دهان الركبة .. !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    دهان الركبة .. !! محمد سلطان

    الروماتيزم المختزن فى ساقيه بدأ ينشط من جديد...انتحى بعكازه تجاه جذع الكافور النائم على جانب الطريق...حاول اخراج (دهان الركبة)فلم يعثر عليه...ربما تركه بالدار؟غير معقول انه لا يفارقه أبدا أو فرغت العبوة وقذف بها أحد الصبية المستوطنون ليلا ونهارا أسفل شباكه المسن المكسو بأكياس بلاستيكية لأفخر أنواع الأسمدة السوبر..عوضا عن الزجاج الذي دمرته كرة القدم فتلتقفها المطواة (قرن الغزال) المتأهبة دائما لصيد الكرات..لا يمانع الرجل من تقاضى ثمن الزجاج المكسور ويذهب مسرعا لصيدلية الدكتور فؤاد لاحضار (دهان للركبة).
    ممكن هذا الاحتمال فذاكرة السبعينيين لا تسعفهم أحيانا وشكوكهم دائما متوفرة ..لكنه لم يتركها بالدار ولم يقذف بها أى صبى..لقد اشتراها أول أمس فور حصوله على المعاش الشهرى لوزارة الشئون الاجتماعية رعاها الله..اذن فلابد أن جاره العجوز اقتنصها حينما فاجأه بزيارة ليلة أمس وجلسا يتسامران بعد صلاة العشاء ويذكران أيام الصبا والعشرين..هذا يذكر الملاحات والعمل بالبرارى وهذا يتطرق الى الأشباح والعفاريت ويسرد حكاية المارد الذى ظهر له فجرا وسط النخيل وكيف استطاع أن يروضه ويستغله فى جمع البلح..ثم يعود الاخر ويسرد حدوتة الجنية التى تزوجته ثلاثة أشهر ثم طلقها لما علم أنها عاقر ولا تنجب.
    ظل الشيخان يتبادلان الحكـى ويستعيران القوة من ذاكرة الدهر..ولكن حتما لا تأتى هذه القوة فالروماتيزم فى ساقيهما جندي شجاع يمنع أى قوة.
    دس الرجل يده المرتعشة فى جيبه المتآكل وأخرج زجاجة بها معجون نفاذ يخترق مسام الجلد ويهاجم باستماتة مدافعا عن مفاصل الوطن العجوز..يستنفذ جميع أسلحته ويهدر كل طاقته..يتغلغل فى ثناياه فيصيبه بالإغماء ويشل حركته فى ظرف نصف ساعة..بعدها يفيق الجندى وينهض من جديد ويبقى الروماتيزم مرفوع الرأس فى مفصلك يا جدى الحبيب.
    الرجل لم يجد مفر من العودة فلملم مفاصله المتألمة مستعينا بعكازه الزان تاركا جذع الكافور.
    ولأنه مدخن جيد جدا استوقف عكازه المخلص بعد خطوات ثقيلة ليحرق واحدة من النوع (السوبر)..بحث الرجل عن سجائره ولم يجدها!! هل ضاعت أيضا! أم استولى عليها العجوز هى الأخرى ؟!!
    (عارف انه تعلب عجوز وطول عمره مكار وايده خفيفة زى عقله)
    حدث نفسه وهو مازال يفحص ثيابه قطعة قطعة وظل يسب ويلعن التعلب ..الى أن نبهته يده المرتعشة بأن جيبه المتهالك به فتحة تسع راديو من حجم (الترانزستور) الصغير أن يسقط بسهولة .
    حاول الرجل اخفاء خذيه فأنفلتت منه ابتسامة كشفت عن سنوات الطفولة المتراصة فى فكيه الفارغين فسب تجار الأقمشة ثم اصطحب عكازه وانصرف.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 28-01-2009, 23:02.
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمد ابراهيم سلطان

    عجوزك كان لطيفا وهو يكشف عن أسنانه الضائعة بفعل الزمن ليصبح أدردا كطفل لم يسنن بعد!
    القصة لطيفة
    ربما عليك مراجعة بعض الأخطاء
    ظلا الرجلان.. ظل الرجلان
    تحياتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      الاستاذ محمد ابراهيم سلطان

      اسلوب جميل وسرد سلس
      ونهاية لطيفة

      تحيتي
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميل القدير
        محمد ابراهيم سلطان

        عجوزك كان لطيفا وهو يكشف عن أسنانه الضائعة بفعل الزمن ليصبح أدردا كطفل لم يسنن بعد!
        القصة لطيفة
        ربما عليك مراجعة بعض الأخطاء
        ظلا الرجلان.. ظل الرجلان
        تحياتي لك
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
        أشكرك أستاذتى عائدة على الملاحظة وبالفعل قد قمت بالتصحيح
        وشكرا على مرورك الكريم وحسن التوجية
        تقبل ودى واحترامى
        محمـــــــــــــــــــــــــــــد
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
          الاستاذ محمد ابراهيم سلطان

          اسلوب جميل وسرد سلس
          ونهاية لطيفة

          تحيتي
          حقيقة أستاذة مها ارتحت كثيرا بعدما قرأت تعليقك
          و زادنى ثقة فى قلمى
          دمتى ودام مرورك
          محمـــــــــــــــــد
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • الشربيني المهندس
            أديب وكاتب
            • 22-01-2009
            • 436

            #6
            العزيز سلطان القصة القصيرة العجوز اخذنا بذكاء السارد من موقف لآخر لنأخذ العبرة من الصورة وتنشط ذكرياتنا حاضرا ومستقبلا نشاط الروماتيزم رغم جذع الكافور النايم والزهايمر
            وعي رائحة دخان السجارة التي لم تشتعل وقد فات زمانها رحنا نبتسم للمارد والأمل وحلو الجنيات
            النهاية رائعة رغم اني من تجار الأقمشة

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الشربيني المهندس مشاهدة المشاركة
              العزيز سلطان القصة القصيرة العجوز اخذنا بذكاء السارد من موقف لآخر لنأخذ العبرة من الصورة وتنشط ذكرياتنا حاضرا ومستقبلا نشاط الروماتيزم رغم جذع الكافور النايم والزهايمر
              وعي رائحة دخان السجارة التي لم تشتعل وقد فات زمانها رحنا نبتسم للمارد والأمل وحلو الجنيات
              النهاية رائعة رغم اني من تجار الأقمشة
              أشكرك أخى المهندس على رؤيتك الفنية والنقدية
              واتمنى ان تسامح العجوز ربما لجأ اليك ليوارى حياء الهرم الفطرى
              بكل الود
              محمد
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                الزميل القدير
                محمد ابراهيم سلطان

                عجوزك كان لطيفا وهو يكشف عن أسنانه الضائعة بفعل الزمن ليصبح أدردا كطفل لم يسنن بعد!
                القصة لطيفة
                ربما عليك مراجعة بعض الأخطاء
                ظلا الرجلان.. ظل الرجلان
                تحياتي لك
                سأظل مدينا لك بما أملك
                يا إنسانة
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • زهار محمد
                  أديب وكاتب
                  • 21-09-2008
                  • 1539

                  #9
                  الأخ محمد
                  أين كنت تخبئ هذه الكنوز؟
                  [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                  حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                  عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                  فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                  تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
                    الأخ محمد
                    أين كنت تخبئ هذه الكنوز؟
                    طمسها الدهر ..!!!
                    شكرا أستاذى زهار لتناولك الرد بذوق
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    يعمل...
                    X