الروماتيزم المختزن فى ساقيه بدأ ينشط من جديد...انتحى بعكازه تجاه جذع الكافور النائم على جانب الطريق...حاول اخراج (دهان الركبة)فلم يعثر عليه...ربما تركه بالدار؟غير معقول انه لا يفارقه أبدا أو فرغت العبوة وقذف بها أحد الصبية المستوطنون ليلا ونهارا أسفل شباكه المسن المكسو بأكياس بلاستيكية لأفخر أنواع الأسمدة السوبر..عوضا عن الزجاج الذي دمرته كرة القدم فتلتقفها المطواة (قرن الغزال) المتأهبة دائما لصيد الكرات..لا يمانع الرجل من تقاضى ثمن الزجاج المكسور ويذهب مسرعا لصيدلية الدكتور فؤاد لاحضار (دهان للركبة).
ممكن هذا الاحتمال فذاكرة السبعينيين لا تسعفهم أحيانا وشكوكهم دائما متوفرة ..لكنه لم يتركها بالدار ولم يقذف بها أى صبى..لقد اشتراها أول أمس فور حصوله على المعاش الشهرى لوزارة الشئون الاجتماعية رعاها الله..اذن فلابد أن جاره العجوز اقتنصها حينما فاجأه بزيارة ليلة أمس وجلسا يتسامران بعد صلاة العشاء ويذكران أيام الصبا والعشرين..هذا يذكر الملاحات والعمل بالبرارى وهذا يتطرق الى الأشباح والعفاريت ويسرد حكاية المارد الذى ظهر له فجرا وسط النخيل وكيف استطاع أن يروضه ويستغله فى جمع البلح..ثم يعود الاخر ويسرد حدوتة الجنية التى تزوجته ثلاثة أشهر ثم طلقها لما علم أنها عاقر ولا تنجب.
ظل الشيخان يتبادلان الحكـى ويستعيران القوة من ذاكرة الدهر..ولكن حتما لا تأتى هذه القوة فالروماتيزم فى ساقيهما جندي شجاع يمنع أى قوة.
دس الرجل يده المرتعشة فى جيبه المتآكل وأخرج زجاجة بها معجون نفاذ يخترق مسام الجلد ويهاجم باستماتة مدافعا عن مفاصل الوطن العجوز..يستنفذ جميع أسلحته ويهدر كل طاقته..يتغلغل فى ثناياه فيصيبه بالإغماء ويشل حركته فى ظرف نصف ساعة..بعدها يفيق الجندى وينهض من جديد ويبقى الروماتيزم مرفوع الرأس فى مفصلك يا جدى الحبيب.
الرجل لم يجد مفر من العودة فلملم مفاصله المتألمة مستعينا بعكازه الزان تاركا جذع الكافور.
ولأنه مدخن جيد جدا استوقف عكازه المخلص بعد خطوات ثقيلة ليحرق واحدة من النوع (السوبر)..بحث الرجل عن سجائره ولم يجدها!! هل ضاعت أيضا! أم استولى عليها العجوز هى الأخرى ؟!!
(عارف انه تعلب عجوز وطول عمره مكار وايده خفيفة زى عقله)
حدث نفسه وهو مازال يفحص ثيابه قطعة قطعة وظل يسب ويلعن التعلب ..الى أن نبهته يده المرتعشة بأن جيبه المتهالك به فتحة تسع راديو من حجم (الترانزستور) الصغير أن يسقط بسهولة .
حاول الرجل اخفاء خذيه فأنفلتت منه ابتسامة كشفت عن سنوات الطفولة المتراصة فى فكيه الفارغين فسب تجار الأقمشة ثم اصطحب عكازه وانصرف.
ممكن هذا الاحتمال فذاكرة السبعينيين لا تسعفهم أحيانا وشكوكهم دائما متوفرة ..لكنه لم يتركها بالدار ولم يقذف بها أى صبى..لقد اشتراها أول أمس فور حصوله على المعاش الشهرى لوزارة الشئون الاجتماعية رعاها الله..اذن فلابد أن جاره العجوز اقتنصها حينما فاجأه بزيارة ليلة أمس وجلسا يتسامران بعد صلاة العشاء ويذكران أيام الصبا والعشرين..هذا يذكر الملاحات والعمل بالبرارى وهذا يتطرق الى الأشباح والعفاريت ويسرد حكاية المارد الذى ظهر له فجرا وسط النخيل وكيف استطاع أن يروضه ويستغله فى جمع البلح..ثم يعود الاخر ويسرد حدوتة الجنية التى تزوجته ثلاثة أشهر ثم طلقها لما علم أنها عاقر ولا تنجب.
ظل الشيخان يتبادلان الحكـى ويستعيران القوة من ذاكرة الدهر..ولكن حتما لا تأتى هذه القوة فالروماتيزم فى ساقيهما جندي شجاع يمنع أى قوة.
دس الرجل يده المرتعشة فى جيبه المتآكل وأخرج زجاجة بها معجون نفاذ يخترق مسام الجلد ويهاجم باستماتة مدافعا عن مفاصل الوطن العجوز..يستنفذ جميع أسلحته ويهدر كل طاقته..يتغلغل فى ثناياه فيصيبه بالإغماء ويشل حركته فى ظرف نصف ساعة..بعدها يفيق الجندى وينهض من جديد ويبقى الروماتيزم مرفوع الرأس فى مفصلك يا جدى الحبيب.
الرجل لم يجد مفر من العودة فلملم مفاصله المتألمة مستعينا بعكازه الزان تاركا جذع الكافور.
ولأنه مدخن جيد جدا استوقف عكازه المخلص بعد خطوات ثقيلة ليحرق واحدة من النوع (السوبر)..بحث الرجل عن سجائره ولم يجدها!! هل ضاعت أيضا! أم استولى عليها العجوز هى الأخرى ؟!!
(عارف انه تعلب عجوز وطول عمره مكار وايده خفيفة زى عقله)
حدث نفسه وهو مازال يفحص ثيابه قطعة قطعة وظل يسب ويلعن التعلب ..الى أن نبهته يده المرتعشة بأن جيبه المتهالك به فتحة تسع راديو من حجم (الترانزستور) الصغير أن يسقط بسهولة .
حاول الرجل اخفاء خذيه فأنفلتت منه ابتسامة كشفت عن سنوات الطفولة المتراصة فى فكيه الفارغين فسب تجار الأقمشة ثم اصطحب عكازه وانصرف.
تعليق