صلاة مايا
قالت مايا ذات القد الرفيع الممشوق كشجر الحور وذات العيون الخضر والعنق الطويل والخصر الرفيع :
"من أين جئت ولماذا جئت ؟
رد قائلا :
جئت من صدفة ... ولا يسأل المولود من أين جاء.
لكنك تأخرت عشرين سنة!
ألحب في الأرض كالحياة، والحياة خارج حساب الزمن!
- لكن أعمارنا محدودة، تقاس بوحدات زمنية!
- هناك أعمار مهما طالت لا قياس لها، وهناك لحظات من أعمار أطول من الأعمار ذاتها، وهناك أعمار مستمرة، رغم رحيل أصحابها من الدنيا، كمجنون ليلى مثلا والذي قال:
- " نحن في الدنيا وإن لم ترنا لم تمت ليلى ولا المجنون مات "
- أأنت عاقل أم مجنون!؟
- أنا بين هذا وذاك!
- كيف إمّا أن تكون عاقلا أو مجنونا.
- حين تمتلكني رعشة الحب أكون شيخ المجانين، وحين تجف مشاعري أو تتجمد أصبح سيّد العاقلين.
- لكنني أرى غير ذلك!
- وماذا ترين يا زرقاء اليمامة ؟
- أرى أنك مجنون فقط .
- قد توافقينني أن المجانين أسعد الناس في زمن كلّ ما فيه مجنون نظامه وحكامه وجيوشه وحتى شعوبه ورجاله ونساؤه، كل ما فيه جنون في جنون، ثم أن الجنون أنواع، هناك مجانين أحلى ذكرياتهم تنهدات وعذاب وحرمان وأرق وسهر وحين يذكرونها تعود إلى وجوههم نضارة الشباب وإلى عيونهم بريق الحياة.
- ماذا تريد مني إذن.
- أنا لا أبغي دخول الجنة، إنما أنشد السلام مع الحياة، والسلام مع الحياة لا يكون دون حب الحياة، وحب الحياة لا يكون بلا المرأة، فالمرأة أجمل لوحة لونتها يد الحياة، فان وجدت، وجدت الحياة!
- أنت فيك جنون الشعراء.
- جنون نابع من قلبي!
- اكبح هذا القلب.
- صدقيني لا سيطرة لي عليه، لأنه من داخلي، وأنا عبد لما هو داخلي!
- لكنك تملك إرادة قوية وصاحب الإرادة يتحكم برغباته.
- قد يتحكم الإنسان بما هو خارج عنه، أما ما في داخله فلا سيطرة له عليه.
- هذه رغبات وعليك كبحها.
- هذه الرغبات من ذاتي ولا يستطيع الإنسان كبح ذاته لأنه جزء منها والجزء لا يكبح الكل !
- وأين أنا من هذا الكل !؟
- أنت الكل وأنا لا أبغي التحكم في أحد، فأنت حرة بقدر ما أنا حرّ.
- أنت فيلسوف أيضا!
- الفلسفة سر الوجود وسببه ومع ذلك يخشى الناس الفلسفة لأنها تزيل الأقنعة المستعارة عن حقيقة الناس والحياة، فيصبحون وتصبح الحياة معهم عراة وهم يخافون التعري.
- والواقع والظروف..؟
- الواقع والظروف قناعان من أقنعة الحياة الشفافة ندفن عيوبنا في طيّاتهما وننسى الحب الذي لا تستطيع أقنعة الدنيا طيّه لأنه حين ينفجر يأتي دون إنذار أو تخطيط أو نية مسبقة !
صمتت مايا وكان في صمتها انفجار مدو لحب تجاوز الواقع والحواجز والظروف !
فقال لها :
ما بك ؟
لم ترد ، فألحّ عليها ، فقالت :
-أصلي بصمت بيني وبين نفسي صلاة الحب !
-والى أين تديرين وجهك ؟
-الى كل مكان ، حيث يوجد الله، لأن الله هو الحب!
قالت مايا ذات القد الرفيع الممشوق كشجر الحور وذات العيون الخضر والعنق الطويل والخصر الرفيع :
"من أين جئت ولماذا جئت ؟
رد قائلا :
جئت من صدفة ... ولا يسأل المولود من أين جاء.
لكنك تأخرت عشرين سنة!
ألحب في الأرض كالحياة، والحياة خارج حساب الزمن!
- لكن أعمارنا محدودة، تقاس بوحدات زمنية!
- هناك أعمار مهما طالت لا قياس لها، وهناك لحظات من أعمار أطول من الأعمار ذاتها، وهناك أعمار مستمرة، رغم رحيل أصحابها من الدنيا، كمجنون ليلى مثلا والذي قال:
- " نحن في الدنيا وإن لم ترنا لم تمت ليلى ولا المجنون مات "
- أأنت عاقل أم مجنون!؟
- أنا بين هذا وذاك!
- كيف إمّا أن تكون عاقلا أو مجنونا.
- حين تمتلكني رعشة الحب أكون شيخ المجانين، وحين تجف مشاعري أو تتجمد أصبح سيّد العاقلين.
- لكنني أرى غير ذلك!
- وماذا ترين يا زرقاء اليمامة ؟
- أرى أنك مجنون فقط .
- قد توافقينني أن المجانين أسعد الناس في زمن كلّ ما فيه مجنون نظامه وحكامه وجيوشه وحتى شعوبه ورجاله ونساؤه، كل ما فيه جنون في جنون، ثم أن الجنون أنواع، هناك مجانين أحلى ذكرياتهم تنهدات وعذاب وحرمان وأرق وسهر وحين يذكرونها تعود إلى وجوههم نضارة الشباب وإلى عيونهم بريق الحياة.
- ماذا تريد مني إذن.
- أنا لا أبغي دخول الجنة، إنما أنشد السلام مع الحياة، والسلام مع الحياة لا يكون دون حب الحياة، وحب الحياة لا يكون بلا المرأة، فالمرأة أجمل لوحة لونتها يد الحياة، فان وجدت، وجدت الحياة!
- أنت فيك جنون الشعراء.
- جنون نابع من قلبي!
- اكبح هذا القلب.
- صدقيني لا سيطرة لي عليه، لأنه من داخلي، وأنا عبد لما هو داخلي!
- لكنك تملك إرادة قوية وصاحب الإرادة يتحكم برغباته.
- قد يتحكم الإنسان بما هو خارج عنه، أما ما في داخله فلا سيطرة له عليه.
- هذه رغبات وعليك كبحها.
- هذه الرغبات من ذاتي ولا يستطيع الإنسان كبح ذاته لأنه جزء منها والجزء لا يكبح الكل !
- وأين أنا من هذا الكل !؟
- أنت الكل وأنا لا أبغي التحكم في أحد، فأنت حرة بقدر ما أنا حرّ.
- أنت فيلسوف أيضا!
- الفلسفة سر الوجود وسببه ومع ذلك يخشى الناس الفلسفة لأنها تزيل الأقنعة المستعارة عن حقيقة الناس والحياة، فيصبحون وتصبح الحياة معهم عراة وهم يخافون التعري.
- والواقع والظروف..؟
- الواقع والظروف قناعان من أقنعة الحياة الشفافة ندفن عيوبنا في طيّاتهما وننسى الحب الذي لا تستطيع أقنعة الدنيا طيّه لأنه حين ينفجر يأتي دون إنذار أو تخطيط أو نية مسبقة !
صمتت مايا وكان في صمتها انفجار مدو لحب تجاوز الواقع والحواجز والظروف !
فقال لها :
ما بك ؟
لم ترد ، فألحّ عليها ، فقالت :
-أصلي بصمت بيني وبين نفسي صلاة الحب !
-والى أين تديرين وجهك ؟
-الى كل مكان ، حيث يوجد الله، لأن الله هو الحب!
تعليق