ما أروع السجود لله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ثروت الخرباوي
    أديب وقانوني
    • 16-05-2007
    • 865

    ما أروع السجود لله

    ما أروع السجود لله

    كان ذلك منذ سنوات مرت كلمح بالبصر ،ومع ذلك ما فتأ القلب يستعيد ذكراها وما برح الجسد يتجرع ألمها كلما ألمًّ به ريحها ...وسبحان الله الذي يغيّر ولا يتغير .. مابين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ... كنت أخطو خطواتي رافع الرأس واثقا مترفعا داخل إحدى المحاكم حيث كنت أمارس مهنتي ، وكان بجواري شاب نابه من شباب المحامين هو محمود النادي وهو بالمناسبة أحد أصدقائي الأعزاء الأحباب وكنت ساعتها أشدد به أزري في إحدى القضايا وأشركه معي في تفصيلاتها ، وعلى حين فجأة لم أشعر بقدمي !! وكأنها زالت من مكانها ، ثم إذا بي أسمع صوت فرقعة طفيفة صادرة من ركبتي اليمنى ومن بعد ذلك اعتراني ألم رهيب لم تكن له سابقة في حياتي فكان أن فقدت الوعي من وطأة الألم ، وعندما استعدت وعيي وجدت صديقي محمود النادي وهو يبذل ما وسعه الجهد في إفاقتي ، ثم قام بحملي هو ومجموعة من الزملاء إلى المستشفى حيث مكثت ساعة أو بعض ساعة داخل اسطوانة أشعة الرنين المغناطيسي التي أشعرتني وكأنني أدخل إلى قبر مظلم ـ خاصة بعد أن عصبوا عيني وصموا أذني ـ ذلك القبر الذي سيكون حتما نهاية ذلك الإنسان الذي تشغله الدنيا بزينتها عن حقيقة هي أبعد ما تكون عن خاطره رغم أنها أقرب إليه من حبل الوريد ، وبعد أن أجريت الأشعة أبدى الطبيب عجبه مما حدث وقال لي ( لديك قطع عجيب في عضلة اسمها العضلة الرباعية وموضع هذه العضلة فوق الركبة مباشرة وهي من أقوى أو أقوى ــ على حد ذاكرتي ــ عضلة في جسم الإنسان ومن المستحيل أن تتعرض لقطع دون سبب !! أنا لم أر مثل هذا من قبل ، فهذه لا يمكن قطعها إلا في حادث مريع أو بعد وقوع من مكان مرتفع ينتج عنه أيضا كسر في عظام الساق !! ) وفي غرفة العمليات استشعر فؤادي الموت واختلطت معانيه بحشاشات قلبي فبعد ثانية أو أقل يدخل الواحد في نوم التخدير الذي قد لا يقوم منه إلى حياة ، وقد يذهب منه إلى عالم البرزخ ، عندها تذكرت قولك يا الله يا حي يا قيوم ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وانتهت الساعات الثلاث في غرفة العمليات وعدت من جديد إلى دنيا الناس وقد أحاط الجبس من أخمص القدم إلى أعلى الركبة وظللت حبيس هذا الجبس ما يقرب من ستة أشهر حيث رافقتني عصاي أتوكأ عليها ، وظلت عصاي معي لا أجد لي مندوحة في غيرها حتى أذن الله لي بشفاء من عنده ، كانت هذه التجربة من أعظم التجارب التي مرت على حياتي وقد أطلقت عليها ( تجربة الافتقاد ) ولم يكن الافتقاد هنا افتقاد وفاء لأصدقاء وأخوة عرفتهم في الله لم أرهم في محنة المرض وقد كنت لهم وجاءً عندما أدار لهم الزمان ظهر المجن ، فما أكثر من طرحني من ذاكرة قلبه ولم يعدني وقتئذ ولكن الذين حملوني في قلوبهم واحتملوني في مرضي أكثر ،ولم يكن الافتقاد هنا افتقاد دنيا ستفنى بزخرفها إن آجلا أو عاجلا ، فلم يهب الله لي من زينة الدنيا ورزقها كما وهب لي في هذه الأيام وكأن الله سبحانه وتعالى يضع آية نصب عيني مفادها أن الرزق يأتي إلى العبد لا محالة سواء كان في صحة أو مرض في قوة أو في ضعف فالحمد لله أن جعل رزقنا بيده لا بيد غيره ، ولكن الافتقاد الذي أعنيه هو افتقاد السجود لله حينما عجزت عن وضع جبهتي على الأرض أثناء الصلاة ، إذ مكثت عدة أشهر لا أصلي إلا قاعدا ، افتقدت حينها تعفير وجهي في الأرض لله رب العالمين في موضع لا يكون إلا لله حيث تكون العزة للعبد حين يُذل لله العلي القدير ، ما أروع تلك السجدة التي افتقدتها في تلك الأيام الكالحة ،،، وحينما حانت تلك اللحظة النورانية التي منّ الله عليّ فيها بالسجود ووضعت جبهتي على الأرض ارتجف جسدي رجفة لم تحدث لي من قبل وارتعشت أناملي وهي تحاذي رأسي على الأرض وانهمرت دموعي تترى بلا حول مني ولا إرادة وقد احتوتني لذة روحية لم تصادفها روحي قبلها قط ونطق قلبي قبل أن ينطق لساني قول الله سبحانه وتعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ) .
    عادت ذكرى تلك الأيام الخوالي تتهادى إلى قلبي عندما ألم َّ بركبتي في موضع الداء القديم ألم رهيب بعد رحلة الحج كان من أثره أن منعني من السجود ومن تعفير جبهتي لله رب العالمين ،،، كم للسجود من لذة لا يدركها كثير من الناس ومن كرامة لا يفهمها فريق من الناس ومن محبة لا يصل إليها كل الناس ، سبحانك يا رب الناس وصدقت حين قلت في كتابك الكريم (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) نسمع ونطيع لك يا الله نسجد لك وحدك فأنت القائل (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) يا الله كم أشتاق إلى السجود لك

    ثروت الخرباوي



  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    الاديب والاستاذ الكبير ثروت الخرباوي
    تناثرت دموعي وانا اقرأ خاطرتك
    احسست بالايمان العظيم داخلك
    وهذه فرصة جميلة للرجوع للنفس
    اللهم ثبت ايماننا
    وارفع عنا كربنا

    سعدت بالقراءة
    تحيتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • أحمد حسن محمد
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 716

      #3
      [align=center][align=center]جاءتني تلك الرسالة الساجدة في وقتها

      الحمد لله تعالى

      وشكرًا لك سيدي الكريم![/align]
      [/align]

      تعليق

      • ثروت سليم
        أديب وكاتب
        • 22-07-2007
        • 2485

        #4
        أخي الحبيبالأستاذ : ثروت الخرباوي
        اشتقنا لك أيها الأديب المؤدب
        مع أنني لا يمكن أن انسى اسمك أبداً
        لأنه يراودُ سمعي كل يومٍ مراتٍ ومرات
        نعم أيها الرجل الصامد
        كلما أظلمتْ جنباتُ الحياةِ وادلهمتْ خطوبُها
        لا نجدُ ملجأً من اللهِ إلا إليه
        وقد مررتَ بمحنةٍ ومِنحة
        إنها محنةٌ كل ألمٍ بها هو بإذن اللهِ مَحوٌٌلذنبٍ أو سيئة
        وهي منحةٌ كنتَ خلالها قريباً من الله وكنت تدعو بقلبٍ خاشع
        وتشكر الله على بلائهِ الحسن فالحمدُ لله على كل حال
        (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
        وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
        أخي الحبيب
        حمداً لله على سلامتك
        إنها سجدةُ شُكر
        ودمعةُ فرح
        تحياتي وتقديري
        ثروت سليم

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #5
          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]أحيانا يفقد الأنسان نعمة أو أكثر من نعم الله عليه التي لاتعد ولا تحصى .. لكنها في المرض الشديد والسجن .. يفقد الإنسان نعم الله كلها جملة واحدة اللهم إلا اليسير منها .. وعندما يتعافى يبدأ في استشعار نعمة وراء نعمة .. وهنا يكتشف الإنسان أن نعم الله عزوجل عليه لاتعد ولا تحصى .. وأن هناك الكثير من النعم التي لانلتفت إليها ولا نستشعرها بعظمتها إلا عندما نفقدها .

          يقول أحد السلف .. العبادة متعة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف .. والسجود لله هو من أعظم النعم .. لأن الجسد يلتصق بأصله .. كالطفل الذي يلتصق بصدر أمه .. والقدرة على السجود نعمة عظيمة من نعم الله .. ولذلك يندم الكفار عليها يوم القيامة أشد ما يكون الندم حيث يقول الله عزوجل وصفا لحالهم يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون .

          أمتعتنا استاذنا الجليل ثروت الخرباوي .. ومتعنا الله وايكم بالصحة والعافية .[/ALIGN]
          [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • عثمان علوشي
            أديب وكاتب
            • 04-06-2007
            • 1604

            #6
            السلام عليكم
            الأستاذ ثروت الخرباوي،
            خفق قلبي ودمعت عيني مرتين اليوم: المرة الأولى، كانت اليوم في مسجد التوبة هنا بضواحي مدريد. هذا أسبوعي الثاني في اسبانيا وأول جمعة أقضيها في المسجد لأن الجمعة الأولى كنت في ورشة. وما أبكاني اليوم غير سماع الآذان، ليس كما ألفت سماعه في بلادي وهو يسكن سماء الأحياء المحيطة بالمسجد، ولكن كان فقط آذانا في مكبرات الصوت داخل المسجد. آذانا محتشما، خافتا، محدودا رغم طابعه: النداء...!!!
            والمرة الثانية، كانت حين قراءتي لكلمات خاطرتك النقية الصافية.
            وما يجمع بين اللحظتين: الإحساس بنقص في نعمة من نعم الله، ألا وهي عبادته سبحانه وتعالى.
            فلا حرمنا الله وإياك من نعمة عبادته، ولا أراك بأسا في بدنك وأهلك.
            تحية طيبة
            عثمان علوشي
            مترجم مستقل​

            تعليق

            • رحاب فارس بريك
              عضو الملتقى
              • 29-08-2008
              • 5188

              #7
              ألأستاذ ثروت الخرباوي
              هي أمتحانات يرسلها إلينا الله عز وجل فما هي إلا عثرات يبعثها إلينا ,
              ليمتحن قوة صبرنا وليجعل منها رسائل يمتحننا من خلالها
              فبعضنا يستخرج العبر , ويستخلص من الضعف قوه
              وبعضنا يضرب بالضعف عرض الحائط فيتمنى الشفاء للعودة للهو والمجون ,
              النفس النيرة التي تؤمن بربها يتجلى لها نور الخالق من خلال ضعفها ,
              وكانه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,
              هو من يوهبنا الصحة وهو الذي يأخذها فهي أمانة منه ترد إليه ,
              فمن صبر نال جزاءه بالدنيا والآخره .....
              فبعد كل مصيبة تصبح الأشياء أوضح وأنقى , وفي أوقات ضعفنا
              يصبح أيماننا أقوى وأعمق حين تتعالى النفس الطاهرة على المادة
              فتصبو للقاء الروح التي تتصل بالباري عز وجل....
              إن ما حدث معك أخي ثروت حدث وسيحدث معنا جميعنا ولكن
              كما ذكرت يخرج المؤمنون من هذه التجارب أكثر قوة وأكثر أيمان
              ويبقى بعضنا يتخبط في حفرة ضعفه الأزليه...
              مؤثرة خاطرتك تقربنا من الله عز وجل أكثر من قربنا
              فالحمد لله على كل شيء
              والحمد لله على سلامتك
              رحاب
              ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                أخي الكريم ثروت الخرباوي سلمك الله من كل داء،
                تلك لحظات بريئة وتطلعات لا يعلم حقيقتها إلا من حرم منها، ومع مكانتها وجلالتها فإن أعمال البدن برمته، قد لا تساوي قيد أنملة من أعمال القلوب، ما شدك الشوق لسجود لكونه سجودا، وإنما شدتك محبة الله.
                ولولا فضل الله ورحمته لكنا من الخاسرين، ولاتبعنا الشياطين إلا قليلا، وما زكى منا من أحد أبدا، فخلاصة الأمر أن هناك رب وفضل، وفضله لا ينال إلا بالدعاء والسجود من أعظم تلك الموطن.
                دمتم في حفظ الله ورعايته[align=center][/align]
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • سحابة
                  عضو الملتقى
                  • 16-05-2007
                  • 138

                  #9
                  سلامة حضرتك ألف سلامة وبجد أنا كنت حزينة جدا لما كنت بشوفك بتتألم خصوصًا وأنا حاسة إن مفيش في إيدي حاجة أعملها
                  يارب تخف خالص وميجيش الوجع دا تاني أبداااااااااا

                  بس المقالة جامدة بجد وحضرتك صورت المشهد زي ميكون كلنا في الموقف من جوا وكلنا عيطنا..
                  ربنا يخليك لينا ياااااااااااااااااااااارب


                  بنتك هدى
                  [U][align=center][glow1=3399FF][url=www.huda.tadwen.com][size=4]لا أمطر إلا في وطني[/size][/url][/glow1][/align][/U]

                  تعليق

                  • القديم مصطفى
                    محظور
                    • 19-07-2008
                    • 43

                    #10
                    سبحان الله
                    تقريبا لي نفس القصة
                    لكن بالقدم و تلته الركبة و بعدها كنت أجتاز الهجرة السرية و أثناءوصولي للضفة الأخرى لم أعد أطوي رجلاي ........
                    ذكرتني أخي الفاضل بما جرى لي و المحن و الصلاة على المقعد و و ...
                    و أخيرا الحمد لله على أن أنعم علينا بالإسلام

                    تعليق

                    • بوبكر الأوراس
                      أديب وكاتب
                      • 03-10-2007
                      • 760

                      #11
                      ما أروع السجود لله

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....حياكم الله وبياكم ورفع قدركم وجعلكم شامة في الخير ..تحياتي مجددا أخي الكريم أيه الاستاذ الفاضل ...بالفعل عبارات تمزق القلب وتجعله يئن من الأوجاع مما يقرأ ويسمع ويرى قدرة الله تتجلى في نفسه ويدرك حقيقة السجود وطعمها اللذيذ وهو في حالة السجود الطويل تسبح روجه خفاقة مع الله حينما يتجرد من الطين ويتجرد من رغباته وشهواته وأطماعه التي لا تنتهي حينما تصفو روحه وهو يناجي مولاه لا يلتفت إلى الغرب أو الشرق ليستعين بهما بل يستعين بالله حينما يخصص الله وحده دون غيره وهو يقول أياك نستعين ..وحينما يخصص الله بالعبودية الصرفة حينما يقول** أياك نعبد وا ... بارك الله فيك وحفظك ...وأخيرا تقبلني صديق وأخ لك وشكرا أبوبكر الأوراس الجزائر شرقا .....السلام عليكم ....
                      التعديل الأخير تم بواسطة بوبكر الأوراس; الساعة 24-01-2009, 09:06. سبب آخر: مراجعة

                      تعليق

                      • لميس الامام
                        أديب وكاتب
                        • 20-05-2007
                        • 630

                        #12

                        سيدي الفاضل ثروت الخرباوي

                        اولا نحمد الله عزّ وجلّ على ان منّ عليك بالشفاء من عنده ، ومعافى بإذن الله دائما ..
                        لم استمتع منذ ان بدأت رحلتي مع عالم النت بمقالة كما استمتعت بما جاء في طيها من روحانيات وحمد وشكر لله تعالى ومراجعة للنفس..فقد صادفت ذات الموقف في يوم من الايام..ومع اني كثيرا ما احمد الله على ما قضى لي في هذه الحياة الفانية الا انني شعرت بنفس المشاعر التي انتباتك أثناء وبعد الشفاء..ونحن والله مهما حمدناه فلن نوفيه حقه سبحانه وتعالى علينا..
                        يا سيدي إن لله عظمة لا يدركها الا من امن به ايمانا راسخا..من احبه ورضى بقضاءه - جلّ جلاله - وقدره خيره وشره..إن الله سبحانه وتعالى ليبتليي العبد المؤمن الصابر ليمتحن صبره وايمانه ومدى رضاءه بمصابه
                        ..إننا نمر في حياتنا بابتلاءات لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى..وقد مررت حضرتك بهذه الهنيهات الرائعة التي قربتك اكثر وأكثر وجعلتك تشعر بالنعم التي لا تحصى على ابن ادم والتي لا يتداركها اكثر الناس او بالاحرى لا يتفكرون بها..
                        احببت ان اقول تلك الكلمات فقط لانني استشعرتها تماما وكم من دمعة ذرفتها حين تمر ساعة من يومي لا اذكر فيها الله ..فلنذكر الله دائما ليذكرنا ..والحديث القدسي الشريف صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

                        وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح..
                        فما اقل من ان نقترب الى الله عز وجل سجودا وذكرا وما أروعه من سجود ..ولندعو معا:
                        "اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"...

                        سلمك الله من كل شر وحفظ عليك عافيتك..

                        لميس الامام

                        تعليق

                        • راضية طاروس
                          عضو الملتقى
                          • 24-12-2008
                          • 29

                          #13
                          السلام عليكم
                          ذكرني السجود لله و شكره بحادثة اذكرها كلما داهمني خطب . كنت قد خرجت من منزلنا و انا غارقة في خيالات حزينة و لساني حالي يقول " ليس في الدنيا شقي سواي " و فجاة قيّض الله لي فتاة رايتها فتاملت فضل الله على الناس . كانت قصيرة القامة جدا عمياء حدباء و كانت تضحك في تفاؤل و اقبال على الحياة . حينها تذكرت الاء الله علي و عليها اذ الهمها الصبر و التحدي . و كانت الحادثة درسا لي من رب كريم حكيم كي اسجد اكثر و اقترب .
                          السلام عليكم

                          تعليق

                          • خالد ساحلي
                            عضو الملتقى
                            • 19-10-2007
                            • 335

                            #14
                            السلام عليكم و رحمة الله
                            الأستاذ ثروت الخرباوي: السجود رجوع المخلوق لخالقه .
                            التحيات الطيبات
                            [SIZE=5][/SIZE]

                            تعليق

                            • ضياء البرغوثي
                              عضو الملتقى
                              • 22-01-2009
                              • 42

                              #15
                              من عمق الألم ينمو الأمل

                              خاصة إذا كان أمل بالله

                              أخي ثروت

                              كثير امتنان على هذا الحضور الراقي

                              ود يمتد ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X