مازلت أبحث...
مازلت أبحث في بقايا الروح
عن بقايا أمل قد فر من قبضة الزمن
وعن حلم يجعلني طائراً مغرداً
أشدو على لحن الانتظار
والروح التي لا تكف عن احتوائك بين ثناياها
تطلق آهاتها عبر ليل الملتقى
أنا يا سيدتي رجل يلبسني منذ الولادة
لم أعرف الطفولة وبراءة الطفولة
ومازلت أبحث عن امرأة لم تعش طفولتها
لنعيش طفولتنا من جديد
وتحتمل كل حماقاتي
وكل شقاوات الطفولة....
أنا يا سيدتي مازلت أحاول أن أرسم بالحرف
والكلمة أبعاد الحب وقهر الحب وحلاوة الحب
أنا يا سيدتي أعدمت كل كلمات الزيف
وكل والبهتان ولم يعرف قلبي إلا رائحة حب الطفولة
وطعم الإيمان والنقاء
لازالت روحي طفل صغير يخشى الظلام
ويبحث دوما عن النور وعن لحن الحضارة
علني أجدك معزوفة في نينوى الحضارة
منذ القرن الخامس قبل الميلاد
مازلت أبحث عن زهرة تقطن في حدائق بابل
أو نسمه على شط الفرات
هل أنت الحضارة ؟
لأني كلما نظرت إليك أجد في عينيك بداية الحضارة
أن كنت تبحثين عن الآمان تعالي
فنبضي وروحي بالانتظار
ليزداد عمري وأيامي
ما كنت أعرف أن الحب ارتقاء
أو بضع كلمات تتراقص على شفاه العاشقين
أنا يا سيدتي حياتي كلها سفر ومحطات انتظار
والسفر في المجهول والسفر في الكلمات
وفي سفر الحضارة
وعلى شواطئ الأقحوان
الذي يغازل الرمش
تبدأ أولى كلمات الحب
وعلى الهدب الحالم
تنحر كل الأشياء
ليبدأ عند الفجر
رحلة البحث عنك في الحضارة
أو فيك عن الحضارة
محمد ذيب علي بكار