من عجائب الدنيا أنّ المسؤول العربي حالما يجلس على كرسي المسؤولية يبدأ بتعداد مناقبه وتبدأ الأنا الحاسمة لديه بالظهور علناً وسراً، ويردد كثيراً كلمة "أنا" -أعوذ بالله من كلمة أنا- كي ينفي عن نفسه تهمة الأنا الحاسمة!!!
عجبي من كل المسؤولين العرب...
لله الحمد أنني أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- لستُ واحدة منهم حتى اللحظة، لكن غداً، أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- سأجلس على كرسي الإدارة...
حينما تقدم الزميل مصطفى بونيف باستقالته وأعلنها على الملأ، متوقعاً أن لا أحد سيصدقه كنتُ أنا أول المصدقين له والوحيدة التي صدقته بداية لأنني أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- من طلب من الأستاذ مصطفى أن يستقيل من منصبه كونه لم يبارك لي المنصب الجديد في القسم الإداري بالمنتدى ولم يأتِ لي بهدية قيمة...
مالكم استغربتم؟
أليس في المنتديات مشرف عام ونائب له ومدير عام؟
ألقاب وصفات إدارية نلاحقها أينما كنا وحيثما كانت حتى لو كانت بالمجتمع الافتراضي، أي من اليوم يجب أن تفترضوا أنني أنا – أعوذ بالله من كلمة أنا- إدارية عربية بجدارة، يعني بزنس مان تدى /منتدى/...
وأنتم تعرفون أنّ المسؤول العربي الجديد يكتب لائحة بأسماء من بارك له ومن لم يبارك له المنصب الجديد كي يعرف كيف يتعامل مع الطرفين...
ولأنني أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- وإذ وحيثما وانطلاقاً مما سبق وبكل صراحة ومصداقية وموضوعية، وبعد أن لبست اللون الإداري، أردت أن أنسف كل شيء حولي وأحول لونه لسواد أعظمِ...
ألستُ عربية بجدارة؟
والعربي ينسف أسلافه كي يجلس مكانهم؟
هل المفتش كادجيت أفضل مني؟
وهل المفتش كرومبو له سعة حيلة أكثر مني؟
وهل غراندايزر يستطيع أن يطيح من أمامه بقوة أكثر من قوتي الإدارية؟
والأستاذ مصطفى هو صاحب قلم ساخر ساحر ومنذ مدة طويلة وهو إداري في هذا المنتدى العريق...
وأنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- منذ أيام عدة فقط لا تتجاوز الشهر لبست اللون البنفسجي في ذات المنتدى...
واللون البنفسجي يعني مسؤولية إدارية...
معنى ذلك أنني أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- مسؤولة عربية جديدة...
وكل مسؤول عربي جديد يجب أن يغير الكرسي الذي سيجلس عليه، والموظفين، والمكتب، وحتى الخزنة التي سيؤتمن عليها...
ألم تسمعوا يوماً بوزيرة عربية أول ما استلمت الوزارة سألت عن السيارة التي ستستلمها وما نوعيتها؟
ألم تسمعوا يوماً بوزيرة عربية أقامت مسابقة لبعض الطلبة العرب والجائزة منحة دراسية للخارج ففاز بها ابنها وصهرها؟
لك مني نبأ سار يا سيدي الفاضلُ:
للتو وقعتُ الاستقالة، استقالتك أنت، لأجلس أنا، حضرتي أنا-أعوذ بالله من كلمة أنا- مكانك على كرسي الإدارة، وسأكون أمينة على المنصب الجديد، شعاري المواطن أولاً والمواطنُ ثانياً والمواطنُ ثالثاً وقبله المسؤول العربي...
هذه هي سنة الحياة، أنتم السابقون للمسؤولية ونحن اللاحقون...
ولذلك أيضاً وحيثما وانطلاقاً مما سبق، وبما أنّ تاريخ كتابتي هذا المقال يصادف عيد الحب، فسأدمج المناسبتين كي أتلقى أنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- هدية المنصب الجديد، وبهذا أكون وفرت على شعبي العربي المكافح نصف قيمة ما كان يريد أن يهديه لي...
ومن هنا، تجدون أنني مؤتمنة على المال العام...
ولن أستقيل بعدها، وسأتمسك بكرسي الإدارة الذي بنيته بجهد الشعب وعرق جبينه، أقصد بجهدي وعرقي أنا – أعوذ بالله من كلمة أنا-
وأعدكم جميعاً، أنني سأجلس رافعة الرأس في جيب الشعب العربي، وأكون عوناً للكرسي المؤتمنة عليها، أقصد سأكون عون الشعب العربي، وأجلس رافعة الرأس على الكرسي الجديد!!!
تعليق