المُعـــلــّــــــم!
--------------------------------------------------------------------------------
كَتب َ على السبورة آخرَ عبارةٍ من قبل أن يُنفَّذ قرار طردهِ من مدارس الجمهورية :
( أشكر لكم حكم إعدامي )!
كان الطلبة ملتفين حوله في لهفةٍ لوداعهِ، فقد باتوا فرسانا ً كما أراد لهم، يوم أن أعاد لهم ثقتهم فاقتحموا حصونَ جهلهِم، فهو من حطّم أسوارَ تلك الحصون.
لقد ولدوا عنده من جديد، وفتحوا عيونَهم، بعد أن تجاوزوا حملَهم، وفصالَهم في عامين معه! ومع صراخِِ ولادتهِِم، كانت الحجب تتفتق لهم والغبش يزولُ عن بصائرهِمِ!
في لحظة الوداعِ تلك، واجه الطلبة قسوة الموقف لوحدهِم، أما مدير المدرسة الذي بدا مزهواً بنصره بعد أن تجنىّ، وكوفئ على تجنيّه بجائزة الدولة للمتميزين مهنياً! من قبل الذين آمنوا أن هذا المعلم كان ساحراً، يُلقي أمامه الطلاب بعصيّ إبداعهم الذي رآه المدير على أنه خرق للمنظومة القيميّة لهيئة التعليم!
أمتزج دمع الطلبة الغزير بالحزن، مع دمع المدير الوفير بالسرور! لتتشكل من ذلك تركيبة معقدة غطت ذلك النهار.
لقد أنجزَ الجميعُ مهامهِم، وهاهو المعلمُ يغادرُ تراباً لم يعد ينتمي إليه! مصراً على أن يهجرَ كلَّ شيء خلفه سوى هذا الطبشور! الذي وجده محشوراً في كتب الفراهيدي وأبي حنيفة والبيروني ...
سيظل الطبشورُ شاهداً على دمعِ المدارس. وظلّ المعلمُ مهاجرا ً ومغادرا ً ... وستبقى الكتب تشتكي قراءَها!
بعد سنينٍ، عثروا على كلماتٍ خُطّت على قبرهِ:
هذا المعلمُ الذي لفظته أرضُ الحجاج، لم تحتج عليه أرضُ ريتشارد قلب الأسد!
*
--------------------------------------------------------------------------------
كَتب َ على السبورة آخرَ عبارةٍ من قبل أن يُنفَّذ قرار طردهِ من مدارس الجمهورية :
( أشكر لكم حكم إعدامي )!
كان الطلبة ملتفين حوله في لهفةٍ لوداعهِ، فقد باتوا فرسانا ً كما أراد لهم، يوم أن أعاد لهم ثقتهم فاقتحموا حصونَ جهلهِم، فهو من حطّم أسوارَ تلك الحصون.
لقد ولدوا عنده من جديد، وفتحوا عيونَهم، بعد أن تجاوزوا حملَهم، وفصالَهم في عامين معه! ومع صراخِِ ولادتهِِم، كانت الحجب تتفتق لهم والغبش يزولُ عن بصائرهِمِ!
في لحظة الوداعِ تلك، واجه الطلبة قسوة الموقف لوحدهِم، أما مدير المدرسة الذي بدا مزهواً بنصره بعد أن تجنىّ، وكوفئ على تجنيّه بجائزة الدولة للمتميزين مهنياً! من قبل الذين آمنوا أن هذا المعلم كان ساحراً، يُلقي أمامه الطلاب بعصيّ إبداعهم الذي رآه المدير على أنه خرق للمنظومة القيميّة لهيئة التعليم!
أمتزج دمع الطلبة الغزير بالحزن، مع دمع المدير الوفير بالسرور! لتتشكل من ذلك تركيبة معقدة غطت ذلك النهار.
لقد أنجزَ الجميعُ مهامهِم، وهاهو المعلمُ يغادرُ تراباً لم يعد ينتمي إليه! مصراً على أن يهجرَ كلَّ شيء خلفه سوى هذا الطبشور! الذي وجده محشوراً في كتب الفراهيدي وأبي حنيفة والبيروني ...
سيظل الطبشورُ شاهداً على دمعِ المدارس. وظلّ المعلمُ مهاجرا ً ومغادرا ً ... وستبقى الكتب تشتكي قراءَها!
بعد سنينٍ، عثروا على كلماتٍ خُطّت على قبرهِ:
هذا المعلمُ الذي لفظته أرضُ الحجاج، لم تحتج عليه أرضُ ريتشارد قلب الأسد!
*
تعليق