متى يعود زمن الكبار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اسماعيل الناطور
    مفكر اجتماعي
    • 23-12-2008
    • 7689

    #31
    متى يعود زمن الكبار؟
    [BIMG]http://www.islamicnews.net/Public/Media/2003-09-20_93ADA38C-B75F-48EE-AB12-9C82F4011C95.jpg[/BIMG]
    ولد شارل ديغول في في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1890 في مدينة ليل الفرنسية، لأسرة كاثوليكية محافظة.
    والده هنري ديغول معلم للتاريخ والأدب.
    اختار ديغول العسكرية طريقا له، فدخل كلية سان سير العسكرية وتخرج وهو في الثانية والعشرين ضابطا منها عام 1912.
    شارك في الحرب العالمية الأولى وجرح أثناء الحرب عام 1914، كان رئيسه المباشر في الحرب الجنرال فيليب بيتان الذي أصبح في الحرب العالمية الثانية عدوه الأول بسبب تحالف بيتان مع الألمان.
    أسره الألمان عام 1916 وظل في الأسر سنتان ونصف، أي حتى انتهاء الحرب وتوقيع هدنة بين فرنسا وألمانيا. يقال إنه حاول الهرب من الأسر خمس مرات ولكنه فشل بسبب طول قامته، فقد كان الحراس يميزونه بسهولة ويكتشفون محاولاته.
    لما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان ديغول عقيداً في الجيش الفرنسي وقائداً لسرية مدفعية، لكن قادته رفعوا رتبته استثنائيا إلى جنرال، وكلفوه قيادة أكبر فرقة عسكرية في الجيش، وأوكلوا له مهمة صد الهجوم الألماني على باريس بعد انهيار خط ماجينو الدفاعي.
    فشل ديغول في صد الهجوم الألماني الساحق، لكن ما أظهره من شجاعة في ميدان القتال عين وزيرا في الحكومة الفرنسية، رفض ديغول معاهدة الهدنة مع الالمان الذين اجتاحوا فرنسا كما رفض الاستسلام، غادر فرنسا سراً عندما تولى الماريشال بيتان السلطة.
    سافر ديغول الى بريطانيا وقابل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، وأعلن انضمامه للحلفاء في مواجهة ألمانيا النازية رغم توقيع حكومة بلاده اتفاقا مع الزعيم الألماني أودولف هتلر.
    عرفه الفرنسيون زعيما في 18 حزيران/يونيو 1940 عندما وجه نداءه الشهير لهم قائلا "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره".
    ومن لندن شكل ديغول حكومة فرنسا الحرة المتحالفة مع الحلفاء في مواجهة حكومة الماريشال بيتان التي تحالفت مع الألمان واتخذت من مدينة فيشي مقرا لها.
    وهكذا أصبح لفرنسا حكومتان واحدة تحت سلطة المحتل في فيشي بقيادة بيتان، والأخرى في أحضان الإنجليز عدو فرنسا اللدود سنوات عدة، وفي ظل الحكومتان انقسمت فرنسا على ذاتها قسم مع الماريشال بيتان والآخر مع الجنرال ديغول.
    وقد عقدت حكومة فيشي محاكمة غيابية لديغول بتهمة الخيانة العظمى وأصدرت عليه حكما بالإعدام. ورد ديغول الصاع صاعين لبيتان عندما عاد منتصرا مع جيوش الحلفاء بعد أربع سنوات فقد اتهم بيتان بالخيانة العظمى وحكم عليه بالاعدام، لكن الحكم لم ينفذ لكبر سن المتهم والذي كان قد تجاوز التسعين من عمره وقتها.
    أثناء الحرب اتفق ديغول مع تشرشل على أن تدفع بريطانيا ميزانية حكومة ديغول في المنفى وأعمال مقاومتها في فرنسا واشترط ديغول أن تكون تلك المبالغ على سبيل الدين لا على سبيل الهبة كيلا يدفع ثمنا سياسيا مقابلها.
    وبينما تعامل الحلفاء مع فرنسا الديغولية باعتبارها تمثل نصف الفرنسيين، وأنها ليست أكثر من دولة مهزومة، كان ديغول مسكونا بتاريخ بلاده وأمجادها الغابرة، وسببت هذه المعاملة مشاكل شخصية بين ديغول وحليفيه الرئيسيين تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت.
    ويروي من أرخوا لعلاقات أقطاب تلك الحرب أن ديغول رد بغضب على تشكيك تشرشل بتمثيله لفرنسا قائلا "أنا أقاوم النازية إلى جانب انجلترا ولكن ليس لصالح انجلترا، وأتحدث باسم فرنسا ولست مسؤولا أمام أحد غيرها".
    ديغول القادم من فرنسا المعتدة بتاريخها وثقافتها وتمدنها رغم هزيمتها المذلة أمام الألمان عامل الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت باعتباره أميركيا مغرورا يتحرك بـ "عنجهية اليانكي"، وقد طلب من تشرشل مرة "قل لروزفلت أني أفقر من أن أنحني ذليلا أمام الأميركان".
    من جانبه رأى روزفلت في فرنسا مجرد دولة مهزومة وليست شريكا في تحالف المنتصرين، ورأى في ديغول مجرد ديكتاتور أو انتهازي في أحسن الأحوال.
    ويقول مؤرخون أن روزفلت ربما كان يسعى للقضاء على قدرات فرنسا الصناعية وتحويلها إلى مجرد دولة تابعة للأنجلوساكسون، أما ديغول فكان يصر على أن بلاده التي تحررت بفضل الحلفاء ليست دولة ثانوية.
    تلك النزاعات الشخصية في جلها برزت أحداثا سياسية بين ديغول وحلفائه السابقين، فقد خرج من حلف الأطلسي وراح يتقارب مع الاتحاد السوفيياتي واعترف بالصين الشيوعية فيما اعتبر حينها ضربات موجهة للسياسة الخارجية الأميركية بعد الحرب.
    .
    في عام 1946 اضطر إلى ترك السلطة في بلاده فعل ما اعتبره أنصاره مؤامرات من الأحزاب ضد سلطته، فاضطر لترك السلطة واستقال لأنه لا يستطيع حكم البلاد كما يريد، فتخلى عن السلطة وعاد ليقيم في قريته كولمبي لدو إغليز.
    توالت في أعقاب استقالة ديغول من السلطة عدة وزارات في ظل النظام الذي عرف باسم الجمهورية الرابعة، وتميزت تلك الفترة من حياة فرنسا بالاضطراب السياسي إذ لم تعمر فيه حكومة لأكثر من عام وأحيانا بضعة أشهر.
    واصلت الأحزاب حكم فرنسا بشكل مضطرب فلما تصاعدت الثورة الجزائرية وراحت الحكومات الفرنسية تتخبط وهي تبدو عاجزة عن مواجهة الثورة أو الحد من تصاعدها، وفي فترة حكم الإشتراكيين بقيادة غي مولييه وفشلهم في السيطرة على الثورة الجزائرية لم يجد الفرنسيون بداً من اللجوء مجددا لديغول بعد 12 عاما على خروجه من السلطة.
    وبعد تردد قبل ديغول تولي السلطة من جديد لإنقاذ بلاده من المستنقع الجزائري، وفي عام 1958 استقبل رئيس الجمهورية رينيه كوتي ديغول قائلا "الآن أصبح الفرنسي الأول رئيساً لفرنسا".
    وهكذا تسلم ديغول السلطة من جديد مؤذنا بقيام الجمهورية الفرنسية الخامسة، حاول الجنرال الفرنسي القضاء على ثورة الجزائر أو الحد منها تسلم ديغول الرئاسة الفرنسية عام 1958 وهو يعد الفرنسيين أنه لن يتخلى عن الجزائر، وقد بذل كل ما في وسعه لتنفيذ وعوده وجرب كل الخيارات المتاحة لكه فشل، فاضطر لإعلان أن لا خيار أمام فرنسا إلا الانسحاب من بلد ظلت تحتله قرنا ونصف وتصفه بأنه فرنسا الجنوبية.
    لكن قرار الجنرال ديغول خلف تركة سياسة ثقيلة بين الفرنسيين الذين اضطروا لإيواء أكثر من مليون فرنسي كانوا يعيشون في الجزائر، وجنود فرنسا الذين قاتلوا في الجزائر.
    في آب/ أغسطس 1962 كادت منظمة الجيش السري المكونة من أوروبيين عائدين وجنرالات فرنسيين لم يسامحوا ديغول على الجلاء عن الجزائر كادت ان تنجح في اغتيال ديغول لكنه نجا بأعجوبة. وكانت محاولتان سابقتان نفذهما اليمين الفرنسي المتطرف ضده قد فشلتا أيضا.
    توفي ديغول في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 1970 عن عمر كاد أن يكمل الثمانين عاما ودفن في قريته القريبة من مدينة ليل.
    ينظر الفرنسيون إلى شارل ديغول إلى انه الاب الروحي للجمهوريه الفرنسة الخامسة ، ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديغول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية اثناء الحرب العالمية الثانية إذ لم يتوقف وهو في لندن من اطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة,ومن أشهر نداءاتة "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره". وينعكس تقدير هذا الرجل بشكل واضح في العاصمة باريس اذ تم تسميه العديد من المرافق الحيوية بأسم الجنرال مثل(المطار,الشوارع,المتاحف ومحطات القطارات)
    التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 04-04-2009, 16:29.

    تعليق

    • أحمد العربي
      أديب وكاتب
      • 21-12-2008
      • 754

      #32
      استاذي الكريم
      هل تسمح لي ان اضيف الى موضوعك
      سابدا معك ان سرك ذلك ابقها وان لا فاحذفها
      كوامي نكروما

      1909م - 1972م





      يُعد الزعيم الغاني كوامي نكروما أشهر القادة الأفارقة المقاومين للاستعمار البريطاني في غانا (ساحل الذهب)، ولد نكروما عام 1909، والتحق بدار المعلمين في العاصمة (أكرا)، وبعد تخرجه عمل بالتدريس لفترة قبل أن يلتحق بجامعة (لنكولن) بالولايات المتحدة عام 1935م، أنضم نكروما للمنظمات الطلابية هناك وعمل على التعريف بقضية بلاده، ثم انتقل إلى بريطانيا عام 1945م، ليقوم بنفس الدور قبل أن يعود إلى بلاده عام 1947م.

      عاد نكروما إلى غانا بما اكتسبه من خبرة خلال إقامته في أوربا وأمريكا، ليعمل في المجال الوطني، حتى تم اعتقاله عام 1948م لضلوعه في قيادة المظاهرات المُطالبة بالاستقلال، عقب خروجه من السجن أسس صحيفة "إيفنينج نيوز" حاول من خلالها نكروما تعبئة الشعب ضد الاستعمار الإنجليزي لبلاده، في عام 1949 أسس نكروما "حزب المؤتمر الشعبي" داعياً من خلاله إلى ضرورة استقلال البلاد؛ مما أدى إلى اعتقاله مرة أخرى عام 1950م، إلا أن نكروما وحزبه استطاعوا الفوز في الانتخابات التشريعية عن دائرة أكرا، رغم وجوده بالسجن.

      خرج نكروما من السجن ليتولى رئاسة الوزراء في مارس 1952م، مواصلاً الكفاح حتى أعلن استقلال غانا في مارس 1957م، ليصبح نكروما بذلك أول رئيس لغانا، عقب الاستقلال. دعا نكروما الشعب والمسئولين إلى التكاتف من أجل إعمار وتنمية بلدهم، بعد أن استبدلوا أسمها الاستعماري القديم (ساحل الذهب) باسمها الحالي غانا، وقاد مشروعاً كبيراً لإقامة الوحدة الأفريقية داعياً الدول الإفريقية إلى الترابط والاجتماع في أكرا عام 1958م، وإمعاناً منه في الوحدة مع إخوانه الأفارقة تزوج نكروما من سيدة مصرية، رشحها له الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1959م كان نكروما قد نجح في توقيع معاهدة مع الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، تم بموجبها الإعلان عن اتحاد كل من غانا وغينيا، ليكونا بذلك نواة لوحدة أفريقية كبرى، وفي مايو 1963م كان نكروما من أول مؤسسي (منظمة الوحدة الإفريقية) المنعقدة بإثيوبيا إلى جانب الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وإمبراطور إثيوبيا.

      في عام 1960م أقر دستور جمهورية غانا، وانتخب نكروما رئيساً لها، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى عام 1965، وبالرغم من فشل معارضيه العسكريين في اغتياله عدة مرات، إلا أنهم استطاعوا في فبراير 1966م استغلال فرصة وجوده في زيارة لفيتنام ليُسقطوا نظامه ويستولوا على الحكم، مما اضطره إلى اللجوء للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، الذي رحب به وجعله شريكاً له في الرئاسة بصفة شرفية.

      أخذ نكروما يدعوا الشعب الغاني إلى التخلص من حكم العسكريين الذين استولوا على السلطة، ودخلت البلاد في حالة من عدم الاستقرار، تعالت معها الأصوات المطالبة بعودته إلى سدة الحكم، إلا أن المرض كان قد تمكن منه وتدهورت صحته، وفي إبريل 1972م توفي نكروما في رومانيا ونقل ليدفن في غينيا، ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في غانا. رحل نكروما بعد أن ترك لنا عدة مؤلفات أوضح فيها وجهة نظره في الحرية، وضرورة الاتحاد والتعاضد بين الدول الإفريقية، وبعد رحلة كفاح طويلة حق له أن يكون من أبرز القادة الأفارقة المُخلصين.

      تعليق

      • اسماعيل الناطور
        مفكر اجتماعي
        • 23-12-2008
        • 7689

        #33
        إضافة جيدة
        كانوا رجالا على مستوى الإنسانية
        ومعيار الرجل هنا وفي ما أحاول من إختيار
        هو الرجل الذي عاش زعيما وأحب شعبه وأحبه شعبه
        شكرا أخ بسام
        وأرجو إضافة صورة

        تعليق

        • اسماعيل الناطور
          مفكر اجتماعي
          • 23-12-2008
          • 7689

          #34
          متى يعود زمن الكبار؟
          [BIMG]http://www.saudieh.com/albumsm/617.jpg[/BIMG]

          ذكر معروف الدواليبي في (مذكراته)
          أن ديجول قال للملك فيصل: يتحدث الناس أنكم يا جلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل في البحر، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
          أجاب الملك فيصل: يا فخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وكل فرنسا استسلمت إلا أنت، انسحبت مع الجيش الإنجليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلَّبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول: أن الاحتلال إذا أصبح واقعا فقد أصبح مشروعاً..
          يقول معروف: دهش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركّزة بهذا الشكل، فغيّر ديجول لهجته وقال: يا جلالة الملك: يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي، وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
          أجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس أنا معجب بك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدّس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غزاة فاتحين، حرقوا المدن، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط !؟، أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما !؟، ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.
          قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم وُلِد فيها!؟.
          أجاب الفيصل: غريب ! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء يولد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء يطالبونك بحق الولادة في باريس، فمسكينة باريس ! لا أدري لمن ستكون !؟.
          سكت ديجول وضرب الجرس مستدعيا (بمبيدو) وقال: الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السلاح المصدّر لإسرائيل، وصار يردد دائما (الفضل لفيصل الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين).

          تعليق

          • أحمد العربي
            أديب وكاتب
            • 21-12-2008
            • 754

            #35
            [/IMG]

            أحمد بن بلة

            ولد أحمد بن بلة في 25/12/1916م بمدينة مغنية الجزائرية، إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، تلقى بن بلة تعليمه الأولي بالجزائر، ونشأ كباقي أقرانه في ظروف احتلال قاسية فعاين عن قرب تسلط الفرنسيين في بلاده، وفي عام 1937م التحق بن بلة بالخدمة العسكرية، وباندلاع الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من اضطرابات تطلع بن بلة للقيام بعمل جدي من أجل الوطن، حتى حدثت مذبحة عام 1945م التي راح ضحيتها قرابة 40 ألف جزائري، مارس الفرنسيين ضدهم كل وسائل القتل والتعذيب، فانضم بن بلة إلى صفوف الحركة الوطنية، وانتخب عام 1947م مستشارا لبلدية مغنية.

            وفي عام 1950م قبض على بن بلة لضلوعه في مهاجمة مكتب بريد وهران، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، إلا أنه استطاع الفرار إلى مصر مُلتحقاً بالمجاهدين الجزائريين والمغاربة العاملين بها بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي، والتقي الرئيس جمال عبد الناصر وتوطدت علاقتهما، وفي عام 1954م انضم بن بلة إلى (جبهة تحرير الجزائر) وشارك في الإعداد للثورة الجزائرية، التي مثلت ضغطاً على الفرنسيين الذين لم يهنئوا بالراحة منذ اندلاع الثورة التونسية عام 1952م وثورة المغرب عام 1953م، ناهيك عن تنسيق المجاهدين الجزائريين مع إخوانهم المغاربة في شن عدة هجمات ضد القوات الفرنسية في وهران أكتوبر 1955م، الأمر الذي زاد من بطش فرنسا بالمجاهدين.

            وفي 22/10/1956م أعلنت حكومتي تونس والمغرب - اللاتي كانتا قد حصلتا على الاستقلال- عزمهما على التوسط بين فرنسا ومُجاهدي الجزائر، وعُقد اجتماع في الرباط بين أحمد بن بلة وأربعة زعماء جزائريين وبين محمد الخامس؛ استقل بعده الزعماء الجزائريين طائرة مغربية متوجهين إلى تونس لاستكمال المباحثات، بيد أن السلطات الفرنسية اختطفت الطائرة واعتقلتهم، وخلال فترة الاعتقال دخلت الجزائر في مفاوضات مع فرنسا، أسفرت عن معاهدة "إفيان" وإعلان استقلال الجزائر في يوليو 1962م، وتم الإفراج عن بن بلة ورفاقه، وفي سبتمبر من نفس العام انتخب "فرحات عباس" رئيساً للجمهورية، وأحمد بن بلة رئيساً للوزراء، وفي 13/9/1963م انتخب أحمد بن بلة خلفاً لفرحات كرئيس للجزائر، فجمع بين رئاسة الوزراء والدولة ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة،

            عمل بن بلة بكل جد من اجل عودة الجزائر إلى الحوزة العربية والإسلامية، ووضع حدّ لتبعيتها للرأسمالية الغربية، بعد احتلال دام لأكثر من 130 عاماً، فاستقدم المعلمين العرب من مصر وسوريا والعراق، لتعريب التعليم في الجزائر، ونادى بضرورة إقامة الوحدة بين الدول المغاربية، وعمل على ربط بلاده بأواصر صداقة وعلاقات قوية مع الدول العربية والإسلامية، بخاصة مصر التي وفرت الدعم المادي والمعنوي للجزائر، وعن رئيسها جمال عبد الناصر يقول بن بلة: "أنني أعتبره رجلا عظيماً ساهم في دعم الجزائر أكثر من أي شخص أخر، وقد كان وفيا للثورة الجزائرية في كل مراحلها، والجزائريون مدينون له ويحملونه في وجدانهم وضمائرهم".

            آمن بن بلة بالفكر الاشتراكي؛ مما جعله يصطدم ببعض أعضاء جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، كما كان الاختلاف في بعض وجهات النظر بينه وبين رفاق الكفاح بمجلس الثورة الجزائري سبباً في شعورهم بالتهميش عقب إعلان الاستقلال، وبعد أن احتفظ بن بلة لنفسه بالعديد من المناصب الهامة، الأمر الذي أدي إلى انقلاب وزير دفاعه (هواري بومدين) عليه، وتم عزل بن بلة وتحديد إقامته في 19/6/1965م.

            وبعد أن توفي هواري بومدين وتولى (الشاذلي بن جديد) السلطة؛ تم الإفراج عن بن بلة في عام 1980م فسافر إلى فرنسا ومنها إلى سويسرا، وطاف بالعديد من الدول العربية والأوربية، وعقب تحسن الأحوال في الجزائر عاد بن بلة مرة أخري مبدياً رأيه في السياسة الجزائرية، فطالب بحياة سياسية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان، لكن سرعان ما غادر الجزائر مرة أخري عقب إقالة الشاذلي بن جديد، ليعود مرة أخرى في التسعينات في عهد رئيس الحكومة (بلعيد عبد السلام)، وأياً ما كان عن بن بلة وفترة حكمه إلا أنه سيبقى أحد رموز الوطنية الجزائرية وأحد أعلام استقلالها.
            التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 25-01-2010, 19:35.

            تعليق

            • اسماعيل الناطور
              مفكر اجتماعي
              • 23-12-2008
              • 7689

              #36
              متى يعود زمن الكبار؟
              ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
              الزعيم الخالد ابو خالد


              ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية .
              كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨ في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .
              جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:

              التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .
              وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين ".
              وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية .
              جمال عبد الناصر فى المرحلة الثانوية:
              <A href="http://nasser.bibalex.org/images/fi_megalet_alnadah_01.jpg" target=_blank>عبد الناصر اثناء دراسته فى مدرسة حلوان الثانوية
              التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك .

              وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.
              ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
              ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
              ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة.
              وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب". (حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز" ١٨/٦/١٩٦٢) .
              ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته من آثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بي الخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغير وتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرة في حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب
              مقال كتبه جمال عبد الناصر بعنوان "فولتير رجل الحرية"
              تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.
              وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية.
              وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية). (الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
              كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطني.

              الحفلة التمثيلية لمدارس النهضة المصرية تعرض مسرحية يوليوس قيصر ..
              وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور "يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "شكسبير" في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت.
              وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيها الطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب من جمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذه الفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاً جديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قال مصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ٤/٩/١٩٣٥).
              خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور والاستقلال
              ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية – في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣ نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليس الإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).
              وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له في جامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى في سبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".
              وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.
              مجلة الجهاد تنشر أسماء الجرحى فى مظاهرات نوفمبر
              وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعى إلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهة الوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.
              وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥ قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوة التي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".
              ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيام قدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخ ورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحرك الجبال ولا تحطم الصخور".
              إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبد الناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التي اجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى في مصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حال وقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
              وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذي رصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة على الثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة في قراره.
              ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلت السياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنها لا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قد عزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوى أياً منها ،"فلم يكن هناك حزب مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهداف الوطنية".
              كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلى تفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً على وعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حساب أصحابه الشرعيين.
              جمال عبد الناصر ضابطاً:

              عبد الناصر وهو فى طالب فى الكلية الحربية بعد ان انتقل اليها من كلية الحقوق
              لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسم الأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني.
              تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقط في كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.
              ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكلية الحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيري الذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله في الدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.
              لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أن يصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبح قائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكلية لم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب.
              الملازم ثان عبد الناصر
              تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه ١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافي من الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس.
              وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارة تبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر" و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل" و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات الدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كان يقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).
              التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم. وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
              وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفى جبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو ١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.
              عبد الناصر مع الحامية المصرية بالسودان
              لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحة البريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبر لتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائه أصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنا اتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسن النشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارف ألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملق ولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.
              خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن وضع الجيش فى جبل الأولياء فى السودان

              شخص هذه صفاته يحترم من الجميع ولكن.. الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذي لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذي لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة في كنف الاستعمار.. يقولون.. كما كنا يجب أن يكونوا. كما رأينا يجب أن يروا.. والويل كل الويل لذلك... الذي تأبى نفسه السير على منوالهم... ويحزنني يا حسن أن أقول إن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً.. ويحزنني يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق - تفشى في الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار. أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدني في عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار...". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار..١٩٤١ ... ينشر لأول مرة) وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.
              ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة".
              وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفير البريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين في القاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراً يخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق في تشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيد ولا شرط.
              ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتب إلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أن ما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنى أعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط، ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلوا القوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.
              أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساس فيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوا يتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.
              خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢
              وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردوا للبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعد الحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض الأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذا درساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ١٦/٢/١٩٤٢).
              ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧ فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذه الفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت" و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل" و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسة أركان حرب.
              وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.
              تنظيم الضباط الأحرار:

              شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار، ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨ على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
              وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.
              وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاً يقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربين لفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها. وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبل العرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلب إجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطين في ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام ١٩٤٨.
              لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حد قولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام في غزه للملك فاروق.
              وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا.
              وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.
              وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة. ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.
              وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام ١٩٤٩.
              وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقية هي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريون يكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوها للجيش.
              وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكان الملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.
              ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة قبل ذلك بكثير.
              وبعد عودته من فلسطين عين جمال عبد الناصر مدرساً في كلية أركان حرب التي كان قد نجح في امتحانها بتفوق في ١٢ مايو ١٩٤٨. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعي وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى اللجنة التي أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام ١٩٥٠، ١٩٥١.
              وفى ٨ مايو ١٩٥١ رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية ١٩٥٢، وذلك بتدريب المتطوعين وتوريد السلاح الذي كان يتم في إطار الدعوى للكفاح المسلح من جانب الشباب من كافة الاتجاهات السياسية والذي كان يتم خارج الإطار الحكومي.
              وإزاء تطورات الحوادث العنيفة المتوالية في بداية عام ١٩٥٢ اتجه تفكير الضباط الأحرار إلى الاغتيالات السياسية لأقطاب النظام القديم على أنه الحل الوحيد. وفعلاً بدئوا باللواء حسين سرى عامر - أحد قواد الجيش الذين تورطوا في خدمة مصالح القصر – إلا أنه نجا من الموت، وكانت محاولة الاغتيال تلك هي الأولى والأخيرة التي اشترك فيها جمال عبد الناصر، فقد وافقه الجميع على العدول عن هذا الاتجاه، وصرف الجهود إلى تغيير ثوري إيجابي.
              ومع بداية مرحلة التعبئة الثورية، صدرت منشورات الضباط الأحرار التي كانت تطبع وتوزع سراً. والتي دعت إلى إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه بجدية بدلاً من اقتصاره على الحفلات والاستعراضات، كما دعت الحكام إلى الكف عن تبذير ثروات البلاد ورفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة، وانتقدت الاتجار في الرتب والنياشين. وفى تلك الفترة اتسعت فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى جانب فضائح اقتصادية تورطت فيها حكومة الوفد.
              ثم حدث حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ بعد اندلاع المظاهرات في القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التي ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية في اليوم السابق، والتي قتل فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢. لقد أشعلت الحرائق في القاهرة ولم تتخذ السلطات أي إجراء ولم تصدر الأوامر للجيش بالنزول إلى العاصمة إلا في العصر بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى، وتركت ١٢ ألف شخص بلا مأوى، وقد بلغت الخسائر ٢٢ مليون جنيهاً.
              وفى ذلك الوقت كان يجرى صراعاً سافراً بين الضباط الأحرار وبين الملك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادي ضباط الجيش. حيث رشح الملك اللواء حسين سرى عامر المكروه من ضباط الجيش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادي، وقرر الضباط الأحرار أن يقدموا قائمة مرشحيهم وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب للرياسة، وقد تم انتخابه بأغلبية كبرى وبرغم إلغاء الانتخاب بتعليمات من الملك شخصياً، إلا أنه كان قد ثبت للضباط الأحرار أن الجيش معهم يؤيدهم ضد الملك، فقرر جمال عبد الناصر – رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار – تقديم موعد الثورة التي كان محدداً لها قبل ذلك عام ١٩٥٥، وتحرك الجيش ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وتم احتلال مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة وإلقاء القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب خبر عنها .
              وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة - وكان الضباط الأحرار قد فاتحوه قبلها بشهرين في احتمال انضمامه إليهم إذا ما نجحت المحاولة - إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى ٢٥ أغسطس ١٩٥٢ عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر.
              بيان الثورة:

              وفى صباح يوم ٢٣ يوليه وبعد احتلال دار الإذاعة تمت إذاعة بيان الثورة التالي:
              "اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.
              أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".
              وبعد نجاح الثورة بثلاثة أيام – أي في ٢٦ يوليه – أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.
              وفى ١٨ يونيه ١٩٥٣ صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة التي شغلها منذ ٧ سبتمبر ١٩٥٢، أما جمال عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية. وفى الشهر التالي ترك جمال عبد الناصر منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء.(قرار المجلس بإلغاء الملكية) .
              قرار المجلس بإلغاء الملكية

              تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة:

              وفى فبراير ١٩٥٤ استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفيما يلي البيان الذي أذاعه المجلس بأسباب ذلك الخلاف في ٢٥ فبراير ١٩٥٤:
              "أيها المواطنون
              "لم يكن هدف الثورة التي حمل لواءها الجيش يوم ٢٣ يوليه سنة ١٩٥٢ أن يصل فرد أو أفراد إلى حكم أو سلطان أو أن يحصل كائن من كان على مغنم أو جاه، بل يشهد الله أن هذه الثورة ما قامت إلا لتمكين المُثل العليا في البلاد بعد أن افتقدتها طويلاً نتيجة لعهود الفساد والانحلال.
              لقد قامت في وجه الثورة منذ اللحظة الأولى عقبات قاسية عولجت بحزم دون نظر إلى مصلحة خاصة لفرد أو جماعة، وبهذا توطدت أركانها واطرد تقدمها في سبيل بلوغ غاياتها.
              ولا شك أنكم تقدرون خطورة ما أقيم في وجه الثورة من صعاب، خاصة والبلاد ترزح تحت احتلال المستعمر الغاصب لجزء من أراضيها، وكانت مهمة مجلس قيادة الثورة في خلال هذه الفترة غاية في القسوة والخطورة، حمل أفراد المجلس تلك التبعة الملقاة على عاتقهم ورائدهم الوصول بأمتنا العزيزة إلى بر الأمان مهما كلفهم هذا من جهد وبذل.
              ومما زاد منذ اللحظة الأولى في قسوة وخطورة هذه التبعة الملقاة على أعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم كانوا قد قرروا وقت تدبيرهم وتحضيرهم للثورة في الخفاء قبل قيامهم أن يقدموا للشعب قائداً للثورة من غير أعضاء مجلس قيادتهم وكلهم من الشبان، واختاروا فعلاً فيما بينهم اللواء أركان حرب محمد نجيب ليقدم قائداً للثورة، وكان بعيداً عن صفوفهم، وهذا أمر طبيعي للتفاوت الكبير بين رتبته ورتبهم، وسنه وسنهم، وكان رائدهم في هذا الاختيار سمعته الحسنة الطيبة وعدم تلوثه بفساد قادة ذلك العهد.
              وقد أخطر سيادته بأمر ذلك الاختيار قبل قيام الثورة بشهرين اثنين ووافق على ذلك.
              وما أن علم سيادته بقيام الثورة عن طريق مكالمة تليفونية بين وزير الحربية فى ذلك الوقت السيد مرتضى المراغى وبينه وفى منزله حتى قام إلى مبنى قيادة الثورة واجتمع برجالها فور تسلمهم لزمام الأمور.
              ومنذ تلك اللحظة أصبح الموقف دقيقاً؛ إذ أن أعمال ومناقشات مجلس قيادة الثورة استمرت أكثر من شهر بعيدة عن أن يشترك فيها اللواء محمد نجيب إذ أنه حتى ذلك الوقت وعلى وجه التحديد يوم ٢٥ أغسطس سنة ١٩٥٢ لم يكن سيادته قد ضم إلى أعضاء مجلس الثورة.
              وقد صدر قرار المجلس فى ذلك اليوم بضمه لعضويته كما صدر قرار بأن تسند إليه رئاسة المجلس بعد أن تنازل له عنها البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر الذى جدد انتخابه بواسطة المجلس قبل قيام الثورة كرئيس للمجلس لمدة عام ينتهى فى أخر أكتوبر سنة ١٩٥٢.
              نتيجة لذلك الموقف الشاذ ظل اللواء محمد نجيب يعانى أزمة نفسية عانينا منها الكثير رغم قيامنا جميعاً بإظهاره للعالم أجمع بمظهر الرئيس الفعلى والقائد الحقيقى للثورة ومجلسها مع المحافظة على كافة مظاهر تلك القيادة.
              وبعد أقل من ستة شهور بدأ سيادته يطلب بين وقت وآخر من المجلس منحه سلطات تفوق سلطة العضو العادى بالمجلس، ولم يقبل المجلس مطلقاً أن يحيد عن لائحته التى وضعت قبل الثورة بسنين طويلة إذ تقضى بمساواة كافة الأعضاء بما فيهم الرئيس فى السلطة، فقط إذا تساوت الأصوات عند أخذها بين فريقين فى المجلس فترجح الكفة التى يقف الرئيس بجانبها.
              ورغم تعيين سيادته رئيساً للجمهورية مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء ورئاسته للمؤتمر المشترك إلا أنه لم ينفك يصر ويطلب بين وقت وأخر أن تكون له اختصاصات تفوق اختصاصات المجلس، وكان إصرارنا على الرفض الكلى لكى نكفل أقصى الضمانات لتوزيع سلطة السيادة فى الدولة على أعضاء المجلس مجتمعين.
              وأخيراً تقدم سيادته بطلبات محددة وهى:
              أن تكون له سلطة حق الاعتراض على أى قرار يجمع عليه أعضاء المجلس، علماً بأن لائحة المجلس توجب إصدار أى قرار يوافق عليه أغلبية الأعضاء.
              كما طلب أن يباشر سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وكذا سلطة الموافقة على ترقية وعزل الضباط وحتى تنقلاتهم؛ أى أنه طالب إجمالاً بسلطة فردية مطلقة.
              ولقد حاولنا بكافة الطرق الممكنة طوال الشهور العشرة الماضية أن نقنعه بالرجوع عن طلباته هذه التى تعود بالبلاد إلى حكم الفرد المطلق، وهو ما لا يمكن نرضاه لثورتنا، ولكننا عجزنا عن إقناعه عجزاً تاماً وتوالت اعتكافاته بين وقت وأخر حتى يجبرنا على الموافقة على طلباته هذه، إلى أن وضعنا منذ أيام ثلاثة أمام أمر واقع مقدماً استقالته وهو يعلم أن أى شقاق يحدث فى المجلس فى مثل هذه الظروف لا تؤمن عواقبه.
              أيها المواطنون
              لقد احتمل أعضاء المجلس هذا الضغط المستمر فى وقت يجابهون فيه المشاكل القاسية التى تواجه البلاد والتى ورثتها عن العهود البائدة.
              يحدث كل ذلك والبلاد تكافح كفاح المستميت ضد مغتصب فى مصر والسودان وضد عدو غادر يرابط على حدودها مع خوضها معركة اقتصادية مريرة وإصلاحاً لأداة الحكم وزيادة الإنتاج إلى أخر تلك المعارك التى خاضتها الثورة ووطدت أقدامها بقوة فى أكثر من ميدان من ميادينها.
              واليوم قرر مجلس قيادة الثورة بالإجماع ما يلى:
              أولاً: قبول الاستقالة المقدمة من اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التى يشغلها.
              ثانياً: يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى تولى كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهو إجلاء المستعمر عن أرض الوطن.
              حل جماعة الاخوان المسلمين
              ثالثاً: تعيين البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس الوزراء.
              ونعود فنكرر أن تلك الثورة ستستمر حريصة على مُثلها العليا مهما أحاطت بها من عقبات وصعاب، والله كفيل برعايتها إنه نعم المولى ونعم النصير، والله ولى التوفيق".
              وسرعان ما تم تدارك مظاهر ذلك الخلاف فقبل مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب إلى رئاسة الجمهورية في بيان صدر في ٢٧ فبراير ١٩٥٤.
              ثم بدأت بعد ذلك أحداث الشغب التي دبرتها جماعة الإخوان المسلمين التي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً مسبقاً بحلها في ١٤ يناير ١٩٥٤، (قرار المجلس بحل جماعة الإخوان المسلمين) وقد تورط أيضاً بعض عناصر النظام القديم في هذه الأحداث.

              السماح بقيام أحزاب وإلغاء الحرمان من الحقوق السياسية
              ووقد تجلى الصراع داخل مجلس قيادة الثورة في هذه الفترة في القرارات التي صدرت عنه وفيها تراجعاً عن المضى في الثورة، فأولاً ألغيت الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات، وتقرر في ٥ مارس ١٩٥٤ اتخاذ الإجراءات فوراً لعقد جمعية تأسيسية تنتخب بالاقتراع العام المباشر على أن تجتمع في يوليه ١٩٥٤ وتقوم بمناقشة مشروع الدستور الجديد وإقراره والقيام بمهمة البرلمان إلى الوقت الذي يتم فيه عقد البرلمان الجديد وفقاً لأحكام الدستور الذي ستقره الجمعية التأسيسية. وفى نفس الوقت تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحافة والنشر.
              وثانياً: قرر مجلس قيادة الثورة تعيين محمد نجيب رئيساً للمجلس ورئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة الوزارة وعاد نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.
              وأخيراً قرر مجلس قيادة الثورة في ٢٥ مارس ١٩٥٤ السماح بقيام الأحزاب وحل مجلس قيادة الثورة يوم ٢٤ يوليه ١٩٥٤ أي في يوم انتخاب الجمعية التأسيسية. (قرار المجلس بالسماح بقيام أحزاب).
              إرجاء تنفيذ قرارات المجلس التى صدرت فى ٢٥ مارس ١٩٥٤
              وبالرغم من إلغاء مجلس قيادة الثورة لتلك القرارات في ٢٩ مارس ١٩٥٤ (قرار المجلس بإرجاء تنفيذ قرارات ٢٥ مارس ١٩٥٤) إلا أن الأزمة التي حدثت في مجلس قيادة الثورة أحدثت انقساماً داخله بين محمد نجيب يؤيده خالد محيى الدين وبين جمال عبد الناصر وباقي الأعضاء.
              وقد انعكس هذا الصراع على الجيش، كما حاول السياسيون استغلاله وخاصة الإخوان المسلمين وأنصار الأحزاب القديمة الذين كانوا فى صف نجيب وعلى اتصال به.
              وفى ١٧ أبريل ١٩٥٤ تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية إلى أن جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، وثبت من التحقيقات مع الإخوان المسلمين أن محمد نجيب كان على اتصال بهم وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم. وهنا قرر مجلس قيادة الثورة في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.
              إعفاء اللواء محمد نجيب من جميع المناصب التى يشغلها
              وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦ انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.
              وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.
              وظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.
              التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 25-01-2010, 19:35.

              تعليق

              • اسماعيل الناطور
                مفكر اجتماعي
                • 23-12-2008
                • 7689

                #37
                متى يعود زمن الكبار؟
                وثيقة قديمة من الرئيس الأمريكى فرانكلين تحذر من خطر اليهود قبل 200 عام


                ومن السياسيين الذين أدركوا ببصيرتهم النافذة خطر اليهود على مجتمعاتهم: الرئيس الأمريكي فرانكلين.
                ففي القرن الثامن عشر وعلى التحديد في عام (1789م) أصدر بنجامين فرانكلين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وثيقة رسمية لتحذير الأمريكان من اليهود، وقد ألقاها في خطاب رسمي عند وضع دستور الولايات المتحدة جاء فيها: " هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو خطر اليهود، وفي كل أرض حلّ فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية، وهم منعزلون لا يندمجون مع غيرهم، وهم منذ أكثر من (1700) عام يندبون حظهم، لأنهم طردوا من ديار آبائهم، ولو ردت إليهم فلسطين فلن يذهبوا جميعهم إليها، لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم، وإذا لم يبعد هؤلاء اليهود عن الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إليها في غضون مائة سنة، وسيتمكنون من أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا، ولن تمر مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود مسيطرين على المؤسسات المالية، وإذا لم يبعد الشعب الأمريكي اليهود نهائيًا، فسوف يلعنهم أبناؤهم وأحفادهم في قبورهم، كما أن اليهود لن يمارسوا المثل الأمريكية العليا، ولو عاشوا بين الأمريكيين عشرة أجيال، لأن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على أمريكا إذا سمح لهم بحرية الدخول، وسيقضون على المؤسسات الأمريكية، وعليه يجب استبعادهم بنص الدستور.
                إن ما جاء في هذا الخطاب في القرن الثامن عشر ينطبق تمام الانطباق على اليهود في هذه الأيام، فقد سيطروا على اقتصاد أمريكا وسياسة أمريكا، وقد حل بالشعب الأمريكي ما تنبأ به الزعيم الراحل بنجامين فرانكلين .
                وما تخبئه الأيام لأمريكا من كيد اليهود أعظم وأعظم، وكما قال الشاعر العربي قديمًا:
                ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد!
                أو كما قال الشاعر الآخر:
                أمر تهمو أمري بمنعرج اللِّـوى فلم يستنبوا النصح إلا ضحى الغد!

                تعليق

                • اسماعيل الناطور
                  مفكر اجتماعي
                  • 23-12-2008
                  • 7689

                  #38
                  متى يعود زمن الكبار؟
                  هوشي منه (زعيم فيتنامي)

                  هوشي منه قائد ثوري فيتنامي قاد الحرب ضد الفرنسيين حتى أخرجهم من فيتنام وضد الأميركيين حتى هزيمتهم في فيتنام. وأصبح رئيسا للوزراء ثم رئيسا لفيتنام الشمالية.
                  ولد في قرية نجوين فان تانه في وسط فيتنام في 19 أيار/مايو 1890، واسمه الحقيقي نيوجنن شن شونج أما اسم هوشي منه فهو يعني وفقا للغة الفيتنامية الشخص ذو الروح المشعة.
                  يعتقد انه سافر إلى الولايات المتحدة في بداية حياته حيث عمل في غسل الصحون في الحي الصيني في ولاية نيويورك، وفي العام 1911 توجه إلى فرنسا للعمل هناك حيث عمل على متن احد السفن التي كانت متجه من فيتنام الى مرسيليا وعمل عليها كعامل نظافة ثم كنادل ومن ثم مساعد طاه.
                  وعندما وصل فرنسا وعمل هناك مساعد طاه، ولم يقف ذلك عقبة في وجه منه إذا دأب خلال وجوده في فرنسا على الذهاب الى المكتبات العامة وقراءة الصحف والتثقف سياسيتا.
                  وفي الفترة من 1913 حتى 1917 توجه إلى بريطانيا حيث عمل هناك طاهيا تحت إشراف طاه فرنسي في فندق كارلتون في لندن ، والمبنى الآن سفارة لنيوزيلندا ، وكان العديد من الساسة البريطانيون يرتادون ذلك الفندق في ذلك القوت الفندق مقصدا فندقا يرتاده الساسة لتناول الطعام ، وكما ويقول السير مارتن جيلبرت كاتب السيرة الذاتية الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إن ما لا يعرفه أحد هو أن هوشي منه كان يعمل في الفندق في نفس الليلة التي تناول فيها تشرشل العشاء في الشهور الأولى للحرب العالمية الأولى مع ديفيد لويد جورج الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء بريطانيا.
                  استمر في عمله في بريطانيا حتى العام 1917 حيث توجه لفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى وهناك تعرف على الشيوعية وفي العام 1920 ساعد في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي وقد في العام 1923 توجه الى الصين وعاش فيها حتى العام 1938، قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية اصبح رئيسا لحكومة فيتنام التي عارضت الاستعمار الفرنسي للبلاد.

                  في العام 1946 نشب القتال بين القوات الفرنسية وقوات هوشيه التي كانت تعرف باسم الفيت منّه وبعد أن هُزِم الفرنسيون عام 1954، قَسَّم المؤتمر الدولي فيتنام إلى دولتين، وأصبح رئيسا لفيتنام الشمالية عام 1954.
                  خلال رئاسته لفيتنام الشمالية أرسل في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، قوات لمساعدة الثوار في فيتنام الجنوبية الذين كانوا يحاولون الإطاحة بالحكومة المعادية للشيوعية هناك، فيما بعث الرئيس الأمريكي جون كنيدي بقوات أمريكية لمساندة نجو دن ديم رئيس فيتنام الجنوبية.
                  إلا أن الثوار الشيوعيون بقيادة هوشيه منه أجبروا الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على سحب القوات الأميركية في 8 حزيران/يونيو 1969 بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة.
                  في صباح 2 أيلول/سبتمبر 1969 توفي هوشي منه، وواصل أتباعه ثورتهم على فيتنام الجنوبية حتى سيطروا عليها في العام 1975.
                  وقد واصل أتباع هو مساعدة الثوار بعد وفاته، في عام 1975 ظفرت القوات الشيوعية بالسيطرة على فيتنام الجنوبية. وسيطروا على عاصمتها سايجون التي أطلقوا عليها اسم زعيمهم وقائدهم هوشي منه.
                  عرف هوشي منه بخطاباته الحماسية الأبوية إبان حرب فيتنام فقد كان يبدأ خطاباته بقوله أبنائي المواطنين بناتي المواطنات وقد اتسمت خطاباته دائما بالحكمة و الرزانة، وكان يدعوا في خطاباته الى الكفاح ضد الولايات المتحدة وهو المؤسس الفعلي للحكمة القائلة إذا مات أخي أدوس فوقه وأتمم المعركة".
                  الموسوعة العالمية المجانية

                  تعليق

                  • أحمد العربي
                    أديب وكاتب
                    • 21-12-2008
                    • 754

                    #39
                    جومو كينياتا
                    1891م – 1978م

                    يُعد الزعيم الإفريقي جومو كينياتا أبو الحركة الوطنية في كينيا، التي كانت انجلترا قد فرضت حمايتها عليها عام 1895م، ولد الزعيم جومو كينياتا عام 1891م وترجع أصوله إلى قبيلة "كيكويو" تلقي كينياتا تعليمه الأولي بإحدى المدارس التبشيرية واعتنق المسيحية، إلا أن اعتناقه للمسيحية لم يحل دون تمسكه بالتقاليد الإفريقية، عمل كينياتا في بداية حياته في إحدى الإرساليات الاسكتلندية فى كينيا، مما أتاح له فرصة قراءة ما أصدرته الإرسالية من كتب ونشرات، الأمر الذي أهله للعمل ككاتب بمحطة مياه نيروبي.
                    انضم كينياتا عام 1924م إلى رابطة "كيكويو" التي طالبت بريطانيا بالتوقف عن الاستيلاء على الأراضي الزراعية للكينيين، إذ كان النظام القبلي في الزراعة يعتمد على زراعة القبائل لقطعة معينة من الأرض وبعد أن تضعف قدرتها الإنتاجية تتركها القبيلة باحثة على قطعة أرض أخري أكثر خصوبة لتتركها بدورها عائدة مرة أخري لقطعة الأرض الأولي وهكذا، الأمر الذي شجع المستعمرين على ادعاء أن تلك الأراضي لا صاحب لها واعتبروها ملكاً للتاج البريطاني.
                    وفي محاولة لتفنيد حجج بريطانيا في انتزاع أراضي الأفارقة في كينيا يقول كينياتا في كتابه الشهير "في مواجهة جيل كينيا": "إذا كانت الأم تحمل جنينها في بطنها تسعة أشهر ثم ترضعه عامان؛ فإن الأرض تطعم الإنسان طوال حياته وبها يدفن، وفي أعماقها توجد أجساد الأجداد وأرواح الأقدمين".
                    ولما كانت معظم القبائل الكينية تنتمي إلي قبيلة كيكويو الأكثر تضرراً من استيلاء المستوطنين على أراضيها؛ لذا فقد أصدر كينياتا عام 1928م جريدة تتحدث باسم قبيلته، وانتخبه شيوخ القبيلة كممثل لها أمام السلطات البريطانية، وفي عام 1929م سافر كينياتا إلى بريطانيا لأول مرة وظل بها قرابة عام عرض خلاله قضية بلاده وما يتعرض له شعبه من اضطهاد وظلم، وفي بريطانيا التقي كينياتا بعدد كبير من الأفارقة الذين كانوا يدرسون أو يعملون هناك، والتقي قادة النقابات العمالية البريطانية والقي عدة محاضرات أوضح فيها الأوضاع المأساوية لشعبه.
                    وفي عام 1930م عادكينياتا إلى كينيا ليؤسس مدرسة كينية ترسخ العادات والتقاليد الأفريقية بين مواطنيه، متصديا في ذلك لمعارضة المبشرين المسيحيين، وفي عام 1931م عاد كينياتا مرة أخرى إلى بريطانيا وظل بها لعدة سنوات درس خلالها الاقتصاد والعلوم السياسية بغية التذرع بها لمواصلة الجهاد والمطالبة بمزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية لأبناء وطنه، في تلك الأثناء انتخب كينياتا رئيساً لاتحاد الأفارقة الذي كان قد تشكل من الأفارقة الموجودين بالمهجر، والذي كان يدعوا إلي ضرورة اتحاد الأفارقة وتعاونهم، وفي عام 1945م عقد الاتحاد مؤتمرا ناقش أوضاع الأفارقة ووسائل توحدهم، وكان حضور كينياتا فيه مميزاً وفعالاً.
                    وفي عام 1946م عاد كينياتا إلى بلاده بما اكتسبه من خبرة سياسية، مركزاً جهوده في تطوير التعليم والعمل السياسي، وفي عام 1947م انتخب كينياتا رئيساً لإتحاد كينيا الإفريقي، مُعلناً هدفه في تحقيق برنامج إصلاحي واقتصادي وسياسي، ومُطالباً بحقوق الأفارقة فى استرجاع أراضيهم التي انتزعت منهم، كان انتخاب كينياتا رئيسا للاتحاد سبباً في أن بلغ عدد أعضاءه مائتي ألف إفريقي؛ الأمر الذي دفع المستوطنين إلي استنفار الحاكم البريطاني لإيقاف نشاط الاتحاد، وفي أكتوبر 1952م أعلنت حالة الطوارئ في كينيا وألقي القبض على كينياتا وعدد من زعماء الاتحاد، ووجهت إليهم تهمة الشغب وتكوين جناح "ماو ماو" العسكري الذي اتهم بتنفيذ عمليات تصفية وقتل للمستوطنين، وبعد محاكمة صورية حكم على كينياتا بالسجن سبع سنوات، وفي عام 1959م أخرج كينياتا من السجن ليبقى رهن الإقامة الجبرية.
                    بالرغم من سجن كينياتا إلا أن الشعب الكيني ظل يكافح من أجل الإفراج عنه ليواصل قيادة الحركة الوطنية الكينية، وتحت وطأة ما تعرض له المستوطنين من هجمات وعمليات استنزاف، اضطرت بريطانيا إلى إنهاء حالة الطوارئ فى يناير 1960م وعقدت مؤتمر المائدة المستديرة بلندن، والذي شارك فيه ممثلين عن الحركة الوطنية الكينية، أدي عقد المؤتمر إلي العديد من التطورات كان أهمها إجراء انتخابات المجلس التشريعي في كينيا في نفس العام والتي فاز خلالها حزب اتحاد كينيا الإفريقي بالأغلبية، إلا أن الحزب رفض تشكيل الحكومة إلا بعد الإفراج عن كينياتا، فقامت سلطات الاحتلال بتشكل الحكومة من بعض قادة الأحزاب الكينية الأخرى، وفي أغسطس 1961م أفرج عن كينياتا، وخلال عام 1962م تم وضع دستور جديد لكينيا، وفي انتخابات 1963م انتخب كينياتا رئيساً للوزراء وبعد إعلان استقلال كينيا انتخب كينياتا رئيساً للجمهورية، تمكن كينياتا من إعداد كوادر وطنية يُمكنها قيادة وتطوير دولته الوليدة، وفي أغسطس 1978م توفي كينياتا بعد أن وضع قواعد وأسس دولة كينيا الحديثة.

                    تعليق

                    • اسماعيل الناطور
                      مفكر اجتماعي
                      • 23-12-2008
                      • 7689

                      #40
                      هكذا أتوا المهاجرون اليهود إلى فلسطين

                      ولكن يعلم الله
                      كيف سيرجعون

                      تعليق

                      • اسماعيل الناطور
                        مفكر اجتماعي
                        • 23-12-2008
                        • 7689

                        #41

                        تعليق

                        • أحمد العربي
                          أديب وكاتب
                          • 21-12-2008
                          • 754

                          #42
                          محمّد مصدّق (1881- 1967م)

                          محمد مصدّق ميرزا هدايت. سياسي ورجل دولة إيراني. ورئيس الوزراء (1951-1953). ولد سنة 1881، من أسرة عريقة تنتمي إلى السلالة الحاكمة آنذاك. فقد كان والده، ميرزا هدايت وزيراً للمال. وكانت والدته الأميرة نجم سلطانة من سلالة قاجار التي حكمت إيران حتى عام 1925م. وقد تزوج محمد مصدّق ابنة ناصر الدين شّاه الذي حكم إيران من 1848 إلى 1896م.
                          درس محمد مصدّق الحقوق في باريس وجنيف، وأصبح وزيراً في آخر حكومات العهد القاجاري، ونادى منذ ذاك بضرورة إجراء إصلاح زراعي وتحديث النظام. وعندما استولى رضا خان على السلطة في عام 1925 عارض مصدق استبداد العاهل الجديد، فنُفي بعيداً عن العاصمة في منطقة نائية متاخمة للحدود مع أفغانستان. وبقي في منفاه إلى عام 1941، عندما تنازل رضا خان عن عرشه لابنه محمد رضا بهلوي. وفي عام 1943 انتخب محمد مصدّق نائباً عن طهران، فحمل المجلس ـ في العام التالي ـ على استصدار قانون يمنع بموجبه منح أي امتياز جديد لاستثمار النفط ـ لأية جهة كانت ـ من دون موافقة المجلس.
                          وفي عام 1947 أَسس مصدّق حزب الجبهة الوطنية الإيرانية وأصبح يمثل أكبر قوة سياسية في البلاد. وفي مارس 1951م نجح محمد مصدّق في حمل البرلمان على إصدار قرار يقضي بتأميم البترول في إيران. وفي 30/4/1951، عُين مصدّق رئيساً للحكومة. وما لبث أن حدث الخلاف بين مصدّق والشّاه، فقدم مصدّق استقالته فقبلها الشّاه وعين رئيساً جديداً للحكومة. وبعد إعلان الإضراب وحدوث مواجهات بين الجماهير المتظاهرة انتصاراً لمصدّق، وبين قوات الجيش، اضطر الشّاه إلى تكليف مصدّق بتشكيل حكومة جديدة. وفي 13/8/1953 أقال الشّاه حكومة مصدّق وعين الجنرال زاهدي خلفاً له. غير أن مصدّق رفض الانصياع للقرار الإمبراطوري، وهاجت الجماهير وأكرهت الشّاه على مغادرة البلاد في 15/8/1953. وما هي إلا أيام حتى تمكن خصوم مصدّق بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، من إعادة الشّاه إلى عرشه في 22/8/1953، حيث اعتُقل مصدّق في 24/8/1953. وبعد محاكمة استمرت بضعة أشهر صدر بحقه حكم بالسجن ثلاثة أعوام تليها إقامة جبرية في داره في مدينة أحمد أباد- مدى الحياة.

                          تعليق

                          • اسماعيل الناطور
                            مفكر اجتماعي
                            • 23-12-2008
                            • 7689

                            #43

                            عندما تجتمع (حسن النوايا )مع (سوء النوايا)
                            إشترى (سوء النوايا)من (حسن النوايا)
                            كل شئ بعملة السلام الوهم
                            فالقانون لا يحمي المغفلين

                            تعليق

                            • اسماعيل الناطور
                              مفكر اجتماعي
                              • 23-12-2008
                              • 7689

                              #44

                              الإمام الخميني: العالم والقائد الثائر
                              روح اللّه بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني،
                              ولد في العشرين من جمادى الثانية سنة 1320هـ في مدينة خمين بإيران، وفقد أباه وهو في الشهر السادس من عمره، فنشأ يتيماً تحت رعاية والدته وعمته اللتين اهتمتا به اهتماماً شديداً.
                              بدأ بتلقي الدروس وهو في سنّ مبكر، فأكمل دراسة الفارسية وعلومها قبل إتمامه السنة الخامسة عشرة من عمره. ثُمَّ شرع بدراسة العلوم الإسلامية على يد أخيه الأكبر السيِّد مرتضى سنديده، فدرس الصرف والنحو وبقية العلوم المقررة في مرحلة المقدّمات، حتّى أتمها.
                              انتقل بعد ذلك إلى مدينة آراك حيث مركز الحوزة العلمية في إيران آنذاك، وتابع تحصيله العلمي فيها، حتّى صار من أعلامها البارزين، ثُمَّ انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة مع أستاذه الشيخ عبد الكريـم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، وأقام فيها.
                              بدأ بانتقاد سياسات الشاه محمَّد رضا بهلوي، وتوجهاته أثناء دروسه ومحاضراته التي كان يلقيها في مدينة قم، واتخذت هذه الانتقادات طابع العلن والتصريح سنة 1944م، والتي تنادي بإقامة الحكومة الإسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.
                              واستمر هذا الحال بينه وبين السلطة التي بذلت الكثير من المحاولات لتحجيمه والحدّ من نشاطه حتّى سنة 1963م حيثُ ألقى خطاباً عاصفاً هاجم فيه الشاه وأميركا وإسرائيل. أدّى إلى انتفاضة الشعب الإيراني ضدَّ الشاه، فاعتقلته الحكومة لمدّة ثمانية أشهر، ثُمَّ أفرجت عنه بعد ضغطٍ جماهيري عارم عمَّ كلّ أنحاء إيران.
                              أفتى فور الإفراج عنه بحرمة استخدام التقية في ذلك الوقت، وطلب من العلماء عدم اتخاذ أسلوب المهادنة مع الحكومة، اعتقل مجدداً في 14/11/1964م، وتقرر نفيه إلى تركيا، فنفي إليها، وبقي فيها نحو السنة، ثُمَّ انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق، وبقي هناك حوالي ثلاث عشرة سنة، عمل خلالها على مواصلة قيادة الثورة داخل إيران، إلى جانب إلقاء الدروس والمحاضرات.
                              ضغطت حكومة الشاه على الحكومة العراقية لإيقاف نشاطه، فرفض ذلك، فطلبت منه مغادرة الأراضي العراقية، فغادر العراق بتاريخ 3/10/1978م متوجهاً إلى الكويت، لكنَّ الحكومة الكويتية منعته من دخول أراضيها، فقرر التوجه إلى فرنسا، فسافر إليها، وأقام في ضاحية «نوفل لو شاتو» في باريس، وواصل من هناك قيادة الثورة في بلاده.
                              كانت الثورة قد قطعت في هذا الوقت مراحل كثيرة، ووصلت إلى الحدّ الذي اضطر الشاه معه إلى مغادرة إيران، وترك الأمور بيد رئيس وزرائه شاهبور بختيار، الذي حاول تهدئة الأوضاع المتفجرة، لكنَّه لـم يستطع أن يفعل أي شيء بوجه الثورة التي كانت قد اقتربت من الانتصار.
                              قرر ترك منفاه في فرنسا، والعودة إلى بلاده إيران، ليتولى قيادة الثورة من الداخل، ومشاركة الشعب في جهاده، فاستقل طائرة لتنقله إلى طهران، فوصلها في اليوم الأول من شهر شباط سنة 1979م، واستقبل استقبالاً حاشداً.
                              توجه بعد وصوله إلى طهران إلى مقبرة الشهداء فيها، حيثُ ألقى خطابه التاريخي الذي أعلن فيه انتهاء حكومة الشاه، وقيام الحكومة الإسلامية، واكتملت مراحل الانتصار في 11 شباط 1979م بالسقوط الكامل لحكومة شاهبور بختيار، ليشاد صرح الجمهورية الإسلامية.
                              انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة، ثُمَّ عاد إلى طهران ليستقر في حسينية جماران، ويواصل قيادة الجمهورية الإسلامية، التي استطاع بصبره وشجاعته وحنكته أن يسير بها إلى بر الأمان، رغم الصعاب الكثيرة التي وضعها الأعداء في طريقه.

                              توفي في أحد مستشفيات طهران، في الثامن من حزيران سنة 1989م، بعد حياةٍ مليئة بالجهاد والتضحيات، وشيع تشييعاً قلّ نظيره في التاريخ، ودفن في مقبرة بهشت زهراء في طهران، إلى جانب قبور شهداء الثورة الإسلامية ويقصد قبره النَّاس من كلّ مكان.
                              بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، أحد علماء الإمامية، ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، ولد في العشرين من جمادى الثانية سنة 1320هـ في مدينة خمين بإيران، وفقد أباه وهو في الشهر السادس من عمره، فنشأ يتيماً تحت رعاية والدته وعمته اللتين اهتمتا به اهتماماً شديداً.

                              بدأ بتلقي الدروس وهو في سنّ مبكر، فأكمل دراسة الفارسية وعلومها قبل إتمامه السنة الخامسة عشرة من عمره. ثُمَّ شرع بدراسة العلوم الإسلامية على يد أخيه الأكبر السيِّد مرتضى سنديده، فدرس الصرف والنحو وبقية العلوم المقررة في مرحلة المقدّمات، حتّى أتمها.

                              انتقل بعد ذلك إلى مدينة آراك حيث مركز الحوزة العلمية في إيران آنذاك، وتابع تحصيله العلمي فيها، حتّى صار من أعلامها البارزين، ثُمَّ انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة مع أستاذه الشيخ عبد الكريـم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، وأقام فيها.

                              بدأ بانتقاد سياسات الشاه محمَّد رضا بهلوي، وتوجهاته أثناء دروسه ومحاضراته التي كان يلقيها في مدينة قم، واتخذت هذه الانتقادات طابع العلن والتصريح سنة 1944م، والتي تنادي بإقامة الحكومة الإسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.

                              واستمر هذا الحال بينه وبين السلطة التي بذلت الكثير من المحاولات لتحجيمه والحدّ من نشاطه حتّى سنة 1963م حيثُ ألقى خطاباً عاصفاً هاجم فيه الشاه وأميركا وإسرائيل. أدّى إلى انتفاضة الشعب الإيراني ضدَّ الشاه، فاعتقلته الحكومة لمدّة ثمانية أشهر، ثُمَّ أفرجت عنه بعد ضغطٍ جماهيري عارم عمَّ كلّ أنحاء إيران.

                              أفتى فور الإفراج عنه بحرمة استخدام التقية في ذلك الوقت، وطلب من العلماء عدم اتخاذ أسلوب المهادنة مع الحكومة، اعتقل مجدداً في 14/11/1964م، وتقرر نفيه إلى تركيا، فنفي إليها، وبقي فيها نحو السنة، ثُمَّ انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق، وبقي هناك حوالي ثلاث عشرة سنة، عمل خلالها على مواصلة قيادة الثورة داخل إيران، إلى جانب إلقاء الدروس والمحاضرات.

                              ضغطت حكومة الشاه على الحكومة العراقية لإيقاف نشاطه، فرفض ذلك، فطلبت منه مغادرة الأراضي العراقية، فغادر العراق بتاريخ 3/10/1978م متوجهاً إلى الكويت، لكنَّ الحكومة الكويتية منعته من دخول أراضيها، فقرر التوجه إلى فرنسا، فسافر إليها، وأقام في ضاحية «نوفل لو شاتو» في باريس، وواصل من هناك قيادة الثورة في بلاده.

                              كانت الثورة قد قطعت في هذا الوقت مراحل كثيرة، ووصلت إلى الحدّ الذي اضطر الشاه معه إلى مغادرة إيران، وترك الأمور بيد رئيس وزرائه شاهبور بختيار، الذي حاول تهدئة الأوضاع المتفجرة، لكنَّه لـم يستطع أن يفعل أي شيء بوجه الثورة التي كانت قد اقتربت من الانتصار.

                              قرر ترك منفاه في فرنسا، والعودة إلى بلاده إيران، ليتولى قيادة الثورة من الداخل، ومشاركة الشعب في جهاده، فاستقل طائرة لتنقله إلى طهران، فوصلها في اليوم الأول من شهر شباط سنة 1979م، واستقبل استقبالاً حاشداً.

                              توجه بعد وصوله إلى طهران إلى مقبرة الشهداء فيها، حيثُ ألقى خطابه التاريخي الذي أعلن فيه انتهاء حكومة الشاه، وقيام الحكومة الإسلامية، واكتملت مراحل الانتصار في 11 شباط 1979م بالسقوط الكامل لحكومة شاهبور بختيار، ليشاد صرح الجمهورية الإسلامية.

                              انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم المقدسة، ثُمَّ عاد إلى طهران ليستقر في حسينية جماران، ويواصل قيادة الجمهورية الإسلامية، التي استطاع بصبره وشجاعته وحنكته أن يسير بها إلى بر الأمان، رغم الصعاب الكثيرة التي وضعها الأعداء في طريقه.

                              توفي في أحد مستشفيات طهران، في الثامن من حزيران سنة 1989م، بعد حياةٍ مليئة بالجهاد والتضحيات، وشيع تشييعاً قلّ نظيره في التاريخ، ودفن في مقبرة بهشت زهراء في طهران، إلى جانب قبور شهداء الثورة الإسلامية ويقصد قبره النَّاس من كلّ مكان.

                              تعليق

                              • أحمد العربي
                                أديب وكاتب
                                • 21-12-2008
                                • 754

                                #45
                                يوسف العظمة



                                يوسف العظمة قائد عسكري سوري استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي الذي قدم لاحتلال سوريا حيث كان وزير الدفاع للحكومة العربية في سوريا بقيادة الملك فيصل الاول.



                                يوسف العظمة




                                حياته

                                هو يوسف بن ابراهيم بن عبد الرحمن آل العظَمة. ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة ترجع إلى جدهم الأعلى حسن بك التركماني. ولد في حي الشاغور بدمشق عام 1884م الموافق 1301هـ، و ترعرع و تلقى تعليمه الأولي في دمشق، وأكمل دروسه في المدرسة الحربية في إستانبول وتخرج منها ضابطاً عام 1324هـ الموافق 1903م. وتنقّل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنانوالآستانة. وأُرسل إلى ألمانيا للتمرن عمليًا على الفنون العسكرية، فمكث سنتين، وعاد إلى الآستانة فعين كاتباً للمفوضية العثمانية في مصر. ونشبت الحرب العالمية فهرع إلى الجيش متطوعاً، وعين رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين. وكان مقر هذه الفرقة في بلغاريا ثم في النمسا ثم في رومانيا. وعاد إلى الآستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسوريا والعراق. ثم عين رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسيا، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بالآستانة.
                                وكان متديناً متمسكاً بإسلامه، مؤدياً لصلاته، وصائماً أيام الصوم، ومحافظاً على شعائر الإسلام. وكان يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية.
                                ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل قبل ان يصبح ملكا مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت. فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام، في سوريا. ثم ولي وزارة الحربية سنة 1920 بعد إعلان تمليك الأمير فيصل بدمشق، فنظم جيشاً وطنياً يناهز عدده عشرة آلاف جندي.
                                في كل عام في ذكرى استشهاده يتم الاحتفال في مقبرة الشهداء في ميسلون حيث تحمل إليه الأكاليل من مختلف الديار السورية. لم يعقب إلا ابنة وحيدة (ليلى)، وتوفيت في تركيا، ولم تعقّب.


                                استشهاده

                                حارب الفرنسيين بمعركة كبيرة غير متكافئة هي معركة ميسلون التي حدثت في السابع من ذي القعدة الموافق الرابع والعشرين من شهر تموز عام (1920) بين الجيش السوري بقيادة يوسف العظمة، وزير الحربية السوري العربي من جهة، وبين الجيش الفرنسي الذي جاء ليحتلّ سوريا بقيادة الجنرال غوابيه جورو. ليسقط شهيدا ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون قرب مدينة دمشق التي تبعد ستين كيلو متراً غربيّ دمشق... حيث برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائيرات وأحدث الأسلحة الاخرى، واستشهد مع وزير الدفاع البطل يوسف العظمة أربع مئة مجاهد بسبب الخيانة.
                                كان يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي وربما آخر وزير يستشهد في المعركة.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X