ظلال التوتر في قصص
الخيال المسافر
رؤية الشربيني المهندس
اذا كان المبدع يستطيع القول بكل بساطة أن القص مثل الحب لا يولد بقرار فالرؤية الأدبية للنص قد تأتي من خلال منهج لكنها أيضا لا تأتي بقرار .. لكن مع القلق أطرح هنا ما راودني وأنا أقرأ المجموعة القصصية الأولي للأديبة مني محي الدين بعنوان الخيال المسافر ..
واذا كان العنوان العام يعفي الكاتب من المسئولية مع الرمزية حيث الخيال الأكثر رحابة من الواقع وهو خيال غير مستقر يتحرك فتتعدد البيئات لكنها تمر سريعا بين المحطات في البيت الزجاجي او انطلاقة الفراشة وعناوين فرعية للقصص تتناغم دلالتها مع العنوان الرئيس لكن يأتي الاستهلال الكاشف للرؤية مع هموم النفس والناس أو الهم الإنساني بوجه عام والذي تستمر ظلاله حتي القصة الأخيرة ..
مع المد والجذر لتدفقات المشاعر وأحداث تطرحها الأديبة ـ قد تبدو عادية للوهلة الأولي ـ نلمح محاولات ناجحة في الكثير من قصص المجموعة للمعالجة الفنية بطرق مختلفة بما فيها المراوحة بين الأصالة والمعاصرة والمزج بين الخيال والواقع ومحاولة التجديد أيضا ..
البدايات مبشرة لكاتبة تريد الوصول وربما التميز , يظهر ذلك في الوعي بالكتابة وسراديبها بلغة بسيطة تناسب سرد الفضفضة , وبالأرق الذي لا تخبو ناره مع الشعور بالهم الإنساني وإن طغت الذات الراوية , والسعي وراء ما تراه الحقائق مهما كانت المراوغة,, ودمج الماضي بالحاضر بالمستقبل في لحظة واحدة تحاول الإمساك بها , وبالأصوات الخفية وتبادل الأدوار للمنولوج والديالوج بين الأنا المتحرك والأنا السارد المخادع على الورق ..
في قصة قادمون يأخذك هذا التساؤل ( وضعت يدي علي زر النور ..
صرخ أخي .. لا .. لا توقد المصباح ..!
تعجبت لماذا ينزوي في هذا الركن المظلم هكذا ..؟)
ومع إضاءة النور تأتي المكاشفة أو المواجهة مع النفس وحيث يزداد همس الأعماق ونجد الراوي يقول ( بين السطور دائما يلاحقني .. أسمع خطواته اللاهثة خلفي في كل مكان ) من الركن المظلم رهين القلق والتحدي باضاءة النور تستمر المراوحة في قصة فك الأسري حيث نتفق علي إطفاء الشموع ويسود الظلام كما يقول الراوي وتعلو الضحكات ولكن تبدأ أزمة من نوع آخر ومن سيقوم بتقسيم الكعكة ) .. ويستمر هذا الأسلوب وقصص الفراشة وحلق حوش والقفص والمنولوج المتحرر من ضوابط اللغة
( عندما خرجت من الندوة لم يكن في عقلي غيره ..أفكر فيه ) ودوائر المفرض والمرغوب والممنوع باتساع دوائر القلق والهم الانساني ..
ومن كآبة الواقع إلي رحابة الخيال ومحاولة السفر عبره تحاول الكاتبة أن تنوع أساليب السفر والتناول حيث تنقلنا إلي محطة القطار صباحا بقصة الخيال المسافر أو مع الترام الملول الذي يبرز الألم مع طول الانتظار للحظة خاطفة .. وإذا كان القطار يغادر المحطة بدون البطل ويخرج له لسانه الا أن البيت الزجاجي يخطف البصر دائما صعودا إلي الدور العلوي في قصة القفص حيث دوامة التفاصيل الحياتية الدقيقة ..
هكذا نستطيع إعادة الرصد مع القلق الذي يلقي بظلاله علي معظم القصص وما يصاحبه من توتر فلا يستقر المؤشر ولكن تأتي الذبذبة في ديناميكية متسارعة للزمان والمكان أيضا .. ونصل مع الماراثون إلي القصة الأخيرة والزناد المضغوط واللهجة المرعوبة والمرعبة
( استيقظوا والا قتلتكم جميعا ..) لكنه كان خاليا من الطلقات وليستمر تقدم القادمون عنوان القصة ولتبدو الرسالة في حاجة إلي المزيد مع همس الأعماق وانسحاق الروح ورقصة بيت وسكون روح وبوح الفؤاد مع الدهشة ودلالة الاشارة الحمراء .. وهل تكفي التجربة الذاتية والتواصل مع القلق وتوتراته
الخيال المسافر
رؤية الشربيني المهندس
اذا كان المبدع يستطيع القول بكل بساطة أن القص مثل الحب لا يولد بقرار فالرؤية الأدبية للنص قد تأتي من خلال منهج لكنها أيضا لا تأتي بقرار .. لكن مع القلق أطرح هنا ما راودني وأنا أقرأ المجموعة القصصية الأولي للأديبة مني محي الدين بعنوان الخيال المسافر ..
واذا كان العنوان العام يعفي الكاتب من المسئولية مع الرمزية حيث الخيال الأكثر رحابة من الواقع وهو خيال غير مستقر يتحرك فتتعدد البيئات لكنها تمر سريعا بين المحطات في البيت الزجاجي او انطلاقة الفراشة وعناوين فرعية للقصص تتناغم دلالتها مع العنوان الرئيس لكن يأتي الاستهلال الكاشف للرؤية مع هموم النفس والناس أو الهم الإنساني بوجه عام والذي تستمر ظلاله حتي القصة الأخيرة ..
مع المد والجذر لتدفقات المشاعر وأحداث تطرحها الأديبة ـ قد تبدو عادية للوهلة الأولي ـ نلمح محاولات ناجحة في الكثير من قصص المجموعة للمعالجة الفنية بطرق مختلفة بما فيها المراوحة بين الأصالة والمعاصرة والمزج بين الخيال والواقع ومحاولة التجديد أيضا ..
البدايات مبشرة لكاتبة تريد الوصول وربما التميز , يظهر ذلك في الوعي بالكتابة وسراديبها بلغة بسيطة تناسب سرد الفضفضة , وبالأرق الذي لا تخبو ناره مع الشعور بالهم الإنساني وإن طغت الذات الراوية , والسعي وراء ما تراه الحقائق مهما كانت المراوغة,, ودمج الماضي بالحاضر بالمستقبل في لحظة واحدة تحاول الإمساك بها , وبالأصوات الخفية وتبادل الأدوار للمنولوج والديالوج بين الأنا المتحرك والأنا السارد المخادع على الورق ..
في قصة قادمون يأخذك هذا التساؤل ( وضعت يدي علي زر النور ..
صرخ أخي .. لا .. لا توقد المصباح ..!
تعجبت لماذا ينزوي في هذا الركن المظلم هكذا ..؟)
ومع إضاءة النور تأتي المكاشفة أو المواجهة مع النفس وحيث يزداد همس الأعماق ونجد الراوي يقول ( بين السطور دائما يلاحقني .. أسمع خطواته اللاهثة خلفي في كل مكان ) من الركن المظلم رهين القلق والتحدي باضاءة النور تستمر المراوحة في قصة فك الأسري حيث نتفق علي إطفاء الشموع ويسود الظلام كما يقول الراوي وتعلو الضحكات ولكن تبدأ أزمة من نوع آخر ومن سيقوم بتقسيم الكعكة ) .. ويستمر هذا الأسلوب وقصص الفراشة وحلق حوش والقفص والمنولوج المتحرر من ضوابط اللغة
( عندما خرجت من الندوة لم يكن في عقلي غيره ..أفكر فيه ) ودوائر المفرض والمرغوب والممنوع باتساع دوائر القلق والهم الانساني ..
ومن كآبة الواقع إلي رحابة الخيال ومحاولة السفر عبره تحاول الكاتبة أن تنوع أساليب السفر والتناول حيث تنقلنا إلي محطة القطار صباحا بقصة الخيال المسافر أو مع الترام الملول الذي يبرز الألم مع طول الانتظار للحظة خاطفة .. وإذا كان القطار يغادر المحطة بدون البطل ويخرج له لسانه الا أن البيت الزجاجي يخطف البصر دائما صعودا إلي الدور العلوي في قصة القفص حيث دوامة التفاصيل الحياتية الدقيقة ..
هكذا نستطيع إعادة الرصد مع القلق الذي يلقي بظلاله علي معظم القصص وما يصاحبه من توتر فلا يستقر المؤشر ولكن تأتي الذبذبة في ديناميكية متسارعة للزمان والمكان أيضا .. ونصل مع الماراثون إلي القصة الأخيرة والزناد المضغوط واللهجة المرعوبة والمرعبة
( استيقظوا والا قتلتكم جميعا ..) لكنه كان خاليا من الطلقات وليستمر تقدم القادمون عنوان القصة ولتبدو الرسالة في حاجة إلي المزيد مع همس الأعماق وانسحاق الروح ورقصة بيت وسكون روح وبوح الفؤاد مع الدهشة ودلالة الاشارة الحمراء .. وهل تكفي التجربة الذاتية والتواصل مع القلق وتوتراته
تعليق