كتب مصطفى بونيف
زهايمر ...سلسلة مقالات ساخرة بمناسبة الانتخابات الرئاسية في الجزائر
زهايمر (1)

دائما أتساءل ما الفرق بيني وبين الحمار ؟؟؟ ، نقول دائما أن العقل السليم في الجسم السليم ...وليس ثمة أكثر صحة وعافية من الحمار ...
مجتمع الحمير ..أكثر حضارة مننا هذه الأيام ، فلا حمار يفكر في إنشاء نقابة للبهائم ، ليستغلها في الانتخابات ..ولا حمار يفكر أصلا في السلطة والكرسي ...كل الحمير همها على بطنها !!!
والذي زاد من رفاهية الحمير هو تطور وسائل المواصلات ..لم يعد الحمار يحملنا أو يحمل أسفارنا ...أو أمتعتنا ، بل حتى في الاراضي الفلاحية ..لم يعد الحمار يجر المحراث أو يدور الساقية ...فالحمار أصبح يمر على الأرض وينظر إلى "التراكتور" بنوع من الأبهة والأناقة مثله مثل صاحب الأرض تماما ...ثم يمضي في نشوة غامرة ...وكانت حياة الحمير ستكون أكثر سعادة لولا بعض تجار اللحمة - سامحهم الله-...
في البلدان السياحية أصبح للحمير استخدام جميل ، إذ أن الفتيات الأجنبيات القادمات من أمريكا وأوروبا واليابان وروسيا ..يعشقن ركوب الحمير ، ولقد رأيت ذلك في الكثير من المناطق السياحية ...
يأتي صاحب الحمار ، وحماره خلفه مزهوا ويتقدم به نحو الفتاة الأجنبية ، ويقدمه كما لو أنه يقدم ترافولتا ...الجولة الواحدة حول الهرم بخمسين دولارا أمريكيا ، فتصرخ الفتاة "فانتاستيك" يعني "هااايل" ...فتحضنه وتمتطيه وهي تلبس الشورت ، مما جعلني أصرخ كالحيوان في نفسي " يا ليتني كنت حمارا !!!".
ولأنني لست حمارا ، أحمل في يدي جريدة .....قرأت عليها خبرا طريفا ..وهو أن الراتب الذي يتقاضاه رئيس الجمهورية قدره ما يساوي 40 ألف دولار شهريا ....طبعا هذا غير الأكل والشرب والتنقل والسكن وفواتير الكهرباء والاتصالات الدولية والرحلات الخارجية ...وغير الحوافز وساعات العمل الاضافية ....
السيد الرئيس يقبض على قلبه 40 ألف دولار ..والسادة أعضاء الحكومة ليسوا أقل منه طبعا ....هذا إذا لم نقل أنهم يقبضون أكثر منه ...
ولأنني لست حمارا فأنا أعرف بأن رواتبهم يقبضونها من الضرائب التي ينحلون بها وبرنا بمناسبة أو بغير مناسبة ...ومع ذلك ندفعها ..
أنظر إلى نفسي فأجد الحمار أفضل مني حالا ...الحمار يأكل ويشرب ويحمل فتيات جميلات على ظهره ...وينام معززا مكرما في زريبته بعد أن يلتهم خمسين كيلو من البرسيم الذي يأتيه إلى غاية عنده ...بينما أقف أنا العبد الفقير ...بلا عمل ...بلا وظيفة ...بلا زوجة وقد بلغت من العمر أرذله ...بلا سكن ...بلا راتب ...بلا أكل ...
بل وأدفع ضريبة حتى يقبض السيد الرئيس وحكومته رواتبهم ....
ولأنني لست حمارا ...مطلوب مني أن أسحب بطاقة انتخابية ...وأصوت لرئيس الجمهورية ليحكمني خمس سنوات أخرى قابلة للتمديد ...
ومع ذلك الرئيس سينجح بنسبة لا تقل عن التسعين بالمئة ...من الحمير -عفوا - المواطنين الذين صوتوا لصالحه ....
وحتى لا أكون حمارا .....نلتقى في المقال القادم .....بحول الله تعالى...
مصطفى بونيف
زهايمر ...سلسلة مقالات ساخرة بمناسبة الانتخابات الرئاسية في الجزائر
زهايمر (1)

دائما أتساءل ما الفرق بيني وبين الحمار ؟؟؟ ، نقول دائما أن العقل السليم في الجسم السليم ...وليس ثمة أكثر صحة وعافية من الحمار ...
مجتمع الحمير ..أكثر حضارة مننا هذه الأيام ، فلا حمار يفكر في إنشاء نقابة للبهائم ، ليستغلها في الانتخابات ..ولا حمار يفكر أصلا في السلطة والكرسي ...كل الحمير همها على بطنها !!!
والذي زاد من رفاهية الحمير هو تطور وسائل المواصلات ..لم يعد الحمار يحملنا أو يحمل أسفارنا ...أو أمتعتنا ، بل حتى في الاراضي الفلاحية ..لم يعد الحمار يجر المحراث أو يدور الساقية ...فالحمار أصبح يمر على الأرض وينظر إلى "التراكتور" بنوع من الأبهة والأناقة مثله مثل صاحب الأرض تماما ...ثم يمضي في نشوة غامرة ...وكانت حياة الحمير ستكون أكثر سعادة لولا بعض تجار اللحمة - سامحهم الله-...
في البلدان السياحية أصبح للحمير استخدام جميل ، إذ أن الفتيات الأجنبيات القادمات من أمريكا وأوروبا واليابان وروسيا ..يعشقن ركوب الحمير ، ولقد رأيت ذلك في الكثير من المناطق السياحية ...
يأتي صاحب الحمار ، وحماره خلفه مزهوا ويتقدم به نحو الفتاة الأجنبية ، ويقدمه كما لو أنه يقدم ترافولتا ...الجولة الواحدة حول الهرم بخمسين دولارا أمريكيا ، فتصرخ الفتاة "فانتاستيك" يعني "هااايل" ...فتحضنه وتمتطيه وهي تلبس الشورت ، مما جعلني أصرخ كالحيوان في نفسي " يا ليتني كنت حمارا !!!".
ولأنني لست حمارا ، أحمل في يدي جريدة .....قرأت عليها خبرا طريفا ..وهو أن الراتب الذي يتقاضاه رئيس الجمهورية قدره ما يساوي 40 ألف دولار شهريا ....طبعا هذا غير الأكل والشرب والتنقل والسكن وفواتير الكهرباء والاتصالات الدولية والرحلات الخارجية ...وغير الحوافز وساعات العمل الاضافية ....
السيد الرئيس يقبض على قلبه 40 ألف دولار ..والسادة أعضاء الحكومة ليسوا أقل منه طبعا ....هذا إذا لم نقل أنهم يقبضون أكثر منه ...
ولأنني لست حمارا فأنا أعرف بأن رواتبهم يقبضونها من الضرائب التي ينحلون بها وبرنا بمناسبة أو بغير مناسبة ...ومع ذلك ندفعها ..
أنظر إلى نفسي فأجد الحمار أفضل مني حالا ...الحمار يأكل ويشرب ويحمل فتيات جميلات على ظهره ...وينام معززا مكرما في زريبته بعد أن يلتهم خمسين كيلو من البرسيم الذي يأتيه إلى غاية عنده ...بينما أقف أنا العبد الفقير ...بلا عمل ...بلا وظيفة ...بلا زوجة وقد بلغت من العمر أرذله ...بلا سكن ...بلا راتب ...بلا أكل ...
بل وأدفع ضريبة حتى يقبض السيد الرئيس وحكومته رواتبهم ....
ولأنني لست حمارا ...مطلوب مني أن أسحب بطاقة انتخابية ...وأصوت لرئيس الجمهورية ليحكمني خمس سنوات أخرى قابلة للتمديد ...
ومع ذلك الرئيس سينجح بنسبة لا تقل عن التسعين بالمئة ...من الحمير -عفوا - المواطنين الذين صوتوا لصالحه ....
وحتى لا أكون حمارا .....نلتقى في المقال القادم .....بحول الله تعالى...
مصطفى بونيف
تعليق