صدأ الوتر
و تجنح الطير المهاجر
خلف غيمات المطر
و علا رماد الصيف
غابات قفر
وكسا الوطيء ورق
من الحجر انقشر
و تجلبب الورق
رداء من قتر

سقط القمر
في قعر مضجعه الأبدي
في قعر القبر
وانشق برواز الصور
سقط القمر
في جوف مضجعه الأبدي
في القبر انقصر
و تجمد الماء المهاجر
عبر اقنية النهر
و غدت عيون الارض
تقتبس منه العبر
حتى بدا فيها
نسيج من حور

سقط القمر
خلف خيمات الغجر
و البرق يشق طريقه
بين الشجر
والسحب حبلى
جاءها الطلق رعد
فانجبت المطر
و حبا الوليد
الى صدر البحر
فلقته بالموج
ونسجته طوق من درر


صدأ الوتر
والناي ألقى
لحنا من خمر
يسكر خليل الليل
في وقت السمر
ويروح ينسيه
كم طول السهر
حتى اذا غفا
كان آذان الفجر
و اذا أفاق
كان النهار قد عبر

صدأ الوتر
والعث يلتهم الصور
حتى اذا كثر
في البشر انتشر

صدأ الوتر
و أقيد قنديل الخطر
و تربص الثعبان
ما بين الصخر
فالغدر منفذه
اذا هيج غدر
حتى اذا لدغ
الى الجحر صدر

زاغ البصر
و تحطب الجسد
زاغ البصر عنه
من دون سفر

صدأ الوتر