الصحراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد العربي
    أديب وكاتب
    • 21-12-2008
    • 754

    الصحراء

    الصحراء
    ........
    يسهر مع صبايا الحيّ
    في البهو الخلفيّ لقصره
    القصر لا تدخله أغنيةٌ
    ولا آيٌ من القران
    يلهو .. ويسمر
    يمنحهنَّ أسماءً.. هدايا
    بلا ألوان
    يحسب أنّ َا لأمّة
    فنجان من القهوة
    أو عصافيرٌ
    تغرِّد على الأغصان
    أنّ الشعب مكتنز
    لحماً وشحماً
    وأنّ المارق متخمٌ
    من تخمته يفكِّر بالسياسة
    يحلم بالجاه وبالسلطان
    حتى كلاب الليل
    نسيت النباح
    من شعورها بالأمان
    هكذا يفكّر
    الامبراطور المبجّل
    ولا يدري
    انّ كلّ مافينا تصحّر
    حتّى دمنا
    لا يدري
    أن الصّحراء فينا ..شاسعةٌ
    لا نعرف لها حدوداً
    ولا عنوان
    فلا تهرع.. يا ابن أمِّ
    للمِّ رمالها فيك
    ولا تجزع
    لقتل ما فيها وما فيك
    فلن تُختصر الحدود.. ولا الاوطان
    فلولا جراح القلب
    ما عادت لتؤويني
    ولولا احتراق الذّات
    ما عادت تناديني
    صحراءنا من أبدٍ
    صحّرت كلّ ما فيني
    نهاجر من صحرائنا الكبرى
    نهرب من الموت المكدّس
    في شوارعنا
    الى صحارٍ لا تبيح لنا الموت
    ولا حتى الحياة
    نقف على حافّة القَسَمِ المصدَّع
    نرسم طرقا للنجاة
    أحلامنا ورقٌ و رملٌ
    ورسالات الفناء
    أحلامنا مركَّبةٌ من جُملٍ
    وكذبٍ على التاريخ
    تلاعب بالالفاظ والاسماء
    أحلامنا من فكرة نشأت
    أفكارنا في السياسة
    والتعاسة والعلوم
    أفكارنا من دنس التاريخ
    فعجّل بقتلنا يا سيّدي
    حتى لا تكبر أفكارنا
    وتُحدث فتنة
    في عالم الفكر المخنّث
    في الجياع الهائمين
    على وجوههم
    على ربا الصحراء
    أوجاعنا لا تعرف حدودا
    ولا تضاريسا
    لا تعرف الجغرافيا
    ولا التاريخ
    من المغرب العربيِّ
    وحتّى حدود فارس
    نُسحَل كلّ يومٍ
    على الرّمال
    في حرِّ الظّهيرة.. يا بلال
    بعد قرون
    حكّامنا قلّدوا جلّادك
    بعد قرون
    سحلوا أشلاءنا
    فهل تعود بدرٌ الأخرى..بلال
    هل يُقتَل أميّة ثانية..بلال
    أم أنّ تاريخنا لا يعود مرّة أخرى
    فنظلُّ نسحل على الرّمال
    وفي الشّوارع
    من تطوان الى بغداد
    ازدادت رقعة السّحل
    على رمال صحارينا
    على حدود بوادينا
    وممالك الزّيف
    وازداد نزيف الدّم
    على موائدنا
    حتى رغيف خبزنا اليوميّ
    صار بنكهة الدّم والرّمل
    حتى صراخ موتانا
    صار بلون الدم
    يخنقه صراخ الرمل..والطاعون
    في أقبية الموت
    وزنازين العبقريّة
    وغوانتانامو
    فرعون الجديد
    يا ربانا..
    يا ربا الشّيح والصّبار
    ارحمي أبناء قومي
    اسمحي لهم بالموت....
    قبل ان يسحلوا
    واقتليهم....
    عندما يقَتَّلوا
    لا تمنحي جلادهم..
    متعة التعذيب
    احرميه.. متعة تشويه صحارينا
    وسلخ أبنائي
    وتنفيذ أوامر فرعون الجديد
    يا ربا الاموات
    يا صحارينا
    انسلخي..عن جلد حاكمنا
    وعودي كرَّةً اخرى
    مسرحا للخيل والفرسان
    قليباً للطاغوت والسجّان
    انسجي من صبا بدر
    بدرنا الاخرى
    وامسحي
    صور الدماء عن رمالك
    عن خبزنا اليومي
    واعيدي نظم القوافي
    ونكهة التاريخ والجغرافيا
    الى برارينا العنيدة
    وامسحي ذاكرتنا المتخمة
    بعبق التكنولوجيا ..والثرثرة
    واعيدي قعقعة السيوف
    لجيش خالد
    اعيدي كرم حاتم
    لبواديك المقفرة
    امسحي عنّا ذلّ السنين الغابرة
    وامنحينا فرصة
    لنبني مجدنا
    كرّة اخرى
    يا صحارينا........
    اعيدي...
    نظم الذاكرة
    .................
    13\6\2008
    بسام
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    أخي بسام الغالي
    قصيدة في منتهى اللطف والجمال
    رسمت بقلمك صورا في غاية
    الروعة مكتوبة بدمع الفقراء
    ودماء الشهداء ، وأنات الأرامل
    لكن حكامنا لا يهمهم الا شيء
    واحد هو الكرسي أولا ولا ثاني له !
    تثبت ترحيبا وإعجابا .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • أحمد العربي
      أديب وكاتب
      • 21-12-2008
      • 754

      #3
      شكرا لك استاذي الكريم يسرني دائما تداخلك على ما اكتب
      شكرا على التثبيت

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        السلام عليكم

        هنا قصيدة استطاع صاحبها أن يصور لنا مشهداً في غاية الجمال

        تقديري لك أيها الشاعر الأخ بسام
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • حياة سرور
          أديب وكاتب
          • 16-02-2008
          • 2102

          #5
          أخي الفاضل .. بسام العمر

          قصيدة تجلت بنبضات الجمال .. أثقلت على النفس ..

          صدقت حين قلت وأجزلت حين وصفت ...

          كلمات الشكر تخجل أمام جمال الوصف والتعبير ولكن يكفينا أن

          نصفق إحتراماً لـ قوة وعمق معانيك المتفردة...

          وفقك الله دائماً وأبداً..

          تحيتي وتقديري ..


          تعليق

          • أحمد العربي
            أديب وكاتب
            • 21-12-2008
            • 754

            #6
            اخي علي اختي حياة
            يشرفني تواجدكم هنا اضفتم الى النص القا وجمالا
            شكرا لكما

            تعليق

            يعمل...
            X