ومِن البَقَرِ ما قد قَتَلَ
معاذ العمري
كانت عندنا بقرة
يا حُسنَها بقرة!
تَحلبُ ثلاثَ مراتٍ
في كلِّ مرةٍ عشرة
مِن ضِرْعِها الطيّب
خططَ والدي
يُزوجُ إخوتي العشرة
ويشتري ثلاثَ دونماتٍ
أو محلاً لبيعِ الخُضْرَة
ويُعلمُ أخي بالجامعة
تخصصاً محترماً
مِنْحَة مِن البقرة.
تَراهُ بين الناسِ
هانئ البالِ
شامخَ الراسِ
لا بشهاداتي
لا بأبحاثي
ولكن بفخامةِ البقرة
مِن حلاوةِ البقرة.
وأمي تدعو الله
سراً وجهرة
أنْ يقي الأسرة
شرَّ ساعةِ العُسْرَة
وأنْ يَحْفَظَ البقرة
رأسَ مالِ الأسرة.
وقد جرى ذاتَ مرة
أنْ رأى البقرة
جارُنا نَعْرة أبو كَشْرَه
فقالَ: وَلّ ما أكبر البقرة!
ولا مرة بحياتي
شُفْت قَدَّ هذهِ البقرة!
فقالوا لهُ:
صلِّ على النبي يا رجل!
لا تقضي على البقرة،
لكنْ هيهاتَ هيهات
مِن فَوْرِها انهارتِ البقرة
على الأرضِ مُضَرَّجَة
تلفظُ أنفاسَها الحَرَّى
تشهقُ مرةً، تحبسُ الأخرى،
فَزعتِ الجارة
دَبَّ الصياحُ في الحارة
هَرَعَ أخي إلى البيطري
يطلبُ النجدة
استحثَّ الخُطى
كلَّ خطوةٍ بعشرة
حاولَ الطبيبُ
بما أوتي مِن فهمٍ وخبرة
أن يُنقِذَ البقرة
جَرَّبَ أولاً
إجراء تنفس اصطناعي
ثم حاولَ إنعاشَ القلب
بالصَّدمِ الكهربائي
محاولة إثرَ أخرى
والناسُ مِن حوله يجأرون
مخلصين الدعوة
أن يطيلَ الله في عمر البقرة
وألا يحبسَ عنهم
فضلَ هذه البقرة.
لكن... يا للحسرة
يـــا للحسرة
إنها الحقيقة المرة
العوضُ بسلامتكم...
قالَ الطبيب:
ترى يا جماعة
ماتتِ البقرة.
بعد مِضِي فترة
على مصيبة البقرة
أقسمَ أبو ثقلة،
وهو رجلٌ صالحٌ؛
يُعرفُ بالتقوى
بين أهالي المنطقة،
أنه سَمِعَ البقرة،
ليلةَ الخميسِ على الجمعة،
تشكو إلى الله
قوة مفعولِ حَواجِبِ أبو كشرة
وتدعوه
أنْ يحفظَ سائر البقر في المنطقة
قبل أن تحلَّ بها هي الأخرى
انفلونزا أبو كشرة.
حزنَ الناسُ كثيراً على البقرة
إلا أبي وأمي
لأنهم ماتوا مع البقرة.
في ألمانيا
أيلول 2005
معاذ العمري
كانت عندنا بقرة
يا حُسنَها بقرة!
تَحلبُ ثلاثَ مراتٍ
في كلِّ مرةٍ عشرة
مِن ضِرْعِها الطيّب
خططَ والدي
يُزوجُ إخوتي العشرة
ويشتري ثلاثَ دونماتٍ
أو محلاً لبيعِ الخُضْرَة
ويُعلمُ أخي بالجامعة
تخصصاً محترماً
مِنْحَة مِن البقرة.
تَراهُ بين الناسِ
هانئ البالِ
شامخَ الراسِ
لا بشهاداتي
لا بأبحاثي
ولكن بفخامةِ البقرة
مِن حلاوةِ البقرة.
وأمي تدعو الله
سراً وجهرة
أنْ يقي الأسرة
شرَّ ساعةِ العُسْرَة
وأنْ يَحْفَظَ البقرة
رأسَ مالِ الأسرة.
وقد جرى ذاتَ مرة
أنْ رأى البقرة
جارُنا نَعْرة أبو كَشْرَه
فقالَ: وَلّ ما أكبر البقرة!
ولا مرة بحياتي
شُفْت قَدَّ هذهِ البقرة!
فقالوا لهُ:
صلِّ على النبي يا رجل!
لا تقضي على البقرة،
لكنْ هيهاتَ هيهات
مِن فَوْرِها انهارتِ البقرة
على الأرضِ مُضَرَّجَة
تلفظُ أنفاسَها الحَرَّى
تشهقُ مرةً، تحبسُ الأخرى،
فَزعتِ الجارة
دَبَّ الصياحُ في الحارة
هَرَعَ أخي إلى البيطري
يطلبُ النجدة
استحثَّ الخُطى
كلَّ خطوةٍ بعشرة
حاولَ الطبيبُ
بما أوتي مِن فهمٍ وخبرة
أن يُنقِذَ البقرة
جَرَّبَ أولاً
إجراء تنفس اصطناعي
ثم حاولَ إنعاشَ القلب
بالصَّدمِ الكهربائي
محاولة إثرَ أخرى
والناسُ مِن حوله يجأرون
مخلصين الدعوة
أن يطيلَ الله في عمر البقرة
وألا يحبسَ عنهم
فضلَ هذه البقرة.
لكن... يا للحسرة
يـــا للحسرة
إنها الحقيقة المرة
العوضُ بسلامتكم...
قالَ الطبيب:
ترى يا جماعة
ماتتِ البقرة.
بعد مِضِي فترة
على مصيبة البقرة
أقسمَ أبو ثقلة،
وهو رجلٌ صالحٌ؛
يُعرفُ بالتقوى
بين أهالي المنطقة،
أنه سَمِعَ البقرة،
ليلةَ الخميسِ على الجمعة،
تشكو إلى الله
قوة مفعولِ حَواجِبِ أبو كشرة
وتدعوه
أنْ يحفظَ سائر البقر في المنطقة
قبل أن تحلَّ بها هي الأخرى
انفلونزا أبو كشرة.
حزنَ الناسُ كثيراً على البقرة
إلا أبي وأمي
لأنهم ماتوا مع البقرة.
في ألمانيا
أيلول 2005
تعليق