المقعد الأزرق


لا هنا ولا هناك كأنما توقف الزمان بينما كنت أمضي
وعاد الدرب من دربي وتاهت خطاي دون أن تمضي وأمضي
وكأن خطاي لم تعد لي لم يتبق منها غير الرماد العابر إلى ضباب الضفة الأخرى
إلى الغيم إلى الأفق النائي الذي سكن أياما وملأ أحلاما
تظللت بنعاس ظل راحل في أجفان عمر مقعد
أوقظ جرحا كان نائما على مقعد سقط من خطواته إلى منعطف آخر
يبعث أنفاس تعبث بهدوء يتقدم ليتأخر فوق سلالم الريح
والهواء يشتبك مع مواسم وفيرة الورق مورفة مترفة
ظلالها تمتد على حساب رصيد سنين نصفها الأخر يبحث عن اكتمال
مكان لأبعد من ذات المكان
ربما غادرت رحلة الأطلال من أمام الراحة واقتربت اللحظة
في حال ينشد راحة توقفت وراء سقوط مدوي للحظة
لا ادري إلى أين وفي أي قاع جاء المقر بلا مفر ترك الليل مقعد النهار
أو هو بدأ يختفي عن عيون الأيام
حتى أنه لم يكن كما دار بظني عندما حاولت أن أسترجع ما اعرف
عن المقعد الذي كنت أسعى إليه وتذكرت أنه تقلص شيئا فشيئا
كلما شرب الوقت ساعة من أزرق الساعة
كلما لمحت نزفا على أقدام الدمع الذي يروي جذور الروح
الآن اتضحت الرؤيا بعدما ازداد تمزق أوراق الخريف
لكن الجفاف كان والوقت قد رحل ولم يجد الظل ارتواء
لم يجد غير ذلك الذي توشح بورق سرق من لون الشمس لهيبها
وكان كثيرا كثيرا وكنت أحدق بالوقت قليلا بالنظرة الصغيرة من زاوية صغيرة
وطويت الوقت عدت والحنين نداء يسمع ما يشبه الأنين تراجعت للوراء
خطاي إلى حيث كنت هنا هناك لا اعلم غابت اللحظات مني أو غبت منها
كتبنا في شهادة الغياب الميلاد ...
واعلم أنه من قبل أن ينهض ليغيب ذلك الغريب بعيدا أو قريبا تذكرت
عجلة الأقدام هناك ثم نسيت...
بعد المقعد عني وعن عيني وبدا لي من هنا كما المطعون .. ينزف ورق
وكأنني لمحت على التراب أثار خطى عادت تاركة هناك شيء مسجى
ولمحت على وجه الخطى خلوا ووحشة ملامح
كما لم المحها على أي وجه من قبل
وخيل لي أنني أسمع صوتا يجهش بالبكاء