[frame="14 98"]وافق شن طبقة:
______
قال الشرقي بن القطامي :
كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له ( شن ) فقال:
والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها . ..فبينما هو فى طريقه أوقفه رجل في الطريق فسأله:
شن.. أين تريد ؟
فقال:
موضع كذا _ يريد القرية التي يقصدها شن _ فوافقه حتى أخذا في مسيرهما
فقال له شن :
أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل:
ياجاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟
فسكت عنه شن وسارا حتى إذا قربا من القرية إذ بزرع يحصد
فقال شن :
أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟
فقال له الرجل :
ياجاهل ترى نبتا مستحصدا فتقول أكل أم لا ؟
فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن :
أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتا ؟
فقال له الرجل :ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ مارأيت أجهل منك .. فسكت عنه شن فأراد مفارقته
فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها ( طبقة ) فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت :
ياأبت ماهذا بجاهل ...أما قوله ( أتحملني أم أحملك ) فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا
. وأما قوله ( أترى هذا الزرع أكل أم لا ) فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا
... وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا .
فخرج الرجل فقعد مع ( شن ) فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن افسر لك ما سألتني عنه ؟
قال نعم فسره . فقال ( شن ) : ماهذا من كلامك , فأخبرني عن صاحبه
قال : إبنة لي فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأوها أنها تشبهه أو تفوقه في الذكاء والدهاء قالوا :
( وافق شن طبقة )
. فذهب مثلا يضرب للمتوافقين[/frame]

[frame="1 98"]الحفظ عن ظهر قلب :
______
نسمع مقولة ( الفظ عن ظهر قلب ) فماحكاية هذه المقولة ؟
كان الناس قديما يعتقدون أن الذاكرة توجد فى القلب لا فى الدماغ . لذلك جاءت هذه العبارة أو المقلة ( الحفظ عن ظهر قلب ) [/frame]

أخي إبراهيم خليل إبراهيم سلام عليك وعلى خليلنا إبراهيم؛
فالحكمة هي ما سنه الله جل جلاله من سنن كونية أعربت السنن القرآنية عنها إعرابا لا مزيد عليه، وعلى هديها يمضي الكل في انسجام ووئام إلى أن يأخذ الله الأرض ومن عليها.
والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، وأخبرنا بأنه {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }[البقرة : 269].
وخلاصة الحكمة هي أفعال الله جل جلاله. فقد خلق كل شيء لحكمة، لا لعبث، وجعل لكل شيء قدرا، وكل شيء خلقه بقدر. وعهد الله لكل شيء في الوجود بأمره، فأوحى في السماء أمرها، وأوحى ربك إلى النحل، كما علم آدم الأسماء كلها، وأوحى إلي ابن آدم أمره ونهيه.
وتعد العهود الربانية وحدة موضوعية متكاملة شاملة لكل مناحي الحياة، سواء في كلياتها وجزئياتها، ودقيقها وجليلها، وبعبارة أخرى سماها القرآن :
كلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر،
فقد سن الله سبحانه وتعالى سنة الجزاء من جنس العمل فقال سبحانه وتعالى :
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً }[البقرة : 10]
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [الصف : 5]
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}َ [الأنفال : 30]
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنفال : 70]
ولا يتأتى هذا المقاس فيما لا يليق بجلال الله فقد أبان سبحانه وتعالى:
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال : 71]
والعدل حكم الله:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت : 46]
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ [ 50]ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [51] } الأنفال
كما أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده: من هنا تبقى هذه العهود الربانية مطردة على نسق واحد لا تخضع إلا لإرادة الله جل جلاله:
{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }[النساء : 123]؛
وهكذا نصل إلى أن أفعال الله أضحت مقاييس وضوابط لكل العلوم والمعارف ومن جملتها ما انغلق على الغربيين من علوم إنسانية وبخاصة العلوم السياسية حيث أصبح لدينا ضوابط ترابط عوامل الصراع السياسي.
وها هو سبحانه وتعالى يستحث هممنا لمعرقة سننه {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [النساء : 26]
إنها شذرات عن حكمة أحكم الحاكمين

بسم الله.
الأخ الكريم/ إبراهيم.. تحياتي
تقبل مروري السريع، وتساؤلي على هامش هذه المقولة:
في هذه الحالة، هل ينبغي تغييرها من: الحفظ عن ظهر قلب،
إلى: الحفظ عن ظهر دماغ؟؟!! يبدو هذا مستحيلا!!!
أخوكم.

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]


أستاذي الحبيب / ابراهيم خليل ابراهيم
ولكن القلب هنا المقصود به اللطيفة الربانية التي هي الروح والعقل والنفس .. نعم لكل من القلب والروح والعقل والنفس معنى آخر مختلف .. لكن هذه الأسامي الأربعة قد تطلق ويراد بها معنى واحد .. وهو كما قلنا اللطيفة الربانية التي بها يدرك الإنسان حقيقة ألأشياء .. ولذلك يقول الله عزوجل في محكم التنزيل ( إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) .. بل واكتشفوا حديثا أن القلب اللحمي له علاقة بطبائع الأنسان وصفاته المعنوية واكتشفوا ذلك بعد مراقبة المرضى الذين تم اجراء عمليات نقل القلب لهم .. حيث اكتشفوا أن هذا القلب اللحمي تتنطلق منه ملايين الإشارات الكهربية المسئولة عن الصفات المعنوية للإنسان .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

آسف لجنوحي عن فكرة الموضوع الأساسية .


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

أخي الأستاذ والأديب الراقي
ابراهيم خليل ابراهيم
سلام الله عليك
موضوعٌ هادف ومفيد بوركت على هذا السخاء
وزاده جمالاً الحضور الشذي للأخ : محمد جابري
واستدلاله على الحكمةِ من كتاب الله تعالى موثقاً ذلك
بآياتٍ من الذكرِ الحكيم
تحياتي ومحبتي لكما

أخي ثروت سليم؛
شكرا على رقيق عباراتك

[frame="9 98"]شكرا لكم أحبتى
فمن اعطى الحكمة فقد أوتى الكثير
فى أنتظار مشاركات الأحبة[/frame]