قراءة متواضعة لمقطوعة الأستاذ عبد الرؤوف النويهي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    قراءة متواضعة لمقطوعة الأستاذ عبد الرؤوف النويهي

    الريح والبحر وأشياء أخرى

    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
    (25)

    الريح والبحر وأشياء أخرى

    [align=right](1)

    قالت لى الريح:

    اذهب عبر المدار
    وتألق فى كبد الشمس
    وناج طيور الخلد السماوى
    وشق لنفسك بحراً
    وفجراً
    ومجداً
    وعزاً

    قالت لى الريح:
    انثر دمك فى الليل العاصف
    وتحد مجانين العشق
    وارحل فى سفر يطول
    تجد لنفسك
    معنى
    وحقيقةً
    ووجوداً

    (2)

    قال لى الصمت:

    اصمت فالصمت خلود
    اصمت عن كل الخفافيش
    عن ليل الخناجر والظنون والترهات والسفاسف والنقائص والتفاهات.

    قال لى الصمت:
    اصمت
    فالصمت
    معنى
    وحياة
    وانتشاء



    (3)

    قال لى البحر :

    لاتقف عند ساحلى
    خض أعماقى بقوة
    ستجد نفسك شامخاً
    ستجد لحياتك معنى وطعماًووجوداً.

    قال لى البحر :
    أنا الخالد عبر عصور وعصور
    أنا الحياة
    أنا الوجود
    من أضنى ،من أجلى،نفسه
    خلدته
    قال لى البحر:

    أنا البحر
    كن مثلى تتوه فيه الأشياء .

    (4)
    قال لى الكبرياء:

    أنا الكبرياء فلاشىء يعلونى
    وأنا السماء وكل شىء تحتى
    من تمسك بى سلم
    ومن استعصم بى نصرته
    ومن حاد عنى ضل سواء السبيل.

    قال لى الكبرياء:
    حدائقى مفعمة بالخيرات
    فلا تسقط فى شرك العهر المتأصل فى الإنسان
    ارفع رأسك
    وعظم نفسك
    وابن لروحك
    مجداً وعزاً وخلودا

    (5)
    قال لى العشق :
    اعشقنى
    تدله فىّ
    ذب فى كيانى
    قاتل لأجلى
    دع روحك لى
    تجدنى .

    قال لى العشق:

    أنا العشق قاهر القمم
    ومحطم الجبال
    ومزلزل العقول
    ومحىّ القلوب
    ولهيبى خمر العشاق.

    قال لى العشق:

    أنا العشق
    فاعشقنى
    تجدنى بين يديك
    ناراً ونوراً

    (6)
    قال لى الموت:

    لاتخف منى
    أنا الحياة
    لو تدرك حقيقتى
    سلنى أقول لك
    من أنا؟

    قال لى الموت:
    ما خلقت إلا للإنسان
    لأطهره من وثنيات الروح
    كى أزرع نوراً
    كى أحصد شراً
    فلاتخف منى
    قال لى الموت:
    الموت مطلوب كما الحياة
    الموت نهر دفاق يموج بشتى الأشياء
    لاتخف منى
    أنا الحياة
    أنا الحياة
    أنا الحياة
    لو تدرك يا إنسان معناه[/align]
    اسمح لي أستاذنا الفاضل عبد الرؤوف النويهي أن أتناول هذه الصور الحسية وتحليلها كما فهمتها واستوعبتها ، بالرغم من أنني لست من المختصين والدارسين للنقد الأدبي ...
    لكن بصفتي قارئة متذوقه أحببت أن أقف عند هذه المقطوعة الحسية الجميلة بكل ما تحتويه من فصول ، والتي من خلالها تلمست ربطا ما بين الواقع والخيال استطاع الكاتب وبمهارة أن يصوّر لنا حالات مختلفة يمر بها الإنسان

    وذلك حينما نراه وهو يناجي الريح التي تتقاذفه بهبوبها

    بعيدا عن زمن المادة إلى كبد الشمس المشرقة لتحتويه داخلها فيشهد معها أجمل رحلات العمر التي يأملها بالرغم من جراحاته وآلامه وهمومه ... لكن مع نداء الريح نشهد بأنها لا تريد له إلا أن يثبت وجوده وحقيقته ...

    وفجأة ينتقل بنا إلى صورة حسية لا تنفصل عن الأولى فيحدثنا عن عظمة وجلال الصمت

    في زمن الترهات والتفاهات والمشادات التي لم تعد تحترم حتى من هم أقرب الناس إليها ، فلم يجد من بد إلا أن يعترف بأن الصمت في مثل هذه الحال هو المعنى والحياة التي لا يمكن أن يلتزم به إلا أصحاب العقول النيّرة وتأبى أن تخوض في مثل هذه المتاهات ..

    ومن ثم نراه شاخصا أمام البحر يكلمه

    ليرسم لنا صورة حسية رائعة لأجمل معنى يعوزه الإنسان حينما يرفض الاستسلام والخضوع أمام جبروته وقوته التي تدفع به ليتعلم منه العزيمة والإرادة القوية التي لا تقهر وهو ينادي عليه بقوة :
    أنا البحر ..
    ولا يمكن أن يضعف ويتوه من عرف عنادي وقوتي وذلك بهدف أن يتلقى منه درسا كبيرا عنوانه :

    أن رب العزة والكبرياء لن يضلّه ويرميه ما دام يعلم يقينا بأنه ناصره وحسبه وكافيه .. فيستوحي من الكبرياء مصدر العزة والكرامة المتوّجة بأعبق رياحين الخيرات التي تأبى أن تذلّ وتستسلم عن طواعية إلا لرب الأكوان ..

    ومن ثم نراه ينتقل بنا إلى أجمل صورة يملكها الإنسان حينما ناداه :
    العشق والحب الذي يقهر ويزلزل كل أنواع الحقد والضغينة والبغض حينما تذوب الأرواح فيه لتحيا القلوب له ومن أجله

    ومن ثم يختم لنا رسالته بالعبرة والموعظة التي لو أدركها هذا الإنسان لما عمل إلا بالخير والحب والإحسان
    فيذكر لنا مآل ومصير هذا الإنسان إلى هناك حيث وجه الشبه ما بين الموت والخلود والحياة الذي لو أدركه الإنسان وتزود بخير الزاد في دنياه لما حمل معه إلا سعادة الدارين ...


    تنويه
    عذرا منك يا أستاذنا الفاضل
    دراسة متواضعة من تلميذة ما زالت صغيرة على إجادة فنون النقد وأصوله .. ولكن مجرد محاولة من قارئة متذوقة كما نوّهت إليه من البداية ..
    ودمت بألف خير

    أمينة أحمد خشفة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    [align=justify]مفاجأة ..وأى مفاجأة!!!
    كثيرٌ على خرابيشى كل هذا الإطراء .
    فمن أنا بين ملوك الكلام؟؟!!

    شكراً ..ثم شكراً ..بنت الشهباء.
    تلمسين كبد الحقيقة ..فهذه سداسية نثرية ،حاولت فيها أن أشد من عزيمتى ،وأهتف بروحى ..الصمود ..الصمود.[/align]

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      لا يا أستاذنا الفاضل
      الدكتور عبد الرؤوف النويهي
      هي ليست مفاجأة والله ... ذلك لأنني أحسست وكأنك تتكلم بلسان كل من يهدف إلى إثبات وجوده في زمن غاب عنه الصدق والقيم والفضائل التي يجب أن نستمسك بها ، ونعمل لها حسابا وميزانا في أنفسنا حتى نفكّ حالة الفشل واليأس التي أصابتنا ...
      وما أحوجنا إلا أن نصدق مع العزيمة ونكون من أهلها ، ونخلص مع حسن النيّة ولا نعاندها ونعلم يقينا أن كل من يخالف سلامة الفطرة سيضمحل ويزول ولن تثبت قدماه مهما علا وانتفش لأن مآله إلى مدلهمات الظلام والضياع والفشل ...

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      يعمل...
      X