كان أغلب الطلبة قد التحقوا بقاعات الدرس عندما وصلا إلى كافتريا الجامعة و كانت تسير و قد سعت جهدها أن تتقدمه و أفلحت في أن ترسم نظرة زهو و إعجاب و لقد كانت في صحبة الأستاذ ز . لكنها ارتاحت كثيرا عندما و جدت المكان خاليا من الوجوه التي تعرفها , و نظرت إليه و هي تحاول أن تتفحص في قسمات وجهه عن قرب , أتراه يخمن أنها تلك الفتاة نفسها التي عاودته بالمكالمات على الجوال في ساعات مختلفة من المساء و ابتسمت في داخلها نعم إنها لتهوى معابثته فيأتيها صوته في كل مرة رصينا بلا اهتزاز كانت تعتقد في كل مرة انه سيهم بقطع المكالمة و هي تعلم أن رقمها يرتسم عنده و لكنه لم يقطعها إطلاقا بل إن صوته يأتيها دائما عند الرنة الثامنة أو التاسعة تعودت معه إن تحصي حتى سكناته , كثيرا ما يذكرها صوته بهاتين النظارتين اللتين يضعهما على عينيه , همست له ذات مرة , و قد هاتفته بعد منتصف الليل
- " أستاذ لم لا تستبدل النظارتين بعدستين ؟ ستبدو أكثر يفاعا "
قال لها ليلتها
- " انأ الآن بلا نظارتين و لا عدستين فماذا لو قررت أن تسمحي لي بالإبحار في عينيك ؟ "
أصابها الطرب لهذه المجاملة التي طالما انتظرتها و قالت
- اخشي عليك إن أنت أبحرت أن يفزعك هذا الأزرق في عيني و الذي يشبه عتمة الأعماق
فقال بلا تردد
-دعك من هذا و اتركي لي شان تدبر ما احتاج إليه من الأطواق فقط قولي على أي الشواطئ ألقاك,,,
قهقهت و قالت
" لن يعييك البحث اذن على واحد من ضفاف المتوسط "
قالت ذلك و أقفلت الخط
و عاودت النظر إليه أتراه يخمن حقيقتها ؟؟؟ كانا قد وصلا بعد إلى اقرب طاولة فحط عليها محفظته قال :
"اهدئي ألان و قولي ماذا تشربين و بعد ذلك سنتحدث في جميع الإشكاليات واحدة فواحدة "
تفطنت ساعتها إلى إنها كانت منذ خروجهما من المدرج تهذي بأشياء كثيرة فلقد كانت من وقف بمكتبه متسائلة ثم معتذرة و لما أن دعاها للحديث بعيدا عن صمت المدرج غادره الطلبة و قريبا من فنجان قهوة صباحية دافئة أسقط في يدها فطفقت تعتذر حينا لأنها تقتطع من وقته و تبدي اعجابا بكتاباته المتنوعة ثم تحتار في شان هذا التنافر بين قواميس الكتابات و كانها لا تعني الشخص نفسه قاموس ديني غالب على الدراستين الاجتماعيتين الصادرتين في منشورات الجامعة و مشاعر جياشة في الكتابة الإبداعية و مناهج موضوعية دقيقة في المحاضرات و سألها و هما يهمان بالطاولة
- " و لكن من أين لك بالإنتاج الإبداعي ؟" فقالت
- " مجلة الفصول لقد نشرت لك فيها قصيدة أليس كذلك."
لم يجب لان " صاليح المليح " لم يمهله و جاء عارضا خدماته عليه
-"أستاذ أستطيع أن احمل لك القهوة في استراحة الأساتذة إذا شئت "
و اهتزت من مكانها و أجابت عنه
" نعم هذا أفضل " أ
ن تصحبه إلى هناك أفضل من البقاء أمام نظرات صليح التي تثقبها و لسانه الذي سيشرع في الثرثرة بمجرد مغادرتها المكان
سارت من جديد أمامه إلى المكان الجديد و قد بدا بعض الاستياء على وجهه و لكنها لم تكترث و قالذ
-" و هل اقتنيت الدراستين الاجتماعيتين "
فقالت و هي تشد على حقيبتها
- " لا ليس بعد و لكن افعل قريبا فالنسخ غير متوفرة في الوقت الحالي " ففتح حقيبته و فتش فيها ثوان ثم قدم لها نسخة و قال
- "هذه لك "
ابتسمت و قد أحست انه قد ظفرت بغنمها الأكبر و قالت

- لا مفر لك من التوقيع عليها في هذه الحال "
و فتحت حقيبتها تبحث عن قلم فتعثرت أصابعها بأقلام زينتها و كان أسرع منها حركة إذ أخذ من مكان معين حافظة جلدية استخرج منها قلم حبر و على النسخة كتب:
" مع رجائي لك بالتوفيق
ز ,ب. ط"
و أثارتها الحروف التي تشبه كثيرا حروفا طالما عذبتها خ. ب. ط. هل هي في حضرة قريب لخالد بن طوبال ؟؟؟؟؟؟؟؟ بينما راقبت عيناه في حقيبتها المفتوحة نسخة أخرى من كتابه