رأيناك تمضي بعيدا هناك
شهيدا مضيت تدافع عنّا
ونحن جلسنا دون حراك
تأمل كلّ منّا بدوره
ورسمناك...
.............
رسمت بحبر
بألوان ماء
بطبشور طفل
يشيّد رسمه أين يشاء
رسمت بوسط الضلوع
وبين الخلايا
وداخل مجرى الدماء
رسمت كسيف الخليج ودرعه
رسمت كزوج العروبة
وحين انتهك الرداء
وحدك ثرت ووحدك قمت
ومات الجميع
وانت الوحيد اللذي لم يمت
ورغم بشاعة بعض الرسوم
انت وحيدا رسمت
وبقي الجميع على هامش التاريخ
كالدخلاء
ضيوف جاءوا وذهبوا
لاجل العشاء
وانت وحيدا بقيت
وحيدا رسمت
وعاش الجميع يخافون رسم الوجوه
لأن جميع الوجوه قبيحة
وانت جميلا ولدت
ومت جميلا..شهيدا
رسمت
وانت تمارس موت الفداء
رسمت بحبر بالوان ماء
بطبشور طفل
يشيّد رسمه اين يشاء
رسمت بوسط الضلوع
وبين الخلايا
وداخل مجرى الدماء
..............
رأيناك تمضي
وحين مضيت كشفت الستار
وكشفت كل الوجوه القبيحة
وكل الصغار
وجاء الصغار
جاءوا اليوم جميعا
ضيوفا على مأدبة التتار
جائوا جميعا
ليشربوا نخب اغتيال الزعيم
ونخب وفات العراق العظيم
ونخب ولادة ذلّ وعار
وصار الصغار يخطّون سم الحروف بحبر النفاق
ويمضون نحو التّشرذم نحو التّقسم نحو الشقاق
لكن ابن الزعيم الشهيد
تصدى وثار
وارخى اللجام وشدّ الوثاق
واصلى العدو رصاصا ونار
ليبقى العراق عظيما
كما كان دوما وما زال باق
ومات شهيدا
كموت الزعيم
فداءا لنحيى ويحيى العراق