تويت
فرك عينيه،تقلب في فراشه:أسدل الغطاء عليه مانعا تسرب خيط من الضوء،محاولا تجاهل الوقت،لكن صوت امه لا يدعه يستمر في تكاسله يتناهى له من بعيد
"سعيد فق اولد،الفياق بكري من الذهب مشري"
مرات كثيرة سمع هذا المثل حاول إستيعابه:إلا ان هزة من كتفيه كانت كفيلة لتمنعه من الإستمرار في التفكير.
تناول فطوره،الخبز والشاي والزيت،تتغير الأيام ولا تتغير الوجبة وكلمات امه تتردد في أذنه "فطر اولدي أحنا احسن من شي وكرف من شي هدي هي الدنيا".
الحياة قاسية،عليه أن يستيقظ صباحا لا ينتظره عمل مند أن انهى دراسته الجامعية يحاول جاهدا البحث عن عمل دون جدوى،اعياه المشي وإجراء المبارايات والجلوس في المقاهي،اليوم يدفع عنه صديق وغدا يأخد من أمه،أصبح الأمر يخجله،ظن انه سيخفف العبء عن والدته التي قاست كثيرا بعد وفاة والده الذي لم يترك شيئا يعينهم على الحياة سوى المنزل الذي ياويهم..
قبل يديها وهي تربت على راسه كن صبورا "نحب نشوفك راجل بقدك وقامتك،اختك مهما كان راها مراة تزوج انت لخاصك تقرا "
واسفاه ليلى لازوج ولاإتمام دراسة..امه واخته مسؤولياتان على عاتقه،إن الامر يزيد الوطيس حمى،فالامه تعذب امه ولايعرف كيف يداوي الجرح.
كريستينا قالت له في زيارتها الأخيرة امر غريب ان تكون دون عمل،تعالى معي استطيع توفير عمل لك إدا تزوجنا،امه علمت بالخبر قالت له: " لاتسمع من بنت النصارى،اتغربك على بلادك واهلك تخليك لادين لادنيا،الفرج عند الله قريب".
من يقول له متى سيرتاح من متاعبه من التفكير الذي سيدمر كيانه من نوبة قلبية قد تفاجأه إن إستمر على هاته الحالة ،من يخلصه من الجارة العانس التي ترسل له كل صباح كلمات في طياتها الكثير من المعاني،اليوم كان حظه أحسن "الثور العواف يشرب الغيس"
هي تبحث عن عريس وترى فيه صيدا ثمينا،قد يلجأ لها يوما من يدري ؟ في ملكيتها بيت تركته لها الخالة التي ربتها وخياطة،إنها بحاجة لرجل يسعدها ويريحها لقد أخطات في العنوان.
سار يجر الخطى بتثاقل يدفع بجسمه إلى الخارج يفكر أين سيحط رحاله،إسترعاه منظر رجل يلقاه كل صباح يجر عربة هو حمارها ويصيح "جفيل جفيل.."تمعن فيه كثيرا كأنه يراه لاول مرة أيعقل ان يصير به مصيره إلى بيع جفيل او البطاطس،بعد قضى ستة عشرة سنة من عمره في الكفاح والنجاح الدراسي لينتهي به المطاف بائعا متجولا،اين وعدك يا امي "حفظ دروسك تلقى ماينفعك مستقبلا تعيش وتعيشنا معاك".تنهد وهز كتفيه ودس يديه في جيب بنطلونه،لايرى مايبشر بالجديد ،وقف عند بائع السجائر إقتنى علبة السجائر وتسال وهو يشعل سيجارته ماذا ستفيده سينفث فيها غضبه ستلهيه للحظة سيشرد بها عبر دخانها،وفجاة طرات له فكرة لما لايبيع السجائر بالتقسيط إنها الموضة وصاح نعم "الديطاي الديطاي بالشهادة العليا"
حسبك ياسعيد اتكلم نفسك،المشروع احبط مند بدايته،عفوا لم اسمع جيدا ماقلته؟
لاعليك كنت أحدث نفسي،عذرا كيف الحال يامراد
انت ادرى مني وأكثر تدوقا للحال ،أين طريقك، اين تكون لدق ابواب لم تدق بعد،اما انا فعلي شرب قهوتي الصباحية هيا معي،
في المقهى تناهى له صوت المذياع على الراغبين في إجتياز المباراة أن يتقدموا بملفات الترشيح إلى....لم يستطيع سمع بقية الجملة،لقد غير النادل الموجة ،واعفاه من ان يعشم النفس بما لايرجى فيه،اتم شرب القهوة ونفث السيجارة وإلتفت إلى صديقه الذي تدكر انه يجلس لجانبه فوجده هو الاخر في عالمه،طلب منه المغادرة إلا ان الصديق إكتفى بهزة من راسه لا دلالة فيها لم يعلق وتركه واعيا مايكابده صديقه وعلى راي امه "لي في راس الجمل في راس الجمالة" سار يجر الخطى نحو بارقة امل تلقاها مند أسبوع في إتجاه شركة ضربت له موعدا اليوم لترى رايها فيه ، هاهو وسط المدينة،وبما انه قد وصل لشركة حسن من مظهره قبل ان يدخل،إستقبلته سكرتيرة بشوش تخضع لاوامر صارمة وقد بادرته بالقول،اسفة المدير ليس هنا،لم يحضر بعد ،عليك بالعودة خلال ساعة أو اكثر بقليل
هل سيكون بعد ساعة كما تقولين؟
نعم انت وحظك من يدري؟
حسنا شكرا،وخرج مرغما "اش عند الميت ما يقول قدام غسالو"
إلتفت يمينا وشمالا،لمح على بعد كشك صغير ذهب لاخد جريدته المفضلة وجلس في إحدى حدائق المدينة الغير البعيدة عن مقر الشركة،الحديقة لاتخلو من بعض الناس رغم ان الوقت صباحا ،إنها ملاذ من نوع اخر، لايهم،تصفح الجريدة .."إستمرار الجدال حول إعمار غزة....البرلمان ينظر في الميزانية...وفاة مواطن في...إجتماعيات تعزية في فقيد تهنئة ..إعلان عن سمسرة في....واخيرا إستقرت عيناه على الكلمات المتقاطعة تناول قلمه من جيب سترته وراح يحلها تكسيرا للوقت
في إنتظار الذي ياتي ولاياتي.................
"سعيد فق اولد،الفياق بكري من الذهب مشري"
مرات كثيرة سمع هذا المثل حاول إستيعابه:إلا ان هزة من كتفيه كانت كفيلة لتمنعه من الإستمرار في التفكير.
تناول فطوره،الخبز والشاي والزيت،تتغير الأيام ولا تتغير الوجبة وكلمات امه تتردد في أذنه "فطر اولدي أحنا احسن من شي وكرف من شي هدي هي الدنيا".
الحياة قاسية،عليه أن يستيقظ صباحا لا ينتظره عمل مند أن انهى دراسته الجامعية يحاول جاهدا البحث عن عمل دون جدوى،اعياه المشي وإجراء المبارايات والجلوس في المقاهي،اليوم يدفع عنه صديق وغدا يأخد من أمه،أصبح الأمر يخجله،ظن انه سيخفف العبء عن والدته التي قاست كثيرا بعد وفاة والده الذي لم يترك شيئا يعينهم على الحياة سوى المنزل الذي ياويهم..
قبل يديها وهي تربت على راسه كن صبورا "نحب نشوفك راجل بقدك وقامتك،اختك مهما كان راها مراة تزوج انت لخاصك تقرا "
واسفاه ليلى لازوج ولاإتمام دراسة..امه واخته مسؤولياتان على عاتقه،إن الامر يزيد الوطيس حمى،فالامه تعذب امه ولايعرف كيف يداوي الجرح.
كريستينا قالت له في زيارتها الأخيرة امر غريب ان تكون دون عمل،تعالى معي استطيع توفير عمل لك إدا تزوجنا،امه علمت بالخبر قالت له: " لاتسمع من بنت النصارى،اتغربك على بلادك واهلك تخليك لادين لادنيا،الفرج عند الله قريب".
من يقول له متى سيرتاح من متاعبه من التفكير الذي سيدمر كيانه من نوبة قلبية قد تفاجأه إن إستمر على هاته الحالة ،من يخلصه من الجارة العانس التي ترسل له كل صباح كلمات في طياتها الكثير من المعاني،اليوم كان حظه أحسن "الثور العواف يشرب الغيس"
هي تبحث عن عريس وترى فيه صيدا ثمينا،قد يلجأ لها يوما من يدري ؟ في ملكيتها بيت تركته لها الخالة التي ربتها وخياطة،إنها بحاجة لرجل يسعدها ويريحها لقد أخطات في العنوان.
سار يجر الخطى بتثاقل يدفع بجسمه إلى الخارج يفكر أين سيحط رحاله،إسترعاه منظر رجل يلقاه كل صباح يجر عربة هو حمارها ويصيح "جفيل جفيل.."تمعن فيه كثيرا كأنه يراه لاول مرة أيعقل ان يصير به مصيره إلى بيع جفيل او البطاطس،بعد قضى ستة عشرة سنة من عمره في الكفاح والنجاح الدراسي لينتهي به المطاف بائعا متجولا،اين وعدك يا امي "حفظ دروسك تلقى ماينفعك مستقبلا تعيش وتعيشنا معاك".تنهد وهز كتفيه ودس يديه في جيب بنطلونه،لايرى مايبشر بالجديد ،وقف عند بائع السجائر إقتنى علبة السجائر وتسال وهو يشعل سيجارته ماذا ستفيده سينفث فيها غضبه ستلهيه للحظة سيشرد بها عبر دخانها،وفجاة طرات له فكرة لما لايبيع السجائر بالتقسيط إنها الموضة وصاح نعم "الديطاي الديطاي بالشهادة العليا"
حسبك ياسعيد اتكلم نفسك،المشروع احبط مند بدايته،عفوا لم اسمع جيدا ماقلته؟
لاعليك كنت أحدث نفسي،عذرا كيف الحال يامراد
انت ادرى مني وأكثر تدوقا للحال ،أين طريقك، اين تكون لدق ابواب لم تدق بعد،اما انا فعلي شرب قهوتي الصباحية هيا معي،
في المقهى تناهى له صوت المذياع على الراغبين في إجتياز المباراة أن يتقدموا بملفات الترشيح إلى....لم يستطيع سمع بقية الجملة،لقد غير النادل الموجة ،واعفاه من ان يعشم النفس بما لايرجى فيه،اتم شرب القهوة ونفث السيجارة وإلتفت إلى صديقه الذي تدكر انه يجلس لجانبه فوجده هو الاخر في عالمه،طلب منه المغادرة إلا ان الصديق إكتفى بهزة من راسه لا دلالة فيها لم يعلق وتركه واعيا مايكابده صديقه وعلى راي امه "لي في راس الجمل في راس الجمالة" سار يجر الخطى نحو بارقة امل تلقاها مند أسبوع في إتجاه شركة ضربت له موعدا اليوم لترى رايها فيه ، هاهو وسط المدينة،وبما انه قد وصل لشركة حسن من مظهره قبل ان يدخل،إستقبلته سكرتيرة بشوش تخضع لاوامر صارمة وقد بادرته بالقول،اسفة المدير ليس هنا،لم يحضر بعد ،عليك بالعودة خلال ساعة أو اكثر بقليل
هل سيكون بعد ساعة كما تقولين؟
نعم انت وحظك من يدري؟
حسنا شكرا،وخرج مرغما "اش عند الميت ما يقول قدام غسالو"
إلتفت يمينا وشمالا،لمح على بعد كشك صغير ذهب لاخد جريدته المفضلة وجلس في إحدى حدائق المدينة الغير البعيدة عن مقر الشركة،الحديقة لاتخلو من بعض الناس رغم ان الوقت صباحا ،إنها ملاذ من نوع اخر، لايهم،تصفح الجريدة .."إستمرار الجدال حول إعمار غزة....البرلمان ينظر في الميزانية...وفاة مواطن في...إجتماعيات تعزية في فقيد تهنئة ..إعلان عن سمسرة في....واخيرا إستقرت عيناه على الكلمات المتقاطعة تناول قلمه من جيب سترته وراح يحلها تكسيرا للوقت
في إنتظار الذي ياتي ولاياتي.................
تعليق