بلا أكمام
امرأة من كوكب آخر رأيت نفسي وأنا أغوص في حلمي الذي طالما راودني.. ليال كثيرة، فصار يطاردني .. حتى في يقظتي.. ويتلبسني.!
لم تكن لي ملامح بريئة كملامح تلك الطفلة الساكنة بي، وجسدي لم يكن سوى امتداد لثوبيَّ الأبيض الطويل.
وأشرع ألملم أطرافه لئلا.. يتسخَ.
تمتد يديّ نحو أذياله.. تطول .. تطول..أخاف فأسحبها.
أنظر إليها.. أجدها يداي.. كما هي .. لم تتغير.. وملامحي الغارقة بأوصافك.. تدهشني.. تستفزني..!
ترى كيف أصبحت.. تشبهني.. وكأنك أنا.
وكأننيّ.. أنت..؟
هاهي أنا..
أشبهك!!
أشبه ملامحك التي أعشقها!!
تعتريني رغبة عارمة بأن أغوص بحلمي.. كي أعرفني أكثر.. مادمتني .. أنت..ويدي تمتد لآخر مرة.. تسحب أذيال ثوبيّ اللعين.. الأبيض.
_ تبا.. لقد اتسخ..!!
صارت البقع الصغيرة المبعثرة.. تتناثر على أذياله بسرعة لم أستطع .. تداركها.. أصابني الهلع.. وأنا أراها..وسؤال يراود ذهني.. كيف سأنظفها..؟
استفقت مرعوبة من حلمي.. مذهولة.. لأجدني غافية على كرسيّ شرفتي المهجورة.
يهتز الكرسيّ.. دون إرادتي..أحاول إيقافه.. لكنه يستمر بالاهتزاز.
أجفل وأنهض فزعة.. أنظر إليه.
مازال يهتز..يهتز.. أمامي.
أمسك بمسنده وأوقفه بكل ماأوتيت من قوة.. يتوقف بتلكؤ.. لكن.. رأسي لم يتوقف بعد .. عن الدوران..!
أتهالك مرتمية على سريري الأبيض.. وعيناي تجولان بأرجاء الغرفة المسكونة باللهاث المستمر..والصراخ.. ويداي ملتفتان حول جسدي.. لاأستطيع تخليصهما.. تكاد تخنقني.
لاأستطيع الفكاك منهما.
أصرخ بأعلى صوتي المبحوح.. المتحشرج.. بلوعة أقول لك.
- ساعدني.. فك قيدي
فكني مني.
فكني منك!
يملأ صراخي المكتوم جدران غرفتي المعزولة.. أستفيق من حلمي هذه المرة.. لأجدني مقيدة بأطراف أكمامي.. بإحكام .. وعينان تشبه عينيَّ.. تنظران إليَّ.. باشفاق.. من شباكٍ صغيِرٍ .. مسورٍ بأسيجة صغيرة مربعة بباب الغرفة..
تكاد أن تخترقني..!!
3/2/2009
نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم
امرأة من كوكب آخر رأيت نفسي وأنا أغوص في حلمي الذي طالما راودني.. ليال كثيرة، فصار يطاردني .. حتى في يقظتي.. ويتلبسني.!
لم تكن لي ملامح بريئة كملامح تلك الطفلة الساكنة بي، وجسدي لم يكن سوى امتداد لثوبيَّ الأبيض الطويل.
وأشرع ألملم أطرافه لئلا.. يتسخَ.
تمتد يديّ نحو أذياله.. تطول .. تطول..أخاف فأسحبها.
أنظر إليها.. أجدها يداي.. كما هي .. لم تتغير.. وملامحي الغارقة بأوصافك.. تدهشني.. تستفزني..!
ترى كيف أصبحت.. تشبهني.. وكأنك أنا.
وكأننيّ.. أنت..؟
هاهي أنا..
أشبهك!!
أشبه ملامحك التي أعشقها!!
تعتريني رغبة عارمة بأن أغوص بحلمي.. كي أعرفني أكثر.. مادمتني .. أنت..ويدي تمتد لآخر مرة.. تسحب أذيال ثوبيّ اللعين.. الأبيض.
_ تبا.. لقد اتسخ..!!
صارت البقع الصغيرة المبعثرة.. تتناثر على أذياله بسرعة لم أستطع .. تداركها.. أصابني الهلع.. وأنا أراها..وسؤال يراود ذهني.. كيف سأنظفها..؟
استفقت مرعوبة من حلمي.. مذهولة.. لأجدني غافية على كرسيّ شرفتي المهجورة.
يهتز الكرسيّ.. دون إرادتي..أحاول إيقافه.. لكنه يستمر بالاهتزاز.
أجفل وأنهض فزعة.. أنظر إليه.
مازال يهتز..يهتز.. أمامي.
أمسك بمسنده وأوقفه بكل ماأوتيت من قوة.. يتوقف بتلكؤ.. لكن.. رأسي لم يتوقف بعد .. عن الدوران..!
أتهالك مرتمية على سريري الأبيض.. وعيناي تجولان بأرجاء الغرفة المسكونة باللهاث المستمر..والصراخ.. ويداي ملتفتان حول جسدي.. لاأستطيع تخليصهما.. تكاد تخنقني.
لاأستطيع الفكاك منهما.
أصرخ بأعلى صوتي المبحوح.. المتحشرج.. بلوعة أقول لك.
- ساعدني.. فك قيدي
فكني مني.
فكني منك!
يملأ صراخي المكتوم جدران غرفتي المعزولة.. أستفيق من حلمي هذه المرة.. لأجدني مقيدة بأطراف أكمامي.. بإحكام .. وعينان تشبه عينيَّ.. تنظران إليَّ.. باشفاق.. من شباكٍ صغيِرٍ .. مسورٍ بأسيجة صغيرة مربعة بباب الغرفة..
تكاد أن تخترقني..!!
3/2/2009
نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم
تعليق