متى يعود زمن الكبار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشا عبادة
    عضـو الملتقى
    • 08-03-2009
    • 3346

    #61
    [align=center] واووو
    سبحان الله
    العجيب اننا دوما ننسى هذا الرجل وكأنه تولى المنصب فى هدوء ورحل أكثر هدوءا
    أظن بتوضيحك يا أستاذى
    اكتملت ملامح الصوره
    والترتيب العجيب!!!
    أشكرك يا أستاذى على التوضيح
    ولازالت متابعه
    أما عن التعليق.... فسأحتفظ به الى حين[/align]
    " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
    كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

    تعليق

    • اسماعيل الناطور
      مفكر اجتماعي
      • 23-12-2008
      • 7689

      #62

      قادة ثورة يوليو
      محمد نجيب يرحمه الله
      جمال عبد الناصر يرحمه الله
      محمد انور السادات يرحمه الله
      [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px double black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]جمعتهم الآخرة(الصلاة)
      وفرقتهم الدنيا(الزعامة)[/ALIGN]
      [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

      تعليق

      • اسماعيل الناطور
        مفكر اجتماعي
        • 23-12-2008
        • 7689

        #63
        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;border:4px solid black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]التوأمان أبو بكر[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]هما عالمان بالهندسة الوراثية وإنتاج أدوية مهندسة جينيا وفيما يلي السيرة الذاتية الخاصة بهما :
        الإسم : يوسف حسين أبو بكر و منى يوسف أبو بكر
        الجنسية : أردني
        الدرجة العلمية :
        1- برفيسور في علوم البيولوجيا الجزيئية والعلوم الجينية .
        2- برفيسور في العلوم المناعية .
        3- برفيسور في علوم الكيمياء الحيوية .
        اللقب العلمي:
        أكاديمي , وهي أرفع درجة علمية في العالم وتلي درجة البرفيسور الكامل .
        العضوية :
        العضوان العربيان الوحيدان ( كامل العضوية ) في أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية ولجنة الخبراء الدوليين .
        الأبحاث العلمية :
        1- أبحاث علمية ناجحة مع فرق علمية في معهد ريغا في الجامعة الكاثولوكية في بلجيكا على فيروس الإيدز .
        2- أبحاث علمية ناجحة مع فرق طبية وعلمية في جامعة عين شمس في مصر على أمراض سرطانية وفيروسية ومنها إلتهاب الكبد الفيروسي من نوع سي .
        3- أبحاث علمية وطبية ناجحة في جامعة القاهرة - كلية الطب - وحدة الأبحاث التجريبية على فيروس الكبد من نوع سي .
        4- أبحاث في سمية الأدوية في الهيئة القومية للرقابة الدوائية في مصر .
        5- أبحاث في سمية الأدوية في مختبرات برودكت سيفتي التابعة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية Fda .
        6- أبحاث علمية شاملة على الأدوية بما فيها درجة السمية في وحدة الدراسات الدوائية في الجمعية العلمية الملكية في الأردن .
        الإختراعات :
        1- سلسلة من الأدوية المستحدثة بواسطة الهندسة الجينية والتكنولوجية والبيولوجية الجزئية لعلاج الأمراض المناعية والجينية والفيروسية .
        2- إكتشاف علاجات جديدة لإعاقة تقدم الشيخوخة العضوية والشيخوخة الخلوية البيولوجية .
        المؤسسات العلمية :
        1- رئيس الفريق العلمي لمنظومة العلوم الحيوية الأردنية .
        2- رئيس الفريق العلمي ورئيس مجلس إدارة شركة سوبر سترنغ للإستثمار العلمي
        3- صاحب المؤسسة العلمية المعروفة - جينومي للبحوث العلمية .
        4- مؤسس مختبرات سلامة المنتجات الدوائية الذي يضم المركز الوحيد لإجراء التجارب على الحيوان في الوطن العربي بمواصفات عالمية في الأردن في حرم الجمعية العلمية الملكية .
        النشر العلمي :
        مجلة نيورو إندو كر ينو لوجي ( مجلة علوم الغدد الصماء العصبية ).

        تعليق

        • اسماعيل الناطور
          مفكر اجتماعي
          • 23-12-2008
          • 7689

          #64
          مجاهد من فلسطين

          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;border:4px solid black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عبد الحليم الجولاني [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]استطاع هذا الثائر المجاهد المنسي أن يغطي حقبة من تاريخ فلسطين، وأن يقود المجاهدين من نصر إلى نصر، خطط لتمدير أهداف عسكرية إنجليزية ونجح في الوصول إليها وتدميرها، وخطط لمسح مستوطنات صهيونية فوصلها وحاربها ومسحها من الوجود في حينه.
          لم يقصد من حروبه الوصول إلى منصب سياسي، فقد اشتهر في منطقة الخليل وكان قائد الثوار ولمع اسمه في سهول وجبال المنطقة، ولم يقصد الحصول على الأموال، فهو يعيش الآن في مدينة الخليل في بيت متواضع لا يليق بقائد ثورة، ولا حارس عنده يحميه إلا الله سبحانه وتعالى. لقد صرف من جيبه وأمواله الخاصة الكثير لدعم الثورة في فلسطين.
          عاش اكثر من 95 عاماً وما زالت ذاكرته جيدة، يحدث المستمع عن معاركه وبطولاته وكأنها تقع الآن، ويؤلمه ما جرى من تشتيت للشعب الفلسطيني. لكنه ما زال يردد سينتصر الشعب العربي الفلسطيني المسلم على الصهاينة يوماً ما.
          بدأ الجولاني نضاله ضد الإنجليز منذ نعومة أظفاره حيث استطاع خطف بندقية من جندي إنجليزي عام 1930م ولكن الإنجليز قبضوا عليه وسجن ثلاثة أشهر في قلعة باب الخليل.
          لُقب عبد الحليم الجولاني في عام 1938م بالمنصور، وذلك لأنه استطاع أن يحتل الخليل ويطرد الإنجليز وبقي مسيطراً على الخليل فترة 24 ساعة حرق خلالها بنك باركليس، ولقب أيضاً أبا زيدان. كان الجولاني يعمل حارساً ثم تاجراً ثم انضم للثوار وأصرح قائد ثورة.
          اشترك الجولاني في المظاهرات التي أقيمت في فلسطين ضد السياسة الاستعمارية البريطانية في عام 1933م وكان يحث المتظاهرين في خطبه الحماسية على الجهاد والمزيد من المظاهرات والثورات ضد الإنجليز.
          كما اشترك في التنظيم مع عبد القادر الحسيني بتاريخ 25/3/1934م وذلك عندما وجه الأخير له دعوة لعقد اجتماع موسع لقيادة التنظيم، وقد حضر الاجتماع عدد من الذين يثق بهم عبد القادر الحسيني من رجال الثورة ومنهم الجولاني، وقد حضروا للقدس من مختلف أماكن فلسطين، ونظراً لأن وجود هؤلاء الشبان في القدس قد يثير التساؤلات ويلفت الأنظار، وبغية تضليل الحكومة (حكومة الانتداب) أعلن الشيخ محيي الدين الحسيني (خال عبد القادر) أنه دعا بعض أصدقائه وأصدقاء عبد القادر إلى مأدبة غداء في مقره في عقبة جبر بأريحا بمناسبة حصول عبد القادر على وظيفة جديدة في دائرة تسوية الأراضي، وقصده من ذلك للتمويه، وبالفعل أقام محيي الدين الحسيني مأدبة حضرها أكثر من مائة شخص من المدعويين، وبعد المأدبة أخذ الضيوف بالإنصراف في حين تأخر رجال التنظيم في البيت، وعقدوا اجتماعاً لمدة ثلاث ساعات برئاسة عبد القادر الحسيني وأقسموا اليمين على السرية والكتمان في التنظيم، ودرسوا الوسائل التي ستوصلهم إلى أهدافهم، وتوصلوا إلى قرارات هامة منها:
          تشكيل القاعدة الشعبية للتنظيم والجهاد من الأشخاص الذين حضروا والذين تأخر حضورهم من المدعوين، ومضاعفة الجهود، وتدريب المجاهدين، وإعادة بناء التنظيم السري على أساس الخلايا وتعيين عبد القادر الحسيني قائداً للتنظيم، وتعيين لجنة عليا للتنظيم لمساعدة القائد، وعقد اجتماعات دورية للقاعدة الشعبية، وتبرع المجتمعون لصندوق التنظيم 167 جنيهاً إسترلينياً، وقرروا أن يدفع كل عضو في التنظيم جنيهان شهرياً.
          اتصل الحاج أمين الحسيني � مفتي القدس � بكافة التنظيمات السرية الفلسطينية وطلب منهم ضرورة توحيد صفوفهم وتنظيم شؤونهم النضالية في منظمة واحدة حتى يمكن مواجهة المستعمر بصورة أكثر دقة وشمولاً، وبالفعل استجابت أغلب التنظيمات لهذه الدعوة وتشكلت "منظمة الجهاد المقدس" واختير عبد القادر الحسيني لقيادة هذه المنظمة.
          اشترك الجولاني في ثورة عام 1936م والتي بدأت بإضراب عام استمر قرابة ستة شهور ضد السياسة البريطانية التعسفية لرعايتها للهجرة اليهودية والسماح لليهود بتهريب الأسلحة. دعا الجولاني الناس إلى الالتحاق بالثورة وشكل جماعة سرية من 30 مجاهداً، وكانت أول عقبة واجهتهم:- عدم وجود أسلحة كافية لهم. مما دفع الجولاني وجماعته الثوار إلى مواجهة دوريات وأفراد العدو للحصول على بنادقهم ورشاشاتهم، وبالفعل فقد استطاع في مدة وجيزة تأمين مجموعته من الثوار بما يساعدهم على القيام بهجمات مكثفة ناجحة على القوافل الإنجليزية والصهيونية واحتلال المراكز الحكومية والعسكرية في أماكن مختلفة في جنوب فلسطين. وقام الثوار بقطع أسلاك الهاتف والكهرباء وإغلاق الطرق وتوزيع المنشورات التي تحث الشعب الفلسطيني على الثورة ضد الإنجليز. وكان للعمليات الجريئة الناجحة صدى مفرح عند شباب الخليل الذين بدأوا يلتحقون بالثورة للقيام بالمزيد من العمليات الفدائية. وكانت سلطة الانتداب تقوم بإرسال الآلاف من جنودها المجهزين بأحدث أنواع الأسلحة تدعمهم الطائرات لاكتشاف الثوار الذين اتخذوا من الجبال ملاجئ لهم.
          اشترك الجولاني في معركة الخضر في 4/10/1936م وذلك عندما شنت القوات الإنجليزية هجوماً شاملاً على جبال قرية الخضر قرب بيت لحم والتي كانت تتمركز بها بعض فصائل الجهاد المقدس. نشب القتال بينهما وامتد لعدة ساعات، وأخذت الطائرات تقصف الثوار بضراوة، استشهد في هذه المعركة القائد العربي السوري سعيد العاص ودفن في قرية الخضر، كما جرح في المعركة عبد القادر الحسيني وأسر وهو جريح ووضع تحت الحراسة بعد أن تم نقله إلى المستشفى العسكري في القدس، وبعد أن تماثل للشفاء تقريباً أمر عبد الحليم الجولاني بعض عناصره بمراقبة المستشفى، ثم وضع خطة ناجحة لتهريب عبد القادر إلى دمشق حيث عولج هناك.
          أصدر الملوك العرب (الأمير عبد الله والملك السعودي وملك العراق) نداءاً إلى أبنائهم عرب فلسطين للإخلاد للسكينة ووقف الإضراب، فلبى الطلب عرب فلسطين وأصدرت اللجنة العربية العليا أمراً لإيقاف الإضراب، ثم جاءت لجنة بيل الإنجليزية فأوصت بتقسيم فلسطين، لذا اندلعت نار الثورة الفلسطينية من جديد في شهر أيلول عام 1937م.
          كان قائد منطقة الخليل آنذاك عيسى البطاط وقد استشهد نتيجة لإخبارية غادرة دلت على وجوده في إحدى المنازل بالقرب من قرية القبيبة. فاستلم القيادة بعده عبد الحليم الجولاني المعروف بأبي منصور. ورقم منطقته(20) وامتد نشاط الجولاني حتى شمل جبال الخليل وقسماً من بئر السبع في صيف عام 1938م وكان على نزاع دائم مع عبد الرحمن العزه من بيت جبرين لتعاون الأخير مع عصابات فخري النشاشيبي المتعاونة مع الاستعمار والتي تدعى عصابات السلام. وقد استطاع الجولاني أن يجلب العزة لصفّه لمقارعة الاستعمار ومن المعروف أن العزة هو رئيس فصيل بيت جبرين، ولم يفكر الجولاني بقتل العزة أو غيره خوفاً من أن تنقلب الثورة إلى الأخذ بالثأر (الدموم) بين العائلات.
          شعر المجاهدون في الخليل أن عليهم مسؤوليات كثيرة لتحرير فلسطين وكان على رأسهم عبد الحليم الجولاني الذي تولى قيادة منطقة الخليل، فقام بتأسيس نواة لجيش نظامي بلغ تعداده خمسين رجلاً، وانتخبت القيادة العامة لهذا الجيش مكونة من:
          1. عبد الحليم الجولاني (قائداً عاماً)
          2. سعيد عبده (مساعداً للقائد العام)
          3. شكري زيتون
          4. الحاج ناجي القواسمي 5. محمد إسماعيل مرعب
          6. عبد الرزاق الجيلاني
          7. محمد سليمان منصور
          8. عبد شاكر الجنيدي
          9. عبد الأشهب
          10. هاشم الدويك
          11. يونس الجيلاني
          12. يوسف جنيد
          13. صادق الجعبري
          14. محمد عمر النتشه
          15. منير البكري
          16. زين الدين مسوده
          17. سليمان العوامه
          18. إبراهيم أحمد أو دنهش
          19. جميل العزه
          20. عبد العزيز الديري
          21. محمود أبو شخيدم
          22. عبد الرحمن شاكر الجنيدي
          وعين الجولاني مستشارين له هم السادة الأستاذ عبد الخالق يغمور والأستاذ عمر التكروري والأستاذ مخلص عمرو. وأصدرت القيادة العامة أمراً إلى كل مخاتير الخليل طلبت فيه من كل مختار حارة أن ينسب خمسين شاباً من شبابها وتسليحهم ويبقى هؤلاء الشباب في مزارعهم ووظائفهم إلى حين طلب القيادة العامة التحاقهم في صفوف المجاهدين. وفي بداية عام 1937م ذهب القائد الجولاني إلى قرية حلحول ليلاً فكانت أول قرية يدخلها الجولاني لجمع مجاهدين. وأمر مختاريها ملحم وعبد الهادي بتنسيب عشرة شباب من كل حمولة مع التسليح التام فاستجابت حمائل حلحول لطلب القائد الجولاني وإخوانه. واتصلت القيادة بعموم قرى الخليل وطلب من كل حمولة تقديم عشرة شباب من كل حمولة مع التسليح التام فاستجابت حمائل حلحول لطلب القائد الجولاني وإخوانه. واتصلت القيادة بعموم قرى الخليل وطلبت من كل حمولة تقديم عشرة مجاهدين للجهاد، فاستجابت القرى لذلك. ولكثرة أعداد المجاهدين تم تقسيمهم إلى قسمين. الأول جيش نظامي وعدده (500) مجاهد، والثاني جيش احتياطي يستدعى حين الطلب. وبقي يحشد المجاهدين من عدة مناطق حتى وصل حدود مصر في مهمته.
          عقدت القيادة العامة في الخليل اجتماعاً في شعب الملح لكافة المجاهدين ومن المعروف أن شعب الملح هو مكان مناسب للثورة حيث يقع غربي مدينة الخليل وفيه عدد من الجبال والوديان ومن الصعب على الإنجليز ملاحقة الثوار في تلك المنطقة لوعورتها وكثرة التعاريج الطبيعية فيها، وفي المنطقة عدد من المغر (مفردها مغارة) استعملها الثوار كسجن ومحكمة للثورة ومأوى للمجاهدين ومكان لحفظ السلاح. وقد قررت قيادة الثورة في هذا الاجتماع ما يلي:
          1. إعلان العصيان المدني على الإنجليز ومقاطعة محاكمهم ورفض أوامرهم.
          2. أن يقوم الشعب بارتداء الكوفية والعقال دعماً للمجاهدين الذين كانوا يطاردون من قبل الإنجليز لإرتيادهم هذا اللباس.
          3. رفض جوازات السفر البريطانية ورفض كل تصريح أو هوية شخصية صادرة من قبلهم وكل من يحمل هوية شخصية أو جواز سفر صادر عن الإنجليز دون علم القيادة يحكم عليه بالإعدام.
          وفي أواخر عام 1937م شكلت في دمشق لجنة لدعم الثورة في فلسطين تدعى "اللجنة المركزية للجهاد الوطني في فلسطين" تولى إدارتها عزة دروزه بتوجيه من الحاج أمين الحسيني، وبذلك أصبحت دمشق مركز تجميع وتسليح وإرسال الأسلحة للمجاهدين، وتولى القيادة في الداخل قادة بارزون يرتبطون بأوثق الصلات بالفلاحين والقرى التي تقع ضمن مناطق عملياتهم، وكان أبرز قادة المرحلة الثانية من الثورة عبد الرحيم الحاج محمد (القائد العام) وعارف عبد الرازق في منطقة المثلث وعبد القادر الحسيني في منطقة القدس وعبد الحليم الجولاني في منطقة الخليل، وقادة آخرون في مناطق مختلفة. أما المرحلة الأولى فكانت أثناء الإضراب.
          استقر الجولاني في منطقة شعب الملح غربي المسكوبية في الخليل، وبدأ ثورته من هناك، وانضم له عدد كثير من المجاهدين، ولمع اسمه وصيته في الخليل كلها، وأصبح يخافه الإنجليز وحسبوا له ألف حساب، وقد أطلق على المنطقة التي استقر فيها بدولة شعب الملح تعبيراً عن قوته وقوة الثورة. وكان هو قائدها "ولا يتحرك شيء في هذه الدولة إلا بإذنه".
          لم يكتف الجولاني بحرب الإنجليز بل اهتم أيضاً برعاية شؤون الأهالي فكان يتقبل شكاوي الناس ويأمر بحلها، فإذا لم تستطع المحكمة الشرعية حل بعض الأمور كان يستشير قاضي (حكومة شعب الملح) وهو الشيخ عبد الحي عرفه.
          وذكر عيد أحمرو على لسان والده قائلاً أنه عاصر ستة حكومات في فلسطين هي الحكومة التركية والحكومة الإنجليزية وحكومة شعب الملح والحكومة المصرية والحكومة الأردنية وإسرائيل وهذا دلالة على قوة ثورة الشلف التي تعتبر كأنها حكومة.
          خطط الجولاني لاحتلال مدينة الخليل وطرد الإنجليز منها، وكان هذا أول عمل نظامي قام به حيث تجمع لديه ألف مقاتل وهاجموا الخليل من خمس جهات في5/5/1938 م,
          لقد أطلق على القوات الموجودة في جبل الخليل "الجيش العربي الجنوبي" وقائدها عبد الحليم الجولاني. لقد أعلن القائد أن طريق القدس الخليل غير آمن إطلاقاً حتى في النهار، لذا نُسفت الجسور ولغمت الطرق الفرعية في الحقول، وأخليت مراكز الشرطة في المنطقة كلها وتعرض مركز الشرطة في الخليل لهجمات عنيفة من المجاهدين. وكان المجاهدون ينزلون من الجبال ليلاً إلى السهول ويقطعوا أسلاك التلفونات ويقيموا كمائن للدوريات الإنجليزية ليلاً خوفاً من ضرب الطائرات لهم نهاراً. دخل الثوار مدينة الخليل واستولوا على مركز البرق والبريد وبنك باركلس ورفع العلم الفلسطيني على كل دائرة حكومية في الخليل، وبقيت المدينة محررة لمدة 24 ساعة، ولما علمت السلطات البريطانية بذلك أرسلت الطائرات لتعقب الثوار، فانسحب هؤلاء إلى قراهم ولم يبق مع القائد سوى 250 مناضلاً. وقد فرض الجولاني ضريبة على موظفي الدولة قيمتها 25% من الراتب تدفع للثورة، كما بدأت الجالية الفلسطينية في القاهرة بالتبرع للثورة بمبالغ شهرية مكنت رجال الثورة من الاستمرار في ثورتهم ضد الإنجليز.
          جاء الإنجليز بقوات كبيرة لتعقب الثوار وبدأوا بتطويق القرى والمدن واعتقال كل شخص يرتدي الكوفية والعقال وهذا اللباس هو رمز الثورة، عندئذ أصدر القائد الجولاني أمراً إلى جميع الشعب عن طريق بيانات ومناشير بارتداء الكوفية والعقال بدلاً من الطربوش الذي كان استعماله سائداً في فلسطين. وهكذا أصبحت الكوفية والعقال رمزاً للجهاد في فلسطين وذلك إعلاناً لتضامن سكان البلاد التام في الجهاد ورمزاً لكون جميع من في البلاد ثائراً ابتداءاً من 27/8/1938م. وهكذا سار الثوار مع الشعب جنباً إلى جنب بلباس الرأس: الكوفية والعقال وهذا أعاق خطة الإنجليز بالقبض على الثوار الذين يلبسون الحطة والعقال على رؤوسهم. وقد ذكر تشارلز تيجارت الضابط الإنجليزي المسؤول عن القضاء على الثورة الفلسطينية ومطاردة الثوار أنه تشكلت في فلسطين منظمات وخلايا تضم ما بين 6-50 ثائراً في كل مجموعة. كما شكل الثوار جمعية ثورية للدفاع عن القدس كان من بين أعضائها شباب من الخليل وكانت الجمعية تعطي من 5-10 جنيهات فلسطينية لكل من يقوم بعملية فدائية أو قتل جندي إنجليزي.
          وعدت سلطة الانتداب بتقديم مكافآت مالية للذين يقدمون معلومات عن مكان وجود المجاهدين، "واعترف وزير المستعمرات البريطانية بالفشل أمام لجنة الانتداب عام 1938م حيث قال أنه أعلن عن مكافآت مجموعها عشرون ألف جنيه لاعتقال المتهمين بقيادة الثورة فلم يتقدم أحد". وقد زار وزير المستعمرات البريطانية فلسطين وذلك للاطّلاع عن كثب على الحالة في فلسطين، وكانت زيارته قبل صدور قرار اللجنة الفنية بالنسبة للتقسيم، وأذاع الوزير أثناء عودته إلى لندن قائلاً: "إن فلسطين أسوأ بلد في العالم، وأن قمع الثورة ليس بالسهولة المظنونة وأنها قد تستمر أمداً طويلاً، ولهذا أقدم الوزير على العدول عن فكرة التقسيم والجنوح إلى تهدئة العرب وإيجاد حل مناسب بالتباحث مع الأمة العربية بحكوماتها ووصفت الرواية الإسرائيلية الحالة في فلسطين قائلة أن "الشارع والبيت والمسجد والمقبرة جميعها في قبضة الإرهاب" أي في قبضة الثوار الأبطال.
          وقرر المجاهدون برئاسة الجولاني الهجوم على مركز البوليس الإنجليزي في بئر السبع، فخططوا أولاً لرصد ومراقبة تحركات الجيش الإنجليزي في بئر السبع، واعتمد الثوار في عملية الرصد على أساتذة من الخليل كانوا يقومون بالتدريس هناك وهم الأساتذة عمر التكروري وإسماعيل حجازي وأكرم دودين وهاشم التكروري، واجتمع الثوار مراراً مع الأساتذة كي يعلموا عن تحركات الجيش، وساعد الأساتذة في مراقبة الجيش الإنجليزي الشيخ سلمان أبو الربيعات من بئر السبع والشاويش العربي داود العقيلي وهو من جماعة الربيعات.
          خرج المجاهدون من الخليل بقيادة الجولاني من شعب الملح إلى بئر السبع وعددهم ألف مجاهد وقام الجولاني بوضع مجاهدين على طريق القدس الخليل وفرقة أخرى لحراسة جنوب الخليل وقطع طريق غزه الخليل وذلك لضمان عدم تمكين وصول نجدات إنجليزية إلى بئر السبع. سار المجاهدون بتاريخ 9/9/1938م على متن 11 مركبة تحمل الثوار وقطعت 40كم، وانطلق الثوار من الظاهرية ظهراً إلى نقطة التجمع (عين الأنقر) وكانت أربع فصائل وزعها الجولاني. وفي الساعة الثالثة من ظهر ذلك اليوم تمكن الجولاني من السيطرة على مستودعات الأسلحة في المدينة وغنموا 250 بندقية و250 صندوق من الذخيرة و50 مسدساً و200 قنبلة ومائة بندقية ومدفع رشاش سريع الطلقات، استعمله الثوار في المعركة وتمكنوا من إسقاط طائرات بريطانية فقد استطاع الجولاني إسقاط طائرتين في معركة جورة بحلص. ثم فتح أبواب السجن وأطلق سراح السجناء العرب وتمت هذه العملية كلها في نصف ساعة. وقد أعطى القائد كل منهم بندقية وذخيرة. وقد قتل من الإنجليز كبير موظفي البوليس وعدد من الجنود الإنجليز وظل الثوار يسيطرون على بئر السبع مدة 70 يوماً حتى قدم الطيران وسيطر عليها مرة أخرى. وبعد المعركة سار المجاهدون إلى دوائر الحكومة يهللون ويكبرون، فاحتلوا دوائر الحكومة وفتشوها واستولوا على ما يفيد ثم أحرقوها، وفي الصباح انسحبوا وهذه أول معركة كبيرة تقع في الجنوب مما أذهل الإنجليز الذين كانوا مطمئنين إلى منطقة بئر السبع لا تسهم في الثورة.
          أهدى القائد الجولاني للأستاذ عارف العارف الذي كان يشغل منصب القائم مقام لمدينة بئر السبع بندقية كرمز للأخوة الإسلامية التي تجمعهم وكرمز للكفاح. وتم تعيين السيد عبد الله أبو ستة رئيس فصيل بئر السبع لحفظ الأمن.
          وعندما سمع عبد الرحيم الحاج محمد قائد منطقة الشمال أخبار انتصارات الجولاني في بئر السبع بعث له رسالة طلب منه تزويد الثوار في الشمال ببضع الأسلحة التي غنمها الجولاني والثوار.
          خطط الجولاني وجماعته في شعب الملح القيام بمعركة كبرى مع الإنجليز فكانت معركة جورة بحلص مع الإنجليز، استطاع الجولاني مع إخوانه الثوار التصدي لقافلة إنجليزية مكونة من أربع سيارات فيها 70 جندياً بريطانياً في منطقة جورة بحلص بين حلحول والخليل، وبعد معركة ضارية قتل فيها سبعين جندياً واستولى القائد الجولاني وإخوانه الثوار على كافة أسلحتهم بعد أن حرقوا سياراتهم، وقد اشترك في هذه المعركة أكثر من مائتي متطوع من أبناء القرى بالإضافة إلى المجاهدين المتفرغين الذين يزيد عددهم على خمسين مجاهداً وعلى رأسهم الجولاني، وكانت المعركة على مساحة 3كم بتاريخ 11/10/1938م.
          واستطاع الجولاني أن يسقط ثلاث طائرات إنجليزية في معركة جورة بحلص علماً أنه لم يكن معه من الأسلحة إلا البنادق الخفيفة، أما القوات الإنجليزية فكانت مجهزة بالأسلحة الثقيلة كالمدافع والرشاشات والطائرات. سقطت إحدى الطائرات في جورة بحلص بين حلحول والخليل ونزل الطيار في مظلته وسقف في محجر الحاج عثمان التكروري، وألقى التكروري القبض على الطيار الإنجليزي، وبدلاً من أن يقضي على الطيار الأسير، قام التكروري بالحفاظ عليه وألبسه اللباس العربي خوفاً من تدمير الإنجليز لمدينة الخليل، وعلم الجولاني أن الطيار الأسير وقع في محجر الحاج عثمان التكروري فذهب الثوار للقبض عليه ولكن التكروري رفض تسليمهم الطيار خوفاً من شنقه من قبل الثوار واستطاع التكروري أن يقنع الثوار أنه من الأفضل عدم قتل الأسير حفاظاً على أرواح الأسرى الثوار المتواجدين بأيدي الإنجليز، وخوفاً من غضب الإنجليز على مدينة الخليل والانتقام منها. وعلم الإنجليز عن مكان وجود الطيار الأسير فطوقوا البيت وسألوا عن مكان الأسير فسلمه التكروري للإنجليز وشكروه على ذلك. وقام الإنجليز بجمع الشباب في الخليل وضربهم كي يعترفوا عن مكان وجود الطيار الثاني الذي سقط شرقي الخليل، لكن العرب لم يعترفوا عن مكان الطيار الثاني، علماً أنهم شاهدوه وهو يهبط في مظلته التي سقطت شرقي المدينة، وربما قتل من قبل الثوار ولم يظهر له أثر، وقد هدد الإنجليز أهل الخليل بإحضار الطيار الأسير الثاني وإلا فإنهم سيدمرون الخليل، عندئذ قام التكروري وقال للإنجليز "إن أهل الخليل لا يعلمون شيئاً عن الأسير الثاني، أما الأسير الأول فأمسكناه وحافظنا عليه كأسير". واقتنع الإنجليز بكلامه، وبذلك استطاع أن يجنب الخليل من تدمير الإنجليز لها، وأثناء وداع الطيار الأسير الأول قال للعرب أنه لن يضرب أي عربي مدى الحياة لأنهم حافظوا على حياته.
          رغم المحاولات المتكررة من الإنجليز للقضاء على الجولاني إلا أنهم فشلوا وذلك بسبب النجدات (الفزعات) التي كان يقوم بها ثوار الخليل لنجدته ومساعدته، فعندما حوصر الجولاني في منطقة شعب الملح ذهب لنجدته محمد سليمان عصفور وهو من آل أبو اسنينه ومعه مجاهدون مسلحون وساروا إلى جنوب الخليل كي يعترضوا السيارات العسكرية الإنجليزية القادمة لضرب الجولاني، إلا أن الطائرات الإنجليزية شاهدت محمد سليمان عصفور وجماعته فقذفته بقنابلها وفتلته وقد استشهد قبل وصوله إلى شعب الملح حيث وجود الجولاني.
          استشهد في هذه المعركة خمسة من المجاهدين هم هاشم الدويك رئيس فصيل حمولة الدويك وعبد الرحمن شاكر الجنيدي رئيس فصائل المنطقة الغربية، وعبد الأشهب رئيس فصيل عائلة الأشهب، والحارس الخاص لقائد الثورة وهو محمد عمر النتشه، والشهيد عبد الفتاح محمد بن بني نعيم، كما جرح سبعة أفراد.
          بقي الجولاني قوياً في منطقة الخليل حتى سقوط مناطق فلسطين بيد اليهود عام 1948م. وهناك ثوار آخرون لعبوا دوراً هاماً في الثورة � لا مجال هنا لذكر أدوارهم � ومن هؤلاء عيسى البطاط الذي استطاع أن يهرب من السجن وتمكن من قتل مدير الآثار الإنجليزي ستاركي.
          وهناك ثائر ثالث هو سالم السيخ من قرية دورا، الذي هرب من سجنه في عكا والتحق بالثورة في الشمال مع عبد الرحيم الحاج محمد وغيره من الثوار. وقد بث الإنجليز دعاية كاذبة قالوا بأن البطاط والشلف وسالم السيخ هم قطاع طرق ولصوص وذلك كي لا يقوم أهل الخليل بمساعدة هؤلاء الثوار. لكن الشعب في منطقة الخليل قدموا للثوار كل ما طلبوه من مؤنة وغذاء. وهناك ثوار آخرون مثل الحاج ناجي الني القواسمي كان رئيس فصيل وموسى يونس (ضابط المدينة) وحمزه النتشه (مسؤول التجنيد) وداود الحاج داود القواسمي وقد عينه الجولاني جابياً والجباية عبارة عن تبرعات من الأهالي وليس فرض على السكان. ويوسف جنيد وعبد شاكر جنيد ومحمود عبدا لحافظ شاهين (زريق شاهين) وبدوي جنيد العجوري وغيرهم.
          وخططت قيادة الثورة لهجوم جديد على القوات البريطانية وذلك عندما علموا عن وجود قافلة عسكرية بريطانية على طريق الخليل بيت لحم قاصدة بئر السبع، فرابط المجاهدون في قرية بيت خيران، وعندما وصلت القوة العسكرية البريطانية الكمين، أصلاها الثوار ناراً حامية، فطلب الإنجليز النجدة، فسارعت عشر طائرات وقوات بريطانية من القدس والرملة إلى ميدان المعركة، وجرت معركة على طول خمسة كيلو مترات، حاول الإنجليز تطويق الثوار، إلا أن وصول القائد الجولاني على رأس قوة من مئة مجاهد وعدد من رجال قرى بيت لحم والقدس والخليل أحبط خطة الإنجليز واستمر القتال لمدة 9 ساعات خسر الإنجليز أكثر من 80 قتيلاً واستطاع الثوار من حرق خمس دبابات والاستيلاء على كمية من الأسلحة بينما خسر الثوار ثمانية شهداء وستة من سكان القرى.
          وجرت معركة بني نعيم الكبرى في 4/10/1938م بين المجاهدين وبين القوات الإنجليزية، وقصة هذه المعركة أن الإنجليز استطاعوا شراء بعض ذوي الضمائر الشريدة للإيقاع بعبد القادر الحسيني ورجاله الثوار الذين كانوا خارج الخليل، فأرسل مختار قرية بني نعيم خطاباً إلى عبد القادر الحسيني يدعوه للحضور إلى بني نعيم لحل إفساد مزعوم وقع بين المجاهد عبد الحليم الجولاني وبين أهالي جبل الخليل. لبى عبد القادر الدعوة وذهب إلى بني نعيم مع 30-40 رجلاً وقصد دار المختار المتآمر مع الإنجليز ضد المجاهدين، فأخر المختار موعد الغداء حتى يكتمل التطويق البريطاني الذي كان متمركزاً في قرية يطا. قام الإنجليز بتطويق القرية وجرت معركة خطط لها الإنجليز، وعددهم 3000 جندي تدعمهم الطائرات والدبابات بقيادة القائد الإنجليزي ويفل. انسحب عبد القادر من القرية خشية تدميرها وجرت المعركة خارج القرية، وقد خف لنجدته عبد الحليم الجولاني الذي قام بتطويق القوات البريطانية المحاصرة لعبد القادر في بني نعيم. خسر المجاهدون 30 شهيداً منهم علي حسين الحسيني الذي دفنه الجولاني. وفي روايات ذكرت أن عدد الشهداء 80 شهيداً من جماعة عبد القادر الحسيني وشهيداً واحداً من جماعة الجولاني. ومن الشهداء عمر الحسيني شقيق سليم الحسيني وهما نجلا رئيس بلدية القدس الأسبق حسين سليم الحسيني. كما استشهد إبراهيم خليف قائد فصيل بيت لحم وعيسى أبو قدوم قائد فصيل عرب التعامره والقائد عبد الله مشعل وغيرهم. نقل الجولاني سراً الجريح عبد القادر الحسيني على جمل من بني نعيم ليلاً إلى بيت الشيخ عبد الكريم القواسمي ثم اصطحب معه حسن عابدين وخليل عابدين كممرضين وطلب من الدكتور مستر صوفر معالجة هذا الجريح لأنه يهمه أمره، دون أن يذكر اسمه، واستمرت مدة العلاج 13 يوماً، وفي النهار قام الجولاني بدفن علي الحسيني وآخرين من الشهداء. وأحضر المجاهد الجولاني بعد فترة العلاج سبعين مجاهداً لنقل عبد القادر للأردن، فحمله على فرسه واتجه نحو نهر الأردن حيث ينتظره جماعة من آل الجولاني. ثم تم نقل عبد القادر الحسيني إلى بيروت حيث قام الجولاني بتسليمه إلى سماحة الحاج أمين الحسيني لوضعه تحت العلاج الكامل. ثم رجع الجولاني إلى فلسطين.
          اشترك الجولاني في معركة خربة قلقس في بداية عام 1939م. قتل فيها عشرون جندياً بريطانياً واستشهد من الثوار ثلاثة وجرح خمسة.
          كانت المعركة الفاصلة والتي تعرف بمعركة شعب الملح حيث مقر الجولاني، وقد وقعت في أيار عام 1939م، اشترك في المعركة عدة آلاف من الجنود الإنجليز و36 طائرة، وقد خطط لها الجنرال دل، استمرت المعركة طوال النهار استشهد خلالها 12 مجاهداً، اتسع ميدان المعركة واشترك فيها مجاهدون من بيت جالا وبئر السبع وخان يونس والساحل الغربي وبيت جبرين. وقد أصيب الجولاني بعدد من الشظايا وجرح 15 شخصاً. بينما كانت الخسائر الإنجليزية 400 قتيل وجريح. اضطر الثوار المغادرة خاصة بسبب قيام الحرب العالمية الثانية فمنهم من غادر إلى سوريا ومنهم من التحق بالحاج أمين الحسيني، أما القائد الجولاني فقد رحل إلى مصر وبقي فيها حتى عام 1941م. قابل عبد الحليم الجولاني أثناء وجوده في مصر الشيخ حسن البنا المرشد العام للأخوان المسلمين وشرح له ما يعانيه الشعب الفلسطيني ومصير فلسطين المظلم بسبب الإنجليز واليهود، وتوطدت العلاقة بينهما، وأرسله البنا إلى عمان وفلسطين لتأسيس جمعيات للأخوان المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية.
          وفي عام 1946م سافر الجولاني إلى عمان ومعه سعيد رمضان والشيخ عبد الحي عرفه وإسماعيل البلبيسي من شباب القدس، وقابلوا الأمير عبد الله الذي سمح لهم بتأليف جمعية للإخوان المسلمين في عمان، ثم تشكلت عدة فروع في الزرقاء وإربد وتشكل فرع في القدس. سافر الجولاني بعد ذلك إلى العراق للإشتراك في ثورة رشيد عالي الكيلاني، وعندما وصلته الأخبار بفشل الثورة اضطر للعودة إلى سوريا والمكوث متخفياً حتى صدر قرار العفو عنه من المندوب السامي مكمايكل في 24/4/1944م، ومما جاء فيه ست بنود تقيده من التحرك ومنها:
          "أ- عليه أن يسكن ضمن حدود مدينة الخليل، كما أن عليه أن لا يبرح من حدود مدينة الخليل المذكورة إلا بتصريح قانوني.
          ب- عليه أن يمثل لأقرب نقطة بوليس إذا ما طلب منه ذلك من قبل أي فرد من البوليس في اللواء الذي يسكنه، هذا وعليه أن يمتثل مرة في الأسبوع لمركز بوليس الخليل.
          جـ- عليه أن يمكث ضمن أبواب منزله من الساعة الواحدة بعد غروب الشمس حتى شروقها ويكون عرضة للتفتيش في منزله من قبل البوليس في أي وقت كان".
          انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وخطط الإنجليز والصهاينة لرفع ملف فلسطين إلى الأمم المتحدة للحصول على قرار دولي بتشكيل كيان صهيوني في فلسطين، وقد صدر قرار التقسيم من الأمم المتحدة بتاريخ 29/11/1947م فدخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة من الجهاد. فبدأت قوات الجهاد المقدس برئاسة عبد القادر الحسيني بتشكيل اللجان القومية للدفاع عن الوطن.
          وعين سماحة المفتي المناضل عبد الحليم الجولاني قائداً للمنطقة الجنوبية لفلسطين، وتشكلت في تلك الفترة منظمات عسكرية منها "الفتوة" وقد شكلها كامل عريقات، و"النجادة" وقد شكلها نمر الهواري، وقد بلغ عدد المجاهدين في هاتين المنظمتين 500 مجاهد، واتخذوا اللباس العسكري لأفرادها، وقد قابلوا المفتي الحاج أمين الحسيني والملك فاروق الملك المصري وهذه المنظمات كان يصرف عليها الجيش المصري لأن المجاهدين هم جيش نظامي. وكان الجولاني وتقي الدين النبهاني يرافقان هذا الجيش من المجاهدين. إلا أن المشاكل الداخلية بين الفتوة والنجادة أدت إلى حملها، لذا شكل الجولاني منظمة الشباب في يافا وشكل النبهاني حزب التحرير الفلسطيني.
          بدأ الجولاني من جديد في نضاله ضارباً عرض الحائط التقيدات التي فرضها عليه المندوب السامي. ففي 22/12/1947م استطاع الجولاني السيطرة على سيارة من سيارات الجيش البريطاني كانت متجهة لبئر السبع فاستولى على مدفعين وعتاد وملابس عسكرية.
          ومن المعروف أن أهل الخليل عندما كانوا يسمعون عن حدوث معركة كان يجتمعون أمام مقر اللجنة القومية، وكانوا يعرفون عن وجود معركة عن طريق إشارات حمراء تطلق من باب الزاوية حيث مركز اللجنة القومية، وكان يشاهد هذه الإشارات معظم أهل الخليل فيذهبون إلى مقر اللجنة القومية بسرعة ويسيرون إلى ساحة المعركة كي يقدموا النجدة إلى إخوانهم في العركة، وعملهم هذا يسمى "فزعة".
          وعندما بدأ الجهاد في فلسطين عام 1948م قام الشيخ حسن البنا بتجهيز بعض الإخوان المسلمين في مصر للإشتراك في الجهاد والدفاع عن قبلة المسلمين الأولى. وبناءاً على تكليف المفتي الحاج أمين الحسيني قام المجاهد عبد الحليم الجولاني بمرافقة الشيخ حسن البنا والشيخ محمد الفرغلي الذين جهزوا عدداً من السيارات وذلك لنقل المجاهدين والأسلحة والتموين إلى غزة ومنها إلى جميع أنحاء فلسطين. مكث الشيخ حسن البنا في غزة مدة أسبوع ثم عاد إلى مصر بعد أن سلّم القيادة للشيخ محمد الفرغلي.

          اشترك علماء الدين في الجهاد، فكانوا يقاتلون مع المجاهدين ليلاً ويلبسون العمامة نهاراً، وقد عرف من هؤلاء الشيخ عبد الحي عرفه الذي أصبح مندوب الثورة الفلسطينية في سوريا، والذي قام بتعليم الجولاني مبادئ الجهاد، والشيخ محمد خلوي الجولاني الذي كان إمام طابور في الثورة عام 1936م، والشيخ حلمي المحتسب الذي كان يعلم المجاهدين مبادئ الجهاد، وغيرهم من علماء الدين.
          ومن المعارك التي اشترك بها الجولاني معركة بيت لحم الكبرى- أو معركة الدهيشه وكانت بتاريخ 27/3/1948م، وبدايتها أن المجاهدين في القدس علموا أن هناك قافلة يهودية عليها حراسة مشددة وصلت مستعمرة كفار عتسيون قرب الخليل، وأنها ستعود للقدس، لذا اجتمع عدد من المجاهدين من مناطق بيت لحم وبيت فجار وبيت جالا والخضر وبيت ساحور وعرب التعامرة وجبل الخليل وغيرها تجمعوا على الطريق العام قرب بيت لحم وأعدوا كميناً بعد أن تمنطق بحزام ناسف، وكان المجاهدون قد أغلقوا الطريق في عدة مواقع واشتبكوا مع رجال القافلة في قتال مرير، فأخذ اليهود يهربون، انتصر المجاهدون والتجأ اليهود إلى بيت مهجور واستنجدوا بالقوات البريطانية التي أرسلت لهم الكولونيل هاربر ومعه عدد من الضباط والجنود الإنجليز لإنقاذ اليهود المحاصرين، هدد المجاهدون بإطلاق النار عليهم إن هم تقدموا خطوة واحدة، وأبى المجاهدون إلا أن يستسلم اليهود، لذا تم عقد اتفاق مكتوب بين قائد الجيش الإنجليزي والهاجاناه من جهة وبين كامل عريقات نائب القائد العام الذي كان يقود المجاهدين يساعده عبد الحليم الجولاني ورفيق عويس وجاد الله الخطيب، ثم خرج اليهود من البيت المهجور نحو المجاهدين الذين جردوهم من أسلحتهم وذخائرهم واستلمهم رجال الجيش الإنجليزي، كان عدد قتلى اليهود 129 واستشهد 12 مجاهداً.
          استولى الجولاني على أسلحة اليهود ووزع الأسلحة على المجاهدين، كما استولى على أسلحة إنجليزية نتيجة هجومه على ثكنات الجيش الإنجليزي ومراكزهم كما ذكرنا سابقاً. ومن المعروف أن المجاهدين كانت تنقصهم الأسلحة والذخيرة، وكان المجاهد يبيع أحياناً قطعة أرضه أو يبيع ذهب زوجته كي يشتري قطعة سلاح أو طلقات رصاص.
          كان الجولاني قد اتخذ مقره في دير الطنطورة بتاريخ 22/4/1948م وكان يعمل تحت قيادته أكثر من 500 مناضل، ستة منهم برتبة ضابط وهم عبد القادر زلوم وعبد الحفيظ عسيلي ويونس أحمد أبو عمر الجولاني ومصباح مصطفى حجازي ومحمد يوسف الجولاني وشحاده أبو مياله، وكان هؤلاء يتقاضون رواتبهم من الهيئة العربية العليا، وكان الجيش المصري يمونهم بالمؤن والذخائر.
          واشترك الجولاني في معركة جبل المكبر حيث حاول اليهود، وكان عددهم 300 جندي، إخراج الجولاني من جبل المكبر لأن الجبل كان تحت إشرافه وسيطرته وتحت أمرة الضابطين عبد القادر زلوم وعبد الحفيظ عسيله، إلا أن قوات الجولاني وبمساعدة قوات صور باهر والقدس والخليل استطاعت أن ترد القوات اليهودية على أعقابها إلى تل بيوت.
          واشترك الجولاني في معركة القسطل في 7/4/1948م عندما أرسل عبد القادر الحسيني رسولاً يطلب المدد والنجدة من المناطق المجاورة. وما أن تمت محاصرة اليهود لعبد القادر الحسيني ورجاله في القسطل حتى زحف المتطوعون والمجاهدون من كل حدب وصوب لنجدته.
          كما أرسل السيد أنور نسيبه - سكرتير اللجنة القومية في القدس � إلى عبد الحليم الجولاني رسالة ذكر فيها أن يسرع إلى الالتحاق بقوات عبد القادر الحسيني لمساندته في القسطل، فوصل القسطل قاسم الريماوي يقود مجموعة من شباب الجهاد المقدس، والحاج عبد الحميد المدني يقود عدد من حراس الحرم الشريف، وعبد الحليم الجولاني يقود مجموعة من أهل الخليل وبهجت أبو غربية ومحمد عادل النجار على رأس مجموعة من شباب القدس ورشيد عريقات وجمال رشيد يقودان بعض جماعات المتطوعين. وقد استشهد عبد القادر الحسيني في هذه المعركة بسبب عدم التوازن بين العرب واليهود في الأسلحة والعتاد وعدد النجدات اليهودية المتكررة ويذكر بهجت أبو غربية في مذكراته بعد استشهاد عبد القادر الحسيني أن المجاهدين في هذه المعركة الذين كانوا مع أبو غربية والمجاهدين الذين مع محمد عادل النجار بقوا في القسطل للدفاع عنها. وأن الجولاني بعث لبهجت رسولاً أخبره بأنه على استعداد لمساعدة أبو غربية إذا طلب ذلك. وأنه على بعد 5كم منه وأنه يقيم في قرية صوبا.
          وفي 6/5/1948م هاجم اليهود قافلة عربية كانت في طريقها من القدس إلى الخليل وكانت القافلة مكونة من 30 سيارة مدنية وعسكرية، طلبت القافلة نجدة عربية فجاءت النجدة من القدس يقودها حكمت مهيار من الجيش الأردني، كما وصلت نجدة من الخليل بقيادة الجولاني ومعه 400 مجاهداً، زحف الجميع نحو دير الشعار الذي يقيم فيه اليهود الذين اعترضوا القوافل العربية، وبعد معركة قصيرة هرب اليهود إلى كفار عصيون، بينما ذكر القائد الأردني عبد الله التل في مذكراته عن هذه المعركة أن اليهود كانوا قد استولوا على دير الشعار المشرف على الطريق الرئيسية بين الخليل والقدس، ,أن التل اتفق سراً مع الضابط الذي يقود القافلة العربية أن يتحرش بالمستعمرة عند عودته من رفح للقدس، وبعد ظهر 7/5/1948م استلم برقية مستعجلة من قائد القافلة يشير فيها إلى اشتباكه مع يهود المستعمرة، فعرض البرقية على كلوب باشا قائد الجيش الأردني (الإنجليزي) وتظاهر التل أن المستعمرة هي المعتدية واستأذنه في السفر لإنقاذ القافلة، فاشتبك مع اليهود وأنقذ القافلة وبدأ يخطط أثناء الليل لهجوم يشنه على المستعمرة في الصباح. احتل الجنود الأردنيون والمجاهدون دير الشعار وهرب اليهود منه لكن وصلت برقية من كلوب إلى التل تقول: "كفوا الهجوم عن المستعمرة إذا لم يهاجموكم لا تعتدوا عليهم".
          كان اليهود في كفار عصيون يعيقون حركة التنقل العربية من القدس للخليل لكثرة الهجوم على العرب في هذه الطريق، عندئذ قرر الجولاني إنهاء هذا الخطر الخبيث في المنطقة، فوضع خطة لاحتلال المستعمرات الواقعة على طريق القدس الخليل، وكانت الخطة تقضي التعاون مع بعض ضباط الجيش الأردني مثل عبد الله التل ومحمد أبو رغدة ونزار المفلح وحكمت مهيار وقسيم محمد قاسم الناصر وحمد أبو دخينة وسعود الخشمان ومدير البوليس في بيت لحم والخليل محمد العناني.
          اقتحمت الدبابات الأردنية والمناضلون الفلسطينيون في فجر 12/5/1948م مستعمرة كفار عصيون، وقتل من اليهود حسب إحصاءاتهم 100 جندي يهودي بينما ذكر الجولاني أن قتلى اليهود بلغ أكثر من 700 جندي يهودي، واستشهد من العرب 100 شهيد وهكذا انتصر العرب في كفار عصيون. وفي 15/5/1948م سلّم الصليب الأحمر رسالة إلى الجولاني من اليهود الذين يقطنون المستعمرات الثلاث المجاورة موفقتهم على التسليم، وهي مستعمرات نحالين والحبيلة وبيت اسكاريا (ريفاديم وعين تسوديم وماسوتوت يسحق). أبرق الجولاني إلى ضابطي البوليس الأردني في الخليل وهما حكمت مهيار ونزار المفلح القدوم إلى كفار عصيون لاستلام اليهود الذي بلغ عددهم 297 رجلاً و53 امرأة.

          ويذكر عبد الله التل في مذكراته أنه استلم برقية من حكمت مهيار قال فيها أن المستعمرات المجاورة لكفار عصيون عرضت أن تسلم بواسطة الصليب الأحمر حسب الشروط التالية:

          1. تسليم السلاح للعرب.

          2. أخذ الرجال أسرى حرب.

          3. تسليم النساء والأطفال والعجزة للصليب الأحمر. وأن الوكالة اليهودية وافقت على هذه الشروط، ويضيف التل أن الجيش الأردني أخذ 350 أسيراً إلى المفرق شرقي الأردن وأن المستعمرات الثلاث استسلمت.

          وتأكيداً لرواية التل ذكر الجولاني أنه استطاع أسر هذا العدد من اليهود 350 أسيراً يهودياً ولم يضرهم ولم يؤذهم بل سلمهم للجيش الأردني وكان قادراً على إبادتهم لكنه لم يفعل ذلك. واستطاع الجولاني من تدمير رامات راحيل ثلاث مرات مع الضابط المصري أحمد عبد العزيز.

          كانت الحراسة على أماكن تواجد المجاهدين مستمرة، وكانت كلمة سر الليل التي يحفظها الحارس الليلي عن ظهر قلب تتغير كل أسبوع وذلك كي لا يستطيع اليهود اقتحام أماكن وجود المجاهدين.

          وبهذا استطاع المجاهدون مسح هذه المستعمرات من طريق الخليل ونتيجة لتدميرها زال الخطر الذي كان يهدد لواء الخليل. وهكذا أدى التعاون بين الجيش الأردني والمناضلين نتائج باهرة ويعود هذا النجاح إلى عبد الله التل وسامي الحسيني ونواف جبر وتفاني مناضلي الخليل بقيادة الجولاني.

          حاصرت القوات اليهودية الجيش المصري في الفالوجة في تشرين ثاني عام 1948م وكان عددهم 2500 جندي مصري وكانت القوة المحاصرة بقيادة العميد السيد طه والرائد جمال عبد الناصر واستمر الحصار مدة 125 يوماً دون أن يفكروا في الاستسلام. وقد كلفت الجامعة العربية القائد عبد الحليم الجولاني بتزويد وتموين حامية الفالوجة المحاصرة، وقام بالفعل بتزويد الحامية مدة ثلاثة أشهر وكانت وسيلة النقل (50) جملاً يحملون عليها الذخيرة والتموين سراً. وتمكن اليهود أخيراً من كشف القافلة من الجمال فنصبوا لها كميناً وألقوا القبض عليها وتم أسر معروف أحمد الخضري، وبعد إطلاق سراحه سجن في مصر وقد أخرجه من السجن الرئيس جمال عبد الناصر*. استمرت المعركة حامية الوطيس حتى الفجر حيث تمكن الجولاني وجماعته من الانسحاب إلى الخليل وتعتبر هذه المعركة الأخيرة في حياة الجولاني، حيث صدر الأمر من القيادة الأردنية آنذاك بانضمام جيش الجهاد المقدس بعموم رتبه العسكرية إلى الجيش الأردني النظامي مع الاحتفاظ بكامل حقوقه كبقية الجيش الأردني باعتباره قطعة منه. كان جيش الجهاد المقدس قد تعاون مع الجيش المصري، وكانت الجامعة العربية تصرف عليه. كان المفتي قد وجه دعوة إلى الجولاني في دير الطنطور في بيت لحم للحضور إلى غزة، فحضر الجولاني مع 250 من المناضلين وكان جمال الصوراني مساعداً للجولاني. وفي غزة كلف الجولاني كلاً من الملازم أول عبد الحفيظ عسيله والضابط محمد يوسف الجندي والشاويش سعيد أبو خلف بحراسة الحاج أمين الحسيني. كما قام الجولاني ورجاله بحراسة أعضاء حكومة عموم فلسطين يوم تكونت في غزة في 1/10/1948م. وذلك بعد أن وجهت الدعوات لـ 151 شخصية فلسطينية وتم افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني أعماله في 30/9/1948 بمدرسة الفلاح الإسلامية في غزة وأعلنت قيام حكومة عموم فلسطين ورئيسها أحمد حلمي. وبعد تأسيس حكومة عموم فلسطين وجهت القيادة المصرية أمرا ًللحاج أمين بالحضور إلى مصر وحل هذه الحكومة، ورغم ذلك بقي الجولاني في غزة.

          كان السيد ياسر عرفات (أبو عمار) قد زار فلسطين بعد حرب حزيران عام 1967م، وقد مكث أبو عمار في زيارته السرية مدة 42 يوماً في بيت عبد الحليم الجولاني، وكان الحرس الخاص له السيد جمال ابن عبد الحليم الجولاني ثم استطاع أبو عمار العودة إلى الأردن بواسطة جمال الجولاني الحارس الخاص.
          كان عبد الحليم الجولاني يسكن في عمان يعاني من آلام الغربة عن الوطن ويعاني من شظايا القنابل سنوات طويلة لأنه جرح مراراً في المعارك التي خاضها. وقد عولج أثناء وجوده في الأردن عام 1972م على نفقة رؤساء الوزارات الأردنية. ومنهم أحمد اللوزي ومضر بدران وزيد الرفاعي.
          وعندما رجع الجولاني إلى الخليل من الأردن عبر جسر اللنبي أوقفته المخابرات الإسرائيلية، وقابله الكابتن هارون ضابط المخابرات الصهيوني، وبعد توجيه عدة أسئلة واتهامات للجولاتي تم سجن الجولاني 32 يوما ًفي أريحا. وقد هدمت القوات الإسرائيلية بيته في أريحا وفي الخليل، كما سجنت إسرائيل ابنه جمال مدة 5 سنوات لأنه قام بحراسة أبو عمار أثناء زيارته السرية إلى القدس. ويعيش عبد الحليم الجولاني الآن في الخليل في بيت متواضع على تلة تشرف على شعب الملح، المكان الذي له فيه ذكريات البطولة والشرف.

          تعليق

          • أملي القضماني
            أديب وكاتب
            • 08-06-2007
            • 992

            #65
            اضاءة تستحق عليها كل الشكر

            وأنا أنحني احتراما للمجاهد "عبد الحليم الجولاني" ولأمثاله من الأبطال والمناضلين..

            الاضاءة عليهم واجب وطني، ومنهم يتعلم الجيل الجديد، ويقتدي بهم الآخرون..

            بوركت أيها المجاهد وبورك من أضاء عليك"اسماعيل الناطور" تحية له واحترام

            تعليق

            • اسماعيل الناطور
              مفكر اجتماعي
              • 23-12-2008
              • 7689

              #66
              شكرا أختي أمل
              هناك في فلسطين
              في كل قرية بطل
              وفي كل حارة بطل
              وفي كل شارع بطل
              وفي كل بيت شهيد
              أسماء إختارت فلسطين والكرامة ولم تبحث عن كرسي أو جاه أو مال
              إختاروا الوطن وتركوا اسماءأ لا يعرفها الكثيرون

              تعليق

              • رشا عبادة
                عضـو الملتقى
                • 08-03-2009
                • 3346

                #67
                أفضل شيء يسعدنا هو أن نزرع ابتسامة في وجه الزبون , اننا دائما ما نقف بجوار الكاشير وننظرالى الزبائن ونعد كم شخص ابتسم أثناء خدمتنا له , فهذا امر يسعدنا جدا
                [align=center]
                تلك الإبتسامه أظنها ترسم صوره حيه لفطنة التعامل مع الآخرين بهدف إحداث تناغم لايخلو من المصلحه للطرفيين

                لقد سمعت عن إسم البيك لأول مره من خالى كونه مقيم بالسعوديه
                وفكرة الموضوع جديده وراقيه فى هدفها يا أستاذنا وتقديم قدوه والتعلم من خبرات الآخرين ونجاحتهم أظنه يستحق العناء

                وقصة المطار ممتعه جدا ورد فعل الرجل صاحب المطعم وسعادته بها كانت أكثر إمتاعا

                ولولا المحاوله للوصول للهدف والمغامره المحسوبه والحركه المستمره لما حدث النجاح والتقدم
                على قولة احدى الشعراء القدامى أظنه الحريرى صاحب المقامات إن لم تخنِ ذاكرتى
                سافر تجد عوضاً عمن تفارقه
                وانصب فإن لذيذ العيش فى النصب
                إنى رأيت وقوف الماء يفسده
                فإن جرى طاب، وإن لم يجر لم يطب
                والتبر كالترب ملقى فى أماكنه
                والعود فى أرضه نوع من الحطب

                كل الشكر لك أستاذنا الهادىء
                وكل التحايا الطيبه
                ولى عوده ان شاء الله لمتابعة باقى القصص
                لمحت بالقصه الثانيه إسم امرأه
                وعدت (مارشدير للخلف) لعنوان الموضوع من هذا الرجل؟
                أمممممم...
                اليس من الأنسب يا أستاذنا لو قلنا من هؤلاء أو هم؟؟
                وأهل مكه أدرى بشعابها بالطبع، [/align]
                وأنت أدرى
                " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                تعليق

                • اسماعيل الناطور
                  مفكر اجتماعي
                  • 23-12-2008
                  • 7689

                  #68
                  الأخت رشا
                  كانت الفكرة في البداية عن الرجال
                  وعندما وردت سيرة العالم الدكتور يوسف ابو بكر
                  وجدت أن أخته لا تقل عنه
                  ففضلت ذكرها
                  ولكن كان العنوان قد سبق
                  ولا يمكن تعديله الآن
                  وشكرا لكلماتك الطيبة

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #69
                    الاخ العزيز
                    الاستاذ اسماعيل
                    احترامي
                    وسيره عطر لهذا المناضل عبر محطات تكتب التاريخ الفلسطيني قبل النكبه وبعدها
                    ليتك تزودنا بنماذج منها في ملتقى المقاومه
                    حيث يكون هناك مكانها الانسب
                    مع كل الاحترام
                    وكل التقدير

                    تعليق

                    • اسماعيل الناطور
                      مفكر اجتماعي
                      • 23-12-2008
                      • 7689

                      #70
                      [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px solid crimson;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]الشهيد محمد جمجوم
                      الشهيد فؤاد حجازي
                      الشهيد عطا الزير[/ALIGN]
                      [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                      قصة هؤلاء الأبطال الثلاثة بدأت بثورة ولم تنته حتى اليوم, بدأت عندما اعتقلت قوات الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر ثورة البراق ، هذه الثورة التي بدأت عندما نظم قطعان المستوطنين مظاهرة ضخمة بتاريخ 14 آب 1929 بمناسبة " ذكرى تدمير هيكل سليمان" أتبعوها في اليوم التالي 15/آب بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس لم يسبق لها مثيل حتى وصلوا إلى حائط البراق " ما يسمى بحائط المبكى اليوم" وهناك رفعوا العلم الصهيوني وراحوا ينشدون " النشيد القومي الصهيوني" وشتموا المسلمين ... وكان اليوم التالي هو يوم الجمعة 16/آب والذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف, فتوافد المسلمين للدفاع عن حائط البراق الذي كان في نية اليهود الاستيلاء علية.. فكان لا بد من الصدام بين العرب والصهاينة في مختلف المناطق الفلسطينية..
                      وبعد أن شملت ثورة البراق (1929) عددا كبيرا من المدن والقرى في مقدمتها يافا وحيفا وصفد بالإضافة إلى القدس، كان لا بد من الصدام بين عرب مدينة الخليل والصهاينة، حيث قاد المظاهرات هناك.
                      قبضت السلطات البريطانية على عدد من العرب في مقدمتهم محمد خليل جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي
                      كان الاعتقال يحمل معناً واضحاً بالدعم التام والمطلق للصهاينة,
                      تبين مدى دعم القوات البريطانية للصهاينة ورفضها لأي شكل من أشكال المقاومة ضدهم
                      وأصدرت أحكاما بإعدام 26عربيا ثم استبدلت بالإعدام السجن المؤبد لثلاثة وعشرين منهم وأبقت حكم الإعدام على هؤلاء الأبطال الثلاثة

                      حدد يوم 17/6/1930 موعداً لتنفيذ حكم الإعدام بحق الأبطال الثلاثة الذين سطروا في هذا اليوم أروع قصيدة وأعظم ملحمة, في هذا اليوم تحدى ثلاثهم الخوف من الموت إذ لم يكن يعني لهم شيئاً بل على العكس تزاحم ثلاثتهم للقاء ربهم. كان محمد جمجوم يزاحم عطا الزير ليأخذ دوره غير آبه, وكان له ما أراد. أما عطا وهو الثالث, طلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود إلا أن طلبه رفض فحطم قيده وتقدم نحو المشنقة رافع الرأس منشرح الوجه.
                      وفي الساعة التاسعة من نفس اليوم نفذ حكم الإعدام بمحمد جمجوم الذي كان ثاني قافلة الشهداء وقبل ساعة من موعد تنفيذ الحكم, استقبل محمد جمجوم وفؤاد حجازي زائرين أخذو هم بتعزيتهم وتشجيعهم فقال محمد جمجوم "الحمد لله أننا الذين لا أهمية لنا نذهب فداء الوطن لا أولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم وخدماتهم" وطلب مع رفيقه فؤاد حجازي "الحنَّاء" ليخضبا ايديهما كعادة أهل الخليل في أعراسهم....
                      أما فؤاد حجازي وهو أول القافلة يقول لزائريه: " إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً ".... وقد كتب فؤاد وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها في اليوم التالي وقد قال في ختامها: "إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج, وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة. إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".....
                      وهكذا أعدم الثلاثة, وتركوا الدنيا لأهل الدنيا, ومضوا يحملون جهادهم في سبيل مقدساتهم عملاً صالحاً يقابلون به وجه ربهم, تركوا دماءهم تقبل وجه هذه الأرض فتزهر ورداً أحمر, شجراً واقفاً أخضر وشهيداً تلو شهيد وشلال الدم الأغزر.
                      وعندما أبلغهم الجلاد موعد تنفيذ الحكم بدأ محمد جمجوم ورفيقاه بإنشاد نشيد: "يا ظلام السجن خيم"، ثم استقبلوا زائريهم قبل إعدامهم بساعة وأخذوا بتعزيتهم وتشجيعهم وهم وقوف بملابس السجن الحمراء

                      تعليق

                      • اسماعيل الناطور
                        مفكر اجتماعي
                        • 23-12-2008
                        • 7689

                        #71
                        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px solid firebrick;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]فؤاد حجازي[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                        أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق وأصغرهم سنا.
                        ولد في مدينة صفد 1904وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت. عرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه. وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي أعقبت أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص، أصدرت حكومة الانتداب حكما بإعدام 26 شخصا عربيا من المشاركين فيها ثم استبدلت به حكم السجن المؤبد على 23 شخصا وأكدت الحكم بإعدام الثلاثة الآخرين وهم فؤاد حسن حجازي، وعطا الزير، ومحمد جمجوم.
                        وحددت يوم 17/ 6/ 1930 موعداً لتنفيذ الأحكام على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
                        لقد تمكن الأسرى من إرسال رسائل إلى أهلهم في أي مكان وفي أي وقت، لكنّ الأسرى الذين قُرر إعدامهم أتيحت لهم فرصة واحدة لإرسال الرسائل إلى ذويهم، وكان ذلك قبل موعد إعدامهم بيوم ليخبروهم بذاك النبأ! وفيما يلي موجز من رسالة فؤاد حجازي إلى ذويه وقد تم نشرها بخط يده في صحيفة اليرموك يوم 18/6/1930:
                        " إذا كان لدي ما أقوله وأنا على أبواب الأبدية فإني أوجز القول قبل أن أقضي:
                        أخوي العزيزين يوسف وأحمد وفقكما الله. رجائي إليكما أن تفعلا بما أوصيكما به. أوصيكما بالتعاضد والمحبة الأخوية والعمل بجد واجتهاد على مكافحة شقاء الدنيا لإحراز السبق في مضمار هذه الحياة التي ستقضونها إنشاء الله بالعز والهناء."
                        ثم يعود ويخاطب أخاه أحمد ويقول: " أحمد ! السكينة السكينة، الهدوء الهدوء، ملابسي تحفظ شهراً ثم تغسل. ممنوع قطعياً تنزيل أي طقم عليّ سوى اللباس والفنيلة والكفن داخل التابوت.
                        البكاء، الشخار، التصويت، هذا ممنوع قطعياً لأنني لم أكن أرضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
                        يجب الزغردة والغناء، واعلموا أن فؤاداً ليس بميت بل هو عريس ليس إلا."
                        " يا والدتي... أوصيك وصية - والوصية كما قيل غالية- أن لا تذهبي إلى قبري إلا مرة في الأسبوع على الأكثر، ولا تجعلي عملك الوحيد الذهاب إلى المقبرة."

                        تعليق

                        • اسماعيل الناطور
                          مفكر اجتماعي
                          • 23-12-2008
                          • 7689

                          #72
                          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px solid crimson;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]محمد خليل جمجوم[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                          هو واحد من الشهداء الثلاثة الاوائل الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطانية سنة 1929 عقب ثورة البراق.
                          ولد في مدينة الخليل1902 وتلقى دراسته الابتدائية فيها. وعندما خرج للحياة عرف بمقاومته للصهيونيون فكان يتقدم المظاهرات التي تقوم في أرجاء مدينة الخليل احتجاجا على شراء أراضي العرب أو اغتصابها
                          . وفي الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء 1930/6/17 نفذ حكم الإعدام شنقا بالشهيد محمد جمجوم، وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقررا أن يكون ثالثهما.
                          ، طلب من السجان أن يعدم قبل أخيه عطا، فرفض السجان، لكنه كسر قيده وهرع إلى حبل المشنقة ووضعه في عنقه وأرغم السجان على إعدامه وتم ذلك، وقد استقبل زائريه ومودعيه بالبذلة الحمراء


                          وهذه هي رسالة محمد جمجوم :

                          "الآن ونحن على ابواب الابدية، مقدمين ارواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تنسى دماؤنا المهراقة وارواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وان نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، انفسنا وجماجمنا لتكون اساسا لبناء استقلال امتنا وحريتها وان تبقى الامة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الاعداء وان تحتفظ باراضيها فلا تبيع للاعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في انحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وان يساعدوها بكل قواهم. واما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو امتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد اودعناها إلى الله والامة التي نعتقد انها لن تنساها، والآن بعد ان رأينا من امتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الارجوحة مرجوحة الابطال باعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو ان تكتبوا على قبورنا: "الى الامة العربية الاستقلال التام او الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".

                          تعليق

                          • اسماعيل الناطور
                            مفكر اجتماعي
                            • 23-12-2008
                            • 7689

                            #73
                            - عطا الزير:

                            عطا الزير من مواليد مدينة الخليل عام عام 1895، , ألم بالقراءة والكتابة إلماماً بسيطاً, عمل عطا الزير في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين لا سيما إلى مدينة الخليل, وفي ثورة البراق هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعاً عن أهله ووطنه بكل ما لديه من قوة. وشهدت مدن فلسطين صداماً دامياً بين العرب والصهاينة وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونياً وجرح خمسين آخرين
                            استشهد في سجن عكا في 17/6/1930 شنقاً الساعة الثالثة بعد أخيه محمد جمجوم. كان شجاعاً شارك في التظاهرات ضد الإنجليز واليهود، شارك في أحداث ثورة البراق، استقبل زائريه ومودعيه يشد من عزتهم ويرفع معنوياتهم وهو بالبذلة الحمراء

                            رسالة عطا الزير الى امه :
                            زغردي يما لو خبر موتي أجاك زغردي لا تحزني يوم انشنق شو ما العدو يعمل روحي أنا يما عن هالوطن ما بتفترق بكره بعود البطل ويضل في حداكِ حامل معو روحه ليقاتل عداكِ لا تزعلي لو تندهي وينو عطا كل الشباب تردْ فتيان مثل الورد كلهم حماس وجدْ لما بنادي الوطن بيجو ومالهم عدْ وفري دموع الحزن يما لا تلبسي الأسود يوم العدا بأرض الوطن يوم أسود هدي شباب الوطن بتثور كلهم عطا كلهم فؤاد ومحمد والشمس لما تهل لازم يزول الليل يا معود فوق القبر يما ازرعي الزيتون حتى العنب يما والتين والليمون طعمي شباب الحي لا تحرمي الجوعان هدي وصية شاب جرب الحرمان اسمي عطا وأهل العطا كثار والجود لأرض الوطن واجب على الثوار جبال الوطن بتئن ولرجالها بتحن حتى كروم العنب مشتاقة للثوار سلمي على الجيران سلمي على الحارةْ حمدان وعبد الحي وبنت العبد سارةْ راجع أنا يما وحامل بشارَةْ عمر الوطن يما ما بينسى ثوارَهْ لما بطول الليل وبتزيد أسرارُه وجرح الوطن بمتد وبتفيض أنهارُه راجع بطلة فجر حامل معي انوارُه حتى نضوي الوطن ويعودوا أحرارُه.
                            .

                            تعليق

                            • ركاد حسن خليل
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2008
                              • 5145

                              #74
                              لك الشـّكر أخي اسماعيل لهذه الإضاءة على مناضلين حقيقيين، قدوة لمن أراد العز والحريـّة والسؤدد.
                              انقل لكم هذا النشيد الذي يتحدّث عن الشهداء الثلاثة الأبطال، ويظهر مصاحبـًا لهذا النـّشيد صور لمدينة عكـّا وسورها وسجنها وصور أخرى من فلسطين.
                              الرابط هو:


                              الشكر والتحيـّة لك أخي الكريم
                              ركاد حسن خليل

                              تعليق

                              • أحمد العربي
                                أديب وكاتب
                                • 21-12-2008
                                • 754

                                #75

                                عز الدين القسام





                                ولد الشيخ عز الدين القَسَّام في بلدة جبلة جنوب اللاذقية بسوريا عام 1882، في بيت متدين، حيث كان والده يعمل مُعلماً للقرآن الكريم في كُتَّاب كان يملكه.

                                سافر القَسَّام وهو في الرابعة عشر من عمره مع أخيه فخر الدين لدراسة العلوم الشرعية في الأزهر، وعاد بعد سنوات يحمل الشهادة الأهلية، وقد تركت تلك السنوات في نفسه أثراً كبيراً، حيث تأثر بكبار شيوخ الأزهر، وبالحركة الوطنية النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني والتي نشطت بمصر بعد فشل الثورة العرابية.

                                عاد الشيخ القَسَّام إلى جبلة عام 1903، واشتغل بتحفيظ القرآن الكريم في كُتَّاب والده، وأصبح بعد ذلك إماماً لمسجد المنصوري في جبلة، وهناك ذاع صيتُه بخُطَبه المؤثرة وسمعتِه الحسنة.

                                قاد القَسَّام أول مظاهرة تأييداً لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكون سَرِيَّة من (250) متطوعاً للمشاركة في الجهاد في ليبيا، وقام بحملة لجمع التبرعات، ولكن السلطات العثمانية (حكومة الاتحاديين آنذاك) لم تسمح له ولرفاقه بالسفر لنقل التبرعات.

                                سافر الشيخ القَسَّام عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقراً له، ونشط بين الفلاحين الذين نزحوا من قراهم، يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطي دروساً ليلية لهم، ويكثر من زيارتهم، وقد كان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.

                                والتحق بالمدرسة الإسلامية في حيفا، وكان في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للقيام بالجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمال فلسطين.

                                تميزت دعوة القَسَّام في تلك الفترة بوضوح الرؤية، حيث كان يعتبر الاحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، ودعا في الوقت نفسه إلى محاربة النفوذ الصهيوني الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل يدعو الأهالي إلى الاتحاد، ونبذ الفرقة والشِّقاق، حتى تقوى شوكتُهم، وكان يُردِّد دائماً أن الثورة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني، والحيلولة دون قيام دولة صهيونية في فلسطين.

                                عمل على تأسيس جمعية الشبان المسلمين عام 1926، عندما استفحل الخطر البريطاني في فلسطين وانتشرت الجمعيات التبشيرية التي تدعو إلى تنصير المسلمين، وقام القسَّام من خلال نشاطه في الجمعية بتربية جيل من الشباب المسلم، الذين أنقذهم من دائرة الانحراف والضياع بسبب قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية. كما أنه وثَّق اتصالاته بقيادات المدن الفلسطينية الأخرى، وكسب عدداً من شباب المناطق المختلفة للانضمام إلى تنظيم الجهاد. وقد واظب القسام خلال وجوده في الجمعية على إعطاء محاضرة دينية مساء كل يوم جمعة، وكان يذهب كل أسبوع بمجموعة من الأعضاء إلى القرى، ينصح ويرشد ويعود إلى مقرّه. وقد تمكن من إنشاء عدة فروع للجمعية في أكثر قرى اللواء الشمالي من فلسطين، وكانت الفرصة مواتية للّقاء بالقرويين وإعدادهم للدفاع عن أراضيهم.

                                وكان أسلوب الثورة المسلحة أمراً غير مألوف للحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك، حيث كان نشاطها يتركز في الغالب على المظاهرات والمؤتمرات.

                                واستطاع تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعاتِ من الأهالي لشراء الأسلحة. وتميزت مجموعات القَسَّام بالتنظيم الدقيق، فكانت هناك الوحدات المتخصصة، كوحدة الدعوة إلى الجهاد، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التجسس على الأعداء، ووحدة التدريب العسكري...

                                ولم يكن القَسَّام في عجلة من أمر إعلان الثورة، فقد كان مؤمناً بضرورة استكمال الإعداد والتهيئة، لذا فإنه رفض أن يبدأ تنظيمه في الثورة العلنية بعد حادثة البراق 1929 لاقتناعه بأن الوقت لم يَحِنْ بعد، وهو أمر مهم كان القسّام يؤكّد عليه دائماً، وهو أهمية البحث عن الوقت المناسب، وعدم التسرّع والتهوّر، بشكل يقضي على الثّورة قبل بدئها.

                                تسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين في عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابةَ على تحركات الشيخ القَسَّام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذوناً شرعياً وخطيباً يجوب القرى ويحرض ضد الانتداب البريطاني، فأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك. وكانت أول قرية ينزل بها هي كفردان، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة يشرحون للأهالي أهداف الثورة، ويطلبون منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.

                                اكتشفت القوات البريطانية مكان اختبائه في قرية البارد في 15/11/1935، لكن الشيخ عز الدين استطاع الهرب هو و(15) فرداً من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد، ولحقت به القوات البريطانية في 19/11/1935، فطوقتهم وقطعت الاتصال بينه وبين القرى المجاورة، وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض، واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من (15) قتيلاً، ودارت معركةٌ غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ القَسَّام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها، وجُرح وأُسِر الباقون.

                                وكان لاستشهاد الشيخ القَسَّام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الجهادية في فلسطين بعد ذلك.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X