أخاطر بالكتابة تحت سماء القذائف وحمم الموت
أن أكتب في منتصف ليل الدمار فهذا شيء يمنحني بعض الأمان
وهذا البحر المسمى باسمك يزداد هياجا بين مسامات القشعريرة وصوت الأخبار
كان بحر غزة بزرقته الصافية يشكل خلفية هادئة
لولا عشرات بل مئات البوارج الحربية
التي توقظ الأموات قبل أن تذهب بالأحياء إليهم شهداء ...
كل شيء كان كستار أو جزء من ديكور مسرحي للدراما الحزينة
سرعان ما تحول الى أنقاض ودخان وأتربة وأصوات وصرخات وحرائق وسحب سوداء ..
مياه البحر بدأت تنفجر وتقذف إلينا بحمم من نار ..
ومشهد البارجة الصهيونية التي راحت تذرع مياه الشاطئ جيئة وذهابا
كان ينبئ بالأسوأ ونهاية لكل الجمال ...
والأسوأ هو صوت زئير النفاثة ودوي انفجار قنابلها وطلقات المدرعات المغتصبة لحياة الأحياء ..
وتتصاعد وتيرة الحرب والتدمير والقصف إلى درجة لا تحتمل ..
مدن غزة الساحلية تتعرض يوميا ولأكثر من عشرون يما لغارات العدو المجرم وقصفه
من البحر والجو والبر ...
بنايات كاملة سويت بالأرض تماما ... بل هناك أحياء قتل ساكنيها ودمرت بيوتهم فوقهم
وبعضهم داسته جنازير الدبابات الحاقدة ....
كانت مدينة غزة هي الهدف الرئيسي للقصف الجوي الإسرائيلي ..
وكان الصحفيون والناس لا يصدقون حجم الحفر التي تحدثها القنابل والصواريخ الإسرائيلية ..
كان مصير سكان غزة الدمار والمعاناة فقد تعرضوا لفظائع لا يستهان بها وأكبر وأصعب من
توصفها حروف الكلمات ..!!!
وبرغم كل هذا فقد صمد سكان غزة وكان لصمودهم الدور الكبير
في تأخير الاجتياح وبل منعه ليصل إلى عمق المدينة ...
غزة المدينة العريقة تشكل دوما قلعة في وجه الغزاة ..
ونموذجا للمقاومة وصد العدوان ..
ووسط هذه الأجواء وبرد يناير القارص بدأت أكتب
ولقد مضطرا لفتح جميع نوافذ بيتي كي لا تفاجئنا طائرات الــ إف16 بصواريخها التي يتمايل معها البيت
ويهتز بشكل مخيف ومرعب ..
كنت اكتب في منتصف ليل الحرب واخفي أوراقي كل صباح ...
لا أكاد اصدق أنني أعيد قراءة ما كتبت ...
كنت أظن في كثير من المرات أنني من الأموات ..
والآن اكتشفت انك تشبهينني جدا رغم كل ما بيننا من حدود مغلقة
وفوران ودموع وغضب واحتراق ..
لقد اكتشفت وسط ضجيج الحرب
أنني خائف عليك حتى من نسيم الصيف وزئير الطائرات وهواء الشتاء واهتزاز البنايات ..
واشعر بالذنب أنني غادرتك قبل بدء الحرب بساعات ..
لقد هربتُ من الحرب إلى الحياة
وكتبت إليك...
فهل هربت مثلي .. أم عشقك الموت ورحلت ...؟؟!!
أحبكـ ....
بقلم : د.مازن ابويزن
قطاع غزة 28-1-2009
أن أكتب في منتصف ليل الدمار فهذا شيء يمنحني بعض الأمان
وهذا البحر المسمى باسمك يزداد هياجا بين مسامات القشعريرة وصوت الأخبار
كان بحر غزة بزرقته الصافية يشكل خلفية هادئة
لولا عشرات بل مئات البوارج الحربية
التي توقظ الأموات قبل أن تذهب بالأحياء إليهم شهداء ...
كل شيء كان كستار أو جزء من ديكور مسرحي للدراما الحزينة
سرعان ما تحول الى أنقاض ودخان وأتربة وأصوات وصرخات وحرائق وسحب سوداء ..
مياه البحر بدأت تنفجر وتقذف إلينا بحمم من نار ..
ومشهد البارجة الصهيونية التي راحت تذرع مياه الشاطئ جيئة وذهابا
كان ينبئ بالأسوأ ونهاية لكل الجمال ...
والأسوأ هو صوت زئير النفاثة ودوي انفجار قنابلها وطلقات المدرعات المغتصبة لحياة الأحياء ..
وتتصاعد وتيرة الحرب والتدمير والقصف إلى درجة لا تحتمل ..
مدن غزة الساحلية تتعرض يوميا ولأكثر من عشرون يما لغارات العدو المجرم وقصفه
من البحر والجو والبر ...
بنايات كاملة سويت بالأرض تماما ... بل هناك أحياء قتل ساكنيها ودمرت بيوتهم فوقهم
وبعضهم داسته جنازير الدبابات الحاقدة ....
كانت مدينة غزة هي الهدف الرئيسي للقصف الجوي الإسرائيلي ..
وكان الصحفيون والناس لا يصدقون حجم الحفر التي تحدثها القنابل والصواريخ الإسرائيلية ..
كان مصير سكان غزة الدمار والمعاناة فقد تعرضوا لفظائع لا يستهان بها وأكبر وأصعب من
توصفها حروف الكلمات ..!!!
وبرغم كل هذا فقد صمد سكان غزة وكان لصمودهم الدور الكبير
في تأخير الاجتياح وبل منعه ليصل إلى عمق المدينة ...
غزة المدينة العريقة تشكل دوما قلعة في وجه الغزاة ..
ونموذجا للمقاومة وصد العدوان ..
ووسط هذه الأجواء وبرد يناير القارص بدأت أكتب
ولقد مضطرا لفتح جميع نوافذ بيتي كي لا تفاجئنا طائرات الــ إف16 بصواريخها التي يتمايل معها البيت
ويهتز بشكل مخيف ومرعب ..
كنت اكتب في منتصف ليل الحرب واخفي أوراقي كل صباح ...
لا أكاد اصدق أنني أعيد قراءة ما كتبت ...
كنت أظن في كثير من المرات أنني من الأموات ..
والآن اكتشفت انك تشبهينني جدا رغم كل ما بيننا من حدود مغلقة
وفوران ودموع وغضب واحتراق ..
لقد اكتشفت وسط ضجيج الحرب
أنني خائف عليك حتى من نسيم الصيف وزئير الطائرات وهواء الشتاء واهتزاز البنايات ..
واشعر بالذنب أنني غادرتك قبل بدء الحرب بساعات ..
لقد هربتُ من الحرب إلى الحياة
وكتبت إليك...
فهل هربت مثلي .. أم عشقك الموت ورحلت ...؟؟!!
أحبكـ ....
بقلم : د.مازن ابويزن
قطاع غزة 28-1-2009
تعليق