كان ياما كان فى سالف العصر و الأوان.. كانت هناك غابة جميلة أشجارها طويلة أوراقها خضراء وسماءها زرقاء ..أمطارها غزيرة و ثمارها كبيرة .. حيواناتها كثيرة و عيون حشراتها منيرة.. من كل نوع و صنف منها ذوات الخرطوم ومنها ذوات الأنف.. وكان أكثرهم حلاوة القرود محبى الشقاوة.. حياتها مليئة بالشعبطة ومزاحها يجلب اللخبطة.. الكل هنا يعيش فى سعادة ومحبة الجيران فى قلوبهم كالعبادة.. فترى الفيل الجميل يحمل على ظهره قرد عليل .. يسير به الى عين الماء المحاطة بالخضرة والنماء.. هناك يأكل و يشرب ويصيب الشفاء الأقرب.. و ترى فرس النهر يفتح فاه الكبير فتدخل العصافير..تأكل ما بين الأسنان تشبع فتخرج فى أمان .. و تترك أسنانه نظيفة وقد فاقت الفرشاة واللوفة..عالم يحيا فى ترف دون إزعاج أو قرف..حتى جاءهم القرد ميمون مهاجرا من أرض العرجون.. تلك أرض غابرة فيها الحياة نادرة.. وكان من المتوقع أن تكون سعادته أوقع .. فيشبع من الطعام و يصادق الأنعام فيحسن الكلام ويعم السلام.. لكن ما أذهل الجميع أن القرد الوضيع.. ما أشبعه طعام ولا صداقة ولا وئام .. وصعد الى قمة الجبلاية قائلا أنه الملك فعليهم الأكل و السقاية.. سألوه عن السبب فسمعوا منه أمرعجب.. قال أنه فى النهارمخترع و فى الليل قديس ورع .. يملك ناصية الأمور ومن يخالفه يقع فى المحظور.. سألوه ماذا إخترع قال هو القرُنقَرَع.. وما القرنقرع يا ميمون؟ قال هو كعك ضخم كالبابون .. يسحركم الى فسافيس يطحنكم ويجعلكم هردبيس .. "وماذا تريد منا أيها القرد؟"سأل البغل أجابه أريد السيطرة على كل دغل الكل يمشى بأمرى إن كان ثور أو وعل .. "لكن من أين أتيت بهذه القوة ؟"سأله قرد قال : من السحر واللعب بالنرد.. وصرخ هيا إذهبوا من أمامى وإلا دمرتكم وجعلتكم فسافيس فى أحلامى .. الرعب ساد الجماعة وبدأ الكر والهروب بفظاعة ..إبتسم القرد المجنون وقرر الإستمرار فى المجون ..فملأ صدره بالهواء و نفخ فى وجه الفيلة الصغيرة العرجاء .. فسقطت على الأرض مرعوبة مسلوبة الإرادة منكوبة .. وفى محاولتها للوقوف مدت خرطومها الملفوف .. إصطدم بالقرد المغرور فسقط عن القمة وغطت قدماه الصخور.. وظل يصرخ فى ألم إلحقونى إلحقونى يا غنم .. لكن الكل إبتعد خوفا من سحره وما وعد .. ثم تحول الخوف الى ضحكات وسخر الكبير والصغير من التوسلات .. إقترب الحصان العجوز وقال:أيها القرد اللئيم لم ترض بعيشنا الكريم .. وقررت إستعبادنا لكن الله كان عونا لنا .. فكشف الآعيبك وخلصنا منك و من عيبك
سأخلصك الآن لكن ضع فى الحسبان لا مكان لك بيننا لا مكان..
تعليق