خيمة على عورة الرمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فهد حسين العبود
    عضو الملتقى
    • 02-07-2007
    • 34

    خيمة على عورة الرمل

    [frame="2 80"]خيمة على عورة الرمل

    فهد حسين العبود[/frame]

    أغذ ّ النزيف
    إلى ظل نخلة
    حثيثا أغذ ّ فلول النخيل إلى وحشتي
    أحاول أرضا تساكنني
    بعد لأي الجهات
    ونأي الحبيب
    ودرس الطلولْ
    أنا فارس وارف في الأفولْ
    سيفي زهرة صبار
    وجهي تخوم انتظار
    وروحي القديمة
    سؤال على صهوة ذاوية
    أغذ ّ النزيف
    إلى خيمة في محاق التآريخ
    تشعل للرمل آخر بدر تمام ٍ
    وتشرب فنجانها البدوي
    على حجر الأولينْ
    أنا فارس وارف في الحنينْ
    (أحاول ملكا) فأقتل دون الرغيفْ
    أغذ ّ النزيفْ
    أفيء إلى جذع أم
    يرف على وجنتيها جناح رصاصة:
    - " ماذا تبقى
    لأرضٍ تجفُّ على راحةِ اللهِ
    وجهٍ يغادر مثل طيورِ الشتاءْ؟
    ماذا تبقَّى
    لوقت يلملم أضلعهُ كي ينام أخيراً
    وأمٍّ تزمُّ على عورة الرملِ ماءَ الولادة؟
    ماذا تبقَّى
    لطاغيةٍ ما اشتفى من بكارةِ روما
    وحزن ٍ كما شجر الليل ِ
    يورقنا في عماء الجهاتْ؟
    عبرنا وقلنا لدجلةَ
    باركْ حنينَ البلادِ إلينا
    وهادنْ على هذه الأرضِ
    روح القوافل ِ
    طيِّر يمام الحروف لبابلَ
    وارفع وضيئ العروش لأُورْ
    عبرنا وقلنا لبغدادَ
    يا أمُّ صرنا سنابلَ
    مدّي إلينا رحيق النبيينَ
    نطوِ إلى الروح بحر الأساطيرِ
    هزي إليك بجذع السماءِ
    تُساقطْ عليكِ خيولَ الدهورْ
    قالت: رأيت بنوميَ
    فيما تراه المدائنُ
    أني أراقص عُرْييْ
    وأسرج قلبي ليوم تُعلَّق فيه المصاحفُ
    فوق الرماح ِ
    ويومٍ يعلِّق فيه المغولُ
    جراحي على باب خيماتهمْ
    رأيتُ البيوتَ فضاءاتِ عوسجْ
    وقلبي مطلاًّ
    على شاعرٍ
    في مهبِّ الحروف يراود قنبلةً
    عن مساءٍ أخيرْ
    على عاشقٍ
    في ظلال البنادق يستلُّ وردة
    رأيتُ عيونَ الصغارِ منابرَ حزنٍ
    تشيِّعُ ريحَ القبائلْ
    وأني أجردكم من ترابي
    وأولم أطيافكم للهباءْ
    خرجنا تركنا البقيةَ في برزخٍ
    بين موتٍ وموتْ
    تركنا الذي ظل من قامةِ الأمسِ
    خيطاً من النخلِ والأمهاتْ
    وقلنا لبغداد كوني خياماً
    على عورة الرملِ
    كوني سلاماً على من تبقَّى
    وزمِّي على ورق الأرض حبر السماء !! " .
    التعديل الأخير تم بواسطة د. جمال مرسي; الساعة 04-07-2007, 13:09. سبب آخر: إعادة التنسيق
  • فهد حسين العبود
    عضو الملتقى
    • 02-07-2007
    • 34

    #2
    أرجو ألا أكون مثقلا عليكم ولكن هل لي بمعرفة الآراء في هذه المشاركة المتواضعة
    التعديل الأخير تم بواسطة فهد حسين العبود; الساعة 04-07-2007, 05:08.

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      الأخ الشاعر الكريم فهد حسين العبود
      ليست مشاركة متواضعة كما تدعي
      و لكنها القصيدة القصيدة
      قرأتها قراءة أولية و سأثبتها تقديراً و امتناناً
      و لي عودة جديدة معها بقراءة تحليلية أخرى
      أسجل إعجابي
      و أهلا بك شاعراً كريماً في بيتك
      محبتي و تقديري
      د. جمال
      sigpic

      تعليق

      • عبدالله حسين كراز
        أديب وكاتب
        • 24-05-2007
        • 584

        #4
        الأخ الأديب/ فهد العبود
        طابت قصيدتك، قلت وعبّرت فأحسنت وسموت بنصك وبنا في عنان المعنى و التعبير الجميل بانسيابية تملّكت أسرار كتابتها شعراً. قرأت النص على عجالةٍ فوقعت عيناي على صور شعرية غاية في الجمال و الفكرة و المعنى... النص يحاول أن يصوّر حالة كل الأمة بتوظيف الذاتي و الجماعي في مفردات رسمت تخوم الأغراض التي من أجل رفعها خرج النص وبانت مواطن جماله.
        ورغم نبرة الـتأسي و الحزن و اللوم، إلا أن النص ينطوي على نافذةٍ من الأمل و الخلاص من تداعيات انهزام الذات و انكسار حال الأمة نحو فجر ليس ببعيد.
        واسمح لي أن أقتطف من جميل النص ما يلي من الصور الشعرية و ألأسلوبية المعبرة عن مكنون الغرض الشعري:

        "حثيثا أغذ ّ فلول النخيل إلى وحشتي" -- الشاعر يتماهى مع شجر النخيل ليجد أنيساً لوحشته الإنسانية ولينسى هموم الواقع المحزن...
        ثم:
        "أنا فارس وارف في الأفولْ" - وهي تتصل بالحالة الأولى من الأفول الى النخيل والوحشة التي ربما تعني عزلة القائل التلقائية و الإختيارية وبالتالي عدم رغبته في مواجهة الواقع الأليم. رغم استخدامه لمفردة الفارس والتي تدل ببعدها التفكيكي على عزيمته و ترك مشكاة لبصيص الأمل في فروسية تستمد قوتها و إرادتها من الخيرين من أبناء الأمة.

        أيضاً،
        "وتشرب فنجانها البدوي
        على حجر الأولينْ
        أنا فارس وارف في الحنينْ"
        والصورة هنا تجسد الخيمة العربية في شخصية العربي الأصيل في كسب معركته ضد الغريب و الدخيل، وهنا يلجأ الشاعر لتقنية التضمين عندما يجاور أو يجمع مفردات تصب في ذاكرة الثقافة العربية و تراثها كنزها الدلالي و المعنوي مثل البدوي و الحجر و الفارس و الحنين - لتعيدنا للقديم من الأغراض الشعرية والتي لا تزال تحتل حيّزاً واسعاً من فضاء الشعراء العرب الآن -

        وساصل لنهاية النص حينما يعلن بطريقة خطابية قراره:

        "وقلنا لبغداد كوني خياماً
        على عورة الرملِ
        كوني سلاماً على من تبقَّى
        وزمِّي على ورق الأرض حبر السماء "
        بغداد عاصمة عربية أصيلة، مهد الحضارات والتراث والعجائب، وهي رمز ينساب على أي عاصمة عربية أخرى... كما نجد "عورة الرمل" وهو الإنكشاف على الآخر وفضح الذات الغالية والخاصة، لكنّ السلام سيأتي يوماً لسكانها مهما اشتد زحام الحزن و الآلام. "وزمّي على ورق الأرض حبر السماء"، فيها صورة شعرية تنبض بأمل إحياء الأرض و عودتها لبهجتها و طبيعتها التي جُبلت بالدم العربي و عرق الأمة من المخلصين.

        نص أرى أنه حقق غايته ووضّح فكرته من خلال توظيف ناجح للمفردات و الصور الشعرية النابضة رغم اعتصار الحزن و الألم لقلب الشاعر.

        مع مودتي
        د. عبدالله حسين كراز
        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله حسين كراز; الساعة 04-07-2007, 12:39.
        دكتور عبدالله حسين كراز

        تعليق

        • د. جمال مرسي
          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
          • 16-05-2007
          • 4938

          #5
          ( قراءة في عنوان القصيدة و بعض مقاطع منها )
          خيمة على عورة الرمل
          هكذا عنون شاعرنا فهد حسين العبود لقصيدته
          و بدايةً فقد استوقفني العنوان .. فلماذا لم يقل الشاعر خيمة على الرمل مباشرة و لماذا اختار كلمة عورة ليضيفها إلى الرمل ؟
          العَوْرَةُ كما جاء في المحيط : هي الخَلَلُ والعيبُ في الشيء أو هي كل بيت أو مَوْضع فيه خلل يخشى دخول العدو منه يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً.-: كل ما يستره الإنسانُ استنكافاً وحياءً من جسده ج عَوْرات.

          و إضافة عورة إلى الصحراء كانت لتوضيح هذا الخلل أو نقطة الضعف التي يخشى دخول العدو منها إلى الوطن و هو هنا العراق و أيضاً لأن المسمى المعروف لعملية غزو العراق كان عاصفة الصحراء فكأن الشاعر يريد أن يقابل بين عاصفة الصحراء و عورة الصحراء للتذكير بهذا الحدث الأليم الذي زلزل كيان الأمة .
          فكان عليه أن يبتني خيمة في الصحراء لأكثر من سبب ربما لسد الخلل الذ ينفذ منه العدو أو ربما لمواجهة هذه العاصفة الصحراوية و أيضاً لأن في الخيمة أمن لأصحابها و استقرار و حماية من وهج الشمس بالإضافة إلى أن منها تدار العملية العسكرية برمتها إدارياً و تكتيكياً .
          فاختيار الشاعر للعنوان ( خيمة على عورة الصحراء ) أراه اختياراً موفقاً و منه كان المدخل إلى لب الموضوع .

          أغذ ّ النزيف
          إلى ظل نخلة
          حثيثا أغذ ّ فلول النخيل إلى وحشتي
          أحاول أرضا تساكنني
          بعد لأي الجهات
          ونأي الحبيب
          ودرس الطلولْ


          أغذ النزيف
          أغذَّ الجرح إغذاذًا سال بما فيهِ.
          و أغذ السيرَ وفي السير أسرع و هذا هو المعنى الذي يعنيه الشاعر
          فكأنه و هو المثكل بالجراح و النزيف يغذ السيرَ لكي يتفيأ ظل نخلة عراقية يلقى تحتها همومه و يستريح قليلاً حتى يبرأ جرحه
          و هو لا يكتفي بذلك فقط بل إنه يحث فلول النخيل الذي بدا بعيداً متفرقاً بالنسبة له لتقترب منه أكثر و كأنه يسألها أن تشاركه هذه الوحشة التي يشعر بها .أو كأنه يستجديها أن تقرب له المسافة بينه و بين الوطن الذي يشعر بالوحشة بعيداً عنه .
          و لكن لماذا يغذ النزيف أو السير متماهياً مع النخيل . السبب واضح و هو ما يسعى إليه في اللحاق بالوطن الذي يسكنه و يسكن فيه و لا سيما بعد لأي و مشقة السفر في الجهات الأربعة و البعد عن الحبيب ( الأهل أو الحبيبة أو الوطن نفسه ) و درس الطلول بفعل العاصف . و الطلول هي ما تبقى من آثار الديار .

          أنا فارس وارف في الأفولْ
          سيفي زهرة صبار
          وجهي تخوم انتظار
          وروحي القديمة
          سؤال على صهوة ذاوية
          أغذ ّ النزيف
          إلى خيمة في محاق التآريخ
          تشعل للرمل آخر بدر تمام ٍ
          وتشرب فنجانها البدوي
          على حجر الأولينْ
          أنا فارس وارف في الحنينْ
          (أحاول ملكا) فأقتل دون الرغيفْ

          الشاعر فارس وارف في الأفول .. تشبيه بليغ فهو كالغصن الوارف الممتد رغم الأفول ( الغروب ) و الوحشة التي تتبعه
          و ما أدواته .. سيفٌ من زهرة صبار كناية عن الصلادة و الصبر على المعاناة و وجه كأنه تماهي مع الحدود في انتظار الفتح
          و روحه القديمة سؤال ربما يطرحه على نفسه أو على الغير هل سيكون لي التمكين بعد هذه التشرد في رحلة الجهات الأربعة و الروح القديمة كناية على الأصالة و العراقة . سيغذ النزيف لإذاً إلى هذه الخيمة الوطن الضاربة جذوراً في أعماق التاريخ
          بصفاتها العربية البدوية الأصيلة . نعم هو شاعر ممتدة غصون الحنين عنده كما كان شلمخاً من قبل في الأفول و الوحشة .
          يحاول التمكين .. و لكنه يصدم بواقع مرير , إنه الفقر و الجوع الذي يجعل الناس يتقاتلون من أجل الرغيف .
          في هذه الجزئية مجموعة من الصور البليغة ( فارس وارف .. وجهي تهوم انتظار .. صهوة ذاوية ..وارف الحنين )

          إلا أني رأيت في هذا المقطع ( سيفي زهرة صبار ) خروج عن تفعيلة المتقارب التي نسج عليها الشاعر قصيدته .
          أو ربما لم يسعفني التدوير فشعرت أن بها هنة عروضية .



          سأكتفي بهذا القدر على أمل العودة من جديد إلى هذا النص الباسق إن كتب الله لي ذلك و أستسمحك إن لم أتمكن
          وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير .
          محبتي و تقديري للشاعر
          و أرحب بك أخي فهد حسين أيما ترحيب

          مودتي و تقديري

          د. جمال
          التعديل الأخير تم بواسطة د. جمال مرسي; الساعة 04-07-2007, 16:12.
          sigpic

          تعليق

          • عارف عاصي
            مدير قسم
            شاعر
            • 17-05-2007
            • 2757

            #6
            الشاعر القدير
            فهد حسين العبود

            مرحبا بك أولا

            قصيدة سامقة
            ولا أظنني سأضيف بعد قراءة
            أخواي د0 عبدالله و د0 جمال

            القصيدة نزيف خاص على وتر
            الألم لأمة فقدت هويتها وباعت
            تاريخها وأصالتها ومن ثم باعت
            أرضها طوعا أو كرها

            روح الشاعر ترف حول بناء الأمة
            يحدوها الأمل ويحملها الحنين لمجد
            سامق يكاد يتلمسه بأنامله ويستوحيه
            من خلال صوره المتمازجة بين القديم
            والحديث 0 القديم بعبقه وأصالته وقوته
            وشموخه والحديث بما يحمله من هوان
            مزري وضعف يستنزف البكاء إلى الدماء

            بوركت أخي قلبا وقلما
            تحاياي
            عارف عاصي

            تعليق

            • فهد حسين العبود
              عضو الملتقى
              • 02-07-2007
              • 34

              #7
              الأستاذ الكريم الناقد والمترجم abdullh kurraz السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              أنا آسف جدا لتأخري عن شكرك وامتناني لك على هذه القراءة الجميلة وهذا التقييم الذي ما كنت لأطمح إلى أكثر منه ولكنني طيلة الفترة الماضية لم أستطع الرد لأنني لم أستطع دخول المنتدى لأسباب خارجة عن إرادتي.
              لك تقديري الفائق وأرجو أن أكون عند حسن ظنك

              تعليق

              • فهد حسين العبود
                عضو الملتقى
                • 02-07-2007
                • 34

                #8
                الأستاذ الشاعر الكبير د. جمال مرسي
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                لم أستطع دخول المنتدى إلا اليوم لأسباب ربما تكون تقنية لذلك أرجو أن تغفر لي تأخري في الرد
                ما قلته عن القصيدة أعتبره وساما عظيما من شاعر كبير أعلقه على صدري
                كانت قراءة خبت بجانبها القصيدة ذاتها
                لك محبتي وتقديري

                تعليق

                • فهد حسين العبود
                  عضو الملتقى
                  • 02-07-2007
                  • 34

                  #9
                  الأستاذ عارف عاصي
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  تأخري عن شكرك كان لأسباب تقنية لم أدرك كنهها تماما
                  كانت رؤيتك لغرض القصيدة وهمها قراءة جميلة
                  ارجو يا أخي أن أكون قد ساهمت ولو بالقليل في الكشف عن واقع الأمة المرير وأن أكون قد حاولت بشكل ما استنهاضها من هذا الرقاد الذي طال
                  الشكر كل الشكر لك أستاذي الكريم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X