رسالة لن تصل !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    رسالة لن تصل !!

    عاد ثانية ليكمل رسالته الأخيرة إليها ، بعد أن سمع صراخا يتردد ،
    فتركها ليرى ما يتم ، كان أحد المصابين فى فعلته :"
    نعم .. سوف أحتضنك كطفل ، و أنفق الوقت الطويل ، الذي تكونين فيه معه ، في التسلي بما كان هنا منذ قريب ، و أوهمتني طويلا .. ودائما ، ألا شريك لك
    في قلبي و روحي ، سأتواطأ معك على روحي ، أدعى أمامها بصدقك ، و بأن الأمر طبيعي ، و لا حاجة لمدية أو مسدس ، أو قبضة يد خانقة ، و سوف أخترع له الأعذار هو الآخر ، فهو لا يدرى ، و لا يقرأ بكائي فيك ، و ربما أخشى عليه ، حين تلقين به ، و تخرجينه من وقتك ، إن عاجلا أم آجلا ، أن يكون أكثر جنونا ، و يكون قلبه ما يزال في موضعه ، فيبكيك ، و لا يجد منى قلبا يسع بكاءه ، أو يدا حانية تربت حزنه !!".
    دوت صرخة ، فترك الرسالة ، و اندفع إلى الداخل ، كان الصغير يتألم من حروقه .. ربت عليه ، و أعطاه الدواء ، و عاد ليكمل :"
    وقتها سوف أكون قريبا منه ، لأقف في وجه حزنه ، و أغير الطلقات في مسدسه بأخرى فاسدة ، وربما سرقت مديته التي يعدها للمشهد الذكي ، أو طعنته هو ؛ لتظلي في تحليقك البهي ، لأنني لا أتصور غيابك ، إلا بموتى !
    على الآن تناول الدواء ، ليس للمعدة هذه المرة ، لكن ، ليساعدني على احتمال وجودك أمامي ، و أنت معه كل هذه الساعات ، ولا أعود لتسويد الأوراق بنفس الحديث ؛ الصدر لم يعد قادرا على تحمل حرائق من هذا النوع ؛ فمنذ أيام أشعلت الكثير منها ، هنا ، أتت على كل شيء ، كتبي و أوراقي ، و أيامي ، و بعض ثياب ، وبعض فتات حياة ، وكانت على وشك التهام صغاري ، و يا لفرحتي .. ظلت أشياؤك كما هي ، لم يمسسها ضر !!
    مع تمنياتي بقضاء وقت ذكى معه ، تأكدي أنى أرى كل شيء ، أرى عريك
    فأرجوك تحشمي قليلا لأجل خاطري ، و لا تبتذلي نفسك .. أرجوك !! "
    أغلق الرسالة ، وهو يبكى بشكل هستيرى ، ووضعها فى المظروف ، و كتب عليها اسم المحافظة ، ورقم صندوق البريد ، و الاسم ، و لكنه لم يرسلها أبدا !
    sigpic
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    عاد ثانية ليكمل رسالته الأخيرة إليها ، بعد أن سمع صراخا يتردد ،
    فتركها ليرى ما يتم ، كان أحد المصابين فى فعلته :"
    نعم .. سوف أحتضنك كطفل ، و أنفق الوقت الطويل ، الذي تكونين فيه معه ، في التسلي بما كان هنا منذ قريب ، و أوهمتني طويلا .. ودائما ، ألا شريك لك
    في قلبي و روحي ، سأتواطأ معك على روحي ، أدعى أمامها بصدقك ، و بأن الأمر طبيعي ، و لا حاجة لمدية أو مسدس ، أو قبضة يد خانقة ، و سوف أخترع له الأعذار هو الآخر ، فهو لا يدرى ، و لا يقرأ بكائي فيك ، و ربما أخشى عليه ، حين تلقين به ، و تخرجينه من وقتك ، إن عاجلا أم آجلا ، أن يكون أكثر جنونا ، و يكون قلبه ما يزال في موضعه ، فيبكيك ، و لا يجد منى قلبا يسع بكاءه ، أو يدا حانية تربت حزنه !!".
    دوت صرخة ، فترك الرسالة ، و اندفع إلى الداخل ، كان الصغير يتألم من حروقه .. ربت عليه ، و أعطاه الدواء ، و عاد ليكمل :"
    وقتها سوف أكون قريبا منه ، لأقف في وجه حزنه ، و أغير الطلقات في مسدسه بأخرى فاسدة ، وربما سرقت مديته التي يعدها للمشهد الذكي ، أو طعنته هو ؛ لتظلي في تحليقك البهي ، لأنني لا أتصور غيابك ، إلا بموتى !
    على الآن تناول الدواء ، ليس للمعدة هذه المرة ، لكن ، ليساعدني على احتمال وجودك أمامي ، و أنت معه كل هذه الساعات ، ولا أعود لتسويد الأوراق بنفس الحديث ؛ الصدر لم يعد قادرا على تحمل حرائق من هذا النوع ؛ فمنذ أيام أشعلت الكثير منها ، هنا ، أتت على كل شيء ، كتبي و أوراقي ، و أيامي ، و بعض ثياب ، وبعض فتات حياة ، وكانت على وشك التهام صغاري ، و يا لفرحتي .. ظلت أشياؤك كما هي ، لم يمسسها ضر !!
    مع تمنياتي بقضاء وقت ذكى معه ، تأكدي أنى أرى كل شيء ، أرى عريك
    فأرجوك تحشمي قليلا لأجل خاطري ، و لا تبتذلي نفسك .. أرجوك !! "
    أغلق الرسالة ، وهو يبكى بشكل هستيرى ، ووضعها فى المظروف ، و كتب عليها اسم المحافظة ، ورقم صندوق البريد ، و الاسم ، و لكنه لم يرسلها أبدا !
    ربيع عقب الباب
    هل أنت متأكد من أنك قد كتبت هذه للخاطرة!!
    إنها قصة ربيع
    قصة موجعة
    ألا تريد أن ترى إن كانت فعلا خاطرة أم لا؟
    ملأ روحي إحساس غريب وأنا أقرأ .. وكأني أخطأت العنوان
    أو كأني في غير زمن!!
    ربيع هي قصة كبيرة... لم وضعتها هنا
    كل الود لك مني
    المعذرة إن كنت مخطئة ربيع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • رحاب فارس بريك
      عضو الملتقى
      • 29-08-2008
      • 5188

      #3
      عندما تكتشف المرأة خيانة من تحب لها
      تنهار حياتها أمام ناظريها ..
      ولكن الذي يجعلها تستريح كونها تعبر عن مشاعرها
      بطرق شتى , فتبرد قليلا من النار المشتعلة بداخلها
      والتي تكوي فؤادها دون رحمة ....
      ولكن الرجل ؟؟؟؟؟؟
      بما أني أعيش لأجل الكتابة فلكي أتقن النص أشعر بأني
      أتقمص للحظات وجع أبطال نصوصي ..فاتفاعل معهم لدرجة
      أن من يقرأ النص يشعر بأنه يحكي عني ....
      والآن وانت تصور إحساس ذلك الرجل المطعون بصميم كرامته
      الذي أراد تناول قرص الدواء ليتسنى له احتمال تلك الجمرات وهي تحرق قلبه...تخيلت نفسي ذلك الرجل فعشت عذاباته للحظات
      فما استطعت الإحتمال ..فذلك وضع تأبى النفس احتماله ..
      ما أسعدني كوني امرأة ولست رجل ..عاش هذه التجربة التي صورتها..
      لقد نجحت بجعل القارئ يعيش لحظات الألم الذي تخطى مصطلح الألم ....فبات إحساس بوجع بلا حدود ..
      سلمت يداك احسنت
      كل الإحترام .....
      رحاب بريك
      ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

      تعليق

      • بلال عبد الناصر
        أديب وكاتب
        • 22-10-2008
        • 2076

        #4
        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]جرحٌ كبير قد أغرق النص و أغرقني ...

        أستاذي [ الرائع ] , ربيع ...

        لله درك من رائع , نصٌ بازخ بـ الجمال رغم انتشار الاسى ..

        رائع و أطغى .[/ALIGN]
        [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          ربيع عقب الباب
          هل أنت متأكد من أنك قد كتبت هذه للخاطرة!!
          إنها قصة ربيع
          قصة موجعة
          ألا تريد أن ترى إن كانت فعلا خاطرة أم لا؟
          ملأ روحي إحساس غريب وأنا أقرأ .. وكأني أخطأت العنوان
          أو كأني في غير زمن!!
          ربيع هي قصة كبيرة... لم وضعتها هنا
          كل الود لك مني
          المعذرة إن كنت مخطئة ربيع
          كيف أنت خاطئة ؟
          معقول عايدة .. أنت لا تخطئين أبدا
          نعم هى قصة ، و لكنى أحببت أن تكون هنا ، لأنها قريبة منى
          و كانت بوحى و ألمى و وجيعى!!
          أسعدنى حديثك الرائع ، و تمنيت إلا ينتهى
          تحيتى و تقديرى
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
            عندما تكتشف المرأة خيانة من تحب لها
            تنهار حياتها أمام ناظريها ..
            ولكن الذي يجعلها تستريح كونها تعبر عن مشاعرها
            بطرق شتى , فتبرد قليلا من النار المشتعلة بداخلها
            والتي تكوي فؤادها دون رحمة ....
            ولكن الرجل ؟؟؟؟؟؟
            بما أني أعيش لأجل الكتابة فلكي أتقن النص أشعر بأني
            أتقمص للحظات وجع أبطال نصوصي ..فاتفاعل معهم لدرجة
            أن من يقرأ النص يشعر بأنه يحكي عني ....
            والآن وانت تصور إحساس ذلك الرجل المطعون بصميم كرامته
            الذي أراد تناول قرص الدواء ليتسنى له احتمال تلك الجمرات وهي تحرق قلبه...تخيلت نفسي ذلك الرجل فعشت عذاباته للحظات
            فما استطعت الإحتمال ..فذلك وضع تأبى النفس احتماله ..
            ما أسعدني كوني امرأة ولست رجل ..عاش هذه التجربة التي صورتها..
            لقد نجحت بجعل القارئ يعيش لحظات الألم الذي تخطى مصطلح الألم ....فبات إحساس بوجع بلا حدود ..
            سلمت يداك احسنت
            كل الإحترام .....
            رحاب بريك
            أستاذة .. رحاب
            كنت هنا أكثر تفوقا مما كتبت .. أنا لا أجامل .. وخاصة مع كاتبة رائعة ، فى روعة قلمها و إحساسها المرهف
            عاجز بالفعل عن الرد ؛ فتقبلى منى أسمى احتراماتى
            بل سلم ذوقك و ذائقتك
            sigpic

            تعليق

            • مها راجح
              حرف عميق من فم الصمت
              • 22-10-2008
              • 10970

              #7
              الاستاذ المبدع ربيع عقب الباب

              هذيان يسبر أغوار النفس
              سرقت لنا لحظة نفسية ذكورية خافية عنا
              سكبت الوجع بدهشة

              تحيتي
              رحمك الله يا أمي الغالية

              تعليق

              يعمل...
              X