قاص
                باحث في التراث الشعبي
                • 01-12-2008
                • 2972

                #8
                أخي فتحي حسّان محمد ... شكراً لمرورك ... القصة القصيرة جداً فنٌّ أدبي جديد حديث ... قد لايُعجِبُ البعضَ وهذا من حقهم ... تحياتي .
                ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .

                تعليق

                • زهار محمد
                  أديب وكاتب
                  • 21-09-2008
                  • 1539

                  #9
                  الأخ محمد
                  قصص جميلة
                  ومواضيع تهم الجميع
                  [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                  حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                  عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                  فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                  تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                  تعليق

                  • محمد توفيق السهلي
                    كاتب ــ قاص
                    باحث في التراث الشعبي
                    • 01-12-2008
                    • 2972

                    #10
                    شكراً لمرورك أخي زهار .. أحييك من كل قلبي على اهتمامك
                    ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .

                    تعليق

                    يعمل...
                    X