شمس كانون حارقة / رواية / الفصلان الأول والثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر حمّش
    عضو الملتقى
    • 11-12-2008
    • 87

    شمس كانون حارقة / رواية / الفصلان الأول والثاني


    شمس كانون حارقة

    رواية

    عمر حمّش/ غزة

    صدرت في طبعتين في 992ا/ 2001 عن اتحاد الكتاب الفلسطيني
    وعن وزارة الثقافة الفلسطينية

    الفصل الأول

    لا شيء في الفراغ غير الشمس جمرة عظيمة في الفضاء، تشعُّ بقوة لتجتاح الغيوم، تطيّرها عاليا، بعيدا، فتتمطى الغيوم، راسمة مختلف الأشكال!
    وتأتي نسمات غربية، تطير خفيفة تلامس الوجوه والأطراف، تدغدغ الأجساد المتراخية في ظل الجدران.
    بيوت القرميد حطّت هنا، قعدت على التراب، تراصّت متجاورة، تزاحمت وحوش تعبى أعلنت قبحها، لم تخجل من تشقق حيطانها، لم تدار صدا أبوابها وحطام نوافذها
    هنا المخيم!
    المخيم الرابض في حفرة منذ سنين، وحشٌ هائل مهزوم، يرخي أطرافه فيهوي بين تلين، محاصرا بالبحر والحدود؛ ليدور بسكانه في حلم عجيب، جاء المخيم في حلم، في غفوة، فطال أمد الحلم، امتدت الغفوة، الحجارة تصطف وتكون جدران، تتغطى بقرميد، تتغطى بصفيح، الطرقات تعفر التراب في الوجوه، ترفع حفرها العربات في الهواء، تضربها في رمل الطريق.
    والأزقة تتفرع، تتلوى أفاع وثعابين، تعرض أبواب الصفيح المرصوصة، أبوابا مدعوكة، مشروخة، معابر لأكواخ القرميد.
    السماء تصفو والمخيم مرتع الجرذان، يطلق وحله من تحت الجدران، يجري الوحل على التراب، يصنع قنوات ترمح من التلين، يأتي الوحل يلاحقه الذباب، يلاحقه البعوض، أسرابا توصله إلى البركة، بركة الشيطان، وتأتي النسمات خفيفة طرية.
    تأتي النسمات فوق القنوات، تطير على سطح البركة، وتصل وجه العجوز إبراهيم نوار اللوز، تلامس الجلد المغطي عظم الوجنتين، تداعب الجبين المحتطب، الجفنين الناشفين!
    يحدق العجوز في البركة، يمرّ بناظريه في السطح الآسن، يصرهما، يزفر الهواء، يطرد الرائحة المقتحمة عليه جلسته، يتمتم:
    - أبوك يا الكبر!
    الرأس ثقيل يهتزّ على العنق الضامر، العنق الرجراج، اللحم ضاع، أكلته السنون، نخرته الأيام، عظم مصفوف يشجّ الجلد، جلدٌ باقٍ محروق بشمس الساحل، الأنف كبير في وسط الوجه، وفي العين الغائرة لازال بريق.
    حرارة الشمس تفعل ما تشاء، تبدد الغيوم، تنثرها على صفحة السماء، وتنثني ساقا العجوز في القماش القديم، يحركهما، يزحزح مؤخرته، ضاغطا كفيه على التراب، يأخذ وضعا جديدا، ينفخ من بين بقايا أسنان طويلة صفراء، يتمتم:
    - أبوك يا الكبر
    العمر طويل، يمتدّ عميقا، قفز إلى المائة قبل شهور، تؤكد ذلك زوجته أم سعيد، وهو يؤيد، ثمّ يقول:
    - عشر سنين أخرى، ثمّ أموت!
    - كيف، كيف؟
    يسال من يسأل، يعجب من يعجب!
    - منذ شهور جاءني الموت، سعى إلي، هاجمني، فهمت أن الأمر سيقضى، يكفّ القلب، وتغمض عيناي.
    قلت:
    يا أم سعيد هاتي الصندوق، يا أم سعيد احضري حنان والزعبي الصغير، كان النور يخفت رويدا رويدا، وبدأت أحس ببرودة الموت تسري في أطرافي، رجف قلبي، وحملقت في الصندوق.
    افتحيه يا أم سعيد.
    قربوا إلىّ الأوراق، لا تزال الأوراق هي الأوراق، والمفتاح هو المفتاح، الأوراق تثبت، والمفتاح يفتح، الأوراق توصل، تحدد المعالم، الحدود، المزروع من البور، المروي من الظمآن، والمفتاح في القفل يدور، يستسلم للمفتاح، يزيل اللسان من الثقب،يئن الباب، يصرّ، ينفتح الباب ويدلف الزعبي، سيدلف الزعبي يتفقد ارثه، وتسير شريعة الناس المعهودة، فالأرض للزعبي، والدار للزعبي، للزعبي تكون الأوراق والمفتاح.
    يا حنان أحفظي الأوراق والمفتاح.
    كان الموت حقيقيا، اشتدّ هجومه، زحف من الساقين، سبح في الذراعين، كان الموت حقيقيا، رجفتُ تحته، أرنب تحت حد السكين، الموت كريه، أغمضت عينيّ على صورة أم سعيد وقد صرخت:
    وحد الله يا حاج
    وعلى وجه حنان الباكي، كان الزعبي عند ساقيها يحدّق في الأوراق والمفتاح الكبير، لم استطع أن اشرح للزعبي، الموت كان كاسحا، هتفتُ:
    افهموه، افهموا الزعبي يا ناس!
    وأغمضت عينيّ، أطبقتهما على صورهم جميعا ومتّ، كان الموت كريها، جاءني ملك الموت، جلس عند ساقيّ، ثقبت عيناه عينيّ، ارتجفتُ، صغرتُ، حاولت أن اصرخ، أن اهمس: لا، لا، لكنّ حلقي كان مشروخا، كان لساني مقطوعا، وهنت أمام ملك الموت، وبقيت منتظرا، في لحظة دخل ملائكة كثيرون، التفوا ولبثوا صامتين، وفجأة عاودني دفء الحياة، طري حلقي، حركت لساني فتحرّك، جاءني السقف المعقود، يا للسقف المعقود، في الصنعة المألوفة لعينيّ، في فنّ دميت فيه يدايّ، عجبت فأين أنا..؟
    تلفتّ فإذا براسي يتلفتّ، وعنقي قوي كأعناق الأحياء، أرى الجدران الدائرة ترقبني، والزوايا تبتسم لي من حولي، والملائكة في جسدي يتأملون، وملك الموت لم تمتد إليَّ قبضته!
    لماذا يا ملك الموت قبضتك لم تمتدّ؟
    عبر جمع علينا، من ذات المدخل عبروا، قصدونا، بل قصدوني، هتفوا:
    لا ليس بعد!
    وإذ بالوجوه اعرفها، استرجعها، أميزها، تفرزها ذاكرتي، هنا كانوا يجلسون، هنا كانوا يستلمون، من هذا البيت كانوا يتزودون بعتادهم، ثمّ يرحلون إلى الجبال، علا هتافهم وأضحى ضجيجا، لم يلبث ملك الموت أن قطعه:
    لن يموت، وهبه الله عشر سنين!
    صرخت برعب:
    بل تقبضني، يا ملك الموت، هنا أريد أن أموت
    قفزت مع صرختي، فإذا بعويل أم سعيد يلفني، وحنان تحمل الأوراق والمفتاح، وكان الزعبي مازال يحدق!
    يعجب من يعجب، يفهم من يفهم!


    الفصل الثاني


    العجوز يحدق في المارين، يردّ تحياتهم، يرقب الطالعين إلى مدرسة البنين، والنازلين صوب الثكنة المسيجة بالأسلاكِ، والأبراج، المحروسة بالمدافع ؛ لتحكم المخيم في الليل وفي النهار، لتقبض روحه، تطلق جنودها في الأزقة، يستعرضون بنادقهم، يلوِّحون بهراواتهم في الوجوه، تلتقي العيون، تفترق بلا حديث، بلا حوار، الثكنة تطلق عرباتها تفرم تراب الطريق، تحفره، تفركه بعجلاتها منذ سنين، تهدر المحركات في الآذان، يزمجر الصوت الكريه، يدورون يدورون ويعودون إلى الثكنة.
    الطريق النازلة من مصطبة العجوز إبراهيم نوار اللوز توصل إلى الثكنة، وتتخطاها إلى عيادة الأونروا، والناس يأتون من داخل الحارات، نساء يحملن السلال يعبرن الطريق، يجتزن المصطبة، رجال ضجرون يمررون على العجوز عيونا حائرة، يطرحون التحية، يلوحون له من قريب ومن بعيد
    ينفتح باب الدار، ينصفق، تخرج أم سعيد بحقيبة الدواء، تحيي زوجها العجوز، ثم تمضي في الطريق.
    في المساء تخلي الشمس السماء، تنسحب لتسقط في آخر البحر، والمخيم وعاء رصاصي داكن، يستسلم للظلام، تنقفل الأبواب، يثقل السكون، يقطعه هدير المحركات، تدعسه أقدام السائقين، تعوي العربات الثقيلة على الرمال، تصرخ الطرقات، ويعلو بين البيوت النباح.
    في البيت سعل العجوز سعلات قوية، ونهقت حماره الجار عواجا..فجاوبها حمار اشتيوا بعدة نهقات.
    وأم سعيد مشت في حوش البيت، أعادت النظر على قن الدجاج، جست بابه الشبكي بيدها، والقط الأحمر ذو الرأس الكبير قفز إلى شجرة الليمون، وصار يرقب بخبث الصيصان، جرذان لاحقت بعضها، هربت من أقدام أم سعيد، توقفت الإقدام، استدارت، ومضت لتدفع برفق مقبض الباب، كان نور القنديل خافتا، قصُرت ذبالته،غطس الفتيل في وعاء الكاز، شحبت الأركان والأشياء، وعلى الفراش كانت حنان تتمدد بجوار الزعبي النائم. تظاهرت بالنوم، فاقفل الباب، ابتعدت الإقدام، بقيت حنان يقظة ترقب ذبالة القنديل، قطع القرميد، تحسبها، كم قطعة، كم سطرا، كم قرميدة مكسورة، تستمع إلى أنفاس الزعبي،، تلاحظها، رتيبة، مضطربة، تعدل رأسه على الوسادة، تضبط عليه اللحاف، تهرب من تراقص ذبالة القنديل، يصدمها الدولاب المهشم، الدولاب شرارة تقدح، تشعل الذاكرة، تفتحها ككتاب، تحضر الماضي البعيد، في لحظة تجسده في الفراش.
    يصبح الدولاب ليلة عرس، جمعا يصدح، يغني، يزفها لسعيد، وسعيد دوما من الدولاب يأتي، يحمل الزعبي، يطلق ضحكته، يطيّره في سماء الغرفة،ويلقفه، تصرخ:
    -الولد، الولد يا سعيد!
    لا يأبه بخوفها، يطيره، يلقفه، يقهقه، يقرص الزعبي من خده، يقرصه من أنفه، يخبر الزعبي صارخا:
    - أنت رجل، رجل يا زعبي: اكبر، فر كماء فوّار، اقوَ كنمر، اظهر في المخيم كعفريت!
    تخلص الزعبي من يديه، تحضنه، تتحسس جسده الصغير، وتطلق لثديها في فمه العنان.
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يآتي بيديه الخشنتين يحمل الصُّرة، تخرج ثياب العمل، تخرج علبة الطعام الفارغة، تجلسه، تسنده على وسادة تضعها خلف ظهره على الجدار، تسرع بالماء الساخن، تسكبه على القدمين في الطشت، تفركهما، تنشفهما، وعيناها في عينيه معلقتان، تهرول إلى المطبخ، تحضر الطعام الساخن، المطهو منذ دقائق، ويأكل سعيد، يأكل وترقبه:
    - الله يعطيك العافية
    يبتسم:
    - اليوم أتممنا العمارة، أصبحت جاهزة لإسكان الجدد، ويلوي عنقه ضجرا:
    صقلناها، نظفتاها، كأنها لنا، كأنّ أولادنا سيحظون بدفء شتائها، أو تهوية صيفها، تتنهد، فيكمل:
    - لم اسمع من قبل عن قوم يبنون على ترابهم مجتمعا للخصم.
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    الدولاب جواز سفر، تأشيرة دخول من الموت، تصريح عبور للحياة!
    يأتيها قويا، سهلا، مرحا، يُخرج من اللفافة ثوب النوم الأحمر، يُخرج زجاجة العِطر الفوَّاح، يقترب، يلمسها تمسح شعرها، تغزوها عيناه، ينخفض جفناها، يرشقها بالعطر، يحضنها بجنون، يدور بها، تعلو قدماها عن أسمنت الأرض، نحلة بين يديه تطير، عصفورة تحلّق، يدوران، يدوران، يهويان، يعود الدفء، ويشتعل الفراش!
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يأتي محمولا بأيدي الرجال، يأتي مشروخا في الرأس، محطوما كلوح خشب، باردا مثل قالب ثلج، يأتي حين لم يُطرق الباب على الميعاد، حين يفقد الطعام حرارته، ويخطو الزعبي أولى الخطوات، تعلن حماتها وحماتها على جمر الانتظار:
    - أيام ويمشي الزعبي، أيام ويتعرف على الحارة والأولاد.
    يأتي سعيد!
    حين يدخل صدرها فأرٌ رعب، والقلب يقبض عليه ذئب، وعلى جبينها ترِّف بومة، ويدقّ الباب بعد سماعها صوت سيارة تتوقف، يدقّ بدقات ليست بدقات سعيد، تهرع إليه بساقين معوجتين، كانت عينا غلاب أبو النور دامعتين، وجهه مصفرا كالخارج من القبر، حرّك كفيه، تعثر لسانه، ولم يجمع كلمة، انخلع قلبها لمرأى سيارة النقل البيضاء، لبابها الخلفي ينفتح، لحمالة تطلّ بذراعيها ملوّثة بالدمّ، تعلن مجيء الموت، لرجال يحملونها ثقيلة، تتجه إليها، وأمه تنزع منديلها لتلوح به، صرخت حنان وسقطت تحت الجدار، حملوها ليغمروها بالماء، التقطت أنفاسها، تعلقت بالأجساد، صرخت مطعونة، شقت لجسدها الطريق، كان رأسه مشروخا، عيناه تجحظان، تحملقان، تهمسان همسا غير مفهوم!
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    لا تمنعه قطع القرميد عن عينيها، ولا نور القنديل، يفتحه برفق، ويسال، هل حدثك غلاب أبو النور بما جرى؟
    ويأتي غلاب:
    - كان على السطح يرسل بقايا الطوب، وقفت أرقب الطوب النازل بخطاف الحبل، الحبل ينزلق، ليأتي الطوب إليَّ طوبة طوبة، كان سعيد في العالي يهتف بي:
    - هيا يا غلاب
    وفي لحظة كان ما كان، جاءت الطوبة، وجاء سعيد، هوى من السقف العالي كقطعة قماش، زجاجة محذوفة، شيء يرمى بعد الاستعمال!
    يبكي غلاب، ويقول:
    - صرخ سعيد بصوت هلع ممطوط، لا، لا، اهتز الشارع لصرخته، وصرخت أنا برعب، كان يلفّ في الفراغ، يهوي إلى قاع الشارع، انفردت ذراعاه، وتثنت ساقاه، كان غريقا في اليأس يتخبط، وصرخت: سعيد!
    تمنيت أن يتدخل الله ليرحمنا، أن تحدث معجزة، يأتي من يتلقفه، فينزل سليما ككرة أسفنج، لكن سعيدا تلوَّى مسرعا نحوي، وارتطم في الطوب الذي أرسله لي لأصفه، التمَّ علينا من في الشارع، جاءوا من أنحاء الحيّ،كانوا يلقون عليه النظرات، ويهرعون مبتعدين عن مرآه، تمتم بعض منهم:
    - عامل عربي
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يأتيك مع أنفاس الزعبي، من قطع القرميد المكسورة، يأتي من قفزات القط على السطوح، من سعلات والده العجوز، من محركات اليهود وهي في الخارج تدور، من شذا شجرة الليمون، يأتيك من أمامك، من ورائك، يأتيك من شرابك، في طعامك، يأتي من الباب، يأتي من الشباك، يأتي، يأتي من فستانك، من ساقيكِ، من ذراعيك، من بين نهديكِ، يأتي كرحيق، يأتي كحريق، يأتي حالما، يأتي هاتفا.
    تحضنين وسادتك، تدفنين عينيك في اللحاف، تلفين سعيدا بذراعيكِ، وتحاولين أن تنامي.
    في الغرفة مشى القط الأحمر ذو الرأس الكبير، تبختر غير عابئ بالنائمين، مشى على اللحاف، داس وجهها، فهبت واقفة، حملقت في الفراغ، والقط قفز إلى الخارج مذعورا!
    مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عمر حمّش مشاهدة المشاركة

    شمس كانون حارقة

    رواية

    عمر حمّش/ غزة

    صدرت في طبعتين في 992ا/ 2001 عن اتحاد الكتاب الفلسطيني
    وعن وزارة الثقافة الفلسطينية

    الفصل الأول

    لا شيء في الفراغ غير الشمس جمرة عظيمة في الفضاء، تشعُّ بقوة لتجتاح الغيوم، تطيّرها عاليا، بعيدا، فتتمطى الغيوم، راسمة مختلف الأشكال!
    وتأتي نسمات غربية، تطير خفيفة تلامس الوجوه والأطراف، تدغدغ الأجساد المتراخية في ظل الجدران.
    بيوت القرميد حطّت هنا، قعدت على التراب، تراصّت متجاورة، تزاحمت وحوش تعبى أعلنت قبحها، لم تخجل من تشقق حيطانها، لم تدار صدا أبوابها وحطام نوافذها
    هنا المخيم!
    المخيم الرابض في حفرة منذ سنين، وحشٌ هائل مهزوم، يرخي أطرافه فيهوي بين تلين، محاصرا بالبحر والحدود؛ ليدور بسكانه في حلم عجيب، جاء المخيم في حلم، في غفوة، فطال أمد الحلم، امتدت الغفوة، الحجارة تصطف وتكون جدران، تتغطى بقرميد، تتغطى بصفيح، الطرقات تعفر التراب في الوجوه، ترفع حفرها العربات في الهواء، تضربها في رمل الطريق.
    والأزقة تتفرع، تتلوى أفاع وثعابين، تعرض أبواب الصفيح المرصوصة، أبوابا مدعوكة، مشروخة، معابر لأكواخ القرميد.
    السماء تصفو والمخيم مرتع الجرذان، يطلق وحله من تحت الجدران، يجري الوحل على التراب، يصنع قنوات ترمح من التلين، يأتي الوحل يلاحقه الذباب، يلاحقه البعوض، أسرابا توصله إلى البركة، بركة الشيطان، وتأتي النسمات خفيفة طرية.
    تأتي النسمات فوق القنوات، تطير على سطح البركة، وتصل وجه العجوز إبراهيم نوار اللوز، تلامس الجلد المغطي عظم الوجنتين، تداعب الجبين المحتطب، الجفنين الناشفين!
    يحدق العجوز في البركة، يمرّ بناظريه في السطح الآسن، يصرهما، يزفر الهواء، يطرد الرائحة المقتحمة عليه جلسته، يتمتم:
    - أبوك يا الكبر!
    الرأس ثقيل يهتزّ على العنق الضامر، العنق الرجراج، اللحم ضاع، أكلته السنون، نخرته الأيام، عظم مصفوف يشجّ الجلد، جلدٌ باقٍ محروق بشمس الساحل، الأنف كبير في وسط الوجه، وفي العين الغائرة لازال بريق.
    حرارة الشمس تفعل ما تشاء، تبدد الغيوم، تنثرها على صفحة السماء، وتنثني ساقا العجوز في القماش القديم، يحركهما، يزحزح مؤخرته، ضاغطا كفيه على التراب، يأخذ وضعا جديدا، ينفخ من بين بقايا أسنان طويلة صفراء، يتمتم:
    - أبوك يا الكبر
    العمر طويل، يمتدّ عميقا، قفز إلى المائة قبل شهور، تؤكد ذلك زوجته أم سعيد، وهو يؤيد، ثمّ يقول:
    - عشر سنين أخرى، ثمّ أموت!
    - كيف، كيف؟
    يسال من يسأل، يعجب من يعجب!
    - منذ شهور جاءني الموت، سعى إلي، هاجمني، فهمت أن الأمر سيقضى، يكفّ القلب، وتغمض عيناي.
    قلت:
    يا أم سعيد هاتي الصندوق، يا أم سعيد احضري حنان والزعبي الصغير، كان النور يخفت رويدا رويدا، وبدأت أحس ببرودة الموت تسري في أطرافي، رجف قلبي، وحملقت في الصندوق.
    افتحيه يا أم سعيد.
    قربوا إلىّ الأوراق، لا تزال الأوراق هي الأوراق، والمفتاح هو المفتاح، الأوراق تثبت، والمفتاح يفتح، الأوراق توصل، تحدد المعالم، الحدود، المزروع من البور، المروي من الظمآن، والمفتاح في القفل يدور، يستسلم للمفتاح، يزيل اللسان من الثقب،يئن الباب، يصرّ، ينفتح الباب ويدلف الزعبي، سيدلف الزعبي يتفقد ارثه، وتسير شريعة الناس المعهودة، فالأرض للزعبي، والدار للزعبي، للزعبي تكون الأوراق والمفتاح.
    يا حنان أحفظي الأوراق والمفتاح.
    كان الموت حقيقيا، اشتدّ هجومه، زحف من الساقين، سبح في الذراعين، كان الموت حقيقيا، رجفتُ تحته، أرنب تحت حد السكين، الموت كريه، أغمضت عينيّ على صورة أم سعيد وقد صرخت:
    وحد الله يا حاج
    وعلى وجه حنان الباكي، كان الزعبي عند ساقيها يحدّق في الأوراق والمفتاح الكبير، لم استطع أن اشرح للزعبي، الموت كان كاسحا، هتفتُ:
    افهموه، افهموا الزعبي يا ناس!
    وأغمضت عينيّ، أطبقتهما على صورهم جميعا ومتّ، كان الموت كريها، جاءني ملك الموت، جلس عند ساقيّ، ثقبت عيناه عينيّ، ارتجفتُ، صغرتُ، حاولت أن اصرخ، أن اهمس: لا، لا، لكنّ حلقي كان مشروخا، كان لساني مقطوعا، وهنت أمام ملك الموت، وبقيت منتظرا، في لحظة دخل ملائكة كثيرون، التفوا ولبثوا صامتين، وفجأة عاودني دفء الحياة، طري حلقي، حركت لساني فتحرّك، جاءني السقف المعقود، يا للسقف المعقود، في الصنعة المألوفة لعينيّ، في فنّ دميت فيه يدايّ، عجبت فأين أنا..؟
    تلفتّ فإذا براسي يتلفتّ، وعنقي قوي كأعناق الأحياء، أرى الجدران الدائرة ترقبني، والزوايا تبتسم لي من حولي، والملائكة في جسدي يتأملون، وملك الموت لم تمتد إليَّ قبضته!
    لماذا يا ملك الموت قبضتك لم تمتدّ؟
    عبر جمع علينا، من ذات المدخل عبروا، قصدونا، بل قصدوني، هتفوا:
    لا ليس بعد!
    وإذ بالوجوه اعرفها، استرجعها، أميزها، تفرزها ذاكرتي، هنا كانوا يجلسون، هنا كانوا يستلمون، من هذا البيت كانوا يتزودون بعتادهم، ثمّ يرحلون إلى الجبال، علا هتافهم وأضحى ضجيجا، لم يلبث ملك الموت أن قطعه:
    لن يموت، وهبه الله عشر سنين!
    صرخت برعب:
    بل تقبضني، يا ملك الموت، هنا أريد أن أموت
    قفزت مع صرختي، فإذا بعويل أم سعيد يلفني، وحنان تحمل الأوراق والمفتاح، وكان الزعبي مازال يحدق!
    يعجب من يعجب، يفهم من يفهم!


    الفصل الثاني


    العجوز يحدق في المارين، يردّ تحياتهم، يرقب الطالعين إلى مدرسة البنين، والنازلين صوب الثكنة المسيجة بالأسلاكِ، والأبراج، المحروسة بالمدافع ؛ لتحكم المخيم في الليل وفي النهار، لتقبض روحه، تطلق جنودها في الأزقة، يستعرضون بنادقهم، يلوِّحون بهراواتهم في الوجوه، تلتقي العيون، تفترق بلا حديث، بلا حوار، الثكنة تطلق عرباتها تفرم تراب الطريق، تحفره، تفركه بعجلاتها منذ سنين، تهدر المحركات في الآذان، يزمجر الصوت الكريه، يدورون يدورون ويعودون إلى الثكنة.
    الطريق النازلة من مصطبة العجوز إبراهيم نوار اللوز توصل إلى الثكنة، وتتخطاها إلى عيادة الأونروا، والناس يأتون من داخل الحارات، نساء يحملن السلال يعبرن الطريق، يجتزن المصطبة، رجال ضجرون يمررون على العجوز عيونا حائرة، يطرحون التحية، يلوحون له من قريب ومن بعيد
    ينفتح باب الدار، ينصفق، تخرج أم سعيد بحقيبة الدواء، تحيي زوجها العجوز، ثم تمضي في الطريق.
    في المساء تخلي الشمس السماء، تنسحب لتسقط في آخر البحر، والمخيم وعاء رصاصي داكن، يستسلم للظلام، تنقفل الأبواب، يثقل السكون، يقطعه هدير المحركات، تدعسه أقدام السائقين، تعوي العربات الثقيلة على الرمال، تصرخ الطرقات، ويعلو بين البيوت النباح.
    في البيت سعل العجوز سعلات قوية، ونهقت حماره الجار عواجا..فجاوبها حمار اشتيوا بعدة نهقات.
    وأم سعيد مشت في حوش البيت، أعادت النظر على قن الدجاج، جست بابه الشبكي بيدها، والقط الأحمر ذو الرأس الكبير قفز إلى شجرة الليمون، وصار يرقب بخبث الصيصان، جرذان لاحقت بعضها، هربت من أقدام أم سعيد، توقفت الإقدام، استدارت، ومضت لتدفع برفق مقبض الباب، كان نور القنديل خافتا، قصُرت ذبالته،غطس الفتيل في وعاء الكاز، شحبت الأركان والأشياء، وعلى الفراش كانت حنان تتمدد بجوار الزعبي النائم. تظاهرت بالنوم، فاقفل الباب، ابتعدت الإقدام، بقيت حنان يقظة ترقب ذبالة القنديل، قطع القرميد، تحسبها، كم قطعة، كم سطرا، كم قرميدة مكسورة، تستمع إلى أنفاس الزعبي،، تلاحظها، رتيبة، مضطربة، تعدل رأسه على الوسادة، تضبط عليه اللحاف، تهرب من تراقص ذبالة القنديل، يصدمها الدولاب المهشم، الدولاب شرارة تقدح، تشعل الذاكرة، تفتحها ككتاب، تحضر الماضي البعيد، في لحظة تجسده في الفراش.
    يصبح الدولاب ليلة عرس، جمعا يصدح، يغني، يزفها لسعيد، وسعيد دوما من الدولاب يأتي، يحمل الزعبي، يطلق ضحكته، يطيّره في سماء الغرفة،ويلقفه، تصرخ:
    -الولد، الولد يا سعيد!
    لا يأبه بخوفها، يطيره، يلقفه، يقهقه، يقرص الزعبي من خده، يقرصه من أنفه، يخبر الزعبي صارخا:
    - أنت رجل، رجل يا زعبي: اكبر، فر كماء فوّار، اقوَ كنمر، اظهر في المخيم كعفريت!
    تخلص الزعبي من يديه، تحضنه، تتحسس جسده الصغير، وتطلق لثديها في فمه العنان.
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يآتي بيديه الخشنتين يحمل الصُّرة، تخرج ثياب العمل، تخرج علبة الطعام الفارغة، تجلسه، تسنده على وسادة تضعها خلف ظهره على الجدار، تسرع بالماء الساخن، تسكبه على القدمين في الطشت، تفركهما، تنشفهما، وعيناها في عينيه معلقتان، تهرول إلى المطبخ، تحضر الطعام الساخن، المطهو منذ دقائق، ويأكل سعيد، يأكل وترقبه:
    - الله يعطيك العافية
    يبتسم:
    - اليوم أتممنا العمارة، أصبحت جاهزة لإسكان الجدد، ويلوي عنقه ضجرا:
    صقلناها، نظفتاها، كأنها لنا، كأنّ أولادنا سيحظون بدفء شتائها، أو تهوية صيفها، تتنهد، فيكمل:
    - لم اسمع من قبل عن قوم يبنون على ترابهم مجتمعا للخصم.
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    الدولاب جواز سفر، تأشيرة دخول من الموت، تصريح عبور للحياة!
    يأتيها قويا، سهلا، مرحا، يُخرج من اللفافة ثوب النوم الأحمر، يُخرج زجاجة العِطر الفوَّاح، يقترب، يلمسها تمسح شعرها، تغزوها عيناه، ينخفض جفناها، يرشقها بالعطر، يحضنها بجنون، يدور بها، تعلو قدماها عن أسمنت الأرض، نحلة بين يديه تطير، عصفورة تحلّق، يدوران، يدوران، يهويان، يعود الدفء، ويشتعل الفراش!
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يأتي محمولا بأيدي الرجال، يأتي مشروخا في الرأس، محطوما كلوح خشب، باردا مثل قالب ثلج، يأتي حين لم يُطرق الباب على الميعاد، حين يفقد الطعام حرارته، ويخطو الزعبي أولى الخطوات، تعلن حماتها وحماتها على جمر الانتظار:
    - أيام ويمشي الزعبي، أيام ويتعرف على الحارة والأولاد.
    يأتي سعيد!
    حين يدخل صدرها فأرٌ رعب، والقلب يقبض عليه ذئب، وعلى جبينها ترِّف بومة، ويدقّ الباب بعد سماعها صوت سيارة تتوقف، يدقّ بدقات ليست بدقات سعيد، تهرع إليه بساقين معوجتين، كانت عينا غلاب أبو النور دامعتين، وجهه مصفرا كالخارج من القبر، حرّك كفيه، تعثر لسانه، ولم يجمع كلمة، انخلع قلبها لمرأى سيارة النقل البيضاء، لبابها الخلفي ينفتح، لحمالة تطلّ بذراعيها ملوّثة بالدمّ، تعلن مجيء الموت، لرجال يحملونها ثقيلة، تتجه إليها، وأمه تنزع منديلها لتلوح به، صرخت حنان وسقطت تحت الجدار، حملوها ليغمروها بالماء، التقطت أنفاسها، تعلقت بالأجساد، صرخت مطعونة، شقت لجسدها الطريق، كان رأسه مشروخا، عيناه تجحظان، تحملقان، تهمسان همسا غير مفهوم!
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    لا تمنعه قطع القرميد عن عينيها، ولا نور القنديل، يفتحه برفق، ويسال، هل حدثك غلاب أبو النور بما جرى؟
    ويأتي غلاب:
    - كان على السطح يرسل بقايا الطوب، وقفت أرقب الطوب النازل بخطاف الحبل، الحبل ينزلق، ليأتي الطوب إليَّ طوبة طوبة، كان سعيد في العالي يهتف بي:
    - هيا يا غلاب
    وفي لحظة كان ما كان، جاءت الطوبة، وجاء سعيد، هوى من السقف العالي كقطعة قماش، زجاجة محذوفة، شيء يرمى بعد الاستعمال!
    يبكي غلاب، ويقول:
    - صرخ سعيد بصوت هلع ممطوط، لا، لا، اهتز الشارع لصرخته، وصرخت أنا برعب، كان يلفّ في الفراغ، يهوي إلى قاع الشارع، انفردت ذراعاه، وتثنت ساقاه، كان غريقا في اليأس يتخبط، وصرخت: سعيد!
    تمنيت أن يتدخل الله ليرحمنا، أن تحدث معجزة، يأتي من يتلقفه، فينزل سليما ككرة أسفنج، لكن سعيدا تلوَّى مسرعا نحوي، وارتطم في الطوب الذي أرسله لي لأصفه، التمَّ علينا من في الشارع، جاءوا من أنحاء الحيّ،كانوا يلقون عليه النظرات، ويهرعون مبتعدين عن مرآه، تمتم بعض منهم:
    - عامل عربي
    ويأتي سعيد من الدولاب!
    يأتيك مع أنفاس الزعبي، من قطع القرميد المكسورة، يأتي من قفزات القط على السطوح، من سعلات والده العجوز، من محركات اليهود وهي في الخارج تدور، من شذا شجرة الليمون، يأتيك من أمامك، من ورائك، يأتيك من شرابك، في طعامك، يأتي من الباب، يأتي من الشباك، يأتي، يأتي من فستانك، من ساقيكِ، من ذراعيك، من بين نهديكِ، يأتي كرحيق، يأتي كحريق، يأتي حالما، يأتي هاتفا.
    تحضنين وسادتك، تدفنين عينيك في اللحاف، تلفين سعيدا بذراعيكِ، وتحاولين أن تنامي.
    في الغرفة مشى القط الأحمر ذو الرأس الكبير، تبختر غير عابئ بالنائمين، مشى على اللحاف، داس وجهها، فهبت واقفة، حملقت في الفراغ، والقط قفز إلى الخارج مذعورا!

    الزميل القدير
    عمر حمش

    قرأت لك رائعة كبيرة
    القصة جميلة
    والسرد كان سلسا
    والأحداث وكأنها خرير مياه
    رائعة جدا
    تحياتي وودي لك كنت مبدعا بحق
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      الاديب
      الروائي عمر حمش
      تحياتي

      جبل المحامل والكبر عير وابوك يالكبر
      هذا هو العجوز القابع على جدران يتذكر الزمان والمكان
      في رحله الى المخيم الفلسطيني
      كاننا توحدنا جميعا بحنظلة الذي اعطى ظهره الى العالم
      في قصتك ياتي الينا حنظلة وقد اصبح عجوزا تقدمت به السنين
      وكالطفل الصغير ايضا يبحث عن الخلاص
      الفرق
      ان حنظلة الصغير يئس من المستقبل
      وحنظلة الكبير يتذكر الماضي ولا يعيش الحاضر
      كلاهما يرفض الحاضر
      وكلاهما لايهمه الغازي او الحاكم
      اكتملت كل فنيات القصة معك
      احترامي وتقديري وكل الموده

      تعليق

      • علي الكسواني
        أديب وكاتب
        • 02-01-2009
        • 206

        #4
        الأخ الاديب والروائي
        عمر حمش المحترم.

        الوغى كر وفر والايام بيننا والنصر قادم
        رائعه بكل ما فيها
        اهنئك

        تحياتي
        علي الكسواني

        تعليق

        • زهار محمد
          أديب وكاتب
          • 21-09-2008
          • 1539

          #5
          الأخ عمر
          ذكرتنا بالماضي وبالناس البسطاء
          وبسلامة الفطرة والحياة البسيطة
          جميل جدا ما كتبت يابن فلسطين الغالية
          [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
          حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
          عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
          فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
          تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

          تعليق

          • هادي زاهر
            أديب وكاتب
            • 30-08-2008
            • 824

            #6
            تعليق

            أخي الروائي عمر
            وصف دقيق للاجواء المحيطة بالاحداث التي جاءت متلاحقة مما حبس انفاسنا
            تحياتي وتقديري
            هادي
            " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

            تعليق

            • عمر حمّش
              عضو الملتقى
              • 11-12-2008
              • 87

              #7
              الأخت عائدة/مررتِ فعطرتِ نصي، وشذا ذائقتك زاده بهاءً
              دمتِ عزيزة مكرمة
              مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

              تعليق

              • عمر حمّش
                عضو الملتقى
                • 11-12-2008
                • 87

                #8
                الأستاذ يسري شراب العزيز/معا على درب الألم ،، ونرجو أن تكون له نهاية قريبة، وعلى درب الإبداع دوما نلتقي، شكرا أخي المبدع
                دمتَ
                مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

                تعليق

                • عمر حمّش
                  عضو الملتقى
                  • 11-12-2008
                  • 87

                  #9
                  سيدي الرائع علي الكسواني
                  أنت الأروع دوما، كلماتك وسام يدثرني
                  دمت مع مودتي الدائمة
                  مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #10
                    السلام عليكم
                    أخي عمر ..
                    وفقك الله .. سرد جميل وقلم طيب
                    ....... الى هنا



                    مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • عمر حمّش
                      عضو الملتقى
                      • 11-12-2008
                      • 87

                      #11
                      المبدع زهار محمد

                      المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
                      الأخ عمر
                      ذكرتنا بالماضي وبالناس البسطاء
                      وبسلامة الفطرة والحياة البسيطة
                      جميل جدا ما كتبت يابن فلسطين الغالية
                      المبدع زهار محمد
                      أنت الأجمل أخي زهار، وسعيد جدا بمعرفتك
                      دمت غاليا مكرما
                      مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

                      تعليق

                      • عمر حمّش
                        عضو الملتقى
                        • 11-12-2008
                        • 87

                        #12
                        أخي هادي زاهر

                        المشاركة الأصلية بواسطة هادي زاهر مشاهدة المشاركة
                        أخي الروائي عمر
                        وصف دقيق للاجواء المحيطة بالاحداث التي جاءت متلاحقة مما حبس انفاسنا
                        تحياتي وتقديري
                        هادي
                        أخي هادي زاهر
                        جميلٌ أن نصي قد أثر فيك، وأمتنُّ لذائقتك العالية
                        مودتي
                        مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

                        تعليق

                        • عمر حمّش
                          عضو الملتقى
                          • 11-12-2008
                          • 87

                          #13
                          الزميلة ناريمان الشريف

                          المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم
                          أخي عمر ..
                          وفقك الله .. سرد جميل وقلم طيب
                          ....... الى هنا



                          مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                          الأخت ناريمان الشريف
                          أرجو أن يستمر جمال السرد، ويطيب القلم
                          تحيتي
                          مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

                          تعليق

                          يعمل...
                          X