ملمح حال، من المحال!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف الزيات
    عضو الملتقى
    • 23-08-2008
    • 32

    ملمح حال، من المحال!

    [align=justify]هكذا قالها، قالها ونحن فى حالة من الذهول والخوف، كان الذهول؛ لأننا أول مرة نسمع فيها هذا الكلام، أول مرة يثار فينا مثل هذا الإحساس. أما الخوف، فلأننا نعلم أن من يقف هذا الموقف، ويسمع مثل هذا الكلام ينزل به أمران، كل واحد منهما يضمنان لك البؤس والشقاء، فالأول: إذا تبعت غريزة الحرية بداخلك واتبعت هذا الداعى، فلن يكون لك ذكر إلا فى كتابين، كتاب الشهداء، أو كتاب السجان، وكلاهما شقاء. أما الثانى: فهو ذلك الشعور الذى ستحاول أن تقتل به ما استيقظ بداخلك، حتى تعيش وأنت قد رضيت من الحياة أن تكون عبدا لغيرك، وبهذا تضمن لنفسك أن تعيش، ويسجل اسمك فى كتاب ممتلكات بعضنا!
    ولكنى لا أعرف الآن لأى فريق سأنتصر، فهرعت إلى قلمى، أدون ما سمعت، وبدأت أكتب، وأردد فى خاطرى:
    أيها الناس، إن الحكام قد بغوا وطغوا، حرياتنا مخنوقة، وأرزاقنا مسلوبة، وأمالنا محظورة، قانونهم الحديد والنار، ورئيسهم على جبينه معقود: أنا الجبار!
    هنا أصبح للمقاومة معنى، بات للثورة مغزى، نحن الأحرار لا نرضى بالهوان، نحن الأحرار لا نرضى من السماء إلى بلوغ العنان.
    ياسادة التجديد هلموا، ههنا يسطر التاريخ، ههنا يولد الأحرار.
    راية الثورة تُعقد، تحتاج أن تُرفع، تريد أن تلامس طيف الحرية، من منكم يقول ها أنا ذا، أنا الذى كنت فى الدنيا عبدا ذليلا، أنا الذى طرحت عباءة الخنوع، أنا الذى كرهت الخضوع، أشهدكم يا قوم: أننى لن أرضى لنفسى الذل بعد الآن، أشهدكم يا قوم أنى لن أطأطأ رأسى لأحد غير الله.
    ياإلهى: خلقتنا أحرارا فاستعبدنا المتجبرون، رضيت لنا الحياة، فشاعوا السيف فينا يقتلون.
    أشهدك يا إلهى: لن أكون لهم الآن كما الأغنام من الجزار، لن أرضى إلا أن أكون شهيدا من الأحرار.
    أيا جماعة الخزى اسمعوا قولى: إنا الرجال الأحرار لكم بالمرصاد، فى كل بيت ندعو، فى كل عقل نحرر، فى كل صدر نبنى، جذورنا فى الأرض قد غطاها وسخكم، لكنها فى الأرض! لم تبرح مكانها، شئتم أم أبيتم، لن نبرح هذه الأرض، اسمعوا جيدا، هذه الأرض لنا ، أنتم هنا مكروهون، وفى كل وقت ملعونين، لا تغتروا بما يحيط بكم، هؤلاء، هم قومى وأهلى ، بنى جلدتى وإخوانى، إن درعكم لهش ضعيف، وإن قبضتنا شديدة قوية، حارب الأحرار كل استخراب أتى على البلاد، وقدر له أن يحارب استعباد فرض على العباد، من ذا الذى يستطيع أن يكبل مصر كلها، من الذى يستطيع أن يحجب عنا مياه النيل، هل لمستم فى نفسكم ألوهية، ملابسك التى عليك، صنعتها أنا، طعامك الذى فى صحنك، زرعته أنا، أنا الذى أحرسك منا ومنهم، أنا الذى أحول بينك وبينى، وبينك وبينهم، ألا تفهم! بالتأكيد لا تفهم، وإن كنت تفهم، هل ظهرت أنا، هل الدواء خلق قبل الداء!، لا أظن.
    هنا تنتهى الكلمات أو بالأصح، تنتهى الخاطرة، حقيقة هى أم خيال، هى خاطرة، لا تعدوا أن تكون خاطرة، لا أملك إلا أن أكون هذا، لا أجرؤ إلا أن أتخيل. فقط أتخيل وأكتب وأرسم ملامح وطنى فى خيالى.[/align]
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    [align=justify]أشهدك يا إلهى: لن أكون لهم الآن كما الأغنام من الجزار، لن أرضى إلا أن أكون شهيدا من الأحرار


    قال فيلسوف الشعراء ابوالعلاء المعري:
    خفف الوطء مااظن اديم - الارض الا من هذه الاجساد
    ,
    رفعت الأقلام وجفت الصحف
    دام الحرف وصاحبه [/align]

    تعليق

    يعمل...
    X