لا تنقضي بالكذب طهر المبسم
[poem=font=",6,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/129.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تصفين بالآثام من لم يأثمِ=وتحرِّمين تواصلا لم يحرُمِ
وتؤلّبين عليّ أوجاعا مضت=فبعثتِها لتعيقني عن موسمي
وحسبتِ أن الشكّ يفسد رحلتي=ويصُدّني عن غايتي وتقدّمي
وظننتِ أن اليأس يبلغ قمّتي= وظننتِ أن الرّيح تطفئ أنجمي
فهجمتِ طاعنةً خواطرَ غضةً=ألفاظها عطرُ النسيم المُغرمِ
وعصفتِ غاضبةً بما لم تدركي=وصخبتِ ناقمةً كمن لم يفهمِ
ما هكذا يُجزى كريمُ مخلصٌ= يعدو عليه الهمُّ لم يستسلمِ
ما العيبُ إن أرسلتُ عني وردةً=حمراء تنبض نبض قلب مُكرمِ
ما شيمتي غدرٌ وإن لم تخلصِي=أو شيمتي ظلمٌ وإن لم ترحمي
أو راغبٌ في الثأر ياموهومةً=تدرين أنّي مؤمنٌ لم أظلمِ
سأوكّلُ الأيام أمر خصومةٍ=وأظل مداح الغدِ المتبسِّمِ
أنا شاعر تسعُ الجميعَ قصائدي=ودواخلي كالوردِ تعبق في فمي
ومحبّة الإحسانِ ملءُ جوانحي=وجنائن المعروف تُروَى من دمي
وتواضعي للنّاس عطـّرَ سيرتي=وتطلـُّـعِي للخير أمسى ملهمي
آهٍ وجرح أحبّتي كمْ موجعٌ=آهٍ وظلم ذوي الصداقة مُؤلمي
أنا ماخلقتُ سوى لإنتاج النقا=ولرحلةِ الإبداع أوّلُ مُنتَمِ
وركبتُ أجنحة الخيالِ إلى المنى=متوسما في الغيب خيرَ توسمي
وعزفتُ من شكوايَ لحنًا ساحرا=سندًا لذي الشكوى وللمتألّمِ
وجعلت من بلوى النوائب سلوةً=أسرجتُها قنديلَ ليلٍ مُبهَمِ
وصنعتُ ترياقا لقلبٍ مُبتَلىً= بالصدِّ والهجرانِ عفِّ المَغنمِ
ورأيتُ في صمتي مفرًّا من أذىً=ورأيتُ في صبري نجاعةَ بلسمي
فتحمّلي وزر الذي استْحدثتِهِ=ولقد سألتُ الله ألاّ تندمي
كُتبتْ خطِيئاتُ الهوى واستحكمتْ=فينا ولا منجَى لغير المسلمِ
يا قلـّما حوّاء يصدقُ قلبها=ولقلّما تبكي لعثرة آدمِ
جُعلتْ له نورا ونارا فاكتوى=متغزلاّ في جنةٍ وجهنّمِ
هو آدمٌ من ضلعه خُلقتْ له=من ساومتْهُ لمغنمٍ ولمغرمِ
يتشاكيان هواهما وجفاهما= وكلاهما جانٍ وإن لم يَسلمِ
فهما قتيلٌ في الغرام وقاتلٌ=لا يبرآن كلاهما من مأثمِ
يتقاربان وينفرانِ ولم تكن =إلا كغيرة توأمٍ من توأمِ
أو لم يكونا في الجنان فأذنبا=وتطلعا جهلا لخلدٍ موهمِ
أكلا طعاما عاصيين فأخرِجَا=من جنةٍ كانت نعيم المنعمِ
وتلاقيا في الأرض حيث تلاقيا=والدوحُ يورث طبعه للبرعمِ
لولاهما قابيل مااقترف الأذى=ولما غدا بالقتل أوّل مُجرم
فسلي الغرابَ وقد تمثّل شاهدا=وغدا ابنُ آدمَ كالغراب الأشأمِ
ومضت قرون والقرون تداولٌ=وحياتنا من علقم ولعلقمِ
لم نستطع بعدُ الخلاصَ ولم نزلْ=في أسفل الدنيا وأدنى السلّمِ
لم نرحمِ الأشقى ولم نأسفْ له=ولظلمنا وعقوقنا لم نُرحَمِ
فمنِ الجناةُ ونحن أوّلُ من جنى=وعروشنا هِيئتْ لعادٍ أرقمِ
وحياتنا كالعار كيف نعيشها=وتدوسنا أمَمٌ ولم نتَعلّمِ
فمصيرنا الخسران دون مُوَجّهٍ=وطريقنا الإفلاسُ دون مُعَلّمِ
ونظل نفصلُ بعضنا عن بعضنا=ونُجَرّعُ الإذعانَ من لم يُفطمِ
هو عالمٌ نرعاه أثبتَ حمقنا=لنبيع أخرانا بدنيا الدرهمِ
يامن حسدتِ الورد إذْ عبقَ الشذى=وغدوتِ بعد أحبّتي من لُوّمِي
ما ذا ربحتِ من الأسى غيرالأسى=والحبّ إن طوّقتِه لم يُغنمِ
فتريثي في الحكم لا تستعجلي=لا تنقضي بالكذب طهر المبسم
علّقت في جيد الزمان لآلئِي=وقيودُ عهدكِ لم تزلْ في معصمي
أنا لستُ يوسفَ إن فخرتُ بعفّتي= وأراك ما أعطِيتِ عفّةَ مريمِ
فأنا وأنتِ وكل من كان ادّعَى=هذا التميّزَ مخطِئٌ لم يُعصمِ
فدعي الأمور على سجيّتها لنا=وتنغّمي مثلَ الطيور الحوّمِ
قد سبّحتْ لله في أوكارها=فأثابَها بالشّكرِ خيرَ المطعمِ
وغدوّها ورواحها اخْتصرَا لنا=سُننَ الحياةِ وأمرنا لم يُحسَمِ
فنصيبها من كلِّ سنبلةٍ نمتْ=وشرابها من كلّ ورْدٍ زمزمِ
فدعي التوهّمَ قد كرهتُ توهّمًا =وأنستُ نورالحقّ عند مُخيّمي[/poem]
تعليق