الوقت...الحقيقة الضائعة في حياتنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    الوقت...الحقيقة الضائعة في حياتنا

    الوقت...الحقيقة الضائعة في حياتنا

    الالتزام بالوقت هو عامل أساسي في حياة الإنسان ، و عليه تقع أولويات تنظيم حياته ، و بالتالي السير قدما نحو التقدم و النجاح .
    فالوقت هو رأس المال الحقيقي و المورد الأساسي في حياته، ، فموارد و ثروات المال يمكن أن تزداد و تنقص مع مرور الوقت إلا المورد الزمني فهو في حالة تناقص كلما تقدمت عقارب الساعة نحو الأمام ، و لا يمكن استرجاعه إن فقد لذلك وجب علينا استثماره و استغلاله و توظيفه توظيفا جيدا لكي تثمر نتائجه و يعود ريعه بالخير إلى رصيد حياة الإنسان.

    لقد أشار الله في كتابه العزيز إلى أهمية الوقت و إلى استغلاله في العمل الصالح و الخير. فقد أقسم الله به و قد ورد هذا القسم في العديد من الأيات في كتاب الله:
    كما في قوله تعالى: واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ، وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ ، وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْ خُسْر
    . ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته.

    وقد بين قائدة الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم ، حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " رواه مسلم ، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله : " أغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، وبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أنه : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل " وذكر منها " عن عمره فيما أفناه … " رواه الترمذي

    كما دونت لسلف الأمة من عظماء المسلمين أقوالا عن الوقت و قيمته و قد كان الوقت عامل اساسي في نجاحهم و سمو مكانتهم . نذكر منها:
    فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد عملي ) .
    وروي عن الحسن البصري رحمه الله قوله : ( ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا أبن آدم ، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) .
    ويقول الإمام أبن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي ) : " فالعارف لزم وقته ، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها ، فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت ، وان ضيعه لم يستدركه أبدا .. فوقت الإنسان عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يمر أسرع من مر السحاب . فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته ، وان عاش فيه عاش عيش البهائم . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته "

    ويقول ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل ".

    و يذكر الأمام الغزالي رحمه الله أن الوقت ثلاث ساعات : ماضية ذهبت بخيرها وشرها ولا يمكن إرجاعها ، ومستقبلة لا ندري ما الله فاعل فيها ولكنها تحتاج إلى تخطيط ، وحاضرة هي رأس المال

    لقد كان لعامل الوقت و تقدير قيمته و استغلاله الاستغلال الصحيح عامل من العوامل الأساسية في نهضة الأمم المتخلفة و نفض غبار الطلم و الجهل الذي كان سائدا آنذاك في تلك الأمم ، و مع مرور الأيام أصبحت في طليعة التقدم و النجاح في مجال التقدم العلمي و التكنولوجي..
    لقد أدركت هذه الأمم قيمة الوقت جيدا و عرفت أنه عامل مهم في حياة الإنسان فحرصت عليه حرصا يضاهي حرصها على المال و السلطة و بالتالي حصدت النتائج. و من جد و جد و من سار على الدرب وصل.

    بالمقابل، شهدت الشعوب العربية و الإسلامية انحسارا واسعا في تراجع القيم المشرقة في حياتها ، و كان من أهم القيم التي انحسرت ضياع قيمة الوقت ، و بالتالي ضياع الأهداف و الرؤية الصحية في المسير مضيا نحو التقدم و النجاح .

    الكثير من شبابنا لا يعرف أين يسير أو أين يتجه .. يتخبطون هنا و هناك..فقد فقدوا الإحساس بالوقت و أصبحت عادة إضاعة الوقت عادة متأصلة فيهم.
    هذه العادة السيئة ترتب عليها آثار سيئة و سلبية على مختلف الأصعدة، و أهمها مشكلة الفراغ و ما يعكسه هذا الفراغ من أثار نفسية و اجتماعية سيئة إن أوسيئ استخدامه و كانت إدارته وفقا لقانون الهوى.
    فهدر الوقت مترافقا مع الفراغ يؤدي إلى تراجع العمل ثم إلى هبوط الإنتاجية في حياة الإنسان. و قيمة الإنسان تكمن فيما يتركه للإنسانية من بصمة أو رسالة تشير إلى عمله .

    الوقت واحد بالنسبة لشعوب الكرة الأرضية 24 ساعة على مدار الليل و النهار.. إذا راقبنا نتائج أعمالنا وتأخرنا عن مواكبة الدول الأخرى في تقدمها ، وجدنا أنه يوجد عجز و تأخر واضح يجعلنا نسير خلف الأمم و لا نلحق بها.
    فما هو السبب في وجود العجز عندنا بينما الأمم المتقدمة تسير سيرا منظما مع الوقت؟

    هل هناك مشكلة في كيفية تعاملنا و استغلالنا للوقت ؟؟

    هل هناك مشكلة في سوء تخطيطنا و تنظيمنا للوقت؟؟

    ما هي المشكلة الحقيقة وراء هدرنا للوقت ، و ما يخلف هذا الهدر من تراجع في الأداء و العمل على كافة الأصعدة؟

    هل هي المشكلة نابعة من ذاتنا؟ أم هناك قصور في مفهوم الوقت؟ أم نحن شعوب نختلف عن الشعوب الأخرى؟

    أترك الموضوع لنقاشكم.
    مع تحياتي
    رنا خطيب
    التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 13-02-2009, 23:12.
  • خلود الجبلي
    أديب وكاتب
    • 12-05-2008
    • 3830

    #2
    [align=center]مريت من هنا
    وقرات ولي عودة اختي الفاضله [/align]
    لا إله الا الله
    محمد رسول الله

    تعليق

    • د.مازن صافي
      أديب وكاتب
      • 09-12-2007
      • 4468

      #3
      الأخت الرائعة
      رنا خطيب

      شكرا لك لهذا الموضوع القيم والذي يحتاج الى نقاش وتفاعل على مستوى الملتقى ...
      وسأكتفي الان بالبيت الشعري التالي على أمل العودة قريبا جدا...

      إن الشباب والفراغ والجَدَة*****مفسدة للمرء أي مفسدة
      مجموعتي الادبية على الفيسبوك

      ( نسمات الحروف النثرية )

      http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

      أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

      تعليق

      • خلود الجبلي
        أديب وكاتب
        • 12-05-2008
        • 3830

        #4
        هل هناك مشكلة في كيفية تعاملنا و استغلالنا للوقت ؟؟
        الاخت الفاضله رنا
        نعم هناك مشكله كبيرة في فهمنا للوقت وتعاملنا معه اتدري ماهي ؟؟؟
        هي عدم احترامنا له لانحترم الوقت وكانه ممتد لنا ووليس له نهاية
        فالبعض يتعامل ولا يدركون أهمية الوقت وليس لهم أهداف أو خطط او تنظيم
        وجهل البعض وعدم المعرفة بأدوات و أساليب تنظيم الوقت وعمل مراحل لانهاء المهمه المطلوبه وعمل جدول زمني لها بمعني ان تمون هناك بدايه ثم تجهيز للمهمة علي عدة مراحل
        --------------
        يحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة ولكن فأسه لم يكن حاداً إذ أنه لم يشحذه من قبل، مر عليه شخص ما فرآه على تلك الحالة، وقال له: لماذا لا تشحذ فأسك؟ قال الحطاب وهو منهمك في عمله: ألا ترى أنني مشغول في عملي؟!
        من يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه لتنظيم وقته فهذا شأنه كشأن الحطاب في القصة! إن شحذ الفأس سيساعده على قطع الشجرة بسرعة وسيساعده أيضاً على بذل مجهود أقل في قطع الشجرة وكذلك سيتيح له الانتقال لشجرة أخرى، وكذلك تنظيم الوقت، يساعدك على إتمام أعمالك بشكل أسرع وبمجهود أقل وسيتيح لك اغتنام فرص لم تكن تخطر على بالك لأنك مشغول بعملك.
        وهذه معادلة بسيطة، إننا علينا أن نجهز الأرض قبل زراعتها، ونجهز أدواتنا قبل الشروع في عمل ما وكذلك الوقت، علينا أن نخطط لكيفية قضائه في ساعات اليوم.




        هل هناك مشكلة في سوء تخطيط و تنظيمنا للوقت؟؟
        بالفعل نعم فنحن لم نتعود علي كتابه او تخطيط خريطه نمر عليها حتي لا نتشتت .. المشكله اننا لم نقم بتنظيم الوقت حسب اولاوياتنا وجعله مورد لنهضتنا الفكريه او الانتاجية بل نسير وفقاا لمقوله {الله يسهل الامور كله هيخلص}


        ما هي المشكلة الحقيقة وراء هدرتا للوقت ، و ما يخلف هذا الهدر من تراجع في الأداء و العمل على كافة الأصعدة؟
        التخلف ثم التخلف سبب رئيسي في هدر الوقت والاستهتار به وبالتالي سوف تتعطل عوامل التطور

        هل هي المشكلة نابعة من ذاتنا؟ أم هناك قصور في مفهوم الوقت؟ أم نحن شعوبا نختلف عن الشعوب الأخرى؟
        نعم المشكله من ذاتنا
        نحن لم نختلف عن الاخرون
        فطالما كنا متفوقون عليهم في كل درب ولكن مع الوقت وهبوط هممنا بدانا نفقد الاحساس بالزمن
        عدم فهم هذه الامم ان الوقت الشئ الوحيد الذي لايعوض وليس له بديل...
        وانت اختي اشارتي الي ان المنهج القراني اشار الي اهمية الوقت
        فلا عذر لنا باضاعته ويجب ان نستغله استغلال امثل
        عن أنس بن مالك رضي اله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة ، فأن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ))

        وذكر أبن قيم الجوزية ( ت 597 هـ ) : ( وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم

        ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر الحساب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك

        ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما

        قطعه به النوم والبطالة فموت هذا خير له من حياته )) ، ص 184 .

        [i]وعلى ذلك فإن المعنى الذي يذهب إليه أبن القيم أن الوقت بالنسبة للإنسان عنصر هام إذا لم يكن محسوباً له

        بخير فهو محسوب عليه بشر .

        هذا كل ماعندي اختي
        تحيه لك وتقدير وكل احترام
        لا إله الا الله
        محمد رسول الله

        تعليق

        • زهار محمد
          أديب وكاتب
          • 21-09-2008
          • 1539

          #5
          الأخت رنا
          الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
          ليت الجميع يدركون أهمية الوقت
          في حياتهم حتى لا يضيع بغير معنى
          ولا فائدة ترجى مثلما يفعل الكثير
          والحكمة تقول:
          (( إعمل لدنياك كأنك نعيش أبدا
          وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا))
          [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
          حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
          عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
          فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
          تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

          تعليق

          • رنا خطيب
            أديب وكاتب
            • 03-11-2008
            • 4025

            #6
            الأخ الفاضل مازن

            شكرا على مرورك السريع و انتظر مرورا تتطيل به الوقوف قليلا هنا نظرا لأهمية كلماتك..

            دمت بحفظ الرحمن
            رنا خطيب

            تعليق

            • رنا خطيب
              أديب وكاتب
              • 03-11-2008
              • 4025

              #7
              الغالية دقة قلب

              شكرا على مداخلتك و على تعليقك الذي أغنى الموضوع..


              في تعليقك اشترتي إلى كلمة جوهرية و هي عدم إحترام الوقت.

              صدقت ...فالوقت بالنسبة لنا موردا ضائعا لا ندرك أهميته و لا ندرك أهمية نتائجه السلبية في المستقبل إن أغفلنا العيون عنه.

              و كم نعاني من خيبات الأمل و تفاقم المشاكل في حياتنا و الفشل في إعمالنا من جراء إهمالنا للوقت ..

              التخطيط و التنظيم عنصران أساسيان في إحراز النجاح.. و ارى أكثر الشعوب العربية تعاني من غيابهما ..

              فكم واحد يملك جدولا زمنيا لترتيب أعماله و مواعيده على صعيد اليوم ، الأسبوع، الشهر، السنة.. إنهم قلة.. و أعتقد تعود بذور فقداننا لهذان العنصران إلى التربية الأولى و هي الأسرة..
              فالأسرة هي المصدر الأول للتعليم و التربية و زرع المفاهيم الصحيحة و القيم في عقول الأطفال..


              نعيش في غفلة و في متع سطحية تسير بنا إلى الجاهلية الأولى .

              شكرا مرة أخرى على مرورك

              مع تحياتي
              رنا خطيب

              تعليق

              • رنا خطيب
                أديب وكاتب
                • 03-11-2008
                • 4025

                #8
                الأخ الفاضل زهار محمد

                شكرا على مرورك..

                لو أدركت الشعوب المتخلفة عن ركب التقدم و الحضارة بأن الوقت و استغلاله بشكل جيد من الأسباب الرئيسية لتقدم الشعوب لغيرت من منهجية حياتها ..

                لكنها تعلم و لا تريد أن تدرك.

                مع تحياتي
                رنا خطيب

                تعليق

                • رنا خطيب
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2008
                  • 4025

                  #9
                  ما هو السبب في وجود العجز عندنا بينما الأمم المتقدمة تسير سيرا منظما مع الوقت؟

                  هل هناك مشكلة في كيفية تعاملنا و استغلالنا للوقت ؟؟

                  هل هناك مشكلة في سوء تخطيطنا و تنظيمنا للوقت؟؟

                  ما هي المشكلة الحقيقة وراء هدرنا للوقت ، و ما يخلف هذا الهدر من تراجع في الأداء و العمل على كافة الأصعدة؟

                  هل هي المشكلة نابعة من ذاتنا؟ أم هناك قصور في مفهوم الوقت؟ أم نحن شعوب نختلف عن الشعوب الأخرى؟

                  تعليق

                  • رنا خطيب
                    أديب وكاتب
                    • 03-11-2008
                    • 4025

                    #10
                    عنوان الموضوع هذا غير استفزازي للبعض لذلك لم نرى ردود عليه..

                    لكن مسألة الوقت مسالة مهمة و يجب الانتباه إلى قيمتها..

                    لكن لم يناقش!!!..

                    و عندما نضع موضوع جريء يكشف ظاهرة حقيقية للمجتمعات العربية.. تقوم القيامة و لا يبقى كلام يهان به الكاتب إلا و يضع في صفحته..
                    و المضحك في الموضوع أن هذه الشريحة التي تعترض على هذه المواضيع التي يعتبرونها ضمن ثقافة العيب لا يدخلون غيرها و يكونون من روادها و ملازمون لها .. و إن غابوا يعود لها..

                    ترى ما السر في ذلك؟؟
                    الله أعلم

                    لكن يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا و مرآة تعكس ما في أعماقنا و وجه واحد للحقيقة.. و ليس عدة وجوه بألوان مختلفة..

                    مع تحياتي
                    رنا خطيب

                    تعليق

                    يعمل...
                    X