يرسم القلب وحدته في الجدار المقابل
ويرمي بأمنياته في جوف الليل
المدينة يقظى
تراقبه لحظة بلحظة
وتعده بنوم متقطع عند الصباح .
الصباح رتيب وممل
كصباح الأمس
وبعد الغد
والأبواب لاتنفتح إلا وقد سئمته
والشارع لايمشي
لايستقيم ولاينعطف
يمتهن الشارع ظله وهو يمتطي انتظارًا طويلا
لمفاجأة ما .
في النهار تطارده ظهيرة تعبة بعقارات التلهّي المغشوشة
بين ظل وظل تنسجه طائرًا لايحط على جهة
ويؤرقه جناحاه
الظهيرة متخمة بالطيور التي حاد عنها لون الشجر
يبتلعها الوهج العميق
تحترق .
يربكه الأفق
وهو يلملم أوراقه الشفقية من فوق الأسطح والجدران
يحتويه الانكفاء الذي يخيّم بملامح الكآبة
على التلفاز والهاتف والنوافذ المغلقة
يتأمل ذكرياته فوق المقاعد الخاوية
ويحاور الفراغ
في الليالي التي يرتديها يبوح بوحدته
ويراوغ شهوة الحلم في الضلوع
ينتهي الليل للشعراء ومن صاحبته الهواجس
ينتهي الحزن للحزن
والوقت للوقت
وتُمد الأكف في الخواء .
تعليق