تويت
بعض الكلمات تبحث عن سبيل
قبل أمس كانت هناك أشياء علي قراءتها داخل ورقاتي
على ما يبدو أنني تمهلت يومها ولم تجن ورقاتي منها شيئا
سأدونها هنا
ربما تكن من محض رواياتي التي ضاقت فيها الأرض فلم تجد سبيل غير مذكراتي
وربما تغزلت مع أوهامي وذاكرتي التعيسة التي لا تلم بشيء من ذكرى هذه الحكايات
لكنها تجلت بهذا الواقع الحزين ، وبعض الأشياء الجامدة حولي
في وضح ذلك النهار
الشمس غريقة لا تحري للواقع شيئاً
فقط بعض الحرارة والنور
أصوات السيارات
أضواء أللا مكان
جلوس الحسناء في مرقدها
تطرز قطعة من القماش بأربعة ألوان
وتصفن في ظلمة النهار
خارج عتبات ذلك البيت
تناثرت يومها بعض الأشلاء حوله
لا تعرف الكثير من الألوان
جلها حمراء وأقلها حمراء
لا زالت تصفن خارج عتبات ذلك البيت
تذكر أحمد وحسام
كانوا يلعبون أمام منزلها
براءة يرسمون
يصورون بعض الأشياء تحت غطاء حاجبها
ألأطفال ، بسمتها ، قهوتها ، ومضات من سكينتها
هي لا تعلم الكثير مما كانوا يعنوه
السعادة فقط كانت تتفرس دوما لامتطاء شفاها
بعد قليل يعود أحمد من مدرسته
كباقي الأشياء التي تجيدها
ستسأله عن سبب تأخر حسام .. تقلق عليه من جديد ...
وأحمد سيقف ساكتا
رغم صغر سنه إلا أنه قد علم بعض الأشياء باكراً
يريد أن يحرك بعض الحكايات لوالدته في سكونه
يعيد لها بعض الأحداث
سيبحر بأعين والدته من جديد
ويهجوهم حسام ...
يضحكهم حسام ...
يفقدون حسام كل يوم ...
كان يوما تعيسا لأحبته
اغتالته بعض الأشياء
واقتحم ببسالة قطعة صغيرة لا تعدو المتر أو المترين من الوطن
أجنحة يحلق فيها بالسماء
عيون شريدة تنظر لأشياء قريبة
حتى يجن الليل .. تبدأ هواجسهم بالبركان ...
كان هنا ، لن يعود
ربما قد مات
وربما وجد لنفسه طيبا من المقام
وربما ذهب لطريق قد اختاره له الله
سيعود حسام
يمشي على سهول القمح .. يقتبس من السماء شيئا كل صباح
تتخلل ثناياه بعض الخيوط الذهبية
واحذروا أن يصبح باروداً ...
ينحني لفجوة بندقية والده
يرسل لها بعض الطلقات
أو بعض الشجاعة ليكون كما كتب له أن يكون
كان عليه أن يحلم الحياة بخيمة
أن يصرع أمه بذكريات اللجوء
يسمع تخاريف جدته كل مساء
روائية ماهرة ...
تحري ما تثقل فيها إلى هنا ببعض اللمسات على شعر أحمد وحسام
بين أزقة المخيم .. وبطاقات المؤن التي دونت بعض أسمائهم
أعلم لن يحير لنا الكثير حسام
فقط جندي مجهول لم يكتب له أن يكون
ويبتسم بعض الشيء
يزيح بعض ما تثكل على كاهلي قبل أمس
ويعيد لي ذاكرتي .. بعد أن أنهكها بحكايات جدته
وشجون يدوم .. حتى يأتي اليوم الذي يلقي فيه أحمد غصن الزيتون ...
عذراً بعض الكلمات تبحث عن سبيل
فادي الريس
23.2.2009 صباحاً
تعليق