الفيلسوف ..وفن الموسيقى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    الفيلسوف ..وفن الموسيقى

    [align=justify]الموسيقى ..وآهٍ من الموسيقى !

    منذ سنوات بعيدة ..فى أواخر سبعينيات القرن الماضى،وكنت ُ قد تعلمتُ العزف على البيانو،وأعزف بعض السوناتات لكبار الموسيقيين العالميين.

    تعلمت العزف على يد أحد المدربين فى قصر الثقافة بطنطا،فآلة البيانو من الآلات الضخمة ،قلّ أن توجد فى بيوتات الأسر المصرية ،بعد تفشى آلات العزف الوترية وآلات النفخ والترمبيط.
    بل بعد سيادة الهشك بشك والميوعةالمرذولة والغناء السفيه والكلمات السقيمة والأصوات الجشة ،لم تعد حتى موجودة بالمدارس .
    وبانتشار التزمت الممقوت والضيق الفكرى ..أصبحت الموسيقى الرفيعة ..فى خبركان
    .

    قرأتُ الكثير الكثير..عن الموسيقى وأصبحت مكتبتى تضم كتابات عن أعلام الموسيقى العالميين ،العملاق بيتهوفن ،والنابغة موتسارت،وشوبان وشومان وخاتشادوريان ورحمانينوف وموسورسكى ومندلسون وشوبرت وهندل وتشايكوفسكى و...و..
    وأذكر من ضمن هذه الكتب ،دراسة قيمة"الفيلسوف وفن الموسيقى" تأليف :جوليوس بورتنوى ،ترجمة د.فؤاد زكريا ،ومراجعة د.حسين فوزى.

    أيام جميلة عشتها ،وأحداث نابضة بالحياة ..أذكرها ،بعدما تخشبت الأصابع وتفرقت بنا السبل ،وغشينا ما يغشى النهار من ظلام دامس .

    سأحاول ..التواصل مع الموسيقى ..عسانى أعيش لحظات الهدوءالوجدانى ،بدلاً من الرعب الذى نعيش فيه.[/align]
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    الموسيقى الرفيعة

    [align=justify]كنتُ عندما أضع أصابعى فوق أصابع البيانو ،أشعر بأن جسدى قد صارمتجاوباً مع حركة أصابعى ،وأحس بروحى سابحة ،وتبدأ النغمات تتصاعد ليس فقط بتوقيعى على أصابع البيانو ،بل بروحى وتعلو ثم تهبط وترق ثم تشتد ..وهكذا أرى عالماً تسبح فيه روحى عبر المدارات .كنت أؤيد ما قاله فيثاغورس "أن الموسيقى البشرية ما هى إلا أنموذج أرضى للإنسجام العلوى للأفلاك" وحتى هذه اللحظة أستمع إلى االسيمفونية التاسعة (الكورالية )لبتهوفن ،وأجدنى محلقاً فى سماوات لانهاية لها.

    وعندما بحثتُ فى أوراقى المتناثرة ،والتى كتبتُ فيها بعض آرائى وملاحظاتى ،وجدت فى كراسٍ متهالك صفحاته ،مطموس بعض حروفه،بعض سطور رسالة كتبتها بيتنا فون آرنم إلى الشاعر الأكبر جوته إثر لقائها مع العظيم بيتهوفن"إننى أتحسر كلما فتحت عينى ،لأن كل ما أراه من الناس يخالف عقيدتى الدينية ،وأكاد أحتقر العالم الذى لايعرف بأن الموسيقى إلهام أرفع من الفلسفة ..وأنا عارف بالله ،أقرب إليه من الفنانين الآخرين،عرفته وأدركته فأطمأنت نفسى إلى أن موسيقاى لن يصيبها ضر أبداً،وكل من يفهمونها يرتفعون عن الدنايا التى يعمه فيها البشر ..الموسيقى وسط بين الإحساس والفكر..حدثى جوته عنى ،قولى له أن يسمع سمفونياتى وسيؤمن حينئذ على قولى بأن الموسيقى هى المدخل الروحى إلى نطاق المعرفة العليا،تلك التى تفهم الإنسانية والإنسانية لاتفهمها.."

    يُحكى أنه ..عندما حضرت الوفاة فردريك شوبان ،وجه كلامه إلى صديقيه :العازف فرانشوم والأميرة البولندية تسارتوريسكا ،وكانت من خيرة تلاميذه ومنفذة وصيته قال: اعزفوا دائماً الموسيقى الرفيعة ،وسأسمعكم من هناك"
    سأحاول الكتابة عن تجربة غلفها النسيان بأستاره ،وأواصل عرض كتاب "الفيلسوف وفن الموسيقى"
    [/align]

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #3
      الموسيقى وسلوك الإنسان

      (1)

      [align=justify]يفتتح المؤلف فى مقدمته "بأن كتابات الفلاسفة ،كان لها تأثيراً كبيراً فى التطور التاريخى للموسيقى فى الحضارة الغربية.

      ثم يستطرد بأن الفلاسفة وإن كانوا فى عمومهم نظريين ليس لديهم من الخبرة الفنية ما يتيح لهم تقويم التركيب الفعلى للموسيقى ،إلا أن لهم آراء كثيرة فى الموسيقى وفى تأثير الفن الموسيقى فى سلوك الإنسان،ويشهد الواقع الثقافى والإجتماعى والدينى فى المجتمعات الغربية ،بأن نظرياتهم قد أثرت بوضوح فى مجرى الموسيقى فى الحضارة الغربية.


      ويؤكد على أن الفيلسوف القديم لم يكن ينظر إلى الموسيقى على أنها مجرد تعبير عن المشاعر بل كان ينظر إليها على أن لها مصدر علوى معين يعلو على أفهام البشر ،بل كان يؤمن على أن الألحان تحوى معان أخلاقية وإلى دلالات أخلاقية فى الإيقاعات،ولما لاحظ تأثير الموسيقى فى البشر وسلوك الإنسان ،قرر بأن الموسيقى قد تهذب الطبع الإنسانى أو تزيده إنحطاطاً[/align].

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        صورة بيتهوفن

        [align=justify]علقت فى حجرتى على الجدار المواجه لمدخلها ،صورة كبيرة لبيتهوفن ، مما استرعى انتباه الداخلين ،وكم تشملنى السعادة وأنا أمسك بزمام الحديث متحدثاً عن بيتهوفن أو كما حفظت اسمه"لود فيج فان بيتهوفن" وعن سيمفونياته التسع وخاصةً القدرية والبطولية والكورالية .
        أظن أن من كان يسمعنى ، لايعى شيئاً مما أقوله فى غمرة حماسى وشبابى الغض.بل ربما تحسر على عقلى الذى وفى أول الشباب، قد مسه خبل!!


        كنت أكتب تحت صورته.. ماقاله شومان"خذوا مائة سنديانة ،عمر كل منها مائة عام،واكتبوا بها اسمه حروفاً باسقة منتشرة بين السهول و انحتوا شبيهاً له فى جرم هائل كتمثال القديس شارل بوروميو على ضفاف بحيرة ماجيورى،حتى يطل من علاه ..مثلما كان موقفه فى الحياة ، وعندما تمر السفن بنهر الراين ،ويسأل السياح عن صاحب التمثال الضخم يجيبهم الصبية :إنه بيتهوفن ..فيظن السياح أنه اسم إمبراطور جرمانى عظيم"

        [/align]

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #5
          فى ذكرى رجل عظيم

          [align=justify]الإحساس بالكبرياء والشموخ الإنسانى ،هبة ربانية تولد مع الإنسان ويحيا بها ولايخنع أبداً ولايحنى الرأس إلا لخالقه .
          عصر الأرستقراطية الأروبية المسيطر والمهيمن والطاغى ،حضارة وليدة وبلدان تتحرر من قهر هذه الأرستقراطيات التى امتصت دماء الشعوب.
          ثورة أبناء فرنسا وتحطيم الباستيل ،رمز العبودية والإستغلال ..ثورة تركت آثارها على بلدان المعمورة ،الحرية المساواة الإخاء ..شعارات ترفرف عالية وتحر الإنسان من ربقة الذل والإستعباد.وتنادى بحقوق الإنسان.
          ويبتهج العبقرى بيتهوفن ويشجع هذه الثورة ،فقد كان بيتهوفن أشد سخطاً على الأستقراطيات المترهلة والمستغلة ، ويؤيد حركات التحرير وينادى بشموخ الإنسان ورقيه .
          كانت حياة بيتهوفن صورة رائعة وخالدة من صور الثورة على الذل والإستعباد والإستبداد .
          حركت ثورة فرنسا الإلهام الموسيقى لدى بيتهوفن ،فألف سيمفونيته الثالثة البطولية تأييداً لنابليون بونابرت فى قيادته لهذه الثورة ،ومشجعاً حركة التحرير من سلطان الذل والعبودية،كان أكثر الناس سعادة ،وأكثرهم تشجيعا.
          ثم يأتيه الخبر بأن قنصل الجمهورية الفرنسية الوليدة نابليون بونابرت قد أعلن نفسه إمبراطوراً .

          وهنا وكما يروى التاريخ على لسان تلميذه فرديناند ريس أنه جاء فى يوم من أيام سنة 1804م يُخبر بيتهوفن بأن نابيلون قد حول الجمهورية الفرنسية إلى إمبراطورية وعين نفسه إمبراطوراً على الفرنسيين.
          وهنا يثور بيتهوفن ثورة عارمة وكانت مدونة السيمفونية االثالثة أمامه على المكتب،ويصرخ بيتهوفن :إذن ..هذا واحد من آحاد الناس، جاء ليدوس على حقوق الإنسان ويتمادى فى تحقيق أطماعه الشخصية ،ويتعالى على البشر،ويمعن فى العتو والطغيان. واتجه نحو مكتبه وأمسك بصفحة عنوان السيمفونية من أعلاها وقد كتب عليها اسم بونابرت،ويمزقهاويرميها أرضاً،ثم قام بكتابة عنوان جديد :سيمفونية البطولة - فى ذكرى رجل عظيم.[/align]

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #6
            ضياء القمر

            [align=justify]من سوناتات بيتهوفن الشهيرة ..ومامن عازف مبتدىء ،إلا ويشمر عن ساعديه ويعزفها .
            وقد ذهبت العقول فيها كل مذهب، فلم يستقر عقل على تفسير هذه السوناتة .

            ويُحكى أن بيتهوفن كان يتمشى ليلا فى طرقات فيينا والقمر بدر ،فشاهد غلاما كفيفا يعتمد على ذراع أخته ،ويشكو لها أنه تعيس جدا لأنه لايستطيع رؤية عظيم عظماء الموسيقى بفيينا . فيتقدم بيتهوفن إليهما ويصاحبهما إلى منزله .ويجلس أمام البيانو ويرتجل سوناتة ضياء القمر، مستوحياً ضوء القمر المتساقط من النافذة ،وجمال عيون الشقيقة واختفاء الضياء من عيون الغلام .وبعد أن تم عزفها ،قام بيتهوفن بالإفصاح لهما عن شخصيته .لكن رواية أخرى تقول ،أن تأليف السوناتة ،كان تحت تأثيرأزمة نفسية ، لغرامياته الفاشلة واليائسة مع بعض سيدات المجتمع كالكونتيسة جوليتا جويتسارى أو الكونتيسة تريزا فون برونشفيك .
            أما الرواية القاطعة ،تؤكد أن سوناتة ضوء القمر وهى وكما سماها بيتهوفن "sonata quasi una fantasia "سوناتة كوازى أونا فنتازيا ،هى إحدى إبداعات بيتهوفن الموسيقية والتى تعبر عن حزن دفين و شجن فاتك ويأس عميق.
            بل أزعم أنها إحدى ثورات الإحباط التى تعترى الإنسان حين يرى نفسه وقد صار اسمه فى عنان السماء ثم لايجد تقديراً ورفعةً.

            وأذكر واقعة شهيرة له ،أنه وجوته كان يتمشيان فى حدائق فيمار ثم فجأة وجدا أمامهما ،على البعد ،بعضاً من أبناء الأسرة المالكة يتجولون بالحدائق ،فما كان من جوته إلا وانتحى جانباً ،حانيا الرأس ،حتى تمر الأسرة المالكة.
            إلا أن بيتهوفن لم يصنع صنيع جوته ومضى فى طرقه غير مبالٍ بأحد من الأسرة المالكة ،رافعاً رأسه فى شموخ ،يسير فى كبرياء،الأمر الذى حدا بأمير الأسرة المالكة ،أن هز رأسه فى إنحناءة ملحوظة ، وقال بصوت مسموع
            :حقاً علينا أن نحنى الرأس لبيتهوفن.[/align]

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #7
              قلبى ..ونشيد الفرح

              [align=justify]من قراءاتى المتعددة ،كانت الفتنة قد أصابتنى بداء تتبع ما كتب عن بتهوفن ،فبتهوفن يُمثل عندى.. الحرية والنغم .
              كم تمتعت بسماع معظم موسيقاه ،فحرصى على سمعها ،جعلنى أسابق نفسى فى الحصول على موسيقاه مهما غلا ثمنها.
              كانت سيمفونيته العملاقة وأقول العملاقة السيمفونية التاسعة والمشهورة بالكورالية .
              سيمفونية من أعمق وأعظم ما كتبه بيتهوفن ،تتكون من أربع حركات مغايرة لأوضاع تكوين السيمفونية التى تتكون من ثلاث حركات فقط.
              فالحركة الأخيرة تتلحم الأصوات البشرية مع االموسيقى فى نسيج نغمى غير مسبوق ،هذه الإبتهالات التى تنشد الفرح والخير لكل البشر .
              كان بيتهوفن يصارع قدره ومرضه اللعين الذى أصابه بالصمم ،و يعلو فوق آلامه وأحزانه .
              ما أقسى أن تصنع خلوداً ثم تُحرم من سماعه.
              ما أقسى أن يرى بيتهوفن موسيقاه تُعزف ويصرخ الناس من الفرح والبهجة ولايرى إلا الأكف تُصفق.
              كان نشيد الفرح قصيدة فردريك شيللر الألمانى النابغة التى رحل فى أوج مجده وريعان شبابه.
              ويأخذ بيتهوفن نشيد الفرح ،ختاماً لسيمفونيته الخالدة ، ويكون نداءً جميلاً واستنهاضاً للبشر فى كل مكان ..أن أحبوا بعضكم واسجدوا لفاطر السماوات خلقكم فسواكم .


              ما مرة أسمع هذه السيمفونية وأصل إلى الحركة الرابعة ..ويبدأ الغناء إلا وأهتز فرحاً ويتملكنى شعور القوة ويستنهضنى اللحن مع الكلمات، ألا أركن لمتاعب قلبى الجريح ،هذا الذى أتعبنى معه وأتعبته معى .
              هذا الذى لم يسلم من المرض ومشارط الجراحين التى طالته وعبثت به.


              وأقدم مقطعاً من نشيد الفرح:
              إيه أيتها الفرحة.
              يا سليلة إليزيوم .
              منك كان النور المقدس .
              وبنارك القدسية تطهرنا .
              وإلى محرابك مسعانا .
              بك اجتمع البشر على إخاء .
              بعد أن فرقتهم الأهواء .
              التى ورثوها شرورا عن الآباء .
              وغدا الناس إخوانا .
              يظلهم جناحاك الوديعان .
              للملايين من البشر تتسع صدورنا .
              وإليكم _إخواننا _فى العالم كله .
              نهدى قبلاتنا .
              إن وراء قبة النجوم .
              أبا يحمل الحب لنا جميعا .
              ألا فليشاركنا فرحتنا .
              من أصفى للناس كلهم قلبه .
              [/align]

              تعليق

              • عبدالرؤوف النويهى
                أديب وكاتب
                • 12-10-2007
                • 2218

                #8
                أصل كلمة الموسيقى

                (2)


                [align=justify]يواصل المؤلف :بأن أصل كلمة الموسيقى.. ترجع إلى اليونانية ،وكان ينظر إليها فى الأصل ،بطريقة أسطورية،على أنها فن أوحت به مباشرة ربة الفن"muse".

                إذ يُذكر أن لليونانيين ثلاث ربات :ربة العلم وربة الذاكرة وربة الغناء.
                ويروى عن أسطورة أورفيوس خادم أبوللوالذى كان مطرباً ساحراً ومنشداً للشعر ،كان ذاته ابنا لإحدى الربات.وأن صوته له خصائص سحرية تشفى المرضى وتبعث التقوى فى النفوس عند أدائها الطقوس الدينية.

                ويؤكد أرستوفان أن موزياوس "museaus " تلميذ أروفيوس بأنه "طبيب النفوس "،ويُنسب لأرسطو أنه قال"الموسيقى أعذب مايتمتع به جنس البشر"[/align]

                تعليق

                • عبدالرؤوف النويهى
                  أديب وكاتب
                  • 12-10-2007
                  • 2218

                  #9
                  هللوا ..أيها الأصدقاء

                  [align=justify]استمع ريتشارد فاجنر إلى سيمفونية بيتهوفن التاسعة والشهيرة بالكورالية ،هذا العمل الفذ .لم يجد فاجنر.. أمام عظمة هذا العمل إلا أن يكتب شهادة تاريخية"إننا ننظر إلى هذا العمل كعلامة تاريخية تحدد عهداً جديداً فى هذا الفن العالمى ...فمن خلاله عاش العالم ظاهرة نادرة ..قلما يجود التاريخ بمثلها ..فى أى زمان أو مكان"أما سنتيانا فيقرر مؤكداً"إن الله قد خلق بيتهوفن حتى يكتب السيمفونية التاسعة "
                  وتأتى النهاية بأسرع مايمكن ويرقد بيتهوفن على فراش الموت ،ويلتف حواليه أصدقاؤه ومحبوه وأخوه يوهان،فبيتهوفن حتى الرمق الأخير ،كان يقرأ وبجواره بعض مؤلفات أوفيد تناسخ الكائنات ..وتشرق الإبتسامة على وجهه ،فقد وصلت له تواً من أحد أصدقائه الإنجليز .. دراسة عن الموسيقى الأشهر هيندل ..

                  وفى الثالث والعشرين من مارس 1827م ...يلوح فى الأفق طائر الموت..وأصبحت النهاية قريبة قريبة ..

                  وتأتى اللحظة الأخيرة ..ويصبح ملاك الموت وجهاً لوجه مع بيتهوفن ،فيقول :
                  هللوا أيها الأصدقاء ..فقد انتهت المهزلة ..
                  ثم يفقد وعيه ..فلايفيق وفى 26مارس 1827م ،كانت العواصف صرصراً عاتية والرعد يعوى مرعداُوالبرق يلمع متتابعاً ..يرفع بيتهوفن رأسه،ويفتح عينيه...وهى آخر نظرة ودع بها الدنيا وما فيها ومن فيها ،ويغمض عينيه ..وتخرج الروح إلى بارئها..
                  وتفجع فيينا فى موسيقاها الأشهر وتودعه بكل تقدير واحترام وتكريم ..ويسير ،خلف نعشه ، الجموع يرددون نشيد الفرح..
                  ولم يجد الموسيقار فرانز شوبرت ، تعبيراً منه لهذا العملاق ،سوى حمل مشعل ، ضمن حملة المشاعل، للذى لم يلتق معه فى الحياة .وبعد عام يلحق به ويُدفن على مقربة منه.[/align]

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    [align=center]جميل ما جاء عن موسيقاك
                    أعجبنى جداً
                    أشكرك

                    لكن لماذا لم تتحدث عن الموسيقى العربية
                    كى ندرك ما كان منها
                    و
                    ما وصلت له الآن من تقاعس ؟؟؟؟؟[/align]
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • عبدالرؤوف النويهى
                      أديب وكاتب
                      • 12-10-2007
                      • 2218

                      #11
                      الشعراء المنشدون

                      [align=justify]الفيلسوف وفن الموسيقى
                      جوليوس بورتنوى


                      (3)

                      واستمر أرسطو يؤكد :أن الموسيقى يمكن استخدامها وسيلة تسرّى عن الإنسان العناء"

                      ويواصل المؤلف ..بأن هوميروس فى الأوديسية. قد قال :أن الشعراء المغنين هم أقرب البشر إلى قلوب الآلهة؛فقد وهبتهم الربة فن الغناء ،لا لكى يطربوا نفوس الناس فحسب ،وإنما لكى يسهروا على رعاية أخلاق البشر أيضاً،فهؤلاء الشعراء هم الرسل الذين يعيشون على الأرض وبنقلون الرغبات الإلهية إلى الإنسان ؛وبالموسيقى يستطيع الإنسان بدوره أن يبتهل إلى الآلهة لتخلصه من الوباء والمرض؛وقد وصف هوميروس، كما روى بلوتارك بعده بقرون عديدة ،كيف أوقف الأغريق نقمة أحد الأوبئة بقوة الموسيقى وسحرها الذى بدد غضب الآلهة :((بالأناشيد والأغانى المقدسة هدأت الآلهة راضية))

                      بل ظلت علاقة الشاعر المنشد بربة الغناء علاقة وثيقة ، بل يحكى هزيود الذى عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد ..

                      بأن الربات قد ظهرن له بينما كان يطعم قطعان أبيه،وعهدن إليه بأن يكون رسولهن وشاعرهن ،وأعطينه عصا الشاعر لتكون آية على رسالته كمنشد.
                      وقبل أن يفارقنه قلن له: إننا نعرف كيف نقول كثيراً من الأكاذيب التى تقع من الآذان موقع الحقيقة ،ولكنا نعرف أيضاً كيف نصرح بالحقيقة عندما نشاء"
                      [/align]

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        موسيقىٌ ..لايسمع!!!

                        [align=justify]قد لا أكون مبالغاً ..إذا رددتُ مايردده المؤرخون الموسيقيون ،أن لودفيج فان بيتهوفن (1770م-1827م) هو أعظم شخصية فى تاريخ الموسيقى .

                        لكن هذه الشخصية الإنعزالية ،قد تركت للعالم ،تراثاً موسيقياً رفيعاً،مازلنا ننهل منه ونستمتع به .
                        ما يغرينى بالحديث عن بيتهوفن ..أنه صار "الملطشة "لملحنى الأغاتى العربية ،أو من يُطلق عليهم اعتباطا "موسيقار".ولمجرد تلحين كلمات ..يُسمى الموسيقار فلان!!!

                        كان الموسيقار (محمد عبدالوهاب ) أول من قام "بلطش "الكثير من موسيقى بيتهوفن ،ونسبها لنفسه.وفى حينها ،أشار الدكتور /حسين فوزى،إلى هذه السرقات .
                        وتبعه الآخرون "الملحنون" فى هذ السبيل، بلاحياء أو خجل ،مادام هناك من يجهلون ،أفلا نأخذ من هنا وهناك ونصبح عباقرة!!أقصد مساقرة جمع موسيقار ..وهذه من عندياتى .

                        الإنطوائية والإنعزالية التى سيطرت على حياة وشخصية بيتهوفن ،أفلح علماء النفس فى بحثها وإلقاء الضوء عليها ،وانتهوا إلى أنه شخص غير إجتماعى ،وسيىء التكيف ،وربما كانت طفولته الأولى، قد فرضت عليه هذا المنحى الإنعزالى الإنطوائى ،بل أنه لم يمد حبل التعامل مع الناس ،قليل الكلام ،دائم الترقب ،دقيق الملاحظة ،فلم يعرالآخرين إهتماماً ،ولم يسلك فى الحياة ،مسلك البشر العاديين .
                        كان منفرداً بذاته ،متفرداً بشخصيته ،وساءت علاقته النسائية ،ربما لغلاظة تصرفاته وجلافة طباعه وحدة لسانه ،فباءت كل علاقته الغرامية بالفشل الذريع ، وعاش حياته وحيداً متعبداً فى صومعة إبداعه وفنه.
                        ولكننى أزعم أن عزلته هذه،كانت إعتزازاً بالإنسان الذى بداخله واحترامه لذاته وتقديراً لفنه. وربما الحادثة التى سبق أن رويتها فى حديث سابق تؤكد ذلك ،بل فى تعنيفه لجوته وعدم التوقف لحين مرور الأسرة المالكة ..بل يقال أنه عنف جوته تعنيفاً قاسياً.. وقال له :"لقد انتظرتك لأنى أمجدك وأحترمك على قدر ماتستحق.أما أنت فقد أضفيت على هؤلاء الآخرين من التكريم أكثر مما يستحقون."

                        ولم تكن إنعزاليته فى شبابه إلا جزءً استكملته الحياة بإصابته بالصمم فى وقت مبكر من نبوغه ،ففرضت عليه عزلة أشد وأقسى لرجل كل إبداعه فى أُذنه وعقله وأصابعه.وبلغت ذروة الصمم ..فى 1802م.
                        وأذكر سطوراً من كتاب "بيتهوفن" لريتشارد فاجنر "موسيقىٌ لا يسمع! أيستطيع أحد أن يتصور رساماً أعمى؟ لقد سمعنا عن أعمى انكشف عنه الحجاب ،هو ترزياس الذى أتاح له إنعزاله عن عالم الظواهر أن يرى،بعين الباطن ،أساس الخلق كله.
                        وما أشبهه فى ذلك بالموسيقى الأصم ،الذى لم يعد ضجيج الحياة يعكر صفوه،فأصبح لا يستمع إلا إلى الإنسجام الباطن فيه،ويتحدث من الأعماق وحدها إلى عالم لم يعد لديه ما يقوله له بلسانه.وهكذا تتحرر العبقرية من كل القيود الخارجة عنها..........
                        إنه بيتهوفن عالم يمشى بين الناس ،إنه وجه العالم وماهيته،ساعياً فى الأرض على صورة إنسان!"
                        [/align]

                        تعليق

                        • ابراهيم عبد المعطى داود
                          أديب وكاتب
                          • 10-12-2008
                          • 159

                          #13
                          رائعة هى النغمات أو الموسيقى وخاصة عندما
                          تتلاقى مع الكلمة ليكونا سويا سُحب من النشوى
                          ترتقي فوقها الارواح لتنعم بهناء لا نهائى .
                          خالص الود والتحية
                          ابراهيم عبد المعطى داود

                          تعليق

                          يعمل...
                          X