بداية( أنا حكاية شهد الزمان فصولها
من المهد إلى أن شاخت أمانيها)

من المهد إلى أن شاخت أمانيها)

الفصل الأول (طفلة بحضن الربيع)
كنت بذرة نمت برحم الجراح وعندما استكملت شهور الوهن كان مخاضها معانقة لأحضان السواد لأرتشف الألم من صدر القدر لكن روحي استطاعت أن تشق السواد بخيط رفيع من البياض, فكان بداية لغرس ضعيف يحاول أن يبسط جذوره بأرض الواقع وينفض عن رأسه غطاء الأرض ليستنشق ولو بعضا من هواء الأمل.احتضنت دفء الشمس وشعرت بالأمان في بستان حياتي الضيقة البسيطة ، ولكن سرعان ما أتت الأنواء بأول رسالة ألم فتحتها بأناملي البريئة , فابتسمت من قسوة المكتوب فيها ثم نظرت في عيون الحقيقة لأرى وجوه العذاب وقد كشفت عن أنيابها ، لكنني كنت أكثر قوة وأشد تحملا رغم أني لا أزال برعما يتطلع للحياة حتى ولو كانت "على شفا جرف هار" من الأمل .
الفصل الثاني (خريف يُسْقط أوراقي)
ومرت الأيام وتوالت الفصول وها هو فصل الاصفرار وتساقط الأوراق ، خريف أتى قبل الميعاد ، يا له من منظر تتعرى فيه الحقيقة من ثياب الرحمة لتكشف عن سوء نيتها لتطعنني من دبر دون ذنب لكن أغصان طموحي كانت أقوى وجذور محبتي للعلم كانت أعمق وأصلب من أن تصلها يد الخريف الجائرة. لأظل صامدة شامخة أواجه لطمات الزمن متحدية إياه ، واتخذ من الحروف محرابا تقيم فيه ملامح وجهي، ومن المعرفة نبعا يستسقي منه إلهامي، ثم رسمت لنفسي بأنامل الطموح لوحة أسميتها (طوق النجاة)
الفصل الثالث (الشتاء...المطر وغسيل الروح)
لطالما كان البكاء مؤنس وحدتي، ولحاف الدفء الذي اتقي به من برودة أيامي ،فصدى صراخي كان لا يتعدى شفتاي ، كنت أنظر هنا وهناك لعلي اجد في الأماكن ضالتي أو في قطع الأثاث معينا لي، لكن سرعان ما تنفض برأسي تلك الغفوة لأفيق من حلم اعلم أنه ليس لي...لحظات قليلة واسمع صوتا من أقصى النفس يردد: (الدموع لا تنبت حياة ولا تروي أرضا، الصبر سفينة بطيئة ومملة ولكنها آمنة ، اقفزي بداخلها، وانتظري ! فالأمل حي ما دامت الحياة ، لا تنظري إلى سعادة من حولك ، وفرحهم بخطاهم السريعة ، و لكن انظري من منهم بنقاء روحك وجمال مشاعرك ,انتظري رحمة السماء واقتلي الحسرة ومزقي أوصالها.)لحظات أخرى وتمر سحابة حبلى بأمطار الأمل تفرش رزازها على مساحات الروح فتنقيها من دنس الحزن وبقع الألم, ويمر كل هذا كشريط ذكريات مسجل وأنا على كرسي أرقب الدهشة في عيون من حولي وعلامات الاستغراب تكتب ألف سؤال وسؤال على وجوههم فأجيبهم بصمت وكبرياء! ! كلنا ضائعون في غياهب الحياة سائرون خلف وهم القدرة رغم أننا نعلم أننا لن نجني غير ما قدر لنا .
الفصل الرابع(صيف الانطواء)
ومرة أخرى يحاول الحب أن يصل إلي قلبي لكنه يمشي بخطى بطيئة فوق صفيح اليأس الساخن فتلتهب قدماه لكنه يصر على الوصول إلي رغم العجز ( يصل عليلا) لكنه وصل وحملني على متنه ليخوض بي بحور الوهم والتجارب وعلى الرغم من وهن قواه إلا أنه وصل بي إلى مسافة لا بأس بها أرضتني بعض الشيء ، لكن سيف الانطواء كان حادا سرق رقبتي في لحظة ملل فتدلت على صدر الخوف ورجفة المستحيل لا زالت توابعها تزلزل كياني ! ! !.
نهاية مؤقتة(ما أوجع حديثي وما أقبح فصول حكاية روحي المنهكة فلازلت الملم شتات ذاتي وانبش في ذاكرة أيامي عن بقايا حلم مضى.) ُ
\
/
بــقلم :حفصة فهمي
\
/
بــقلم :حفصة فهمي
تعليق