؛
؛
؛
من خلف حفيف الخريف
صوتٌ قادمٌ من قصرها المنيف
وضوء مصابيحَ حائراتْ
تومئ من بعيد أن لا لقاء
وفي طرقاتها تزدحم الخطى
غابت وغاب النور
والمصباحُ العتيق
لم يبقَ من آثارها
إلاّ الترقب والأسى
والريح تعوي في نوافذها
والأشباحُ تنتظر العائدين
وعند الرصيف
عجوزٌ تتكئ على جدار
بوجهٍ أهلكه الردى
وحَفْرُ السنين مابين
وجناتها كالمدى
تُفتتُ الرغيف
بأصابعها العجاف
والشحوب يطوف بالجفاف
والطرقاتُ تستجدي الهلاك
غابتْ كما غابتْ ثمود
أين الريحُ ؟ أين الجمود؟
وأين الصوتُ في تلك اللحود؟
مازلت أنتظر الرعود
مازلت أهتفُ للرعود
أين أيامها ؟ وأين تلك الوعود؟
هل ضاعت سدى كل تلك الوعود؟!
باقٍ أنا حتى أنفض عن جوانبها
الردى وأسكب الحلم الولود
وأُعيدَ الرغامَ تحت وطأتها مسكاً وعود
باقٍ أنا في أركانها كالليل أغمرها
وسيفاً في الهوى فياها.
/
أحمد الشريف.
تعليق