البنفسج يرفضُ الذبول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    البنفسج يرفضُ الذبول

    [align=right]البنفسج يرفضُ الذبول[/align]

    [align=right]بقلم : د. جمال مرسي[/align]
    [align=right]

    للزهورِ التي نَبَتَت في حِياضِ فؤاديَ ،
    للنرجسِ الجَبَليِّ ،
    لعصفورةٍ صَدَحَت فوقَ أغصانِ عُمريَ
    رقَّ لها الفجرُ..
    فَانتَصَبَت شمسُ يومٍ جديدٍِ
    و هَبَّت نسائمُ هادئةٌ من صعيدِ البلادِ
    بعطرٍ فريدٍ .
    تماوجَ بَحرُكَ،
    قال البنفسجُ لا تقتلوني ،
    دعوني على شجر البوحِ
    إني سئمتُ الأيادي تَخَاطَفُني ،
    تخنقُ العطرَ في زحمةِ الأوجهِ الكالحةْ.
    في شوارعَ داست على حُلُمي ،
    لم تدع للقطا فرصةً للهديلِ
    تذكَّرتُ ما قال جَدِّي و بَشَّت له جَدَّتي
    حينما كنتُ أمتصُّ ثديَ العذوبةِ و الطهرِ
    كان يحدثني عن بُطولاتِ أجدادهِ
    و رُعونةِ أحفادهِ
    فبكيتُ ، و أمي تحاولُ أن تُسكتَ الطفلَ
    تخرجهُ من أساهُ
    بتعنيفهِ تارةً ، أو بتدليلهِ تارةً .
    كَبُرَ الطِّفلُ أصبحَ نيلاً فراتاً ،
    يُلازمهُ طيفُ أمٍّ و نُصحُ أبٍ
    و طرائفُ أجدادِهِ الـ..كلما زارهم في المقابرِ
    يقرأ " ي~سَ " و الفاتحةْ .
    و يُزيُّنُ قبرَهُما بالبنفسجِ
    ثم يُولّي إلى حيث تأخذهُ خُطواتُ الإباءِ
    يقولُ :
    سأثبتُ عكسَ الذي ظنَّ أجداديَ البارحةْ .
    يَكبُرُ الحُلمُ
    يَغدو كما رَوضَةٍ و البنفسجُ فارسُهَا
    و هْو يصنعُ من حُلمِهِ مشمشاً
    و سفرجلةً .




    [/align]
    sigpic
  • عصام مشعل
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 299

    #2
    [align=center][align=center]لا تسألن عن السبب ملك الملوك إذا وهب

    فقد وهبك الله أخي الحبيب دكتور جمال

    من جمال المعاني ورِقتها ما جعلك تسمو بنا

    بهذه المعاني الجميلة وجمالها من جمال قلبك

    النابض بالحُب والخير .. أطربتني يا دكتور جمال

    وأمتعتني بهذا النَص الرائع

    دُمت جميلاً بمشاعِرَك النبيلة

    ودُمت بحُب ووِد وحفظك الله من كل سوء

    مع خالص التحية والتقدير

    أخوكم المُحِب لكم

    عصام مشعل
    [/align][/align]
    [align=center][/align]
    [align=center][/align]
    [align=center][/align]

    تعليق

    • لميس الامام
      أديب وكاتب
      • 20-05-2007
      • 630

      #3
      الاخ الدكتور جمال مرسي..

      حروف البنفسج لا تذبل ولا تموت
      كما النيل لا يتوقف عن السريان
      ولا يجف..

      انه طهر القلب ونقاء السريرة
      كبر الحلم وانت له فارسا
      فارسا ..لمروج بنفسج
      صنعت منها الحرف الانيق
      وسطرت اهزوجة ذكرى لا
      تموت ولا تفنى..

      وماذا يتبقى من المرء الا الذكرى الرائعة..وسجل يا تاريخ..

      متألق كعهدي بك..حروف شذى بنفسجه يعبق بالمكان..

      مودتي وابقى متالقا وبخير دائما

      لميس الامام

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        السلام عليكم

        صباحك اقحوان استاذي

        البنفسج يرفض الذبول

        نص نثري جميل

        مؤكد من كان مثل النيل والفرات لن يذبل

        النيل رمز القوة

        والفرات رمز الجمال والعذوبة

        اليس كذلك

        مودتي وتقديري لك

        تشكرات
        التعديل الأخير تم بواسطة على جاسم; الساعة 02-07-2007, 06:05.
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • أملي القضماني
          أديب وكاتب
          • 08-06-2007
          • 992

          #5
          قال البنفسجُ لا تقتلوني ،
          دعوني على شجر البوحِ
          إني سئمتُ الأيادي تَخَاطَفُني ،
          تخنقُ العطرَ في زحمةِ الأوجهِ الكالحةْ.
          في شوارعَ داست على حُلُمي ،
          لم تدع للقطا فرصةً للهديلِ
          تذكَّرتُ ما قال جَدِّي و بَشَّت له جَدَّتي
          حينما كنتُ أمتصُّ ثديَ العذوبةِ و الطهرِ
          كان يحدثني عن بُطولاتِ أجدادهِ
          و رُعونةِ أحفادهِ
          ............
          نثر، وبوح من صميم ما نعيشه..
          من تشويش، والتواء..
          وخبط عشواء..
          شواطيء النيل..
          ضفاف الفرات..
          محررة من كل قيد..
          ومكبلة بكل القيود..
          ذبل الفرح في ذواتنا..
          لكنك حدثتنا عن بنفسج يرفض الذبول..
          بعذوبة ايقاع..
          وشفافية صور..
          في هذا العالم المليئ بالمتناقضات..
          تطل علينا روحك من عطر البنفسج،
          مثقلة بأحلام متعطشة للأنعتاق..
          وتسكب في اقداح الحياة ، ناراً، ونور
          وتحكي الاساطير عن بنفسج يرفض الذبول

          د. جمال...ان الجمال لا يحييه الا وجود الجمال

          تحياتي واحترامي

          تعليق

          • د. جمال مرسي
            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
            • 16-05-2007
            • 4938

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عصام مشعل مشاهدة المشاركة
            [align=center][align=center]لا تسألن عن السبب ملك الملوك إذا وهب

            فقد وهبك الله أخي الحبيب دكتور جمال

            من جمال المعاني ورِقتها ما جعلك تسمو بنا

            بهذه المعاني الجميلة وجمالها من جمال قلبك

            النابض بالحُب والخير .. أطربتني يا دكتور جمال

            وأمتعتني بهذا النَص الرائع

            دُمت جميلاً بمشاعِرَك النبيلة

            ودُمت بحُب ووِد وحفظك الله من كل سوء

            مع خالص التحية والتقدير

            أخوكم المُحِب لكم

            عصام مشعل
            [/align][/align]
            دمت و سلمت أخي الحبيب عصام
            هذا من لطفك و حسن ظنك بأخيك
            و أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنك
            تقبل مودتي و تقديري
            و شكراً لك مرورك العاطر
            د. جمال
            sigpic

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة على جاسم مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم

              صباحك اقحوان استاذي

              البنفسج يرفض الذبول

              نص نثري جميل

              مؤكد من كان مثل النيل والفرات لن يذبل

              النيل رمز القوة

              والفرات رمز الجمال والعذوبة

              اليس كذلك

              مودتي وتقديري لك

              تشكرات

              الحبيب على جاسم
              أشكرك لمرورك البهي على قصيدتي
              أما عن سؤالك فأنت أكيد تعرف الإجابة لأنك شربت من الفرات الغالي
              محبتي لك يا غالي
              sigpic

              تعليق

              • حسام عبد الغفور
                عضو الملتقى
                • 03-06-2007
                • 346

                #8
                أخي الدكتور جمال..
                لله درك من شاعر تأتيه قوافل الحرف محملة بأريج المعاني لتحط رحالها في عتبة ابداعك..أثملت السطور بهاتيك القوافي النابضة سحرا وعطرا..
                دمت مبدعا

                تعليق

                • عبدالرحيم الحمصي
                  شاعر و قاص
                  • 24-05-2007
                  • 585

                  #9
                  [align=center]العزيز الشاعر الكبير د.جمال مرسي ،،،



                  نقطة ضوء بهية و نقية الكلم و المعنى و الحس ،،

                  كان البدء و كانت الكلمة

                  و كان الفعل ،،،

                  خبا العنفوان و انبطحت العشيرة

                  لتخرج العنقاء من رمادها

                  برعما يرى الأفق و الآتي

                  كما نريده و كما يصوره لنا حبنا لهذا الوطن الجريح ،،،

                  دام هذا القلم الراقي و الواعي بكواليس حرفه ،،،

                  ودي و تقديري ،،


                  الحمصـــــــــــــــــــي[/align]
                  [align=center]هل جنيت على أحد و أنا أداعب تفاصيل حروفي ،،،؟؟؟


                  elhamssia.maktoobblog.com[/align]

                  تعليق

                  • د. جمال مرسي
                    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                    • 16-05-2007
                    • 4938

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة
                    الاخ الدكتور جمال مرسي..

                    حروف البنفسج لا تذبل ولا تموت
                    كما النيل لا يتوقف عن السريان
                    ولا يجف..

                    انه طهر القلب ونقاء السريرة
                    كبر الحلم وانت له فارسا
                    فارسا ..لمروج بنفسج
                    صنعت منها الحرف الانيق
                    وسطرت اهزوجة ذكرى لا
                    تموت ولا تفنى..

                    وماذا يتبقى من المرء الا الذكرى الرائعة..وسجل يا تاريخ..

                    متألق كعهدي بك..حروف شذى بنفسجه يعبق بالمكان..

                    مودتي وابقى متالقا وبخير دائما

                    لميس الامام

                    أختي الرائعة لميس الإمام
                    شكراً لك هذه الحروف الوردية و هذه الشهادة الجميلة التي أعتز بها و أقدرها
                    نفتقدك هذه الأيام ..
                    و أتمنى لك إجازة سعيدة و عوداً حميداً
                    تقبلي ودي و تقديري و احترامي
                    د. جمال
                    sigpic

                    تعليق

                    • عبدالله حسين كراز
                      أديب وكاتب
                      • 24-05-2007
                      • 584

                      #11
                      محبة و إعجاب

                      الأخ الشاعر د. جمال مرسي

                      نص يبوح بالجميل من بديع صورك ودلالاتها ورموزها الوارفة على ضفاف كل حرف فيه. وصلت الفكرة و أبقيت عيناي على نص يتألق ويسمو بنا في فضاء البنفسج و عطر الزهور و حياض الفؤاد - فؤادك - والنرجس الجبلي - غاية في التعبير و الدلالة و الثيمة - والعصفورة الصادحة - في فضائها الحر - ، و أغصان العمر و البحر المدلل الموج و حديث الجد والجدة - ما اروعك في اجترار الماضي و الحاضر و المستقبل -، وعناق / تجاور النيل - برمزيته الى الفحولة و القوة - والفرات برمزيته الى عذب مائه ورقته ، ثم طيف الأم و نصح الأب - رمز التماسك و توزيع الأدوار -... تعبيرات وألفاظ شعرية دقيقة حملتنا الى المعنى و المغزى، خاصةً عندما ينتهي بوح النص صانعاً من "حلمه مشمشاً و سفرجلة" وحاملاً قوة الدلالة الشعرية والفنية ما يغري القاريء على الإبحار بنص تلاطفه الصور الفنية و الأسلوب الرائع والفكرة المعبرة عن مكنونات النفس الإنسانية.
                      واسمح لي أن ألقي عليك:
                      "الشعر هو اللغة التي يكتشف الفرد من خلالها روعته" - ل كريستوفر فراي - فهلاّ اكتشفت سر روعتك يا عزيزي؟!!!
                      و حيث مواطن الجمال و الإبداع في النص طغت على سطحه، يقول لك فرانز كافكا "من تبقى لديه القدرة على ملاحظة الجمال، لا يشيخ أبداً" فهلاّ لاحظت روحك المبدعة.!!!؟

                      وسلام لك من حياض فؤادي
                      د. عبدالله حسين كراز
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله حسين كراز; الساعة 05-07-2007, 17:25.
                      دكتور عبدالله حسين كراز

                      تعليق

                      • د. جمال مرسي
                        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                        • 16-05-2007
                        • 4938

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أملي القضماني مشاهدة المشاركة
                        ............
                        نثر، وبوح من صميم ما نعيشه..
                        من تشويش، والتواء..
                        وخبط عشواء..
                        شواطيء النيل..
                        ضفاف الفرات..
                        محررة من كل قيد..
                        ومكبلة بكل القيود..
                        ذبل الفرح في ذواتنا..
                        لكنك حدثتنا عن بنفسج يرفض الذبول..
                        بعذوبة ايقاع..
                        وشفافية صور..
                        في هذا العالم المليئ بالمتناقضات..
                        تطل علينا روحك من عطر البنفسج،
                        مثقلة بأحلام متعطشة للأنعتاق..
                        وتسكب في اقداح الحياة ، ناراً، ونور
                        وتحكي الاساطير عن بنفسج يرفض الذبول

                        د. جمال...ان الجمال لا يحييه الا وجود الجمال

                        تحياتي واحترامي

                        أختي الفاضلة أملي القضماني
                        مرورك و نثرك لهذه الكلمات الرقيقة إثراء للنص أشكرك عليه
                        قراءة واعية و محببة للنفس
                        فبارك الله فيك و في قلمك
                        و لك خالص الود
                        د. جمال
                        sigpic

                        تعليق

                        • عمرو عبدالرؤوف
                          عضو الملتقى
                          • 18-05-2007
                          • 320

                          #13
                          يَغدو كما رَوضَةٍ و البنفسجُ فارسُهَا
                          و هْو يصنعُ من حُلمِهِ مشمشاً
                          و سفرجلةً


                          وشجرة رند مثمرة

                          دمت يانعاً رافضاً للذبول

                          محبتى وتقديرى استاذى العزيز
                          [size=5][B][align=center]لم نفترق
                          بل عُدنا نبحث عنا
                          بأجسادٍ ُأخرى،
                          لم نفترق
                          بل أعدنا سمات الكون
                          حين أسقطنا أوراق الخريف
                          ما بين الصيف والشتاء[/align][/B][/size]

                          تعليق

                          • د. جمال مرسي
                            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                            • 16-05-2007
                            • 4938

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسام عبد الغفور مشاهدة المشاركة
                            أخي الدكتور جمال..
                            لله درك من شاعر تأتيه قوافل الحرف محملة بأريج المعاني لتحط رحالها في عتبة ابداعك..أثملت السطور بهاتيك القوافي النابضة سحرا وعطرا..
                            دمت مبدعا
                            بارك الله فيك أخي الحبيب حسام عبد الغفور
                            شكراً لك مرورك الكريم و كلماتك الرقيقة
                            تقبل حبي و تقديري
                            sigpic

                            تعليق

                            • د.مصطفى عطية جمعة
                              عضو الملتقى
                              • 19-05-2007
                              • 301

                              #15
                              الأخ العزيز / الدكتور جمال مرسي
                              أعتبر هذا النص قفزة شعرية لك ، وقد قرأته مرات من قبل ، وتمعنته ، ورأيت فيه نقلة جمالية فكرية لك .
                              فمن العنوان الذي هو عتبة النص الأولى ، نعلم حجم الدلالة الجديدة ، "البنفسج يرفضُ الذبول " فالبنفسج زهرة تحوي لونا متماوجا ، يشي بالأمل والحياة ، ويأبى الذبول / السقوط / الاستكانة . فالخطاب زهري ، معبأ بالإنساني العالي . كما تقول في المطلع :

                              للزهورِ التي نَبَتَت في حِياضِ فؤاديَ ،
                              للنرجسِ الجَبَليِّ ،
                              لعصفورةٍ صَدَحَت فوقَ أغصانِ عُمريَ
                              رقَّ لها الفجرُ..
                              فَانتَصَبَت شمسُ يومٍ جديدٍِ
                              و هَبَّت نسائمُ هادئةٌ من صعيدِ البلادِ
                              بعطرٍ فريدٍ .


                              إننا هنا أمام عالم نباتي ، والنباتي يعادل البشري ، فالشاعر أقام قلعة شعرية أساسها الزهور ، تساوي البشرية ، وبدا واضحة وشيجة العلاقة بين الإنساني والزهري في : فؤادي ، عمري ، ليعلمنا الشاعر أن الخطاب ذو صلة مباشرة بين العالمين ، وليكون اللعب عطريا في الزهور وعالمها الشامل العصافير والفجر . إن توسل الشاعر بالعطري والنباتي يعبر عن الأمل الخفي ، الذي افتقده في عالم البشر ، فراهن عليه في النبات ، وهي حيلة ترجع إلى توغل الطبيعة في أعماق الشاعر ، وأنه يلوذ بها دائما . والمقطع السابق معبر عن هذه الروح .
                              قال البنفسجُ لا تقتلوني ،
                              دعوني على شجر البوحِ
                              إني سئمتُ الأيادي تَخَاطَفُني ،
                              تخنقُ العطرَ في زحمةِ الأوجهِ الكالحةْ.

                              هنا نجد مستوى من السردية الشعرية ، بين مقولة البنفسج ، ولتظهر عيانا أنه معبر عن روح الأمل ، الشعب ، المستقبل ، الذي يرغب في الخلاص والحرية ( دلالة البوح ) ، والعطر هنا المعادل الشمي للأمل ، مثلما البنفسج معادل بصري للأمل أيضا .
                              في شوارعَ داست على حُلُمي ،
                              لم تدع للقطا فرصةً للهديلِ
                              تذكَّرتُ ما قال جَدِّي و بَشَّت له جَدَّتي
                              حينما كنتُ أمتصُّ ثديَ العذوبةِ و الطهرِ
                              كان يحدثني عن بُطولاتِ أجدادهِ
                              و رُعونةِ أحفادهِ

                              مواصلة الحوار السردي والقصة ، وقد انتقلت بخيط خفي أساسه الـتأمل الفكري في عالمنا ، فالحلم مداس ، بينما الجد ( دلالة الماضي التليد وعظمة تاريخنا ) يعاتب الأحفاد ( رعونتهم ) وهم قد أهملوا هذا الماضي الجميل ، وما أجمل الصورة في البيت الأول : حيث نرى الشوارع ( مكان) معبر عن الوطن الذي داس على أحلام الشاعر ، والشعب والمستقبل ، فالشوارع حملت السلطة والناس والإهمال في دلاتها النصية .
                              فبكيتُ ، و أمي تحاولُ أن تُسكتَ الطفلَ
                              تخرجهُ من أساهُ
                              بتعنيفهِ تارةً ، أو بتدليلهِ تارةً .
                              كَبُرَ الطِّفلُ أصبحَ نيلاً فراتاً ،
                              يُلازمهُ طيفُ أمٍّ و نُصحُ أبٍ
                              و طرائفُ أجدادِهِ الـ..كلما زارهم في المقابرِ
                              يقرأ " ي~سَ " و الفاتحةْ .
                              و يُزيُّنُ قبرَهُما بالبنفسجِ
                              ثم يُولّي إلى حيث تأخذهُ خُطواتُ الإباءِ
                              يقولُ :
                              سأثبتُ عكسَ الذي ظنَّ أجداديَ البارحةْ .
                              يَكبُرُ الحُلمُ
                              يَغدو كما رَوضَةٍ و البنفسجُ فارسُهَا
                              و هْو يصنعُ من حُلمِهِ مشمشاً
                              و سفرجلةً .

                              المقطع السابق شديد الروعة ، ويكمل الرؤية المهمومة بالمستقبل ، فما أكثر التباكي على هذا الحاضر ، وما أقل التبشير بالمستقبل ، وقد احاز الشاعر بتناص عالي مع القرآن إلى أساس النهضة حيث الإسلام والأصالة ، مع التسلح بالعلم . وتأتي لفظة مشمشة معبرة عن الثمرة المرتجاة في دلالة جديدة للمشمش ، تعاضد دلالة البنفسج / الأمل ، وهي الثمرة المتوقعة ( المشمش ) .
                              نص رائع وقفزة كبرى في الجمال ، مع تأكيد على وضوح الرؤية ، وهذا أضعه على قمة نتاج شاعرنا ، لرهافة النص وروعته ، وجدة أسلوبه .
                              تحياتي وتقديري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X